رئيس BREITLING: أقل من 10 دور تستأثر بسوق الساعات

  • 2020-11-20
  • 09:00

رئيس BREITLING: أقل من 10 دور تستأثر بسوق الساعات

  • برت دكاش

أكثر من إنجاز حققته دار Breitling هذا العام. إنجازات توجت بفوزها بجائزتي Petite Aiguille وساعة الغطس ضمن جوائز جنيف الكبرى لصناعة الساعات، وربما يصح وصفها بالمضاعفة لحدوثها في عام استثنائي وظروف استثنائية يترقب فيها العالم أعظم إنجاز في الربع الأول من الألفية الثانية، وهو لقاح كوفيد-19 الذي أربك الحياة على الأرض وشل اقتصادات دولها.

في حوار خاص ومطول مع "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال" يعزو الرئيس التنفيذي للدار جورج كيرن عدم الاستكانة في وقت تعاني صناعة الساعات الرفيعة ركوداً غير مسبوق، إلى "رفضه الانزواء في كهف وإغلاق الباب ورمي المفتاح". ويضيف: "أنا إيجابي بطبيعتي وأعتقد أنه أياً تكن الظروف التي نمرّ بها، لا يجب أن تردعنا عن إكمال حياتنا"، مشيراً إلى أنه ليس "ممن يقبلون بالهزيمة إنما ممن يتغلبون على الظروف".

 

قائمة الإنجازات

 

في النصف الأول من العام الحالي، أطلقت الدار باكورة إصداراتها ضمن ثلاث مجموعات هي Navitmer 35، وSuperocean Heritage 57 وChronomat، سرعان ما ألحقتها بإصدار خاص ومحدود من Superocean Heritage 57 خصت جزءاً من إيراداته للأطباء العاملين في الخطوط الأمامية لمواجهة وباء كورونا. إليها، وفي النصف الثاني، طرحت مجموعتها الرياضية "الخفيفة"Light، كما يصفها كيرن، وهي مجموعة ساعات Endurance Pro، تبعها منح الدار ساعاتها جواز سفر رقمي وفق تكنولوجيا البلوكتشاين، لتكون بذلك أول علامة راقية تستخدم هذه التكنولوجيا، قبل أن تطرح ساعتها الجديدة للسيدات ضمن مجموعة Chronomat وعلبة التغليف المصنوعة بالكامل من مواد معاد تدويرها. وأخيراً طرح ساعة Superocean Heritage Outerknow ذات السوا المصنوع من مادة الإيكونيل الصديقة للبيئة بالتعاون مع راكب الموج كيلي سلاتر. من دون أن يغفل كيرن عن التذكير بفوز اللاعب تاديج بوداكار من فريق الإمارات في بطولة فرنسا للدراجات الهوائية وتألقه بساعته Endurance Pro الصفراء تماشياً مع قميصه الأصفر.

وعن عدم انقطاع الدار عن تقديم ساعات جديدة يقول كيرن: "يحتاج الزبون إلى الوقت قبل الشراء، خصوصاً في قطاع الرفاهية، إذ لدى شراء ساعة بقيمة 5000 أو 12000 فرنك لا يكون قرار الشراء وليد ساعته، بل يسبقه بحث مطول عن معلومات كافية عن الساعة، والتي تتم من خلال التقنيات الرقمية الحديثة مثل البث بواسطة الفيديو كما فعلنا لدى إطلاق ساعاتنا هذا العام. وكلما ساعدنا الزبون في تكوين صورة شاملة عن المنتج بسرعة، فإنه سيشتري الساعة بسرعة أيضاً. لذلك، لا ضرورة لربط الانتظار بالأزمة التي يمر بها العالم. على العكس تماماً، علينا مواصلة القيام بعملنا على أتم وجه".

 

أحدث إصدارات الدار ساعة Superocean Heritage '57 Outerknown مع سوار من مادة الإيكونيل الصديقة للبيئة

 

تطوير مستمر للعلامة

 

ولا تقتصر العملية على المنتج نفسه فحسب، بل إن العلامة نفسها بحاجة إلى تطوير مستمر"، يوضح كيرن،  مؤكداً "سعي Breitling لأن تصبح علامة رقمية، لذلك قررنا المضي بالبلوكتشاين عبر تزويد ساعاتنا بجواز سفر رقمي، ورقمنة مراحل حياة الساعة منذ لحظة شرائها، إلى الخدمات التي تشملها، ومالكها، ورصدها، على أمل أن تشتمل المعلومات عنها لاحقاً على الموردين ومصدر الجلد مثلاً والفولاذ والألماس المستخدمين في صناعة الساعة، مما يعزز الشفافية". ويكشف عن البدء قريباً بتوفير جواز السفر الرقمي للساعات القديمة أيضاً، لافتاً الانتباه إلى أن ذلك "هو مستقبل كل منتج إذ إن المستهلكين يودّون على سبيل المثال معرفة مصدر القميص الذي يرتدونه، وأين ينتج، وغيرها من المعطيات التي باتوا ينشدونها".

 

ساعة Endurance Pro والعلبة الصديقة للبيئة

 

يتحدث عن طرح ساعة Endurance Pro في كونها تأكيد على ما باستطاعتنا تقديمه من خيارات واسعة للعملاء ودليل على أن Breitling هي علامة متنوعة جداً، يمكنها تقديم ساعات نسائية، كما ساعات رياضية، وغيرها، وهذا أمر بغاية الأهمية".

ويضيف بشأن علبة التغليف الصديقة للبيئة، مشدداً على أن "العالم تغيّر خلال كورونا، إذ بات الناس حساسين أكثر تجاه قضايا البيئة. صحيح أننا نبيع ساعات وليس علباً، إلا أن ذلك لا يلغي اهتمامنا بالبيئة ومساهمتنا في حمايتها من خلال تصنيع علب تغليف من مواد مدورة، مع إمكانية اختيار الزبون للعلبة الكلاسيكية التقليدية إذا كان يرغب في ذلك". ويذكر كيرن "بإجراء أبحاث أظهرت رغبة زبائننا في أن نساهم في حماية البيئة"، مشيراً إلى أنه "على الرغم من أننا لا نستطيع تغيير العالم، لكننا، من خلال وصولنا إلى أشخاص مقتدرين ومؤثرين، نستطيع عبرهم إيصال الرسالة التي نود تبليغها، وهي حماية البيئة".

 

ساعة Endurance Pro الرياضية

 

مرحلة الإغلاق: "دراما" حقيقية

 

ما أنجزته الدار هذا العام، لا يلغي حقيقة ما فرضته مرحلة الإغلاق وظروف العمل المرافقة لها بسبب انتشار كورونا، وفق ما يقول كيرن. ويصف الوضع "بالدراما". ويضيف: "لكن الظروف اختلفت الآن مع استعادة آسيا حركتها، وأداء الصين الممتاز، وكذلك أداء الشرق الأوسط. واليابان تستعيد عافيتها، وكذلك كوريا والولايات المتحدة. أما في أوروبا حيث فتحت المتاجر مجدداً، فعلى الرغم من عودة الإغلاق في فرنسا والمملكة المتحدة، إنما يبقى أقل "درامياً" مما كان عليه في آذار/ مارس ونيسان/ أبريل الماضيين".

ويعقّب قائلاً: "أعتقد أنه بات واضحاً للجميع أنه لا يمكننا الانتقال من إغلاق إلى آخر، وعاجلاً أم آجلاً ستكون هنالك سياسة مختلفة لمقاربة مكافحة الوباء، سياسة مستدامة بعد هذا الإغلاق الثاني. ولا زلت آمل أن تتوفر أدوية ولقاحات قريباً، ربما خلال الشهر الحالي أو المقبل أو في كانون الثاني/ يناير".

 

عملية تحول جذرية

 

في سياق منفصل، شهدت العلامة، منذ انضمام كيرن إلى الدار قبل ثلاثة أعوام، تحولاً جذرياً على أكثر من صعيد، لاسيما على صعيد المنتجات التي كانت تقتصر على "ساعات كبيرة مصقولة فقط"، كما يخبر "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال". ويضيف: "لكن تاريخ الدار يشهد على أكثر من ذلك بكثير، لذلك عدنا إلى هذا التاريخ المقسم على ابتكارات تتوزع بين الجو، والبحر والأرض، وهي ابتكارات من الأجمل والأغنى في صناعة الساعات وتتمتع بالمصداقية". ولا ينفي كيرن في سياق كلامه "مواجهة بعض المقاومة في البداية حتى من قبل المستهلكين"، معبراً ذلك "أمراً طبيعياً خلال أي مرحلة تحول، لكننا نربح في نهاية المطاف. وأعتقد أننا بتنا نملك مجموعة متوازنة في القطاعات كافة، بالإضافة إلى ساعات السيدات، وهذا أمر بغاية الأهمية".

وإذ يأمل كيرن أن يشكل قطاع السيدات نحو 35 في المئة في المستقبل القريب من مجمل إنتاج الدار، يسأل استطراداً عن سبب عدم انخراط العلامة في هذا القطاع الذي تشكل سوقه 60 في المئة من إجمالي السوق والذي كنا جزءاً منه تاريخياً". ويكمل: "لدينا اليوم 3 مجموعات خاصة بالسيدات، وهي ساعات رياضية تنسجم وهوية الدار التي تمتاز بحجم ساعاتها الكبير والمظهر القوي، وهي Navitimer 35 وChronomat 36 وSuperocean".

 

ساعة Chronomat 32 الجديدة للسيدات

 

المستقبل للرفاهية المستدامة

 

ورداً على سؤال حول مفهوم الرفاهية المستدامة وعما إذا كان المستقبل لهذه الظاهرة التي بدأت تتشكل في صناعة المنتجات الفاخرة، يجيب كيرن: "بدأنا كدار منذ نحو عامين في مجال الرفاهية المستدامة مع إطلاق سوار الإيكونيل المصنوع من شباك الصيد المدور. أردنا أن ننشر الوعي حول تلوث المحيطات بأكثر من 650 ألف طن من هذه الشباك، إلى جانب دور أخرى كثيرة مثل Prada وGucci وBurberry. وهذا يترافق مع رغبة الناس بالحصول على منتجات مستدامة والتأكد من مصدر هذه المنتجات. إنهم ينشدون الاستمتاع بالحياة، لكن من دون تدمير البيئة أو أقله بالمساهمة في الحل. لذلك سنرى أكثر فأكثر عناصر من هذا القبيل تدخل في التغليف والمنتجات والموارد في صناعة الرفاهية. فمثلاً لم يعد استخدام الفرو متاحاً قط  في صناعة الموضة، ونجهل إلى متى سيظل استخدام جلد التمساح مقبولاً من قبل المجتمع. وهذه التغيرات ستترافق مع تغيير في الأطر القانونية التي ترعى استخدام مثل هذه المواد، ونريد أن نكون سباقين في هذا المجال لأننا نؤمن بذلك على مستوى الدار وعلى المستوى الشخصي". ويؤكد "إمكانية تقديم منتج منفذ بطريقة جميلة، من دون إيذاء البيئة أو التنوع البيولوجي، وبالتالي القيام بعمل جيد والعيش جيداً في الوقت نفسه".

 

لتعدد قنوات البيع

 

وماذا عن البيع أونلاين الذي اعتمدته الدار هذا العام لدى طرحها أول منتجاتها خلال فترة الإغلاق العالمي؟ يؤكد كيرن أن "العملاء باتوا يشترون أكثر أونلاين، ونطمح لتنويع قنوات بيع منتجاتنا، أي في متاجرنا، ومن خلال وكلاء التجزئة وأونلاين. والعرض يجب أن يكون متوفراً في هذه القنوات الثلاث". ويتابع شارحاً: "وفق دراسات أجريناها في متاجرنا، فإن 70 في المئة من قرارات شراء ساعة يتم أونلان و30 في المئة أوفلاين. لكن ذلك لا يعني أن 70 في المئة من الناس يشترون ساعاتهم أونلاين بل إنهم لا يزالون يقصدون المتجر، لأن الساعة منتج حسي، يريدون لمسه والإحساس به حول المعصم ورؤيته، كذلك اختبار التجربة التي يقدمها المتجر خصوصاً من قبل فئة الشباب الذي ينشدون تجربة شاملة ومتكاملة تتضمن التحدث إلى فرق البيع، وفهم تاريخ العلامة، والانخراط في هذا التاريخ وبيئة العلامة".

ويكمل: "لا شك ستزيد حصة الأونلاين إلى 15 أو 20 في المئة، لكننا لن نتجول إلى تجارة إلكترونية بحتة وسيبقى الشراء من المتجر مهم جداً في المستقبل، لذلك سنواصل افتتاح المتاجر إذ سنفتتح ما بين 20 إلى 25 متجراً هذا العام. فنحن نستثمر كثيراً في ألمانيا في الوقت الراهن، وفتحنا تواً متجراً في كندا، ونفتح متاجر كثيرة في الولايات المتحدة وآسيا. فالحياة تستمر وعلينا التعايش مع الواقع الجديد، ونطمح لزيادة حصتنا السوقية والنمو".

 

ساعة Navitimer Automatic 35

 

الشرق الأوسط من أكثر المناطق نمواً

 

ويشدد كيرن على أهمية منطقة الشرق الأوسط بالنسبة إلى الدار إذ تعد من "أكثر المناطق نمواً لأعمالنا وهي تحل في المركز الرابع إلى جانب المملكة المتحدة واليابان والصين وألمانيا من حيث إيرادات البيع". وينوّه بسوق الإمارات حيث "الناس يحبون الطيران وحيث لدينا جذور عميقة"، لافتاً الانتباه إلى "وجود عدد كبير من الرسميين الإماراتيين يرتدون ساعاتنا في المناسبات العامة". ويذكّر كيرن بالواقع الجديد في الشرق الأوسط كما في مختلف أنحاء العالم حيث بات الاستهلاك محلياً في ظل عدم السفر، مشيراً إلى أن "الناس يسعون للتعويض عن عدم السفر والإنفاق على أمور كثيرة اعتادوا عليها عبر شراء ساعة".

 

إشارة إيجابية للسوق

 

وعن تقييمه لتجربة "أيام جنيف للساعات" التي نظمت أواخر آب/ أغسطس الماضي كرد على إلغاء معارض الساعات والأحداث الخاصة نتيجة انتشار الوباء وشاركت الدار في تنظيمه إلى جانب Bvlgari وعدد من الدور الراقية، يقول كيرن: "لا بد من الإشارة بداية إلى أننا غادرنا عالم بازل منذ عامين لإيماننا بعدم جدوى مثل هذه المعارض في عصر بات بمقدورنا لقاء الزبائن والصحافيين أو طرح منتج جديد في أي وقت كان إما من خلال السفر، أو باستخدام التكنولوجيا والبث عبر الفيديو الذي يعتبر أسرع ويصل إلى جمهور أوسع، وأقل كلفة. وأعتقد، في المقابل، أنه من العدل أكثر أن يكون هنالك اجتماع عائلي لصناعة الساعات، اجتماع ثقافي يتناول جوانب مختلفة من صناعة الساعات مثل الحرفية. ويستخدم عالمياً كمنصة للعلاقات العامة. أما ما قمنا به في جنيف مع دار Bvlgari، فهو إرسال إشارة إيجابية للسوق. وأعتقد أنه كان من الجيد والمفيد تنظيم مثل هذا الحدث على الرغم من الشروط الصحية المفروضة". ويكشف عن إمكانية "تنظيم أيام خاصة للساعات مع Bvlgari أو سواها بالتزامن مع معرض Watches & Wonders ليس لنبيع ساعاتنا، إنما لنقدم تصاميمنا وربما ننظم قمتنا هناك".

 

علبة الساعات الجديدة المصنوعة بالكامل من عبوات البلاستيك المعاد تدويره

 

توقعات تتراوح ما بين السلبية والإيجابية

 

وعن توقعاته حول صناعة الساعات بعد كورونا، يشبه كيرن الوضع بحرف K، فبعض العلامات اتجاهه تصاعدي وبعضه الآخر تنازلي. ويقول شارحاً: "أعتقد أن عدداً قليلاً من العلامات يحقق أداء ناجحاً خلال هذه المرحلة، وقد لا يتجاوز عددها الست تلك التي تستأثر وستستأثر بمعظم سوق الساعات وبالطبع Breitling واحدة منها. وسيتعذّر على العلامات التي تركز على فئة محددة من العملاء أو الصغيرة أو العلامات التي لديها قيم خاطئة تجاوز المرحلة الراهنة إذ هنالك معايير جديدة ستحكم السوق. وعلى مستوى العلامة، فإن الرفاهية المدمجة، ومفهوم الرفاهية المستدامة، وغير الرسمية، والتصميم، وطريقة الإعلان عن المنتج القائمة على التفاعل مع الزبائن من دون قيود، وانخراطنا في أكثر من نشاط، كل ذلك يساهم في تحقيقنا أداء أفضل على عكس أداء السوق عموماً، وعدد قليل من العلامات تندرج ضمن هذه الفئة".

ويلفت كيرن الانتباه إلى أن وكلاء التجزئة سيشترون ما يعرفون مسبقاً أنهم سيبيعونه. لا أحد يريد القيام بالاختبارات، والزبون بدوره يريد علامة رابحة أو آمنة أو الاثنين معاً. ربما يشبه الوضع في صناعة الساعات حالياً ما حصل في عالم الهواتف المحمولة إذ رأينا اختفاء إريكسون ونوكيا وبلاكبيري فجأة. هنالك علامات باتت غير مناسبة في عالمنا الحالي، حتى علامات كبيرة. أعتقد أن العالم سينقسم أكثر من ذي قبل، وهذا ما سيحصل أيضاً في صناعة الرفاهية وصناعة الساعات".

 

ساعة Chronomat Chronograph

 

ويختم كيرن قائلاً إن ساعته المفضلة من ضمن مجموعات Breitling "هي ساعة Chronomat التي تعد أقصى تعبير عن العلامة وتعتبر ساعة عصرية من ناحية التصميم والتكنولوجيا. وإذا ما سئلت عن أي ساعة أختار في رحلة إلى جزيرة، أجيب ساعة Chronomat Chronograph مع ميناء من النحاس لأنني أعتبرها الأفضل".