رئيس مجموعة فنادق انتركونتننتال بالشرق الأوسط وافريقيا والهند: الجائحة أرست نهجاً جديداً بالتحول الرقمي

  • 2021-07-25
  • 10:20

رئيس مجموعة فنادق انتركونتننتال بالشرق الأوسط وافريقيا والهند: الجائحة أرست نهجاً جديداً بالتحول الرقمي

هيثم محمد مطر الى "اولاً- الاقتصاد والأعمال": قطاع الضيافة بالمنطقة يشهد تعافياً تدريجياً

  • زينة أبو زكي

دفعت جائحة كورونا بالشركات إلى إعادة صياغة استراتيجياتها وخطط عملها لمواجهة التغييرات التي أحدثتها، مجموعة انتركونتننتال كانت إحدى الشركات العالمية التي أخذت العبر والدروس للتكيّف مع متغيرات كورونا، كيف تقيم المجموعة أداء قطاع الضيافة، وما هي التحديات التي تواجهها وغيرها من المواضيع المتعلقة بالخطط المستقبلية ولاسيما التوسع في المنطقة، يتحدث عنها إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" رئيس مجموعة فنادق ومنتجعات انتركونتننتال في الشرق الأوسط وأفريقيا والهند هيثم محمد مطر.

وعن تقييمه لمشهد قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند، يقول مطر: يعدّ السفر جزءاً مهماً من حياتنا، ونلاحظ أن رغبة الناس في الاستكشاف والاسترخاء وإعادة التواصل مع الأصدقاء والعائلة لم تتغير على الرغم من الجائحة. ومع بدء توزيع اللقاحات ورفع القيود على الحركة في جميع أنحاء العالم، بدأت ثقة المستهلك بالعودة ببطء، لكنها ستتصاعد تدريجياً مع شعور الناس بالراحة والأمان للعودة للسفر من جديد.

بدء تعافي قطاع الضيافة في المنطقة مدفوعاً بالسياحة المحلية والإقليمية

ويرى مطر أن قطاع الضيافة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والهند على وجه التحديد، يشهد تعافياً تدريجياً مدفوعاً بالسياحة المحلية والإقليمية، لكن علينا أن ننتظر حتى يعود السفر الجوي إلى وضعه الطبيعي لتحقيق المستوى نفسه من الطلب والإشغال الذي شهدناه قبل بدء الجائحة. بصورة عامة، بدأنا نشهد بعض التحسن في معدلات الإشغال وثقة المستهلكين عبر الأسواق الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحقّقت أسواق الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والدوحة والقاهرة تحسناً ملحوظاً حيث سجّلت نسبة إشغال تتراوح ما بين 55 و70 في المئة. ومن خلال محفظة مجموعة فنادق انتركونتننتال المتنوعة في المنطقة، سيمكننا الإقبال القوي في تلك الأسواق من زيادة مستويات الطلب على فنادقنا.

أما عن التحديات التي فرضتها الأزمة الأخيرة والفرص الناتجة عنها، يقول رئيس انتركونتننتال في المنطقة، يمكن القول إن جائحة كوفيد-19 قد شكّلت أصعب فترة في تاريخ قطاع الضيافة، وأكّدت لنا تلك الفترة الحاجة لإرساء نهج جديد في التفكير. انطلاقاً من مكانتنا، تقع على عاتقنا اليوم مسؤولية كبيرة تتمثل في تحسين هذا العالم والارتقاء به نحو الأفضل. ومع تزايد الوعي حول أهمية التأثير البيئي والمسؤولية الاجتماعية، يجب ألّا تقتصر أهدافنا وتطلعاتنا على ما يحدث داخل مجموعتنا فقط.

انتركونتننتال تعتمد خطة "رحلة إلى عالم الغد" لتحقيق نتائج أكثر استدامة بحلول العام 2030

ويضيف مطر أن ذلك يعدّ تحدياً كبيراً للعلامات التجارية حيث بدأت كل منها برسم مسارها الخاص. في فنادق ومنتجعات مجموعة فنادق انتركونتننتال، اعتمدنا خطة طموحة تمتد لعشر سنوات تحت اسم "رحلة إلى عالم الغد" والتي ستأخذنا إلى ممارسات ونتائج أكثر استدامة بحلول العام 2030. هدفنا توفير تجربة ضيافة أصيلة تحقق تأثيراً إيجابياً للعالم. ولطالما كانت رعاية موظفينا ومجتمعاتنا وكوكبنا أولوية أساسية لكل أعمالنا وهي الطريقة والنهج الذي ندير به عملياتنا ونمتاز به. ومن خلال استجابتنا للجائحة وطريقة خروجنا منها سنرسم ملامح مستقبل كوكبنا خلال السنوات المقبلة، لذلك نحن ملتزمون في استجابتنا بضمان مراعاة العديد من التحديات البيئية والمجتمعية القائمة قبل كوفيد-19 وتقديم الحلول لمعالجتها.

ويتابع: "من جهة أخرى، ساعدتنا الجائحة على تعزيز قدراتنا التقنية والرقمية. وفي حين نواصل جهودنا للبقاء في طليعة هذا القطاع، نحرص على الاستثمار في التكنولوجيا والأدوات والحلول التي تحدث فرقاً ملحوظاً لضيوفنا ومالكينا وفرقنا. ويعدّ نظام IHG Concerto، الأول من نوعه على مستوى القطاع، حلاً سهلاً وعالي الكفاءة يعتمد على السحابة، ويشكل جزءاً مهماً للغاية في عملنا. فمن خلال دمج تطبيقات الفنادق الأساسية في منصة واحدة سهلة، سنعزز تجارب الضيوف والمالكين والموظفين مما سيشكل الركيزة الأساسية لنهجنا في تحقيق التميز الرقمي في مجال عملنا".

كوفيد -19 غيّرت هدفنا من "ضيافة حقيقية للجميع" إلى ضيافة من أجل عالم أفضل"

وعن أبرز الدروس المستفادة من جائحة كوفيد – 19، يقول مطر: لقد أبرزت الأزمة الأخيرة أن كل تحدّ يواجهنا ما هو إلا فرصة للتعلم والتطور. وبعد عام 2020 الاستثنائي، قمنا بتطوير هدفنا الرئيسي من تجربة ضيافة حقيقية للجميع إلى تجربة ضيافة من أجل عالم أفضل. وقمنا بهذا التحول انطلاقاً من التزامنا باتخاذ الخطوات الصحيحة لمجموعة فنادق انتركونتننتال وتجاه بعضنا بعضاً وتجاه من حولنا. وبالفعل لمسنا قوة العمل الهادف واغتنام الفرص لإحداث تغيير إيجابي من حولنا. فنحن كشركة وعلى مستوى كل فندق من فنادق المجموعة، نبقى ملتزمين برعاية كل من نتفاعل معه، في عالم متغير ومليء بالتحديات، ومن المتوقع أن نقدّم المزيد، لذا فإننا نتطلع إلى التركيز بشكل أكبر على التغيير الذي يمكن أن نحدثه لموظفينا ومجتمعاتنا وكوكبنا.

مواكبة المبادرات الاستراتيجية في المنطقة مثل رؤية 2030 و2040 في كل من المملكة ودبي ومصر

وعن التوقعات للفترة المقبلة يقول مطر: لدينا توقعات واعدة على المدى البعيد لقطاع السياحة والضيافة، فمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منطقة ديناميكية لديها الكثير من الفرص على صعيد السياحة والضيافة، سواء كان ذلك من خلال السفر المحلي أو الدولي، أو الفعاليات والمؤتمرات، أو الإقامات الترفيهية أو رحلات العمل، يتوجه كثيرون إلى هذا الجزء من العالم لأسباب كثيرة ويستمتعون بحسن الضيافة التي تعد جزءاً لا يتجزأ من الثقافة المحلية. في المنطقة، ستخلق المبادرات الاستراتيجية مثل رؤية المملكة العربية السعودية 2030 ورؤية دبي 2040 ورؤية مصر 2030 فرصاً ضخمة لقطاع السياحة والسفر وستكون الضيافة من أبرز المستفيدين. من هنا، نحن ملتزمون بتوسيع نطاق وجودنا في جميع أنحاء المنطقة من خلال محفظتنا المتنوعة من العلامات التجارية العالمية وذلك للاستفادة من فرص النمو التي تتوافق مع خطط التوسع لكل حكومة.

إطلاق 13 فندقاً جديداً و7 فنادق للمجموعة في المملكة خلال السنوات الخمس

وعن تأثر عمليات التوسع بالجائحة يقول مطر، على الرغم من تحديات العام 2020 وما بعده، تستمر ثقة مالكينا بعلاماتنا التجارية وأسواقنا، ونستمر في عمليات التوقيع وفتح المزيد من الفنادق في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ووقّعنا مؤخراً في المملكة العربية السعودية اتفاقية لمدة 5 سنوات لافتتاح سبعة فنادق على الأقل في المملكة عبر مجموعة العلامات التجارية التابعة لمجموعتنا، بما يشمل مدن الرياض وجدة والمنطقة الشرقية وأبها وحائل والقصيم وتبوك. وكان فندق إنديجو الرياض شارع الملك عبد الله أول فندق يتم الإعلان عنه بموجب هذه الشراكة تبعه فندق انتركونتننتال الرياض شارع الملك فهد. أما في دولة الإمارات العربية المتحدة، فقد وقّعنا مؤخراً العديد من الاتفاقات لتوسيع نطاق علاماتنا التجارية، بما في ذلك اتفاقية إدارة لإطلاق علامتنا التجارية "فوكو" في "نخلة جميرا" ومن المتوقع أن تفتح أبوابها للضيوف في ديسمبر 2021. علاوة على ذلك، نحضر لإطلاق 13 فندقاً آخر. وتماشياً مع خطط التوسع والنمو داخل السوق المصرية، لدينا نحو 4 مشاريع نحضر لها إلى جانب التوقيع الأخير لفندق هوليداي إن أصايلة بمدينة أسيوط الجديدة.

ونعمل أيضاً على افتتاح مجموعة من أفضل الفنادق على المدى القريب، بما في ذلك فندق انتركونتننتال ميناء العرب في رأس الخيمة والذي سيكون عبارة عن منتجع شاطئي فريد، وستاي بريدج سويتس مركز دبي التجاري " و" ستاي بريدج سويتس مدينة دبي للإنترنت لتلبية احتياجات لضيوفنا الباحثين عن إقامة فندقية طويلة المدى، وفندق فوكو بوابة جدة و"هوليداي إن الرياض الملز" في المملكة العربية السعودية، وكراون بلازا ويست في القاهرة وغيرها.

تطوير النهج الرقمي لأهميته في الأعمال خلال وما بعد "كوفيد -19"

ويستطرد مطر: كما قمنا أيضاً بتحديث العناصر الرئيسية لاستراتيجيتنا لتحسين قدرتنا على دفع النمو المستقبلي وتعزيز نجاحنا كشركة. هذه الأولويات الجديدة والمطوَّرة تضع علاماتنا التجارية والمالكين والضيوف في مقدم أولوياتنا وفي صميم عملنا. فأولوياتنا تثمن الدور الحيوي للنهج الرقمي المتطور والذي يتم استثماره بشكل جيد، وتضمن وفاءنا بمسؤوليتنا المتزايدة لرعاية موظفينا وإحداث تغيير إيجابي لمجتمعاتنا وكوكبنا. 

رفع الوعي تجاه البيئة وصولاً إلى الطاقة الخضراء

وعن أبرز الاتجاهات الجديدة في قطاع السياحة والضيافة يقول مطر، نرى أنّ المسافرين أصبحوا أكثر وعياً بتأثير رحلاتهم وسفرهم على البيئة، بدءاً من الجهود المتزايدة ضد استهلاك البلاستيك المُستخدم لمرة واحدة وصولاً إلى الطاقة الخضراء وخفض آثار الكربون، ستستمر أهمية الاستدامة في التنامي. ويسعى المسافرون أيضاً إلى ترك تأثير إيجابي على المجتمعات التي يزورونها، وباتوا يدعمون الوجهات والعلامات التجارية التي ينسجم عملها مع قيم الاستدامة والتنوع، كما إن السفر التجريبي أصبح من التوجهات المتنامية التي تواصل اكتساب الزخم. واليوم يثمن الناس الوقت القليل الذين سيقضونه عندما يتعلق الأمر بالسفر، ويتطلع عدد متزايد إلى قضاء الوقت في تجربة الوجهة على المستويين المحلي والثقافي. ومع تزايد عدد الأشخاص الذين يعملون عن بعد، من المتوقع أيضاً أن تستمر ظاهرة المسافر الرقمي، لذلك قد تحتاج الفنادق إلى التفكير في إضافة محطات عمل أو تقديم عروض إقامة طويلة.

الاستثمار في تدريب وتعزيز كفاءة القوى العاملة  ضمن أولوياتنا

أما في ما يتعلق بتنمية الموارد البشرية يقول مطر: غايتنا كشركة الخروج من هذه الأزمة أقوى بكثير من قبل، ومن المهم أن يكون لدينا المواهب والموارد المناسبة والتدريب المناسب لمساعدتنا على تحقيق تلك الغاية، ونوفر لجميع زملائنا الموارد والتدريب المناسب لمساعدتهم على التكيف مع البيئة الجديدة حتى يتمكنوا من الاستمرار في تقديم تجربة "الضيافة الحقيقية" للضيوف مع مراعاة المعايير والتوجيهات الجديدة للنظافة والسلامة في الوقت نفسه. وإذ ينتظرنا طريق طويل للتعافي، تظل إدارة المواهب بشكل فعال من الأولويات المهمة لقطاع الضيافة. ومن هنا، نحرص على الاستثمار في أدوات لتحسين القوى العاملة وكفاءة العمالة فيما نتطلع إلى تعزيز جاهزيتنا لتحقيق النجاح في العام 2021 وما بعده.