"عالم بازل" عائد... ولكن

  • 2021-06-26
  • 12:07

"عالم بازل" عائد... ولكن

  • برت دكاش

"نحن جاهزون ومستعدون لتنظيم المعرض حيث يحتاج العارضون أن نكون"، هكذا أجاب مدير عام مجموعة MCH المنظمة لمعرض عالم بازل Baselworld ميشال لوريس- ميليكوف على سؤال "أولاً- الاقتصاد والأعمال" عن إمكانية تنظيم معرض "عالم بازل" في الشرق الأوسط، وذلك تعقيباً على إعلانه في مؤتمر صحفي عقده أخيراً عن تنظيم نسخة عنه في كل من آسيا والولايات المتحدة، إلى جانب بازل.

وأوضح أن "مجموعة MCH هي شركة عالمية تملك الكفاءات والخبرة لتنظيم أحداث كهذه في الصين والولايات المتحدة، مستفيدة من خبرة وتجربة معرض ArtBasel، غير إن مشاريع أخرى قد تنشأ في مناطق أو بلدان أخرى، فيما لو كان هناك قبول من مجتمع الساعات لذلك أو بطلب منه".

تصور وشعار جديدان

الإعلان، كما المؤتمر الصحفي الذي ترافق معه إطلاق شعار جديد للمعرض ووسم #baselworldisback لمرّا عاديين لو أنهما جاءا في ظروف عادية. فالمعرض الذي نُظمت آخر نسخه العام 2019، احتجب العام 2020 بسبب جائحة كورونا؛ بداية عبر تأجيله، ثم إلغائه كلياً والإعلان عن تغيير اسمه ليصبح Houruniverse من دون تحديد موعد انعقاده، قبل أن يعلن لوريس- ميليكوف أخيراً أنه عاد "عالم بازل" مجدداً، وتحديد موعده ما بين آذار/ مارس ونيسان/ أبريل 2022.

أزمة مزمنة

الظروف "غير العادية" التي خبرها عالم بازل وانعكست تخبّطاً إلى حدّ ما خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لم يكن وليد لحظته أو نتيجة لجائحة كورونا التي قد تكون قضت على آخر معالمه الماضية، بل جاء نتيجة تراكمات بين إدارة المعرض والعارضين لطالما تردّد صداها في أروقته طوال السنوات الماضية، قبل توقفه، والتي خيّمت عليها الشائعات عن احتمال أن "تكون النسخة الحالية هي الأخيرة"، خصوصاً وأنه كان يخسر سنوياً عدداً من العلامات المشاركة في قطاعات الساعات، والمجوهرات والأحجار. بعضها من غادر نهائياً، وبعض دور الساعات تحديداً انتقل إلى معرض جنيف للساعات Watches and wonders Geneva  (الصالون العالمي للساعات الرفيعة SIHH سابقاً)، أو استعاض عن هذه المعارض التقليدية التي برأي عدد من رؤسائها "لم تعد مفيدة" وقرّر تنظيم مناسباته وأحداثه الخاصة.

مقاربة جديدة للمعرض والعلاقة مع العارضين

من أبرز الأسباب التي أدت إلى الانسحاب، ارتفاع كلفة المشاركة والتي اعترف بها لوريس- ميليكوف خلال المؤتمر الصحفي قائلاً "إنها كانت مرتفعة بالنسبة إلى العارضين وبالنسبة إلينا أيضاً"، وأشار إلى "تخفيض أسعار المشاركة في النسخة الجديدة، واعتماد تصاميم جديدة للأجنحة ومنصات العرض، وتضمينه، كما في نسخة العام 2019 "حاضنة" للعلامات الجديدة والناشئة بتكلفة مشاركة لا تتعدى الـ 5000 فرنك سويسري".

إلى ذلك، لطالما اشتكى العارضون من عدم تطوّر المعرض ليواكب المتغيرات الحاصلة في العالم ولاسيما في مجال التواصل والتسويق، والتي بدورها جرى تطويرها بحسب لوريس-ميليكوف، "فالمعرض سيكون واقعياً ورقمياً وتفاعلياً في الوقت نفسه ومجانياً للعموم بعدما كان يفتح أمامهم في يوميه الأخيرين مقابل بدل".

وأوضح لوريس- ميليكوف أن عالم بازل الجديد سيكون منصة تمكّن صانعي الساعات والمجوهرات وتجار الأحجار الأصغر حجماً من تقديم منتجاتهم، وذلك بعد أن اشتهر  بكونه أهم حدث سنوي للعلامات الراقية في صناعة الساعات، والمجوهرات والأحجار، إلى جانب تخصيصه مساحات للعلامات المتوسطة والجماهرية، وستسهل وصول وكلاء التجزئة إلى هؤلاء الصانعين. كذلك سيصبح عالم بازل منصة رقمية عالمية، مدعومة بأحداث حيّة ستكون متوفرة للصناعات المعنيّة على مدار الساعة، 365 يوماً في السنة".

ومن المتوقع إطلاق المنصة الرقمية في الخريف المقبل على أن تصبح منتدى يجمع ممثلي الصناعة، والجمهور، والإعلام في عالم بازل 2022، وسيتم خلق أدوات جديدة لمحتوى يتيح تجربة تفاعلية Touch and Feel، ويوفر فرصة لتوسيع شبكة العلاقات وتبادل المعلومات حول أحدث الاتجاهات، وستكون أول منصة مستقلة تجمع بين الرقمي والأحداث الحية، بحسب المنظمين.

"سيلتقي الجميع على منصتنا. العلامات، والصانعون، ووكلاء التجزئة، والهواة والإعلام"، شرح لوريس- ميليكوف، مضيفاً: "سنقدم شروطاً وأسعاراً جاذبة لجميع العلامات التي تود الاستفادة من هذه المنصة الفريدة".

ولفت لوريس- ميليكوف، من جهة أخرى، إلى السعي لاعتماد أسعار مدروسة ومعقولة للإقامة في بازل خلال انعقاد المعرض، بعد أن كانت كلفتها عالية جداً في السابق، "وغير مبرّرة" بحسب البعض ومصدر شكوى من الزوار والشركات العارضة على حدّ سواء.

"الكل مرحّب به"

أشار لوريس- ميليكوف إلى التنسيق مع إدارة معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva التي أعلنت عن تنظيم معرضها العام المقبل ما بين 30 آذار/ مارس و5 نيسان/ أبريل 2022، بشأن موعد المعرضين وتقريبهما بعضهما من بعض، وهو أمر سبق أن اتفقت الإدارتان عليه قبل الجائحة، إذ كان من المقرر انعقادهما ما بين 24 نيسان/ أبريل و5 أيار/ مايو 2020 على التوالي، تسهيلاً لانتقال زوارهما من وكلاء تجزئة، وإعلاميين وهوة الجمع.

ورداً على سؤال لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" عما إذا كان يأمل بعودة Swatch Group إلى المعرض، وهي كانت أكبر مجموعة عارضة فيه قبل إعلان رئيسها التنفيذي نِك حايك المغادرة العام 2019، قال لوريس- ميليكوف: "تصب أولويتنا حالياً في اتجاه العلامات المستقلة في قطاعات الساعات، والمجوهرات والأحجار والتي تحتاج إلى فرصة لعرض ما تقدمه وبناء علاقات والتي يمكننا أن نوفرها لها من خلال منصتنا الرقمية على مدار 365 يوماً"، مؤكداً "أن حايك تبلّغ عن المفهوم الجديد وخطط المعرض"، وذلك بعد ذكره خلال مؤتمره الصحفي أن "التواصل مع حايك قائم بشكل دائم".

والجدير ذكره أن Swatch Group  لم تشارك في آخر نسخة من المعرض العام 2019، بل نظمت في المقابل حدثها الخاص TIME TO MOVE والذي قدمت خلاله علاماتها الست الراقية مجموعاتها الجديدة للعام 2019. واضطرها وباء كورونا إلى إلغاء نسخته الثانية العام 2020، ولم يعرف بعد ما إذا كانت ستعيد تنظيمه العام المقبل. وكانت لمغادرتها الأثر الكبير على المعرض وأتت بمثابة إشارة لعلامات أخرى كانت متردّدة بشأن مغادرة المعرض.

وماذا عن آخر المغادرين من الدور الأساسية في المعرض وهي Rolex وTudor التابعة لها، وPatek Philipe وChopard، ومجموعتا Chanel وLVMH، وهل التواصل قائم معها لاحتمال عودتها إلى المعرض؟

اكتفى لوريس- ميليكوف بقوله لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" إنه "مرحّب بأي علامة تريد الحضور وتشعر أن هذا المفهوم يلبي حاجة أعمالها".

وتوضيحاً لما ذكره خلال مؤتمره الصحفي عن مشاركة عالم بازل في أيام جنيف للساعات Geneva Watch Days المرتقبة من 30 آب/ أغسطس لغاية 3 أيلول/ سبتمبر المقبل، أجاب على سؤال لـ "أولاً- الاقتصاد والأعمال" أن "MCH ستطرح حضورياً في جنيف مفهوم عالم بازل الجديد، تزامناً مع انعقاد أيام جنيف للساعات، إذ نجدها مبادرة ممتازة للصناعة برمتها، وسنكون حاضرين على شكل منصة Pop-up خلال الحدث، في حضور عدد مختار من علامات الساعات، والمجوهرات والأحجار".

"لوبا سيستمز" وMCH

وبانتظار تبلور الصورة حول العلامات المشاركة في عالم بازل 2022 وعددها، تبقى الإشارة إلى أن ما شهده عالم بازل في أروقته خلال السنوات الأخيرة، ربما يكون انعاكساً لما كان يجري داخل أروقة مجموعة MCH نفسها. فالمجموعة المملوكة سابقاً من مقاطعة بازل ومستثمرين حكوميين في سويسرا، كانت تواجه مشاكل مادية وخسائر كبيرة بلغت ذروتها العام الماضي، وقد تخلّله صرف عدد لا بأس به من الموظفين، الأمر الذي ساهم في قبول عرض شركة "لوبا سيستمز" المملوكة من جايمس مردوخ، الابن الأصغر للملياردير روبرت مردوخ بالاستثمار فيها. ومنذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي باتت "لوبا سيستمز" تملك رسمياً 49 في المئة من أسهم المجموعة المنظمة لمعرضي عالم بازل وآرت بازل.

فهل يعيد عصر مردوخ إلى عالم بازل أمجاده الماضية؟