كأس العالم في قطر 2022: مكاسب اقتصادية بأكثر من 17 مليار دولار

  • 2022-11-21
  • 09:00

كأس العالم في قطر 2022: مكاسب اقتصادية بأكثر من 17 مليار دولار

بدأت فعاليات كأس العالم في كرة القدم للعام 2022 التي تستضيفها قطر كأول دولة عربية وشرق أوسطية في تاريخها، والتي تمتد من 20 تشرين الثاني/نوفمبر الحالي ولغاية 18 كانون الأول/ديسمبر المقبل، بمشاركة 32 فريقاً كروياً من مختلف أنحاء العالم.

ومن المتوقع أن يستقطب هذا الحدث الجماهيري العالمي الذي يقام كل 4 سنوات، أكثر من 1.7 مليون زائر للدوحة على مدى 29 يوماً، حيث سيكون هناك نحو 500 ألف زائر في البلاد في أكثر الأيام ازدحاماً في أول المونديال مما سيؤدي إلى نمو كبير في مختلف القطاعات الاقتصادية للدولة. ويقدّر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" بأنه من الممكن أن يسعى نحو 40 مليون شخص لزيارة قطر بعد انتهاء البطولة.

وضخّت قطر أكثر من 220 مليار دولار أميركي لإنشاء وتجهيز 8 ملاعب لكرة القدم بأعلى المعايير الدولية بالإضافة إلى إنشاء المرافق السياحية والفندقية والترفيهية وتوسيع مطاراتها الدولية وإنشاء شبكة مترو الدوحة لاستقبال وتنظيم تنقل المشجعين من دول العالم كافة أثناء فترة المونديال.

الملاعب

أنشأت قطر 8 ملاعب ضخمة ذات معايير دولية وبقدرات استيعابية ضخمة تقدّم كل أنواع الرفاهية والراحة للاعبين والمشجعين على حدّ سواء. فكان أولها "استاد البيت" في منطقة الخور الذي شهد افتتاح فعاليات المونديال يوم أمس الأحد وهو ملعب يتسع لـ60 ألف مشجع والذي يتميز ببنائه على شكل خيمة هائلة تغطي الملعب بأكمله، ومن ثم "استاد خليفة بن علي" في مدينة أم الأفاعي والذي يتسع لـ40 ألف مشجع يعكس تصميم الاستاد والمباني المحيطة البيئة القطرية.

أما "استاد الجنوب" في منطقة الوكرة فيتسع لـ40 ألف مشجع واستوحي التصميم المبهر لهذا الاستاد من أشرعة المراكب التقليدية القطرية، فيما يتسع "استاد خليفة الدولي" في الدوحة لـ40 ألف مشجع  ويضم أقواساً واسعة وقوائم مغطاة نسبياً، كما يتسع "استاد المدينة التعليمية" الذي يقع في مدينة الريان لـ40 ألف شخص ويأخذ شكل ماسة مسننة تشعّ وتتلألأ بحسب حركة الشمس، ويتسع "استاد لوسيل" الذي يقع في مدينة لوسيل لـ80 ألف متفرج مدينة لوسيل، ويعتبر أحد أهم ملاعب كأس العالم في قطر.

أما "استاد 974" فيتسع لـ40 ألف شخص وقد تم بناؤه من حاويات الشحن، وسيتم تفكيكه بالكامل وإعادة استخدام المواد التي تم استخدامها في البناء. وأخيراً، "استاد الثمامة" الذي يتسع لـ40 ألف شخص والذي يقع في الدوحة وهو مستوحى من شكل القحفية التقليدية (الطاقية التي تُلبس تحت الغترة والعقال) في الوطن العربي.

خدمات النقل 

بهدف تنظيم تنقل الزوار والمقيمين خلال فترة المونديال، أسّست دولة قطر "مترو الدوحة" والذي يتألف من 37 محطة مفتوحة للجمهور و7 محطات للترام مفتوحة و110 عربات للمترو و18 عربة للترام. وسينقل "مترو الدوحة" 30 إلى 50 في المئة من المشجعين المتوجهين إلى الملاعب، كما خصصت السلطات القطرية وسائل نقل لذوي الاحتياجات الخاصة من حافلات خاصة وسيارات أجرة بالإضافة إلى مواقف سيارات مجانية. وتوفر "الرّيل" خدمة نقل "مترو لينك" مجانية، من المحطات إلى خطوط تغطي الدوحة باستخدام حافلات تنطلق من محطة المترو وإليها، الى جانب سيارات أجرة للركاب بأسعار مخفضة، ومواقف "اركن وتنقل" في محيط المحطات.

كما أعلنت شركة مواصلات قطر "كروة" جاهزيتها لكأس العالم، وأشارت إلى توفير نحو 4 آلاف حافلة، 25 في المئة منها كهربائية، من أجل خدمة المشجعين، و800 سيارة أجرة، و1300 سيارة أجرة اقتصادية، بما يعرف بـ"خدمة وفّر".

مناطق الترفيه

وضعت قطر باقة متنوعة من الفعاليات الترفيهية التي ستُقام في أنحاء البلاد خلال البطولة، ومن بينها مهرجان " فيفا للمشجعين" المجاني ويستقبل أكثر من 40 ألف مشجع يومياً خلال فترة البطولة، كما سيضم شاشات عملاقة تعرض البث المباشر لمباريات المونديال.

ومن المقرر أن يستضيف موقع المهرجان في حديقة البدع بالدوحة مجموعة من الفنانين العالميين، كما سيتضمن الكثير من الأنشطة المرتبطة بكرة القدم.

وإلى جانب الفعاليات الترفيهية التي يستضيفها كورنيش الدوحة من حديقة فندق "الشيراتون" إلى متحف الفن الإسلامي، ستشهد منطقة الكورنيش عروضاً فنية متجولة خلال فترة المونديال.

وستتضمن الفعاليات أنشطة تشمل عروضاً يومية ضمن برنامج "أهلاً بكم في قطر"، حيث ستقدم باقة من العروض المائية والألعاب النارية، والتي تتخللها أغاني من الألبوم الرسمي لكأس العالم في قطر.

الفنادق وأماكن السكن البديلة

قدمت "اللجنة العليا للمشاريع والإرث" بدائل عدة، لتعويض النقص في أعداد الفنادق التي لا يمكن أن تستوعب بمفردها أعداد الجماهير الرياضية التي ستقصد قطر من مختلف أنحاء العالم. وتتنوع خيارات الإقامة والسكن، بين فنادق من فئات 5 نجوم إلى نجمة واحدة، إلى الفلل، والشقق داخل المباني، والفنادق العائمة، و"الكبائن" المسبقة الصنع، وبيوت العطلات والخيام المجهزة، بالإضافة إلى الإقامة مع الأهل والأصدقاء.

ووصل عدد الغرف المتاحة لضيوف قطر من أنحاء العالم 130 ألف غرفة، ما يؤكد توفّر أماكن إقامة كافية لجمهور البطولة. وبلغ عدد الفنادق في قطر نحو 135 فندقاً، فيما يتجاوز عدد غرف هذه الفنادق 30 ألف غرفة، ويصل عدد الأسرة نحو 50 ألف سرير. وأعدت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العالم في قطر 6 مواقع لقرى المُشجِّعين موزعة على مناطق عدة، تتألف من قرى مؤقتة تضم 2000 خيمة تقدم خدمات متكاملة للمشجعين، إضافة إلى 8 آلاف كابينة موزَّعة على 3 أماكن.

المكاسب الاقتصادية

من المتوقع أن تصل قيمة المكاسب الاقتصادية التي ستحقِّقها قطر من استضافة بطولة كأس العالم 2022 إلى 17 مليار دولار، مقارنة بـ3.31 مليارات دولار في ألمانيا، ومكاسب مماثلة تنوَّعت ما بين مساهمة اقتصادية بقيمة 509 ملايين دولار في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2010 وفوائد اقتصادية بقيمة 769 مليون دولار للأسر في جنوب أفريقيا، و13.4 مليار دولار في البرازيل، و14.5 مليار دولار في روسيا.

ووفقاً لـ"صندوق النقد الدولي"، سيرتفع معدل النمو الاقتصادي في قطر إلى 3.4 في المئة في العام 2022 (ونمو قدره 4.1 في المئة في القطاع غير النفطي) نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات واستضافة المونديال.

ولا يقتصر التأثير الاقتصادي الإيجابي لهذا الحدث الكروي العالمي على قطر فحسب، بل سيكون للدول الخليجية أيضاً نصيب منه، فمن المُتوقَّع أن تنتعش السياحة وترتفع نسب إشغال الفنادق في السعودية، الإمارات، الكويت، البحرين، وسلطنة عمان.