هواتف هواوي تنتزع المركز الأول عالمياً

  • 2020-07-30
  • 22:33

هواتف هواوي تنتزع المركز الأول عالمياً

  • إياد ديراني

تمكّنت هواوي من انتزاع لقب "الهاتف الأكثر مبيعاً في العالم"، بحسب إحصاءات شحنات الهواتف العالمية للربع الثاني من السنة الحالية، والتي تُصدرها شركة الأبحاث كاناليس، وبهذا تكون هواوي قد أزاحت سامسونغ الكورية من المركز الأول، الذي تحتفظ به منذ فترة طويلة، وبحسب كاناليس، بلغت شحنات هواتف هواوي خلال الربع الثاني 55.8 مليون جهاز، بينما بلغت شحنات سامسونغ 53.7 مليون. 

 

إقرأ :

بريطانيا تحاصر هواوي والصين تتوعد بالرد

 

3 معطيات

 

المفارقة في تحقيق هواوي هذا الإنجاز، تكمن في ثلاثة معطيات: أولاً، حققت الشركة إنجازها الجديد خلال عزّ أزمة كورونا في الصين، وهي السوق التي تبيع فيها ثلثي هواتفها سنوياً، وقد ارتفعت مبيعاتها في سوقها الأم بنسبة 8 في المئة، بينما انخفضت شحناتها العالمية بنسبة 27 في المئة. ثانياً، الشركة حققت انجاز الانتقال إلى المركز الأول، على الرغم من انخفاض مبيعاتها عالمياً بنحو 5 في المئة مقارنة بالربع الثاني من العام 2019، واحدة من أسباب تقدمها على سامسونغ، هي انخفاض مبيعات الأخيرة بنسبة 30 في المئة مقارنة بالربع الثاني من العام 2019، متأثرة بإنخفاض شديد في مبيعاتها ضمن أسواق عدة أبرزها: البرازيل، الولايات المتحدة وبلدان أوروبا. ثالثاً، لا تزال مؤشرات أداء هواوي تُبدي مقاومة للإجراءات المتخذة ضدها من جانب الولايات المتحدة، في السوق الأميركية كما في أسواق البلدان الحليفة للولايات المتحدة. ومن المعروف أن الإدارة الأميركية منعت الشركة من استخدام حلول وخدمات شركات أميركية عدة من بينها غوغل، ما جعل هواتفها أقل جاذبية للمستخدمين الذين يعتمدون على مجموعة من تطبيقات غوغل، كما مُنعت أيضاً الشركات الأميركية التي تصنّع شرائح معالجات الهواتف من التعامل مع هواوي.

 

إقرأ أيضاً:

هواوي تجهّز "جيش المليون مبرمج" لمواجهة غوغل

 

تقدم ظرفي؟

 

لكن، بحسب مصادر صرّحت إلى رويترز، قد يكون هذا التقدّم لشركة هواوي ظرفياً، إذ إن سامسونغ تتوقع عودة مبيعاتها إلى الارتفاع من جديد، بمجرد انتهاء مفاعيل الإغلاق العام الناتج عن انتشار وباء كورونا حول العالم، كما إن العقوبات الأميركية القاسية على هواوي، قد يزداد تأثيرها خلال النصف الثاني من العام الحالي.

ويقول بن ستانتون وهو أحد المحلّلين الرئيسيين في كاناليس إن النتيجة التي حققتها هواوي لافتة للنظر ولم يكن ليتوقعها أحد منذ عام، ويضيف أنه لولا وباء كورونا لم يكن من الممكن تحقيق هذه النتيجة. وبالفعل، استفادت هواوي بشكل كبير من التعافي المبكر للاقتصاد الصيني نتيجة انحسار وباء كورونا، وأعادت تنشيط أعمالها في مجال الهواتف كما في سائر القطاعات كالشبكات والحلول المعلوماتية للشركات والمؤسسات. 

لكن في المحصّلة، وأياً تكن الأسباب التي ساهمت في تحقيق هذا الانجاز، يبدو أن هواوي التي تتعرّض الى مشاكل متزايدة حول العالم، بسبب الصراع الاقتصادي الأميركي الصيني، قادرة على المحافظة على لياقتها التجارية ومناعتها تجاه الأزمات لسبب جوهري، وهو أن جزءاً أساسياً من ارتفاع مبيعاتها سواء في مجال الأجهزة أو الشبكات أو الحلول، يعود إلى السوق الصينية التي تُحقق نمواً متواصلاً.