انفجار بيروت يوقف استيراد بعض المواد الأولية.. ماذا عن الحلول؟

  • 2020-08-11
  • 13:49

انفجار بيروت يوقف استيراد بعض المواد الأولية.. ماذا عن الحلول؟

  • كريستي قهوجي

كارثة مرفأ بيروت حلّت كالصاعقة على الاقتصاد اللبناني لتأتي وتكمل على ما تبقى من مصالح وقطاعات اقتصادية في البلاد، ومن بينها قطاع الصناعة الذي كان يعاني حتى عشية 4 آب/أغسطس الحالي من خسائر كبيرة وتراجع في إنتاجه بسبب الأزمة الاقتصادية وجائحة كورونا، مع ما رافقها من تداعيات التعبئة العامة، وما التدمير الذي ألحقه انفجار مرفأ بيروت بالمصانع والمؤسسات الصناعية الكبيرة والصغيرة إلا خير دليل على الخسارة الكبيرة التي مني به هذا القطاع.

 

توقف حركة استيراد المواد الأولية

 

وأدّى تدمير المرفأ بشكل شبه كلي إلى توقف حركة استيراد مختلف البضائع والمواد ومن بينها المواد الأولية الخاصة بالصناعات المحلية ما سبّب بتوقف شبه تام لحركة هذا القطاع وتدمير بعض من بنيته التحتية وتوقف عمال بعض المصانع المتضررة عن الانتاج، في حين أن عدم تضرر محطة الحاويات في المرفأ أعطى بصيص أمل بسلامة البضائع المستوردة على أن يصار إلى فحصها في وقت لاحق وتسليمها إلى أصحابها في حال كانت سليمة. وفي هذا السياق، يشير نائب رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين زياد بكداش في حديث إلى "أولاً – الاقتصاد والأعمال" إلى أن القطاع الصناعي يعتمد بشكل كبير على استيراد تلك المواد لإتمام عمليات الإنتاج، لافتاً النظر إلى أن انفجار المرفأ أوقف كل شيء في وقت كان الصناعيون يعملون على استيراد بضائعهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة من خلال تأمين الـFresh Money وتحويلها إلى الخارج.

 

إقرأ:

هل يمكن لمرفأ طرابلس التعويض عن مرفأ بيروت؟

 

تعتبر أوضاع المرفأ ضبابية حتى الآن خصوصاً أن لدى بعض المؤسسات الصناعية مواد أولية كانت موجودة في حرمه بالإضافة إلى حاويات جاهزة للتصدير وسط غياب المعلومات حول حالة هذه الحاويات. ويقول بكداش إن بعض الصناعيين استطاع إخراج بضائعه من المرفأ بسبب دفع كل رسومها الجمركية في حين أن هناك عدداً كبيراً من السفن التي كانت ستصل إلى المرفأ لم تعرف وجهتها بعد مع التوجّه إلى تحويلها نحو مرافئ طرابلس وصيدا وصور، موضحاً أن الصناعيين بانتظار قرار الجمارك اللبنانية التي تدمّرت كل أجهزتها بشكل كامل.

 

بكداش: توقف حركة استيراد السلع سيؤدي إلى إقفال المصانع 

 

ويوضح بكداش أن توقف حركة استيراد المواد الأولية سيؤدي حتماً إلى إقفال المصانع والمؤسسات الصناعية، مشيراً إلى أن المشكلة الأكبر تكمن في عملية التصدير لأن مستوردي السلع اللبنانية في الخارج لا يمكنهم أن يقدّروا أن هناك مشكلة قائمة في مرفأ بيروت، مضيفاً أن الصناعيين يجرون اتصالات بهم كي يستمهلوهم فترة محددة حتى إيجاد الحلول المناسبة.

من جهته، يعتبر أمين سر نقابة أصحاب الصناعات الغذائية اللبنانية منير البساط في حديث إلى "أولاً – الاقتصاد والأعمال" أن الانفجار المريع الذي وقع في مرفأ بيروت كانت له انعكاسات سلبية جمّة على القطاع الصناعي، مشيراً إلى هذا المرفأ يعتبر نقطة وصول لأكثر من 70 في المئة من المواد الأولية المستوردة الخاصة بالصناعة، ونقطة انطلاق لأكثر من 90 في المئة من الصادرات الصناعية اللبنانية خصوصاً بعد تعثّر تطوير عمليات النقل عبر الحدود البرية لأسباب عدة.

ويضيف البساط أن الصناعيين لم يحصلوا حتى الساعة على أجوبة شافية حول حاوياتهم العالقة في المرفأ، ولا حول إعادة عملية الشحن عن طريق المرفأ او آلية تحويل العمل عبر مرفأ طرابلس.

ويقول إن النقطة الإيجابية الوحيدة التي توافرت للقطاع الصناعي هي عدم إصابة محطة تحميل الحاويات "BCTC" بأضرار جسيمة حيث إنها عاودت أعمالها من خلال تحميل المستوعبات وتفريغها، مع غياب للمعلومات حول آلية العمل والتخليص الجمركي، موضحاً أن أكثر القطاعات الصناعية تضرراً هو قطاع المطاحن والقطاعات التي تعتمد على الشحن من دون مستوعبات كقطاع صناعة الأعلاف والدواجن ومواد البناء حيث إن استقبال هذه الشحنات اصبح أمراً شبه مستحيل.

 

إقرأ أيضاً: 

كيف ستؤثر أزمة مرفأ بيروت على استيراد السلع؟

 

خسائر كبيرة

 

أوقع انفجار بيروت خسائر كبيرة في القطاع الصناعي وبات التعويض صعباً في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي يمر بها لبنان. ويقول بكداش إن الخسائر لا يمكن إحصاؤها في الوقت الحالي، خصوصاً أن الكثير من المؤسسات الصناعية القريبة من مرفأ بيروت قد تضررت على المستوى البشري والمؤسساتي، الأمر الذي أدّى إلى توقف الانتاج فيها بشكل تام، مشيراً إلى عدم وجود آلية لإحصاء الأضرار موجهة إلى وزارة الصناعة أو جمعية الصناعيين. في المقابل، يشير إلى عدم تضرر المصانع والمدن الصناعية الأساسية بأضرار كبيرة بسبب بعدها عن المرفأ ووجودها في منطقتي المتن الشمالي وكسروان.

أما البساط فيشير، إلى أن جمعية الصناعيين وجّهت استمارات عن طريق البريد الالكتروني للصناعيين للاستفسار عن الاضرار التي أصابت مصانعهم جراء الانفجار، مضيفاً أن حتى تاريخه لم تتلق الجمعية تقارير عن خسائر جسيمة او تدمير شامل او كلي في المصانع القريبة، إذ انحصرت معظم الخسائر بأضرار مادية مقبولة نسبياً.

 

 

البساط: لا حلول حتى التحديد النهائي لحجم الخسائر

 

إقرأ أيضاً: 

انفجار المرفأ يعصف ببورصة بيروت

 

هل من حلول؟

 

وعن الحلول المقترحة للخروج من هذه الأزمة، يعتبر بكداش أن هناك غياباً شبه تام لمؤسسات الدولة والبلديات وسط غياب لآلية واضحة للتعويضات والحلول.

أما البساط فيرى أن لا اقتراحات وحلول حتى الآن بانتظار التحديد النهائي لحجم الخسائر، مشيراً إلى أن الصناعيين يناشدون بإلحاح جميع المعنيين تأمين الحلول والبدائل اللازمة لاستكمال عملية الاستيراد والتصدير، سواء عن طريق مرفأ طرابلس او مرفأ بيروت.

 

 إقرأ أيضاً: 

بيروت تنتهي كعاصمة اقتصادية للبنان ما لم يعد مرفأها إلى الحياة

 

مستقبل مجهول

 

هدّد انفجار مرفأ بيروت مستقبل القطاع الصناعي بشكل واسع وشكّل خطراً على استمراره وصموده في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي كان يعاني منها في الأساس. ويقول بكداش إن مستقبل لبنان يحدد مستقبل الصناعة الوطنية خصوصاً في ظل الأحداث الأخيرة على المستوى السياسي والحكومي والاستقالات النيابية والوزارية التي رافقته.

 أما البساط فيعتبر أن مستقبل الاقتصاد اللبناني أصبح برمته في مهب الريح، واصبحت الحاجة ملحّة للمساعدات الخارجية لإعادة إطلاق الدورة الاقتصادية، ويضيف أن جمعية الصناعيين اذ تتوسم خيراً بردة فعل جميع الدول التي سارعت الى تقديم يد العون للشعب اللبناني خلال مدة قصيرة، تؤكد فعل ايمانها بالصناعي اللبناني الذي عانى ما عاناه منذ اكثر من 50 عاماً، من تدمير لمنشآته وخسائر رساميله وثابر على إعادة بناء ما تهدم وإعادة الانتاج والتصدير في أصعب الظروف الامنية والاقتصادية.

 

إقرأ أيضاً:

انفجار بيروت: احتضان عربي للبنان