"صندوق النقد العربي" يبحث تحديات مواجهة مرحلة ما بعد كورونا

  • 2022-06-13
  • 09:58

"صندوق النقد العربي" يبحث تحديات مواجهة مرحلة ما بعد كورونا

الصندوق يعقد الاجتماع الدوري الـ103 لمجلس المديرين التنفيذيين في 16 يونيو الحالي

ينظم "صندوق النقد العربي"، بصفته الأمانة الفنية لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، ظهر اليوم الاثنين في 13 حزيران/يونيو 2022، اجتماعاً رفيع المستوى عن بُعد، لنواب محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، بهدف مناقشة تحديات تعزيز الاستقرار المالي في مرحلة التعافي من جائحة كورونا، وذلك بمشاركة خبراء من معهد الاستقرار المالي التابع لبنك التسويات المالية، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي، ومجلس إدارة الأزمات  الأوروبي وبنك كندا المركزي.

ويوفر الاجتماع في هذا الإطار، فرصة لمناقشة وتبادل الخبرات والتجارب المتعلقة بجهود الدول لدعم مرحلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد جائحة كورونا، والدروس المستفادة على صعيد السياسات الاقتصادية، خصوصاً في ظل تزايد المخاطر المحيطة بالنظامين المالي والاقتصادي، الأمر الذي أضاف أعباء وضغوط على العمل الإشرافي والرقابي، مما دفع السلطات لاتخاذ إجراءات وتدابير احترازية للحد من التأثير السلبي للمخاطر المستجدة على القطاع المالي والمصرفي وسلامته.

وسيركز الاجتماع على التشاور والتباحث حول سياسات المصارف المركزية لدعم مرحلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد أزمة جائحة كورونا، والمخاطر النظامية الرئيسة التي تهدد الاستقرار المالي في هذه المرحلة، ووسائل حماية وتشجيع القطاعات الإنتاجية في مرحلة التعافي الاقتصادي، وطرق التعامل مع مخاطر ارتفاع الديون الحكومية. كما سيناقش سبل الحدّ من ارتفاع مخاطر الائتمان في ظل ارتفاع معدلات التضخم، والتوجه نحو تشديد السياسة النقدية، وغيرها من المواضيع المرتبطة بقضايا الاستقرار المالي.

وفي السياق نفسه، سيناقش نواب محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية قضايا الاستقرار المالي الراهنة على المستوى الدولي، خصوصاً اتجاهات الاقتصاد العالمي في مرحلة التعافي الاقتصادي، وأثرها على وضع الاستقرار المالي العالمي. كما سيتطرق النقاش إلى تقييم فرص تحقيق التوازن بين الفرص والمخاطر الناتجة عن الاعتماد على التقنيات المالية الحديثة، وأثر الترخيص للبنوك الرقمية على نماذج أعمال البنوك التقليدية، ودور الاقتصاد الرقمي في المرحلة المقبلة، وكيفية الحد من مخاطر الأمن السيبراني، وأثر استخدام العملات الرقمية على فعالية السياستين النقدية والاحترازية الكلية، بالإضافةً إلى مناقشة دور الاقتصاد الأخضر في المرحلة المقبلة، والحد من المخاطر الناشئة عن الكوارث الطبيعية وتغيرات المناخ.

الحميدي: لضرورة استمرار الحوار والتشاور بين المصارف المركزية العربية على كافة المستويات

وفي هذا السياق، أشار مدير عام رئيس مجلس إدارة "صندوق النقد العربي" عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي إلى أن عقد الاجتماع يأتي للتأكيد على ما يمثله الحفاظ على الاستقرار المالي في الدول العربية من أولوية هامة للمصارف المركزية العربية في هذه المرحلة، مؤكداً على أهمية استمرار الحوار والتشاور بين المصارف المركزية العربية على كافة المستويات.

وتوجه الحميدي بالشكر من نواب محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية على مشاركتهم في الاجتماع، منوهاً بالتعاون القائم مع المؤسسات المالية الدولية والبنوك المركزية العالمية .

الاجتماع الدوري الـ103 لمجلس المديرين التنفيذيين لـ"صندوق النقد العربي"

من جهة أخرى، سيعقد "صندوق النقد العربي" الاجتماع الدوري الـ103 لمجلس المديرين التنفيذيين للصندوق في 16 حزيران/يونيو الحالي. وسيتضمن جدول أعمال المجلس مناقشة تطورات أنشطة الصندوق خلال الربع الثاني من العام 2022.

ويستعرض الاجتماع الجهود التي بذلها الصندوق خلال الربع الثاني من العام 2022، لدعم الدول العربية في مواجهة التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، التي انعكست على الأسواق المالية العالمية، وأسواق السلع والمنتجات الزراعية ومنتجات الطاقة، بإطار الوسائل المتاحة لديه، بما يشمل النوافذ الإقراضية، وتقديم المشورة والمعونة الفنية، وتنظيم الدورات التدريبية للموارد البشرية العربية، وعقد اجتماعات وورش عمل لتبادل التجارب والخبرات الدولية والإقليمية، لمعالجة الآثار الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت عن هذه التطورات، والاستعداد للعودة للمسارات الاعتيادية للنمو.

وفي مجال الإقراض، تتضمن المواضيع التي سيستعرضها المجلس، تطورات الخطة السنوية للإقراض التي اعتمدها الصندوق لتقديم الدعم المالي للدول الأعضاء بأشكاله المختلفة، سواءً تلك المتعلقة بدعم جهود معالجة الاختلالات في موازين المدفوعات، أو النوافذ الإقراضية التي تدعم تنفيذ برامج إصلاح كلية وقطاعية. كما تتضمن خطة الإقراض الوقوف على تنفيذ برامج الإصلاح المدعومة بموارد الصندوق تمهيداً لسحب الدفعات المتبقية من القروض المتعاقد عليها لدعم هذه البرامج، حيث سيتم إحاطة المجلس بالإجراءات السريعة التي يعتمدها الصندوق للاستجابة لتلك الطلبات، في الوقت وبالكيفية المناسبتين.

كما يتضمن جدول الأعمال أيضاً، استعراض نشاط الدعم الفني الذي قدمه "صندوق النقد العربي" لدوله الأعضاء، منذ اجتماعه السابق، من خلال المبادرات، والاجتماعات، والمنتديات، وورش العمل التي تم عقدها عن بُعْد لمتابعة الأوضاع في الدول العربية، وتقديم التوصيات، وتبادل الخبرات، لمواجهة التحديات الراهنة، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الإقليمية والدولية، فضلاً عن الدورات التدريبية التي عقدها الصندوق عن بُعْد، إلى جانب الإحاطة بالدراسات وأوراق العمل والكتب والتقارير، التي أعدها وأصدرها الصندوق.

وسيستعرض المجلس خلال الاجتماع تطورات النشاط الاستثماري للصندوق المتعلقة بقبول الودائع من المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، وأداء المحافظ الاستثمارية، وتطورات الأسواق المالية العالمية.

من جهة أخرى، ستُعرَض على المجلس أنشطة "صندوق النقد العربي" في إطار توليه الأمانة الفنية لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، وكذلك مجلس وزراء المالية العرب، إلى جانب الأنشطة التي يقوم بها الصندوق في إطار المؤسسة الإقليمية لمقاصة وتسوية المدفوعات العربية (منصة "بُنى")، ومبادرات "الشمول المالي في الدول العربية"، و"الإحصاءات العربية (عربستات)"، و"التقنيات المالية الحديثة"، و"الاقتصاد الرقمي"، و"التحولات الهيكلية"، وغيرها من المبادرات التي يتبناها الصندوق خدمةً لدوله الأعضاء.