صادرات الساعات: الأرقام تلامس مستويات العام 2019

  • 2021-05-30
  • 11:11

صادرات الساعات: الأرقام تلامس مستويات العام 2019

  • برت دكاش

للشهر الثاني على التوالي تسجّل صادرات الساعات السويسرية زيادة في قيمتها لامست مستويات الفترة نفسها من العام 2019. فبعد عام غير مسبوق في تاريخ صناعة الساعات الحديث، بلغت قيمة صادرات الساعات السويسرية في نيسان/ أبريل الماضي 1.8 مليار فرنك سويسري، أي بزيادة نسبتها 2.0 في المئة مقارنة مع نيسان/ أبريل 2019. وتشير هذه الأرقام، بحسب الاتحاد السويسري لصادرات الساعات، إلى عودة القطاع إلى طبيعته والتي بدأت في آذار/ مارس الماضي مع بلوغ قيمة الصادرات 1.9 مليار فرنك سويسري، أي بزيادة نسبتها 7.4 في المئة مقارنة بآذار/ مارس 2020.

وعلى الرغم من استعادة سوقي الصين والولايات المتحدة عافيتهما، لا تزال الأسواق الأوروبية بغالبيتها تعاني من تداعيات الجائحة وتسجل نتائج سلبية، في حين أن واردات الإمارات تمت بنسبة تجاوزت 22 في المئة في نيسان/ أبريل الماضي، وزادت قيمة واردات الشرق الأوسط الإجمالية من الساعات السويسرية بنسبة 13.4 في المئة، مقابل 3.1 في المئة على مستوى آسيا التي تندرج ضمنها المنطقة.

تراجع في الكميات

لكن هذه الأرقام من ناحية القيمة، وإن عادت إلى مستوياتها السابقة، إلا أنها لا تعكس واقع الصناعة والتحولات التي شهدتها على امتداد عام كامل ومحاولات تكيف الدور المصنّعة مع الواقع الجديد، وجميعها لوحظت خلال معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva الأخير بنسخته الافتراضية. فمن أبرز اتجاهات الصناعة هذا العام هو الإصدارات المحدودة والتي اتسمت بمعظمها بالابتكار على المستويين الفني الوظيفي للساعة والتصميمي الخارجي. وفي هذا السياق، تراجعت أعداد الساعات المصدّرة وفق نتائج الشهر الماضي الصادرة عن الاتحاد بنسبة 25.8 في المئة مقارنة مع نيسان/ أبريل 2019. ومقابل عودة كمية الساعات المصنوعة من معادن ثمينة إلى مستوى ما قبل الأزمة مع ارتفاع ملحوظ في قيمتها بنسبة 7.5 في المئة إلى 615.8 في المئة، تراجع عدد الساعات المصنوعة من الفولاذ بنسبة 24.0 في المئة مقارنة مع نيسان/ أبريل 2019، مع استقرار بقيمتها، وإن دلت الأرقام على شيء، فعلى ارتفاع أسعار الساعات ضمن الفئتين مقارنة بالعام 2019. كذلك انخفضت كمية الساعات المصنوعة من الذهب والفولاذ معاً بنسبة 25.5 في المئة وتراجعت قيمتها بنسبة 3.9 في المئة إلى 281.2 مليون فرنك، وسجلت الساعات المصنوعة من مواد أخرى هبوطاً حاداً من حيث الكمية بلغت نسبته 43.4 في المئة، مقابل انخفاض بنسبة 2.8 في المئة في قيمتها.

الأرقام تؤشر إلى الفئة والقيمة

خلال معرض جنيف، وعلى الرغم من إجماع الصانعين على تحسن أداء الصناعة اعتباراً من النصف الثاني من العام الماضي إلا أنهم استبعدوا عودة الصناعة إلى مستويات ما قبل الأزمة في القريب العاجل على الرغم من تعافي السوق الصينية وتأكيد أرقام العام الحالي عليها والتي تجاوزت نسبتها الـ 75 في المئة في نيسان/ أبريل الماضي مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019، الأمر الذي بدوره يؤكد ما سبق وأشار إليه العاملون في القطاع وهو الزيادة في إقبال الصينيين وهم من كبار عملاء الساعات في العالم، على الشراء في السوق المحلية بسبب القيود المفروضة على السفر، وليس من الخارج كما العادة. إلى ذلك، فرض الوباء تغييرات جذرية على نموذج الأعمال نفسه وتسارع التحول الرقمي وفرض البيع أونلاين نفسه بقوة كخيار بديل خلال فترات الإغلاق والذي عوض جزئياً تراجع البيع داخل المتاجر لكن من دون أن يعيد المبيعات إلى مستوياتها السابقة.

اقرأ أيضاً:
Watches and Wonders: ساعات محدودة واستثنائية لمواجهة الأزمة

الصين والولايات المتحدة تقودان التعافي

رافق التعافي في الصين، استعادة سوق الولايات المتحدة حيويتها واسترجاعها مركز الصدارة على قائمة الدول المستوردة للساعات السويسرية في نيسان/ أبريل الماضي مع 235.6 مليون فرنك سويسري، أي بزيادة نسبتها 14.6 في المئة مقارنة مع نيسان/ أبريل 2019، ومقارنة بـ 27.9 مليون فرنك في نيسان/ أبريل 2020. وصدّرت سويسرا إلى الصين التي حلّت في المرتبة الثانية ساعات بقيمة 230.0 مليون فرنك مقابل 131.4 مليون في الفترة نفسها من العام 2019، أي بزيادة نسبتها 75.0 في المئة. وعلى الرغم من عدم جواز المقارنة ما بين العامين 2021 و2020 نظراً الى التفاوت الكبير في النسب، إلا أن قيمة واردات الصين من الساعات السويسرية بلغت في نيسان/ أبريل 2020 نحو 110.3 ملايين فرنك أي بتراجع نسبته 16.0 في المئة فقط مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019.

وبدا لافتاً للانتباه ضمن قائمة الدول العشر الأول المستوردة للساعات في نيسان/ أبريل الماضي احتلال الإمارات المركز الثامن مع 82.5 مليون فرنك مقابل 67.2 مليون العام 2019، أي بزيادة نسبتها 22.9 في المئة، مع الإشارة إلى أن قيمة وارداتها من الساعات السويسرية بلغت في الفترة نفسها من العام الماضي 7.2 ملايين فرنك.

ولم تتمكن الأسواق الأوروبية من استعادة عافيتها بعد، إذ لا تزال مؤشرات معظم الأسواق الأوروبية سلبية، على المستويين الشهري في نيسان/ أبريل مقارنة مع نيسان/ أبريل 2019 والأشهر الأربعة الأولى مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

الإمارات في المركز السابع عالمياً

على مستوى الأشهر الأربعة الأولى، بلغ مجموع قيمة واردات أول 30 سوقاً للساعات السويسرية 6.86 مليارات فرنك سويسري، مقابل 5.08 مليارات العام الماضي، أي بتراجع نسبته 35.0 في المئة و6.89 مليارات العام 2019. وحلت الصين في المركز الأول كأكبر مستورد للساعات السويسرية خلال الفترة المذكورة مع ما قيمته 989.5 مليون دولار مقابل 574.5 مليون في نيسان/ أبريل 2019، أي بزيادة نسبتها 72.2 في المئة، مع العلم أن قيمة صادرات الصين من هذه الساعات بلغت 500.8 مليون فرنك في الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي، أي بتراجع نسبته 14.7 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019. وشكل مجموعة قيمة وارداتها ما نسبته 14.4 في المئة من مجموع قيمة صادرات الساعات السويسرية.

وبلغت قيمة واردات الولايات المتحدة من الساعات السويسرية 899.7 مليون فرنك سويسري، وحلت ثانية، أي بزيادة نسبتها 20.5 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019، وما نسبته 13.1 في المئة من مجموع الصادرات.

واحتلت الإمارات خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2021 المركز السابع عالمياً مع ما قيمته 318.8 مليون فرنك، بتراجع نسبته 4.2 في المئة مقارنة مع الفترة نفسها من العام 2019.

واستأثرت أول 10 أسواق بما مجموعه 4.96 مليارات فرنك من إجمالي صادرات الساعات السويسرية في الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، أي ما نسبته 72.3 في المئة من مجموع هذه الصادرات.

الشرق الأوسط: زيادة قيمة الواردات 13.4 في المئة

استأثرت آسيا على 53.7 في المئة من مجموع قيمة صادرات سويسرا من الساعات، مقابل 28.0 في المئة لأوروبا، و16.4 في المئة لأميركا، و1.2 في المئة لأوقيانيا و0.8 في المئة لأفريقيا.

وفي مؤشر لافت عن قيمة الساعات المستوردة في الشرق الأوسط، زيادة قيمة واردات المنطقة من الساعات السويسرية بنسبة 13.5 في المئة خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، على الرغم من تراجع الكميات المستوردة بنسبة 46.8 في المئة.

وبلغت قيمة واردات الإمارات من الساعات السويسرية 82.5 مليون فرنك في نيسان/ أبريل الماضي، بزيادة نسبتها 22.9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام 2019. وزادت حصة قطر من صادرات الساعات السويسرية بنسبة 34.6 في المئة إلى 15.0 مليون فرنك. واستوردت السعودية ساعات سويسرية بقيمة 27.0 مليون فرنك، بتراجع نسبه 2.2 في المئة، والبحرين بقيمة 11.7 مليون فرنك، أي بتراجع نسبته 3.7 في المئة والكويت بقيمة 10.0 ملايين فرنك وبتراجع 3.6 في المئة.

وعلى الرغم من غياب سلطنة عمان عن قائمة أول 30 دولة مستوردة للساعات السويسرية في نيسان/ أبريل الماضي، إلا أن حجم وارداتها من هذه الساعات زاد خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 81.8 في المئة إلى 34.8 مليون فرنك من 19.1 مليون في الفترة نفسها من العام 2019.