"آيرينا": 91% من مشاريع الطاقة المتجددة في 2024 أقل تكلفة من الوقود الأحفوري

  • 2025-07-23
  • 08:15

"آيرينا": 91% من مشاريع الطاقة المتجددة في 2024 أقل تكلفة من الوقود الأحفوري

أكدت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أن مصادر الطاقة المتجددة لا تزال محافظة على تكلفتها التنافسية في أسواق الطاقة العالمية، مدعومة بتطور التقنيات، وزيادة تنافسية سلاسل التوريد، وتحقيق وفورات الحجم.

وأوضحت الوكالة في تقرير "تكاليف توليد الطاقة المتجددة لعام 2024" الذي أصدرته أخيراً أن إضافة 258 جيغاواط من القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة خلال عام 2024 أسهم في تحقيق وفورات مالية كبيرة، مكّنت من تفادي استخدام وقود أحفوري بقيمة تقدّر بنحو 57 مليار دولار أميركي، مشيراً إلى أن 91 في المئة من مشاريع الطاقة المتجددة التي دخلت حيز التشغيل خلال العام الماضي كانت أقل تكلفة من أي مشروع جديد يعمل بالوقود الأحفوري.

ولفتت الوكالة النظر إلى أن المعدل الوسطي لتكلفة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في عام 2024 كان أقل بنسبة 41 في المئة مقارنة بأرخص بدائل الوقود الأحفوري، فيما سجلت مشاريع طاقة الرياح البرية انخفاضاً أكبر بنسبة 53 في المئة، وبقيت الرياح البرية مصدر الطاقة المتجددة الأقل تكلفةً لإنتاج الكهرباء، بواقع 0.034 دولار أميركي لكل كيلوواط/ساعة، تلتها الطاقة الشمسية الكهروضوئية بـقيمة 0.043 دولار لكل كيلوواط/ساعة.

ورجّحت أن تبقى تكاليف الطاقة المتجددة مرتفعة في أوروبا وأميركا الشمالية، نتيجةً للعقبات الهيكلية المتمثلة في تأخر إصدار التراخيص، وضعف قدرة الشبكات، وارتفاع تكاليف توازن مكونات أنظمة الطاقة.

وفي المقابل، قد تشهد مناطق مثل آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية انخفاضاً ملحوظاً في التكاليف، بفضل ارتفاع معدلات التعلم التكنولوجي وامتلاك هذه المناطق موارد وفيرة من الطاقة المتجددة.

وأشارت إلى أن هذا الإنجاز يعد ثمرة سنوات من الابتكار، وتوجيه السياسات، وتوسع الأسواق، موضحةً أن حماية المكاسب المحققة في مسار تحول قطاع الطاقة تتطلب تعاوناً دولياً أكبر، بالإضافة إلى تأمين سلاسل توريد مرنة وسهلة الوصول، ووضع سياسات واستراتيجيات استثمارية مستقرة لا سيما في دول الجنوب العالمي.

واستعرضت الوكالة في تقريرها العوامل الهيكلية التي تؤثر على التكلفة وظروف السوق التي توجه استثمارات الطاقة المتجددة، مؤكدةً أهمية الأطر التي تضمن إيرادات مستقرة ويمكن توقعها للحد من مخاطر الاستثمار وجذب رؤوس الأموال.

وذكرت أن تقليل المخاطر التمويلية يُعد عاملاً حاسماً في تسريع اعتماد مصادر الطاقة المتجددة في الأسواق الناضجة والناشئة على حدٍ سواء، وتلعب اتفاقيات شراء الطاقة دوراً محورياً في تأمين التمويل بأسعار معقولة، في حين تقوّض السياسات غير المستقرة وغياب الشفافية في عمليات الشراء ثقة المستثمرين.

وتبرز بشكل متزايد تكاليف ربط مشاريع الطاقة المتجددة بشبكة الكهرباء كأحد العوائق الرئيسية أمام انتشارها، فمشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية باتت تواجه تأخيرات بشكل أكبر نتيجة عقبات الربط بالشبكة، وتأخر إصدار التراخيص، وارتفاع تكاليف سلاسل التوريد المحلية، وتظهر هذه التحديات بشكل أوضح في دول مجموعة العشرين والأسواق الناشئة، حيث يجب أن يرقى حجم الاستثمار في البنية التحتية للشبكات إلى مستوى النمو المتسارع في الطلب على الكهرباء والتوسع المستمر في مصادر الطاقة المتجددة.

كما تبقى تكاليف التمويل من أبرز العوامل التي تحدد مدى جدوى مشاريع الطاقة المتجددة، خصوصاً في الدول النامية ضمن الجنوب العالمي، حيث يؤدي ارتفاع تكاليف رأس المال نتيجة الظروف الاقتصادية غير المستقرة، والمخاطر الاستثمارية المرتفعة إلى زيادة كبيرة في التكلفة المستوية للكهرباء المولدة من مصادر الطاقة المتجددة.

وتسهم التطورات التكنولوجية التي تتجاوز مرحلة توليد الطاقة في تعزيز الجدوى الاقتصادية لمصادر الطاقة المتجددة، فقد انخفضت تكلفة أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات(BESS)  بنسبة 93 في المئة منذ عام 2010، لتصل إلى 192 دولاراً أميركياً لكل كيلوواط/ساعة في عام 2024 بالنسبة للأنظمة على مستوى المرافق، ويُعزى هذا الانخفاض الكبير إلى توسيع نطاق التصنيع، وتحسين المواد، وتطوير تقنيات الإنتاج.

وتزداد أهمية أنظمة تخزين طاقة البطاريات، والأنظمة الهجينة التي تدمج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وأنظمة تخزين طاقة البطاريات، إلى جانب الحلول الرقمية، في تسهيل دمج مصادر الطاقة المتجددة المتنوعة ضمن الشبكات الكهربائية، كما تسهم الأدوات الرقمية المعززة بالذكاء الاصطناعي في تحسين أداء الأصول وكفاءة استجابة الشبكة.

وفي هذا السياق، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الطاقة النظيفة تعد استثمارا ذكيا في ظل توجه العالم نحو الفرص الاقتصادية المجدية، لافتاً النظر إلى أن الطاقة المتجددة تشهد نمواً متسارعاً، فيما يتراجع عصر الوقود الأحفوري.

وأشار إلى أن نجاح هذا التحول يتطلب من القادة إزالة العقبات، وبناء الثقة، وتوفير التمويل والاستثمار، موضحاً أن الطاقة المتجددة تمهّد الطريق نحو مستقبل تتوفر فيه الكهرباء بتكلفة ميسورة، وبوفرة وأمن في الإمداد للجميع.

من جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" فرانشيسكو لا كاميرا إنه عند النظر إلى جميع مشاريع الطاقة المتجددة العاملة حاليًا، نجد أن تكلفة الوقود الأحفوري التي تم تجنبها في عام 2024 بلغت نحو 467 مليار دولار أمريكي، كما أن الطاقة المتجددة الجديدة تتفوق على الوقود الأحفوري من حيث التكلفة، ما يوفر مساراً واضحاً نحو توفير موارد آمنة ومستدامة وميسورة التكلفة من الكهرباء.