رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة: الجائحة أظهرت جاذبية الإمارة للسياحة الداخلية

  • 2022-06-09
  • 15:00

رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة: الجائحة أظهرت جاذبية الإمارة للسياحة الداخلية

  • دبي- زينة أبوزكي

على الرغم من الظروف التي خلفتها جائحة كورونا والتي كانت لها تأثيرات كبيرة على المجالات كافة، استمرت إمارة الشارقة بالعمل على تطوير مشاريعها ومنتجاتها السياحية، وفي حديث خاص إلى "أولاً – الاقتصاد والأعمال" كشف رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة خالد جاسم المدفع عن بعض المشاريع التي طوّرتها الإمارة والفرص والاتجاهات التي تمّ اكتشافها نتيجة الجائحة.  

ولفت المدفع النظر إلى أن الهيئة وانطلاقاً من الرؤية الحكيمة لعضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لتعزيز مكانة الإمارة على خارطة السياحة العالمية كوجهة سياحية عائلية بارزة، تعمل بشكل مستمر ومتواصل مع شركائها الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص على تصميم وتنفيذ مشاريع ومبادرات تقدم منتجات وتجارب سياحية استثنائية متنوعة ومبتكرة للسياح من دول العالم كافة.

 استمرار تطوير المشاريع والمنتجات  

وقال خالد المدفع: "من الأشياء الإيجابية والتي كان لها مردود كبير علينا هي أن إمارة الشارقة لم تتوقف عن التطوير والاستثمار خلال الجائحة، فمن ناحية الاستثمار، تمّ افتتاح "سفاري الشارقة" قبل نحو ثلاثة أشهر وبلغت تكلفة هذا المشروع مليار درهم، ويمتد المشروع على مساحة تبلغ 8 كيلومترات مربعة، ويقع ضمن محمية البردي في مدينة الذيد التي تبلغ مساحتها 16 كيلو متراً مربعاً، ليشكل معلماً طبيعياً وسياحياً على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة. وبفضل دعم قيادتنا المستمر شهدت إمارتنا خلال السنوات الأخيرة نقلة نوعية في مشاريعها التطويرية الكبرى للقطاع السياحي وبجميع مدنها بما في ذلك مشاريع تطوير البنية التحتية الرئيسية في مختلف أنحاء ومدن إمارة الشارقة، للربط بين قلب مدينة الشارقة ومدن المنطقة الوسطى والمنطقة الشرقية، وهذه المشاريع الحكومية تعتبر الحجر الأساس لتحريك وإنعاش القطاعات كافة، فالمستثمر يبحث عن البيئة المهيئة من ناحية البنى التحتية كالطرق والخدمات والمدارس والمتاجر وهذه المشاريع لم تتوقف في إمارة الشارقة، هذا بالإضافة إلى الاستثمار في المشاريع الحيوية السياحية، حيث تمّ التركيز على  السياحة البيئية وسياحة المغامرات خلال فترة الجائحة. ونحن في إمارة الشارقة كما الجميع ركزنا على الأولويات وهي الإنسان، وفي أي مجال نعمل عليه يكون هو المحور الأساسي، ولكن في الوقت نفسه، كان لدينا مجال للإستمرار بالعمل حيث وضعنا ترتيبات معينة وأجرينا مفاوضات مع الشركاء للعمل ضمن شروط معينة. وفي المحصلة النهائية تمكّنا من إنجاز المشاريع وهو ما أعطانا ميزة وشكّل لنا فرصاً كبيرة في القطاع السياحي كي نتمكن من القيام بالترويج المطلوب وجذب المزيد من السياح من داخل الدولة وخارجها".

الجائحة وفرص السياحة الداخلية

وأضاف المدفع: "خلال فترة الجائحة كانت الأجواء مغلقة والظروف كلها صعبة، فكان البديل السياحة الداخلية، وذلك شكل فرصة ذهبية للسياحة في الشارقة حيث عرّفت الجائحة مواطني ومقيمي الإمارة على مقومات السياحة الداخلية، مع العلم أن المنتج السياحي الإماراتي بات معروفاً حول العالم إلا أن السائح المحلي لم يكن يعرف المنتج السياحي الداخلي، بل كان ينتظر أي إجازة وفرصة للسفر إلى الخارج، وهذا الاتجاه لم يكن صحيحاً. فالمواطنون والمقيمون عندما اكتشفوا ما تكتنزه الإمارات من مقومات سياحية، ومنها على سبيل المثال السياحة التراثية، الطبيعية والبيئية وسياحة المغامرات، أصبحوا خلال الإجازات لا يسافرون إلى الخارج بل يتمتعون بالسياحة في الداخل. وعلى سبيل المثال، خلال سياحة العيد الأخيرة نصف المواطنين الإماراتيين لم يسافروا إلى الخارج بل أمضوا إجازة العيد داخل الإمارات وهو ما يدل على أن المنتج السياحي الإماراتي الغني والمتنوع كان قادراً على جذبهم. فكورونا غيّرت المفاهيم تجاه السياحة الداخلية وهذا شيء إيجابي جداً".

منتج سياحي متنوع للشرائح كافة

وأوضح المدفع: "نحن في إمارة الشارقة تعلمنا الكثير من الجائحة، وغيّرنا الكثير من الأشياء، تعلمنا المرونة وأن يكون هناك دائماً خطة بديلة وتعلمنا أيضاً التنويع وعدم الاعتماد على مصدر واحد. الأسواق كلها تهمنا حيث استثمرنا فيها عشرات السنوات وهذا الاستثمار لا يزال يأتي بمردود، ولكن يبقى مرتبطاً بالأوضاع والمتغيرات السياسية أو الأزمات الصحية وغيرها. ونحن دائماً لدينا خطة بديلة، إلا أن هناك بعض الشرائح كالعائلات مثلاً فهي دائماً موجودة ومن الشرائح الأساسية، ولكن هنا لا بدّ من الإشارة أن المنتج السياحي في الشارقة متنوع ويخدم أيضاً باقي الفئات العمرية. ولقد طوّرت الإمارة على مدار السنوات الفائتة ومن خلال الجهود الحثيثة للمعنيين بالقطاع السياحي، وبالأخص في مجال السياحة البيئية، منتجات سياحية استثنائية تثري تجربة زوارها وسياحها كافة، حيث تتوفر في مختلف الوجهات تجارب متنوعة لمحبي المغامرات والتخييم والمتنزهات والأنشطة البحرية أو الصحراوية وحتى الجبلية، بالإضافة إلى توفر تجارب أخرى لمحبي التراث والفنون والتاريخ والآثار وغيرها الكثير، في دلالة واضحة على أن إمارة الشارقة تدعم الخطط التنموية كافة الهادفة لضمان استدامة قطاعاتها الحيوية كالسياحة، باعتبارها إحدى أهم دعائم الاقتصاد الوطني".

100 منشأة فندقية و10 آلاف غرفة فندقية

وأشار المدفع إلى أن الشارقة عملت على تطوير القطاع الفندقي، ليضم اليوم أكثر من 100 منشأة فندقية بأكثر من 10 آلاف غرفة، وبفئات مختلفة من الفنادق التي تشمل الفنادق الشاطئية التي تتوسط مركز المدينة وأخرى ذات طابع إماراتي وتراثي أصيل، فضلاً عن فنادق المنطقة الوسطى في مليحة والبداير التي توفر تجارب إقامة مميزة هادئة بعيداً عن صخب المدينة وسط الطبيعة والتنوع التضاريسي ما بين الجبال والكثبان الرملية. وبلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في إمارة الشارقة خلال الربع الأول من العام الجاري أكثر من 350 ألف نزيل تقريباً أي ما يقارب نسبة نمو 26 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي 2021. وحلّت الإمارات في المركز الأول بالنسبة لجنسيات نزلاء المنشآت الفندقية خلال الربع الأول من العام الحالي، تلتها كل من الهند وروسيا وسلطنة عمان على التوالي، في دلالة واضحة على جاذبية إمارة الشارقة محلياً لدى السياح والزوار داخل الدولة.