طلال سلمان يترجّل.. والصحافة العربية تفقد قلبها النابض

  • 2023-08-26
  • 09:36

طلال سلمان يترجّل.. والصحافة العربية تفقد قلبها النابض

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"


هي المرة الأولى التي نكتب فيها عن طلال سلمان باستخدام الفعل الماضي الناقص "كان"، وهو الذي لطالما شكّل الأفعال بتمامها وكمالها ليعجنها بالحبر ويخبزها كلمات تصدح في آذان المحبين والمغرضين.

طلال الصحافي الذي حمل لبنان في قلبه، والقضايا العربية هموماً على كتفيه ليؤسس صحيفة "السفير" ويجعلها "صوت الذين لا صوت لهم" من المواطنين اللبنانيين والعرب المنتشرين من المحيط إلى الخليج، كان أمس على موعد مع الموت. ترجل أبو أحمد ليغادر ركب الحياة من دون أن يغيب، فهو الحاضر فينا دائماً وابداً، ستظل كلماته تحفر في وجداننا ما بقينا..

يرحل طلال سلمان وتبقى كلماته منارة يهتدي بها الصحافيون والكتّاب في رحلة البحث عن التغيير، يغادرنا ولا يزال قلبه ينبض حروفاً تأبى أن تندثر إذ يرددها عشرات الصحافيين والكتاب والإعلاميين الذين عملوا في "السفير" أو عبروا منها إلى مهنة المصاعب والمشقات.

يغيب الموت طلال سلمان لكن إرثه يبقى، فمن مدقق لغوي في جريدة "النضال" إلى صحافي بلا راتب في جريدة الشرق سنة 1956، انتقل إلى مجلة "الحوادث" في العام 1957 وعمل فيها محرراً ثم سكرتيراً للتحرير، ومنها انتقل إلى مجلة "الأحد" سنة 1960، وتولى إدارة تحريرها. لكن الرحلة لم تقف عند هذا الحد، إذ سافر طلال إلى الكويت ليصدر مجلة "دنيا العروبة: التي كانت تصدر عن "دار الرأي العام" عبد العزيز المساعيد، وقد تولى رئاسة تحرير لمدة قصيرة، ليعود بعدها إلى بيروت ويتولى إدارة التحرير في مجلة "الصياد" وكان ذلك في صيف العام 1963، واستمرت رحلة طلال سلمان متنقلاً ما بين العامين 1963 و 1973 بين مجلات "الصياد" و"الأحد" و"الحرية" ثم استقر في "الصياد" و"الأنوار" متخصصاً في متابعة القضايا والأحداث العربية. وبذلك تمكن من مقابلة عدد من أبرز الملوك والرؤساء والقادة السياسيين والحزبيين العرب، كما بحث في مجموعة من القضايا الساخنة والملفات العربية الشائكة. ولعل أهم حدث في حياة طلال سلمان كان بتأسيس وإصدار جريدة "السفير" في منتصف العام 1973، وكان صدور الصحيفة في آذار/مارس 1974.

اليوم يوارى طلال سلمان الثرى في بلدته شمسطار، لتفقد الصحافة العربية برحيله قلبها النابض، فخالص العزاء لعائلته الصغيرة، ولعائلته الكبيرة المنتشرة على امتداد العالم العربي.

مجموعة "الاقتصاد والأعمال" تعزي أبناء الراحل: احمد وعلي وربيعة وهنادي، وتتقدم بأحر التعازي من نقابة المحررين، ومن الزملاء الصحافيين الذين عملوا أو مروا في "السفير"..

للفقيد الرحمة ولكم الصبر والسلوان..