السياحة العالمية تلقت ضربات قاسية والركود قد يستمر في العام المقبل

  • 2020-11-15
  • 22:27

السياحة العالمية تلقت ضربات قاسية والركود قد يستمر في العام المقبل

تقرير المعهد الدولي للتمويل

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

 

توقع تقرير أخير لإحدى أبرز مؤسسات الأبحاث الاقتصادية والمالية وهو المعهد الدولي للتمويل والذي يعكس عادة توقعات الصناعة المصرفية الدولية، أن يستمر الركود الاقتصادي في قطاع السياحة العالمي في العام المقبل.

 التقرير الذي ربط بين انتكاسة الموسم السياحي لهذا الخريف والموجة الجديدة لوباء كورونا توقع أيضاً أن يؤدي كساد الموسم السياحي، خصوصاً بالنسبة إلى البلدان المعتمدة عليه، إلى آثار سلبية كبيرة على موازين المدفوعات في عدد من الدول النامية.

 

تقرير المعهد الدولي للتمويل:

تراجع المداخيل السياحية يتزامن مع تراجع تدفقات الاستثمارات الأجنبية

 

 

وأشار التقرير إلى أن تراجع المداخيل السياحية يتزامن مع تراجع كبير في تدفقات الاستثمارات الأجنبية، كما إنه يترافق في حالات أخرى مع تراجع كبير في حجم الصادرات نتيجة لإغلاق الأسواق وشلل حركة النقل وتراجع الطلب العالمي، وهذه الأمور تلقي مجتمعة تحديات غير مسبوقة للوضع المالي وموازين المدفوعات للاقتصادات الناشئة.

في المقابل، فإن الانكماش الكبير في حركة الاستيراد من الخارج قد يلعب دوراً إيجابياً مهماً في خفض عجوزات ميزان المدفوعات. 

واستبعد تقرير المعهد الدولي للتمويل أن تتمكن السياحة من استعادة وتائرها السابقة خلال العام 2021 إذ هبطت حركة السياح إلى معظم الدول المستقبلة لهم بدءاً من شهر نيسان/أبريل وبقيت عند مستويات متدنية جداً حتى شهر حزيران/يونيو من هذا العام نتيجة عمليات الإغلاق الشامل في الداخل والقيود الشديدة على حركة السفر ودخول السائحين، وفي الوقت الذي بدأت فيه الأسواق تلمس بوادر انتعاش بدأت الإصابات في الارتفاع مجدداً وبسرعة في عدد كبير من البلدان، بما في ذلك البلدان التي تعتبر مصدراً أساسياً للحجم الأكبر من السياحة الخارجية مثل الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي، ومن المتوقع لذلك أن تؤدي تلك الانتكاسة العامة إلى إجهاض بوادر الانتعاش المسجلة في أواخر الصيف ومطلع الخريف.

وفي ظل مثل هذا السيناريو، فإنه من المتوقع تراجع تدفقات المداخيل السياحية بما يعادل 15 في المئة من الناتج المحلي مع توقع أن يكون الضرر أكبر في بعض الدول، كما إن إجراءات الإغلاق والحجر التي فرضت في بلدان أوروبية عدة ستؤثر بصورة خاصة على أسواق عدّة في أوروبا الجنوبية والشرقية.

على الرغم من الكساد الذي أصاب أسواق السياحة الآسيوية، أوضح تقرير المعهد الدولي للتمويل أن هذه الأسواق قد تشهد بداية انتعاش في مطلع العام المقبل في حال تخفيف الصين للقيود على السفر إلى الخارج، إلا أن الأنظار تتركز في الوقت نفسه، على بعض الأسواق السياحية الكبيرة في الاقتصادات الناشئة مثل مصر وجنوب أفريقيا وماليزيا وتايلاند بالنظر الى ما يمكن أن تتكبّده تلك الأسواق من خسائر تؤثر بقوة على موازينها التجارية وحساباتها الجارية. وبحسب تقرير المعهد الدولي للتمويل، فمن المتوقع أن تفرض تلك الخسائر الأخذ بإجراءات تصحيح متفاوتة وخصوصاً على صعيد خفض الاستيراد.