رئيس الشركة القابضة للاتصالات: خطة للنهوض بقطاع الاتصالات في ليبيا

  • 2021-12-16
  • 11:17

رئيس الشركة القابضة للاتصالات: خطة للنهوض بقطاع الاتصالات في ليبيا

  • خطار زيدان

لم يمض على تعيين مجلس إدارة جديد للشركة القابضة للاتصالات في ليبيا برئاسة محمد إبراهيم بن عياد، صاحب الخبرة العريقة في قطاع الاتصالات، إلا فترة بسيطة، لكن الحمل كبير، والمسؤوليات جمًة، والهدف الارتقاء في قطاع الاتصالات في ليبيا إلى مصاف الدول الأكثر تطوراً، وذلك من خلال خطة واضحة المعالم، تم وضعها بسرعة قياسية، لتشكل خارطة طريق للمرحلة في المرحلة المقبلة. بن عياد تحدث لـ الاقتصاد والأعمال عن واقع قطاع الاتصالات في ليبيا، والخطة الجديدة والأولويات التي سيتم التركيز عليها. وهنا نص الحوار:  

-       لم يمض على تسلمكم مهامكم إلا فترة بسيطة. ما هي الأولويات بالنسبة لكم في الفترة المقبلة؟

بكل تأكيد، لم يمض على استلام المهام الجديدة في رئاسة الشركة الليبية للبريد والاتصالات وتقنية المعلومات القابضة إلا فترة بسيطة. ولكن قمنا بتخطيط متميز وسريع مع مجلس الإدارة لتحديد أهم الأولويات، ومن أهمها:

-       الرؤية الجديدة 4SC 2025

Smart Citizens,Smart Companies, Smart Cities, Smart Country

-       تجهيز الميزانية الموحدة للشركات للعام 2022 وفقا للخطة والاستراتيجية.

-       اقفال الحسابات الختامية للسنوات السابقة بالتعاون مع ديوان المحاسبة.

-       تقديم مكاسب سريعة للمواطن والدولة في خدمات الاتصالات.

-       الاعداد لخطة إعادة هيكلة الشركات التابعة لتكون ذات فعالية عالية.

-       تطوير خدمات الاتصالات لتصل لمستوي خدمات الاتصالات المتقدمة والمتميزة فالمواطن الليبي يهمنا.

-       التحول الرقمي المتكامل للدولة.

-       التحول الكامل في البنية التحتية والربط ضمن شبكة بنية الالياف البصرية العالمية لتكون ليبيا بوابة دولية عالمية للبيانات ونقل المعلومات عبر القارات.

-       الاعداد لإطلاق خدمات الجيل الخامس والتحول الذكي لخدمات المدن الذكية وانترنت الأشياء.

-       إطلاق قمر ليبياسات.

-       الدفع بعجلة خدمات الدينار الالكتروني والدفع الالكتروني في إطار نقلة نوعية في عجلة الاقتصاد الليبي.

-       تضخيم مشروع الحوسبة السحابية ليقدم خدمات، من أهمها مشروع الحوكمة والإدارة الالكترونية.

- ما هو أثر تعيين مجلس إدارة جديد للشركة القابضة للاتصالات على مسار عمل الشركة والاستراتيجيات المتبعة؟

يعتبر التغيير الإداري عنصراً رئيسياً من أسس النجاح وتجديد الدماء في الإدارة الليبية الجديدة وفق توجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة المهندس عبد الحميد الدبيبة، لتنطلق ليبيا بنجاح وبسرعة وفق رؤيته لدعم الشباب ذوي الخبرات العالية لإدارة الدولة ومؤسساتها، وبالتالي هذا المنهج الحديث عالمياً حتى على مستوى سياسي دولي سيحدث نقلة نوعية تتلاءم مع سرعة التقنية الحديثة وتطورها، والاهم من ذلك ولأول مرة في تاريخ الاتصالات في ليبيا يكون رئيس مجلس الإدارة للشركة القابضة هوا أحد أبناء قطاع الاتصالات منذ العام 2002، ومؤسس شركة ليبيانا للهاتف المحمول، كما أن مجلس الإدارة يضم للمرة الأولى ثلاثة أعضاء من أبناء القطاع الأوائل، ناهيك عن ذوي الخبرات والدرجات العلمية العالية لباقي الأعضاء.

إعادة الحياة والنشاط داخل الشركات

والنهوض بمستوى خدمات الاتصالات

-       كيف تصفون واقع قطاع الاتصالات في ليبيا، ومستوى جودة خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات؟

أنا ابن المدرسة الواقعية الهندسية التي تبنى قراراتها وتقييمها وفقاً للوقائع والأرقام والنتائج، ولكن من أهم مؤشرات الاتصالات الأساسية جودة تقديم الخدمة وفقاً للمؤشرات القياسية الدولية، وعليه سأكون صريحاً في هذه الإجابة، والتي لن تذهب بعيداً عن ما صرح به رئيس حكومة الوحدة الوطنية في افتتاح معرض تقنية الاتصالات في ليبيا 2021، وهي أن خدمات شركات الاتصالات سيئة جداً ومتدنية ولا ترتقي حتى لمستوى المنافسة المحلية بين شركات الاتصالات التابعة للقابضة، وهذا التدني في الخدمات للأسف حصل في آخر أربع سنوات في تاريخ الشركة القابضة.

-       هل انتهيتم من مرحلة تغطية كافة مناطق الدولة بخدمات شبكة الجيل الرابع 4G؟

لم تنته الشركات القابضة من تقديم خدمات تقنية الجيل الرابع في معظم مناطق ليبيا، والنسبة لم تتجاوز 50 في المئة من إجمالي الشبكات، ناهيك عن أن الخدمات المقدمة لم ترتق لجودة الجيل الرابع عالمياً.

-       ما هي أبرز التحديات التي تواجهكم في ظل التطورات الحاصلة في البلد، وتسارع التحول الرقمي في العالم؟

من أهم وأبرز التحديات هي إعادة الحياة والنشاط داخل الشركات لتقوم بعملها وفقاً للخطة الجديدة، والنهوض بمستوى خدمات الاتصالات في ليبيا، ليس فقط الخدمات الأساسية، وانما وفق منهجية وواقعية في إنشاء بنية تحتية قوية وفعالة لدعم قطاعات الدولة الليبية بالتقنية الحديثة لرقمنة مؤسسات الدولة وخدمة المواطن.

ناهيك عن البدء في تنفيذ أهم مشروع في ليبيا، وهو الألياف البصرية لمقرات الدولة والشركات والمنازل وشبكات الاتصالات للمشغلين لتقديم أسرع خدمات اتصالات ستشهدها ليبيا تدريجياً عبر خطة ثلاثية السنوات، وذلك بسبب حجم ليبيا ومساحتها الجغرافية الواسعة والمتنامية الأطراف.

توفير خدمات الجيل الخامس

في الربع الأول من العام 2023

-       متى يصبح بالإمكان، حسب استراتيجية الشركة ووتيرة التنفيذ المعتمدة، تمكين الاقتصاد الرقمي في ليبيا وإطلاق تقنية الجيل الخامس 5G، وتقديم خدمات الدفع الرقمية، والحوسبة السحابية، وحلول إنترنت الأشياء، وخدمات إنترنت الفايبر؟

ستُتاح خدمات الجيل الخامس خلال ستة أشهر، ولكن استراتيجية الشركة تعمل وفق واقعية وحقيقة وعدم صناعة الوهم، وبالتالي ستكون خدمات الجيل الخامس الحقيقية متاحة فعلياً مع الربع لأول من العام 2023.

أما خدمات إنترنت الأشياء والاقتصاد الرقمي وخدمات الفايبر فستكون جاهزة بالكامل في نفس الفترة، حيث أن خدمة الجيل الخامس تعتمد على البنية التحتية للألياف البصرية.

وبالنسبة لخدمة الحوسبة السحابية، فهي متاحة حالياً عبر شركات القابضة التابعة، والتي تقدمها بشكل ممتاز لقطاعات الدولة والقطاع الخاص.

أما خدمة الدفع الرقمي فهي مطبقة بنجاح من خلال القطاع الخاص، وخدمة سداد للمشغّل الأول في ليبيا، إحدى شركات القابضة، وسنستمر بالتعاون مع المصرف المركزي وبدعم من محافظ ليبيا المركزي وديوان المحاسبة لتطوير هذه الخدمة التي ستقود ليبيا قريباً نحو الاقتصاد الرقمي الحديث، وهذه الخدمة كانت أحد أهم الحلول لأزمة توفر النقد خلال السنوات السابقة.

إطلاق أول مصرف رقمي في ليبيا بحلول العام 2025

-       تنامى دور شركات الاتصالات عالمياً وأصبحت من المنافسين الأساسيين للمصارف في مجال المدفوعات، ما هي خططكم في هذا المجال؟ وهل السوق جاهزة لقبول مصرف رقمي بالكامل؟

إن المدفوعات الالكترونية، وكما نوهنا سابقاً بالتعاون مع القطاع الخاص في ليبيا، تتم بنجاح ولازالت في تطور مستمر مع تحديث البنى التحتية التقنية للبنوك الليبية، ولكن هذا لا يعني جاهزية السوق الليبية لقبول مصرف رقمي متكامل حالياً، سواء وفقاً للتشريعات أو وفقاً للبنية التحتية الاتصالية المتوفرة حالياً، ونعتقد أنه بحلول العام 2025 ستكون السوق الليبية والشركة القابضة على موعد مع إطلاق أول مصرف رقمي في ليبيا.

شركة متخصصة في الأمن السيبراني

-       تُصنّف ليبيا في موقع متأخر بين دول العالم في مجال الأمن السيبراني وحماية الشبكة الإلكترونية. هل من توجّه لتغيير وتحسين هذا الواقع؟

لا أعلم مدى واقعية هذا التصنيف، ولكننا لسنا في مركز جيد في مجال الأمن السيبراني وحماية الشبكات، وسنعمل داخل شركات القابضة على تأسيس شركة متخصصة في الأمن السيبراني، لتقوم بنقلة نوعية بحماية الشبكات في الدولة الليبية بكامل قطاعاتها، العام والخاص، ولتكون بوابة الحماية السيبرانية وحماية الشبكة الالكترونية في ليبيا.

-       هل يمكن أن تستغل الشركة البنية التحتية لديها في استخدامات وتطبيقات تقنية البلوكتشين؟

يوجد حالياً دراسات ومشاريع تجريبية تحت رعاية الشركة القابضة، وعبر أكاديمية الاتصالات الليبية التابعة لها مع طلبة الجامعات ومشغّلي الاتصالات التابعين للقابضة، تم تنفيذها بنجاح في مجال النقل البحري والبري والبريد الليبي، وستكون بداية للانطلاق في خدمات البلوكتشين في ليبيا بشكل يليق بها.

-       كيف كانت نتائج الشركة المالية في العام 2020، مقارنة بالأعوام الثلاثة الماضية، وما هي توقعاتكم لنتائج العام 2021؟

في الحقيقة، إن نتائج الشركة القابضة المالية سيئة جداً، ولا تمثل الواقع الحقيقي المفترض أن تكون عليه، وسيكون أيضاً العام 2021 على غرار الأعوام الثلاثة السابقة، على الرغم من زيادة الإيرادات العامة، والتي لم تصل لمستوى التقديرات والتوقعات للسوق الليبية، وهذا يرجع لسوء الخدمات المقدمة.

-       تم مؤخراً التوقيع على عدد من اتفاقيات الشراكة بين هاتف "ليبيا" وعدد من الجهات والشركات. ما هو مصير هذه الاتفاقيات بعد التغييرات الحاصلة في الشركة؟ وكيف ستنعكس على الخدمات ومشاريع التوسع وإدارة البيانات وسرعتها؟

لا أعلم لماذا يشغل هذا الموضوع تحديداً وسائل الإعلام والصحافة الالكترونية ومواقع الميديا، على الرغم من أنني أقول دائما: نحن نعمل ضمن إطار مؤسسات الدولة الليبية وفقاً لرؤية جديدة تنظر للمستقبل لتقديم الأفضل، ولن تتأثر هذه المشاريع إذا كانت استُكملت واعتُمدت وفقاً لخطط واستراتيجيات وأهداف الرفع من كفاءة شبكات الاتصالات والبنية التحتية. لسنا من أصحاب فكرة دعنا ندمّر ما فات ونبدأ من جديد من دون دراسات دقيقة تُثبت مدى جدوى تقديم المشاريع، وامكانية الرفع من كفاءة وسعات هذه المشاريع للضعف، إذا ثبُت أهمية وجدوى تنفيذها، من دون استثمار أموال الدولة بشكل مزدوج.

-       ما هو دور "الشركة القابضة للاتصالات" في تطوير الكفاءات الليبية وتحفيزها لمواكبة التطورات الحاصلة والمرحلة المقبلة؟

من أهم أولويات الشركة القابضة للاتصالات، وفقاً للخطة الاستراتيجية والرؤية الجديدة، تنمية القدرات البشرية الشبابية ورفع كفاءة العنصر البشري، من مدراء ومهندسين واداريين وماليين وتجاريين وجميع التخصصات داخل الشركات التابعة للقابضة للاتصالات، وفقاً لرؤية التطور والرفع من كفاءة العنصر البشري قبل التطور التقني والتكنولوجي، ليتمكن من إدارة وتشغيل هذه التقنيات قبل جاهزيتها، وذلك، من ضمن أهداف اكاديمية الاتصالات الليبية التابعة للشركة القابضة، والتي ستكون أكاديمية اتصالات تقنية غير تقليدية لبناء عناصر وطنية فعّالة وذات كفاءة للسوق الليبية والسوق العالمية، وليس فقط لقطاع الاتصالات، وإنما لجميع قطاعات الدولة وفق رؤية التحول الرقمي ورقمنة أجهزة الدولة 4SC 2025.

-       ما هي جهود الشركة وخططها في مجال الاستدامة والتغيير المناخي؟

إن الاستدامة والتغير المناخي هو الشاغل الرئيسي عالمياً، حيث أن حياة البشر واستمرارية الحياة تعتمد على الاستدامة ومعالجة التغير المناخي الحاصل، ونحن نعمل وفق رؤية عالمية للاستدامة. ومن أهم الخطوات للحفاظ على المناخ ومحاربة التغيرات المناخية هو مشروع التشجير وإعادة المناطق الخضراء في ليبيا ضمن حملة ضخمة تتبناها الحكومة.