عملة فايسبوك "ليبرا" تتحوّل إلى "كيس ملاكمة"

  • 2020-01-24
  • 14:53

عملة فايسبوك "ليبرا" تتحوّل إلى "كيس ملاكمة"

  • إياد ديراني

تتلاحق عمليات الانسحاب من التحالف الذي شكّلته "فايسبوك" في يوليو الماضي لدعم إطلاق عملتها الرقمية الجديدة "ليبرا" Libra. آخر المنسحبين كان شركة "فودافون" البريطانية التي عوّلت فايسبوك على وجودها، باعتبارها من أكبر شركات الاتصالات النقالة في العالم. وقال متحدث باسم فودافون أن شركته ستواصل مراقبة التطورات المستقبلية المتعلقة بعملة ليبرا. وجاء إنسحاب الشركة بعد انسحاب كل من شركات الخدمات المالية "بايبال" Paypal و"ماستر كارد" وسط تزايد الهواجس التنظيمية المتعلقة بهذه العملة الرقمية.

وكانت فايسبوك أعلنت عن مشروع العملة الرقمية الجديد صيف 2019، وأوضحت أنه وعلى عكس عملة بتكوين Bitcoin ستكون قيمة ليبرا محمية ومستقرة من خلال دعمها باحتياطي من العملات مثل الدولار. وذكرت أن إدارة هذه العملة ستكون عبر الـ "بلوكتشاين" Blockchain.

لكن عراقيل المشروع لا تتوقف على المنسحبين من التحالف الخاص به، لأن "ليبرا" تحوّلت إلى ما يشبه "كيس ملاكمة" تناوب على لكمه السياسيون والمسؤولون حول العالم. الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أول المعترضين وقال: "يتعيّن على شركات التكنولوجيا أن تسجّل نفسها كبنوك إذا رغبت في ممارسة وظائف البنوك". وأضاف لاحقا في تغريدة على تويتر "لست من محبي العملات الرقمية .. هي ليست نقودا .. وتعتمد على الفراغ". مضيفا أن العملات الرقمية غير المنظّمة يمكن أن تسهّل السلوك غير المشروع، بما في ذلك تجارة المخدرات.

"نستطيع القول أنه فشل"

كذلك قال وزير المالية السويسري أولي مورير: "لا أعتقد أن ليبرا لديها فرصة للنجاح في شكلها الحالي، لأن البنوك المركزية لن تقبل سلة العملات التي تستند إليها"، وأضاف أنه إذا بقي المشروع بهذا الشكل، "نستطيع أن نقول إنه فشل". وتماهى تصريح مورير مع تصريحات مسؤولين في البنك الاحتياطي الأسترالي الذين اعتبروا أنه لا يجب السماح بالتعامل بعملة "ليبرا" لأسباب تنظيمية مالية.

كذلك سبق أن إنتقد وزراء مالية دول مجموعة السبع "ليبرا" وقالوا أن ثمة مشكلات تنظيمية صعبة ينبغي حلّها. وأضافوا أنه يجب احترام القواعد التنظيمية المتعلقة بمكافحة غسل الأموال وضمان أمن الصفقات وبيانات المستخدمين. وقال وزير المالية الفرنسي برونو لومير: "لا يمكننا أن نقبل بأي عملات متداولة لها نفس قوة ودور العملات السيادية". أما وزير المالية الألماني أولاف شولتس، فقال: "يبدو أن خطط فايسبوك لم تخضع لدراسة وافية، وثمة تساؤلات بخصوص أمن البيانات". مضيفا أنه لا يمكن أن تمضي عملة "ليبرا" قدما دون التعامل مع جميع الهواجس القانونية والتنظيمية.

وحتى الرئيس التنفيذي لشركة "ليبرا" برتراند بيريز قال في سبتمبر الماضي خلال مشاركته في مؤتمر حول البلوكتشاين في جنيف أن توقيت إطلاق ليبرا لم يعد محددا بموعد، وبات يرتبط بالنقاشات الدائرة مع الهيئات المالية الناظمة. 

وكانت فايسبوك أعلنت عم :تحالف ليبرا" الذي يتخذ من جنيف مركزا له في يوليو الماضي، وضم في صيغته الأولى قبل حصول الانسحابات 28 عضوا للإشراف على كل ما يتعلق بالعملة الجديدة ضمن 6 مجموعات. وقدم كل عضو 10 ملايين دولار للبدء ببناء رصيد من الاحتياطي لتأمين استقرار قيمة ليبرا، أي أن المبلغ الذي تم جمعه لهذا الهدف بلغ يومها 280 مليون دولارا، وتوقعت فايسبوك أن يرتفع المبلغ إلى مليار دولار مع وصول عدد الأعضاء إلى 100.