المصارف السعودية في الربع الثاني 2022: الأرباح الأعلى منذ أكثر من خمس سنوات

  • 2022-08-22
  • 09:00

المصارف السعودية في الربع الثاني 2022: الأرباح الأعلى منذ أكثر من خمس سنوات

العوامل الرئيسية وراء الزيادة القياسية في الارباح: تسارع النمو الاقتصادي وارتفاع اسعار الفائدة وتراجع المخصصات

  • دائرة الأبحاث

نمت الأرباح المجمعة للمصارف المدرجة في البورصة السعودية "تداول" بنسبة 37 في المئة لتصل إلى 15.1 مليار ريال سعودي (4.1 مليارات دولار أميركي) في الربع الثاني من العام 2022 بفضل التراجع الكبير للمخصصات ونمو الأعمال مع تحسن أسعار النفط وخروج الاقتصاد العالمي من آثار جائحة كورونا.

وتعتبر هذه الأرباح الأعلى التي يسجلها القطاع في الربع الثاني منذ أكثر من خمس سنوات.

 

وعليه، تكون أرباح النصف الأول من العام الحالي قد نمت بنحو 29 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 30 مليار ريال وهي مستويات قياسية لم يتم تجاوزها خلال هذه الفترة في تاريخ القطاع المصرفي السعودي.

 

نمو الطلب على التمويل والخدمات

ارتفع إجمالي ايرادات الفوائد للقطاع بنحو 24 في المئة ليبلغ 28 مليار ريال نتيجة زيادة الطلب على التمويل وارتفاع متوسط أسعار الفائدة (SAIBOR) بنحو نقطتين مئويتين على أساس سنوي إلى 2.71 في المئة في الربع الثاني من العام الحالي، بالإضافة إلى تسارع تنفيذ المشاريع العمرانية والسياحية نتيجة تحسن أسعار النفط وزيادة الانفاق الحكومي على المشاريع الاستثمارية. وقد رافق ذلك ارتفاع في صافي ايرادات الفوائد بنسبة 13 في المئة ليسجل 23 مليار ريال. في المقابل، انعكس الارتفاع في تكاليف التمويل تراجعاً في هامش صافي ايرادات الفوائد بنحو 8 نقاط مئوية ليبلغ 83 في المئة.

 

نمو لافت في الإقراض

شهد الربع الثاني من العام الجاري نمواً في ودائع العملاء بنسبة 12 في المئة على أساس سنوي لتبلغ 2.26 تريليون ريال مستفيدة من ارتفاع الودائع الحكومية، وقد شكلت الودائع تحت الطلب 62 في المئة من الإجمالي ما يعني ان المصارف في وضع مناسب  لمواصلة الاستفادة من اي ارتفاع جديد في اسعار الفائدة في ظل اعطاء السياسات النقدية في الولايات المتحدة واوروبا وبلدان رئيسية اخرى الاولوية لمكافحة التضخم.

كذلك، نمت محفظة القروض والسلف بنحو 16 في المئة الى رقم قياسي وهو 2.12 تريليون ريال مع زيادة الطلب على تمويل المؤسسات الحكومية وشبه الحكومية وقطاعي التجارة والعقارات. وقد ساهم ذلك بارتفاع اجمالي الموجودات بنسبة 14 في المئة الى 3.3 تريليونات ريال. وارتفعت نسبة القروض الى الودائع بمقدار 4 نقاط مئوية الى 94 في المئة مما يعكس مستويات سيولة عالية خصوصاً بعد المبادرة الناجحة التي اتخذها المركزي السعودي "ساما" في ضخ 50 مليار ريال من السيولة في شهر حزيران الفائت والتي ساعدت على اعتدال سعر الفائدة بين المصارف بعد ارتفاعها بشكل ملحوظ قبل اشهر من ذلك.

كما تظهر النتائج الفصلية تراجع قيمة المخصصات المجنبة بنحو 41 في المئة لتسجل 2.6 مليار ريال مع تراجع المخاطر الإئتمانية.

 

"الأهلي" يتصدر الأرباح، يليه "الراجحي" ثم "الرياض"

احتل البنك الأهلي ترتيب "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال" لأكبر المصارف السعودية من حيث الأرباح للربع الثاني من العام 2022 والتي بلغت 4.59 مليارات ريال. وتشكل هذه القيمة ما يقارب 30 في المئة من اجمالي ارباح المصارف السعودية المدرجة لهذه الفترة، وعليه، تكون قد نمت أرباح النصف الأول من العام الحالي بنسبة 65 في المئة إلى مستويات قياسية تبلغ 9.09 مليارات ريال. كذلك أوصى مجلس إدارة البنك بتوزيع أرباح نقدية بما يعادل 1.1 ريال للسهم الواحد عن النصف الأول 2022. وأعلن البنك مؤخراً عزمه إصدار صكوك إضافية مقومة بالريال السعودي.

وجاء بنك الراجحي ثانياً بأرباح بلغت قيمتها 4.26 مليارات ريال وحاصداً حصة سوقية قاربت 28 في المئة مع نمو الأعمال وارتفاع دخل الاستثمار والدخل من رسوم الخدمات البنكية وتحويل العملات الأجنبية. وتعتبر هذه الأرباح الفصلية الأعلى التي يسجلها المصرف منذ أكثر من ست سنوات. وبهذا تكون أرباح النصف الأول قد نمت بنحو 21 في المئة إلى 8.3 مليارات ريال، وهي الأرباح النصف سنوية الأعلى منذ العام 2017.

وجاء بنك الرياض ثالثاً مع تسجيله ارباحاً بقيمة 1.61 مليار ريال وبحصة سوقية قاربت 10.6 في المئة نتيجة نمو الأعمال. وعليه تكون قد نمت أرباح النصف الأول من العام الحالي بنسبة 10 في المئة إلى 3.1 مليارات ريال وهو أعلى رقم يتم تسجيله منذ أكثر من خمس سنوات. هذا، وأوصى مجلس إدارة البنك بتوزيع أرباح نقدية بما يعادل 0.5 ريال للسهم الواحد عن النصف الأول 2022.