"سياحة دبي" نحو التعافي والعلاج: اجراءات كورونا وتوفير اللقاح

  • 2021-05-26
  • 10:45

"سياحة دبي" نحو التعافي والعلاج: اجراءات كورونا وتوفير اللقاح

  • زينة أبو زكي

وكأن "كورونا مر من هنا"، هذا هو الانطباع السائد عند زيارة دبي، فالاجراءات التي اتخذتها الإمارة لمواجهة الجائحة على الصعد كافة أثبتت مرة جديدة أنها قادرة على مواجهة التحديات وتذليل العقبات.

ويأتي تنظيم دبي لسوق السفر العربي في نسخته الحية أخيراً ليؤكد أنها لطالما كانت سباقة ورائدة في إداراتها للأزمات وهذه المرة من بوابة الفعاليات وبصورة أوسع قطاع السياحة والسفر، إذ يبدو جلياً أن الإمارة تسير بخطى ثابتة نحو عودة الحياة الطبيعية وبالتالي استعادة نشاطها السياحي.

وفي هذا الإطار، يتحدث المدير التنفيذي لدائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي – دبي للسياحة عصام كاظم الى "أولاً– الاقتصاد والأعمال" عن الاجراءات التي اتخذتها الإمارة بهدف إعادة تنشيط حركة السياحة.

"التعايش مع كورونا أصبح واقعاً" يقول كاظم، إن الأشياء المتعلقة بكورونا مثل قناع الوجه وفحص PCR أصبحا أموراً "علينا أن نعتاد عليها لأنها تشكل نمط الحياة الجديد أقله على المدى القصير والمتوسط، وهذا إجراء بسيط إذا أردنا العودة إلى حياتنا الطبيعية، والأهم الآن هو أن يتم توزيع اللقاح بشكل كامل، ونحن من أوائل الدول في عدد اللقاحات بالنسبة الى عدد السكان، حيث إن الحكومة قامت بدورها كاملاً في هذا المجال. ويرى كاظم أنه بتأمين اللقاح لدول العالم، ومع الحديث عن جواز السفر الرقمي أو (جواز اللقاح)، من المرجح أن تساعد هذه الاجراءات الناس على العودة الى ممارسة نشاطاتها الاعتيادية ومن السفر".

دبي مدينة آمنة للسفر 

ويؤكد كاظم أن معرض سوق السفر العربي، الذي انعقد أخيراً في دبي، يعتبر أكبر مثالاً على سياسات دبي ودولة الإمارات ونجاحها في كيفية سيطرتها على الوباء، حيث "كنا من أوائل الدول التى أغلقت، ثم بدأ التركيز على سلامة وصحة الناس في دبي، وفي الوقت نفسه، بدأنا بدراسة الإجراءات الجديدة التي يجب أن نتخذها عند فتح البلاد من جديد". ويضيف: "أثمرت الإجراءات المتبعة حصولنا على شهادة مجلس السفر والسياحة العالمي كمدينة آمنة للسفر وهذا أمر مهم جداً على الصعيد الدولي، كما إننا عملنا بجهد مع بلدية دبي ودائرة التنمية الاقتصادية على اجراءات جديدة وأطلقنا ختماً جديداً هو (Dubai Assured) في تموز/يوليو 2020 ، وهو التأكيد للضيوف على أنه تم الالتزام بتدابير السلامة والنظافة التي تحددها السلطات في جميع نقاط الاتصال للسياح والمقيمين، بحيث يقوم مراقبو (سياحة دبي) بزيارة كل مطعم أو متجر أو مركز تجاري حاصل على هذا الختم كل أسبوعين للتأكد من تطبيقه للسياسات والاجراءات الجديدة وأهمها التعقيم، ارتداء القناع والتباعد الاجتماعي كي يشعر الجميع بالسلامة والأمان، وبالتالي التأكد من الاجراءت التي يتم تنفيذها بتفاصيلها الدقيقة".

تنوع الأسواق خفف من تداعيات كورونا

وعن مدى تأثير الجائحة على الخطط التسويقية، يقول كاظم: "في العام 2013 كسرنا حاجز 10 ملايين سائح وكان رقم كبير بالنسبة لنا، حيث كنا في المراتب السبع الأوائل عالمياً من الوجهات الأكثر زيارة من السياح الدوليين، وكان هدفنا زيادة عدد السياح وبلوغ أرقام جديدة، فتم التركيز على توسيع مروحة الأسواق السبع المستهدفة على أن يستمر الاهتمام بالأسواق التقليدية والتوجه إلى أسواق جديدة، فتم التركيز على 20 سوقاً جديدة، ومع حلول العام 2019 وصلنا بتسويق دبي في أكثر من 50 سوقاً".

ويضيف كاظم "سياسة تنوع الأسواق تلك ساعدتنا في المرحلة التي نمر فيها في الوقت الراهن، حيث إن خططنا كانت تتركز على إيجاد أسواق بديلة في حال لم تحقق سوق ما النتائج المرجوة. وفي الوقت نفسه، كان العمل يجري على كيفية زيادة الأرقام السياحية بطريقة مستدامة، أي المحافظة على الأسواق الموجودة، وذلك بالشراكة مع القطاعات المختلفة من فنادق وشركات طيران وغيرها من الشركاء الذين لديهم القدرة الاستيعابية لإيصال سياح هذه السوق واستقبالهم في دبي".

نمو في حركة بعض الأسواق مثل مصر وفرنسا

وعن التغييرات التي أحدثتها الجائحة يوضح كاظم: "نحن ندرس الأسواق وأوضاعها ضمن معايير الأمن والأمان، فالمسافرون من الأسواق التي تتمتع بالأمن والسلامة يمكنهم القدوم إلى دبي ولكن عند الوصول، يجب اتخاذ التدابير التي من شأنها التأكد من سلامة الزوار القادمين. وفي الفترة الأخيرة تمكنا من إيجاد أسواق جديدة تشهد نمواً مثل مصر وفرنسا ورابطة الدول المستقلة".

ويتابع: "بحسب خبرتنا، عندما كنا نجد انخفاضاً ما في الأعداد من أسواق معينة نتيجة عوامل لا يمكننا التحكم بها كنا نعوض هذا الانخفاض من خلال التوجه نحو أسواق جديدة. فالهند على سبيل المثال، كانت تحتل المرتبة الأولى بالنسبة الى عدد السياح، كذلك الأمر بالنسبة الى الصين التي كانت قبل إطلاق الاستراتيجية خارج الدول الأوائل العشر من حيث عدد السياح، واستطاعت قبل الجائحة أن تحتل المرتبة الخامسة. وعلى المنوال نفسه، نعمل على تنمية بعض الأسواق التي تتنافس على المراتب العشر الأولى بالنسبة الى عدد الزوار إلى دبي".

الحملات الترويجية مستمرة والنتائج إيجابية

وعن توقعاته بالنسبة الى التعافي في حركة السياح، يقول كاظم: "يصعب التوقع بمدى تحقيق التعافي خصوصاً وأن هناك أسباباً خارج طاقتنا، فنحن يمكننا العمل على الحملات الترويجية والتعاون مع شركات الطيران والشركاء الآخرين بهدف الوصول إلى كل الشرائح المعنية وجذبهم لزيارة دبي. وهنا لا بدّ أن أشير إلى أن الحملات الترويجية التي قمنا بها بعد انتهاء اجراءات الإغلاق الشامل أدت إلى نتائج مثمرة وردود فعل إيجابية من ناحية الرغبة في زيارة دبي واستكشاف مناطق الجذب فيها، ما يدل على نجاح جهودنا. ولكن بالنسبة الى الأسباب الخارجة عن إرادتنا مثل الدول التي لا تزال تغلق حدودها أو أن دبي ليست ضمن القائمة الخضراء عندها، فيتم التنسيق مع الإدارات المعنية مثل وزارة الخارجية التي تقوم بواجباتها على أكمل وجه، مستعينة بالدراسات التي نجريها، وتتواصل الوزارة مع حكومات الدول الأخرى لنقل الصورة الصحيحة عن دبي بالنسبة الى الأمن والأمان".

1.6 مليون سائح خلال الربع الأول

وبالنسبة الى مؤشرات التحسن في حركة السياح يقول كاظم: منذ نهاية الإغلاق في تموز/يوليو الماضي، استقبلنا 40 الف سائح ولكن بالمقارنة مع آذار/مارس 2021 حيث بلغ عدد السياح أكثر من 450 الف سائح، نجد زيادة تقدر بنحو 10 أضعاف بالمقارنة مع يوليو الماضي، كما بلغ العدد نحو 1.6 مليون سائح في الربع الأول من العام الجاري ما يدل على أن الطلب يتزايد وأن الرغبة في المجيء إلى دبي موجودة ولاسيما مع تخفيف القيود على السفر.