وكالة الأدوية الأوروبية: "أسترازينيكا" آمن وفعال

  • 2021-03-19
  • 10:15

وكالة الأدوية الأوروبية: "أسترازينيكا" آمن وفعال

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

أعلنت هيئة تنظيم الأدوية في الاتحاد الأوروبي أن لقاح استرازينيكا آمن، وهي النتيجة التي يأمل المسؤولون أن تخفف من المخاوف بشأن الآثار الجانبية المحتملة وتدفع أكثر من 13 دولة إلى استئناف استخدامه للحدّ من تفشي وباء كورونا.

وقالت وكالة الأدوية الأوروبية، إنه سيتم إضافة علامة تحذير جديدة حتى يتمكن الناس في المجتمع الطبي من البحث عن مضاعفات نادرة محتملة تؤدي إلى نزيف في الدماغ.

وعلى الرغم من التقارير التي تفيد بوجود عدد قليل من حالات جلطات دموية خطيرة لدى الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، وجدت مراجعة لملايين الحالات أنه لا يزيد من الخطر العام للجلطات، على الرغم من أنه "لا يزال هناك بعض الشكوك"، حسبما قالت الدكتورة التي ترأس لجنة تقييم المخاطر في الوكالة سابين شتراوس.

سرعة تلقي اللقاح مهمة كما فعاليته

وفي الأسبوع الماضي وأوائل هذا الأسبوع، علقت بلدان أوروبية عدة استخدام لقاح استرازينيكا، وهي فترة على الرغم من أنها قصيرة، تهدد العواقب المستمرة في تلك القارة، التي تكافح من أجل احتواء موجة جديدة من العدوى، كما في جميع أنحاء العالم.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن أوروبا لا تقوم بالتلقيح بالسرعة الكافية لإبطاء انتقال الفيروس، مشيرة الى ان الاصابات الجديدة ارتفعت منذ ثلاثة اسابيع متتالية وان عدداً أكبر من الناس في المنطقة يموتون بسبب المرض مقارنة بالعام الماضي.

خصائص استرازينيكا أساسية لحماية البلدان الفقيرة

إن لقاح استرازينيكا، الذي تمّ تخزينه بسهولة أكبر من لقاح "فايزر" وبيعه من دون هدف تحقيق الربح، هو حجر الزاوية في جهود منظمة الأغذية العالمي لتطعيم البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل، في حين اعتبر رئيس الهيئة التنظيمية الأوروبية إيمر كوك: "أنه لقاح آمن وفعال".

اللقاح بين الثقة والتردد

تعالت الأصوات المترددة في معظم دول العالم والرافضة لتلقي اللقاح والتي ينتابها القلق أولاً من سرعة طرح اللقاح في الأسواق من دون المرور بفترة أبحاث كافية، وثانياً نتيجة الآثار الجانبية التي باتت أصداؤها مدوية في أكثر من دولة.

وعلى الرغم من أن الغالبية العظمى أي ما يقارب من 20 مليون شخص في أوروبا  تلقوا "استرازينيكا" لم يعانوا من أي آثار جانبية خطيرة، بحسب د. شتراوس، فهناك حفنة من الحالات المقلقة من تجلط الدم الوريدي الدماغي، جلطات الدم في الدماغ التي تؤدي إلى نزيف في المرضى الذين لديهم أيضاً عدد منخفض من الصفائح الدموية، إلا أن الأدلة ليست قاطعة في ما إذا كان له صلة باللقاح. وقال المسؤولون انهم يأملون في ان يهدئ بيان واضح حول سلامة اللقاح الحكومات القلقة وسكانها في لحظة محفوفة بالمخاطر بشكل خاص في هذا الوباء.

 بيان الوكالة يعيد الثقة باللقاح في أوروبا

وعدل قادة الدول ومعظمهم في اوروبا، الذين توقفوا عن استخدامه في وقت سابق من هذا الاسبوع، قرارهم، وذلك بهدف طمأنة الجماهير بأن جميع المخاوف تعالج بجدية، واضافوا انهم سينتظرون توجيهات من الجهة المنظمة. وكانت معظم البلدان قد أشارت إلى أنها من المرجح أن تستأنف استخدام اللقاح بمجرد أن تصدر الوكالة الموافقة على اللقاح.

ورحّبت الحكومة الايطالية بالنتائج التي توصلت اليها هيئة تنظيم الادوية وقالت إنها ستنهي تعليقها "اعتباراً من الغد"، كما أعلنت فرنسا انها ستعود الى اعطاء اللقاح، وقال رئيس الوزراء جان كاستيكس إنه هو نفسه سيحصل على فرصة. وقالت هيئة الصحة النرويجية انها ستواصل دراسة هذه القضية قبل اتخاذ قرار برفع تعليقها.

 اللقاح وآثاره الجانبية أقل تكلفة من الأرواح

وعلى الرغم من اختلافاتهم، أظهرت جميع اللقاحات التي وافق عليها المنظمون الغربيون فعاليتها الملحوظة في الحدّ من الأمراض والوفيات الحادة، وفي حين يمثل لقاح استرازينيكا أقل من 20 في المئة من مئات الملايين من الجرعات التي طلبها الاتحاد الأوروبي، إلا أنه كان جزءاً حاسماً من خطط الطرح المبكر.

ومع تزايد الإصابات مرة أخرى في العديد من البلدان الأوروبية، يمكن قياس تكلفة التأخير على الأرواح. ففي غضون أسبوع واحد فقط في كانون الثاني/يناير، في ذروة الموجة الأخيرة، سجلت أوروبا ما يقارب من 40 الف حالة وفاة.

والأسبوع الحالي، بلغ عدد الأشخاص الذين يستخدمون أجهزة التنفس الاصطناعي في المستشفيات في بولندا أكثر من أي وقتٍ في الجائحة، ما دفع المسؤولين إلى إعادة فرض القيود الوطنية، بدءاً من يوم السبت، وقد أعادت إيطاليا فرض الإغلاق على أمل الحدّ من تفشي المرض، وهناك قلق متزايد بشأن انتشار أنواع الفيروس في جميع أنحاء القارة.

ونظراً إلى فعالية اللقاح وآثاره الجانبية، مقارنةً بعدد الإصابات والوفيات التي خلفتها جائحة كورونا، ترى الحكومات أن ثمن الآثار الجانبية يبقى محدوداً على صحة مواطينها ومقيميها اذا كانت كلفة التأخير بتلقي اللقاح حصدت المزيد من الأرواح.