هل يسبق تطور اللقاحات تحوّر سلالات كوفيد-19؟

  • 2021-05-16
  • 18:10

هل يسبق تطور اللقاحات تحوّر سلالات كوفيد-19؟

إيرادات الشركات الأميركية من مبيعات اللقاح تفوق توقعاتها

  • برت دكاش

بين تحقيقات منظمة الصحة العالمية الجارية وشكوك مجموعة من كبار العلماء أخيراً حول منشأ فيروس كورونا المستجد الذي قد يكون ناتجاً من تسرب عارض للفيروس من أحد المعامل والانتقال من الحيوانات، وبين نشوئه بشكل طبيعي، حقيقتان، حقيقة تكمن في عدد الإصابات بالفيروس والذي تجاوز حتى الآن الـ 163.1 مليون إصابة، وأودى بحياة أكثر من 3.3 ملايين شخص حول العالم، وأخرى في السباق المستمر بين جهود الدول لاحتواء الوباء والقضاء عليه ضمن حملات تلقيح جماعية والفيروس المتحور وفعالية اللقاحات الحالية ضد السلالات الجديدة منه الأشد فتكاً والأسرع انتشاراً، وآخر هذه السلالات، السلالة الهندية التي صنّفتها منظمة الصحة العالمية في خانة الـ "مثيرة للقلق"، ورصدت حتى الآن في 44 بلداً.

وفي الوقت الذي تحارب فيه الهند آخر تحورات كوفيد-19 المعروف باسم B.1.617، وواحداً من أشرسها، بدا لافتاً للانتباه إعلان السلطات الصحية في الولايات المتحدة أخيراً، التخلي عن الكمامة في الأماكن المفتوحة أو المغلقة لمن تلقوا الجرعتين من اللقاح، ما يعني قطع البلاد مرحلة متقدمة قاربت الـ40 في المئة وفق موقع Our World of Data من عملية التمنيع الجماعية، والتي تعتمد على لقاحي فايزر/ بايونتك وموديرنا المحليين.   

mRNA والسلالة الهندية

وتزامناً، ذكرت وكالة الدواء الأوروبية EMA أن لقاحي كوفيد-19 المطورين من قبل الشركتين المذكورتين، يبدوان فعالين ضد السلالة الجديدة الهندية من الفيروس، وقد وصف المدير الإستراتيجي للقاح في الوكالة ماركو كافاليري البيانات المراجعة من قبل الوكالة حول فعالية لقاحي mRNA  من فايزر/ بايونتك وموديرنا ضد السلالة الجديدة المكتشفة في الهند بالـ"مشجعة"، والمعروف أن الـMessenger RNA أو mRNA، هو مكوّن نشط يحتوي على تعليمات عن الخلايا البشرية تهدف إلى بناء قطعة غير مضرة من الفيروس أو Spike protein يتعرف عليها نظام المناعة كجسم غريب، مما يمكّنه من الاستجابة ضد العدوى بالفيروس.

وأبدى كافاليري كذلك تفاؤلاً بشأن لقاحي أسترازينيكا/أوكسفورد وجونسون آند جونسون المرتكزين على الحمض النووي للفيروس، إذ قد يحميان من المتحوّر الجديد، مشيراً إلى أن الوكالة تنتظر المزيد من البيانات من الهند، حيث تُعطى نسخة من لقاح أسترازينيكا.

ومن المعلوم أن إستراتيجيات التلقيح في دول الاتحاد الأوروبي ترتكز على أربعة لقاحات تمت الموافقة على استخدامها ضمن دول الاتحاد. ووفق المركز الأوروبي للمراقبة والحماية من الأمراض ECDE، فإن ما يقارب ثلثي الـ 2209.2 ملايين جرعة من اللقاحات الواردة إلى دول الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية هي لقاح فايزر/بايونتك، بينما سلّمت موديرنا أكثر من 18.6 مليون جرعة فقط إلى الدول الأوروبية.

ويعدّ متحور B.1.617 الذي ظهر بداية في الهند في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي المتحور الرابع بعد تلك التي رصدت في كل من المملكة المتحدة، وجنوب أفريقيا والبرازيل.

وتصنّف هذه السلالات الجديدة من الفيروس أكثر خطورة من السلالة الأصلية لكونها أسرع انتقالاً للعدوى، أو مميتة أو مقاومة لبعض اللقاحات، وهو ما يبرر الطفرة الهندية للفيروس في الهند أخيراً وحصدها مئات الآلاف من الإصابات والوفيات يومياً، بحسب العلماء. وفي هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أن اختبار لقاح كوفيد-19 تمّ في مدة 24 شهراً وفق أقصى تقدير، أو 16 شهراً كمتوسط و11 شهراً بحسب أدنى تقدير كما أورد موقع دويتشي فيلي DW، علماً أن تطوير أي لقاح يحتاج إلى ما بين 10 و12 عاماً. وحتى بعد إنجاز الاختبارات السريرية على اللقاحات، فإنها تحتاج إلى الموافقة عليها ليتم إنتاجها على نطاق واسع قبل توزيعها. ولقاحات كوفيد-19 المستخدمة حالياً، والمقدر عددها بنحو 18 لقاحاً، حاصلة على الموافقة للاستخدام الطارئ من قبل السلطات الصحية المحلية، ومنها خمسة فقط حصلت على الموافقة ذاتها من منظمة الصحة العالمية، أضيف  إليها في 7 أيار/ مايو الجاري لقاح سينوفارم الصيني والذي أظهر فعالية بنسبة 79 في المئة، سبقه إدراج لقاح موديرنا في نهاية نيسان/ أبريل الماضي، بانتظار إدراج لقاح صيني ثانٍ في الأيام المقبلة.

اقرأ أيضاً:
لقاحات كورونا: من يشتريها أولاً..وسباق مع تحوّر الفيروس

استمرار التردد بشأن اللقاح

الموافقة على الاستخدام الطارئ للقاح والتي ترفع أي مسؤولية عن الشركات المصنعة، الدافع الرئيس خلف تردّد الكثيرين في أخذ اللقاح، ولاسيما مع ما يثار من مخاوف من مضاعفات جانبية لعدد منها أهمها تجلطات الدم والتي أدت إلى شطب لقاح أسترازينيكا على سبيل المثال من أجندة الدنمارك ولقاح جونسون آند جونسون الذي أدى إيقاف استخدامه بعد موافقة وكالة الغذاء والدواء الأميركية على استخدامه الطارئ، إلى عدم قدرة الشركة على التوقع بشأن الكميات المرتقب تصنيعها وتسليمها خلال العام الجاري.

إلى ذلك، وفي دراسة حديثة لوكالة Eurofound بين شباط/ فبراير وآذار/ مارس الماضيين نشرت أخيراً، وشملت 47 ألف بالغ ضمن دول الاتحاد الأوروبي، أبدى 27 في المئة من البالغين أنه من غير المرجح بشكل كبير أو إطلاقاً أن يأخذوا لقاح كوفيد-19.

وأبدى البلغار تردداً تجاوزت نسبته الـ61 في المئة، قائلين إنه من غير المرجح بشكل كبير أو إطلاقاً أن يأخذوا اللقاح، تلتها لاتفيا، وكرواتيا بنسبة تجاوزت الـ40 في المئة لكلا البلدين.

وفي أوروبا الغربية، تصدرت كل من فرنسا والنمسا البلدان الأوروبية من حيث أعلى معدلات تردد بشأن اللقاح بحسب الدراسة، إذ أعلن أكثر من ثلث المستطلعين أنه من غير المرجح حصولهم على اللقاح.

وقال أكثر من 86 في المئة من المستطلعين في إيرلندا والدنمارك و84 في المئة في مالطة إنهم من غير المرجح بنسبة عالية أو إطلاقاً أن يأخذوا اللقاح. وسجلت كل من البرتغال، وإسبانيا، والسويد وفنلندا معدلات تجاوزت الـ80 في المئة.

ووجدت Eurofound أن الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 35 و49 عاماً هم الأكثر تشكيكاً باللقاح مقارنة مع أقرانهم الأصغر أو الأكبر سناً. والأشخاص العاطلين عن العمل، والذين يعانون من أمراض مزمنة أو إعاقة أو يعملون بدوام كامل من منازلهم، هم الأكثر تردداً من الأشخاص العاملين أو المتقاعدين.

إلى ذلك، وجدت الدراسة رابطاً بين التردد بشأن أخذ اللقاح واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي. فنسبة 40 في المئة من الأشخاص الذين قالوا إنهم استخدموا وسائل التواصل الاجتماعي كمصدر أساسي للأخبار هم مترددون بشأن اللقاحات مقابل فقط 18 في المئة ممن يستخدمون الأخبار التقليدية مصدراً أساسياً لمعلوماتهم.. كما تلعب الثقة بالحكومة والمؤسسات دوراً في ذلك.

إدراج سينوفارم قد يسرّع عملية التمنيع العالمية

في سياق متصل، يأمل الاتحاد الأوروبي في الوصول إلى تلقيح 70 في المئة من سكانه البالغين في نهاية تموز/ يوليو المقبل لتحقيق المناعة الجماعية. ولغاية الآن، حصل أكثر من 29.5 في المئة من سكان الاتحاد الـ450 مليوناً أقله على جرعة واحدة من اللقاح، بحسب Our World in Data.

وبحسب موقع دويتشي فيلي، فإن معدلات التلقيح من إجمالي عدد السكان بحسب القارات والتي يتم تحديثها شهرياً وصلت في نيسان/ أبريل الماضي إلى 1.3 في المئة في أفريقيا، وإلى 24.9 في المئة في القارة الأميركية، و4.8 في المئة، في آسيا، و28.9 في المئة في أوروبا و0.8 في المئة أوقيانيا.

وتهدف الصين حيث تم تلقيح 234 مليون شخص لغاية الآن، والتي تعتمد بشكل رئيس على لقاحيها المحليين سينوفارم وكورنا فاك إلى تلقيح 70 في المئة من سكانها البالغ عددهم نحو 1.4 مليار في نهاية العام 2021.

ويأتي إدراج لقاح سينوفارم المصنوع في بيجين ولقاح كورونا فاك CoronaVac من سينوفاك قيد المراجعة ليفتح الباب واسعاً أمام توزيع أشمل للقاحات في الدول ذات الدخل المحدود من خلال مبادرة COVAX للوصول العالمي للقاحات.

ويرى علماء أن الإدراج سيعزز الثقة العالمية بهذين اللقاحين من أصل خمسة لقاحات صينية مختلفة غير مستخدمة على نطاق واسع في البلدان الغنية ودول الغرب، لكنها تدعم حملات التمنيع الجماعية في الجنوب العالمي.

الإمارات: من استخدام لقاح سينوفارم إلى إنتاجه

وتختلف تركيبة اللقاحين الصينيين عن تركيبات اللقاحات الأخرى التي أجازت منظمة الصحة العالمية استخدامها، إذ يستخدمان فيروساً غير نشط، وقد افق أكثر من 45 بلداً حتى الآن على استخدامه، ومنظمة الصحة العالمية إحدى أولى الهيئات الناظمة المتشددة التي تراجع بيانات هذا اللقاح.

وتعدّ كل من الإمارات والبحرين من أولى الدول التي استخدمت لقاح سينوفارم، وجاءت موافقتهما على استخدامه مطلع كانون الأول/ ديسمبر الفائت استناداً إلى بيانات عن تجارب بلغت مراحل متقدمة، بما في ذلك دراسة أجريت في الإمارات وشملت 3 آلاف مشارك. وأظهرت الدراسة أن اللقاح فعّال بنسبة 86 في المئة في الحماية من الفيروس بعد تلقي جرعتين، من دون تسجيل وفيات بين الأفراد الذين حصلوا على اللقاح.

والجدير ذكره أنه لغاية الآن، وحدها اللقاحات الصينية مدرجة ضمن لائحة وكالة الدواء المحلية والتي منذ كانون الأول/ ديسمبر 2021 وافقت على لقاحي سينوفارم ولقاح كورونا فاك، ولقاح رابع تنتجه شركة كانسينو بايولوجيز في تيانجين، والتي تستخدم الحمض النووي للفيروس لإدخال ترميز الحمض النووي لبروتين سارس كوف 2 في الخلايا البشرية.

وكانت وكالة الدواء الصينية منحت في آذار/ مارس الماضي موافقتها للاستخدام الطارئ للقاح تنتجه شركة أنهوي زفاي لونغ كوم في هيفاي. ويعمل بطريقة إدخال جزء من بروتين ربط مستقبلات الفيروس في الخلايا البشرية، ويخضع هذا اللقاح حالياً للمرحلة الثالثة من الاختبارات السريرية في أوزبكستان.

وتهدف الصين إلى إنتاج ما بين 3 إلى 5 مليارات جرعة هذا العام، وربما أكثر قد تأتي من اتفاقات تصنيع مع دول أخرى مثل الإمارات التي تصنع نسخة من لقاح سينوفارم تحت اسم حياة-فاكس Hayat- Vax.

سيطرة أميركية على مستوى الكميات والإيرادات

وضمن السباق على الفيروس، تسيطر شركة فايزر على المشهد العام، مدعومة بطلبات عالمية فاقت توقعاتها، وفق ما أوردته في بيان نتائجها المالية للربع الأول من العام الحالي حيث حقق لقاح كوفيد-19 إيرادات بقيمة 3.5 مليارات دولار.

وبينت نتائج الربع الأول تجاوز مبيعات لقاح كوفيد-19 التوقعات بشكل كبير والمقدرة بـ15 مليار دولار، وتتوقع الشركة الآن أن يحقق اللقاح إيرادات بقيمة 26 مليار دولار في نهاية العام 2021، أي بزيادة نسبتها 73 في المئة مقارنة مع الأرقام المتوقعة سابقاً، وذلك من خلال 1.6 مليار جرعة من المفترض تسليمها وفق العقود الجارية. وأكثر من ذلك، قد تكون هذه التوقعات أقل مما سيتحقق إذ تتوقع فايزر المزيد من عقود التوريد خلال العام الجاري.

وزادت شركة موديرنا بدورها توقعاتها بشأن الكميات المنتجة خلال العام الحالي إلى ما بين 800 مليون جرعة إلى مليار جرعة، على أن تنتج 3 مليارات جرعة في 2022، علماً أن الشركة حققت في الربع الأول من العام الحالي إيرادات بقيمة 1.9 مليار دولار مقارنة مع 8 ملايين دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وزادت الإيرادات في الربع الأول بسبب المبيعات التجارية من لقاح كوفيد-19 في الولايات المتحدة وتكثيف مبيعاتها الدولية. وبلغت قيمة مبيعات اللقاح في نهاية الربع الأول 1.7 مليارات دولار كوفيد-19.

أوروبياً، بلغت قيمة مبيعات لقاح أسترازينيكا خلال الربع الأول من العام الجاري 275 مليون دولار، وهي تسير على الطريق الصحيح لتسليم 200 مليون جرعة شهرياً منذ نيسان/ أبريل، وذلك أفضل  من المتوقع، علماً أن الشركة أعلنت أنها لا تبتغي أي أرباح من اللقاح خلال فترة الجائحة.

وتستند الإيرادات إلى تسليم نحو 68 مليون جرعة، وبلغت مبيعات أوروبا من اللقاح 224 مليون دولار، والأسواق الناشئة 43 مليوناً، وباقي دول العالم 8 ملايين دولار، ومع تضمين الإنتاج والتوزيع من قبل شركاء الشركة مثل معهد سيروم في الهند، فإن أكثر من 300 مليون جرعة تم تزويدها عالمياً.

"سبوتنيك لايت"

وفي ما يخص لقاح سبوتنيك في، فإنه وعلى الرغم من عدم حصوله على الضوء الأخضر من وكالة الدواء الأوروبية حتى الساعة وطلب ألمانيا والنمسا جرعات منه معلقة بانتظار موافقة الوكالة، يستخدم اللقاح حالياً في نحو 60 دولة وفق أرقام أيار/ مايو 2021. ويعطى اللقاح حالياً مجاناً في روسيا وبلغت قيمة العقود في البلاد 160 مليون دولار، وتبلغ تكلفته خارج روسيا 10 دولارات.

وفي أيار/ مايو الجاري سجلت روسيا لقاح سبوتنيك لايت المؤلف من جرعة واحدة من لقاح كوفيد-19 والذي يحتوي على مكون اللقاح الأول سبوتنيك في. وبحسب صندوق الاستثمار المباشر الروسي، أظهر سبوتنيك لايت فعالية بنسبة 79.4 في المئة.

ويقوم لقاح سبوتنيك في على تقنية النواقل vectors، وهي تقنية قوامها مكون من فيروسات معدلة جينياً تحمل جينات ترميز بروتين فيروس كورونا، وأكثر من 765 مليون جرعة من لقاح سبوتنيك في تم طلبها عالمياً وفق آخر تحديث لموقع Statista.

كذلك، وحتى نهاية نسان/ أبريل شحنت كوفاكس نحو 50 مليون جرعة من أصل ملياري جرعة تهدف إلى تسليمها عالمياً خلال العام الحالي. وكان من المتوقع أن تساهم الهند بمليار جرعة من لقاحها كوفيشيلد، إلا أن التصدير توقف بسبب أزمة كوفيد-19 التي تمر بها البلاد. إلى ذلك، فإن عمليات التسليم من قبل كوفاكس من لقاح فايزر المصادق عليه من قبل منظمة الصحة العالمية محدود، ولم يتم شحن أي من لقاحات جونسون آند جونسون بعد. أما لقاح موديرنا، وكما ذُكر، فقد تم إدراجه على لائحة منظمة الصحة العالمية في نهاية نيسان/ أبريل الماضي.

وفي سياق متصل، تجري حالياً اكتشافات متعددة للقاحات أخرى وعلاجات لفيروس كورونا المستجد (SARS-CoV-2)، إذ إن أقله 6 مصنعين للقاح ولدواء الأجسام المضادة شاركوا نتائجهم الأولية عن فعالية منتجاتهم، وجاءت البيانات أفضل بكثير من توقعات معظم الخبراء، وقد تم إعطاء الجرعة الأولى من لقاح كوفيد-19 في أكثر من 50 دولة.

ومن المرجح توفر لقاحات عدة ضد كوفيد-19 في الأشهر المقبلة، من بينها، كيورفاك CurVac، وغلاكسو سميث كلاين GlaxoSmithKline، وميديكاغو Medicago وإينوفيو Inovio، وجميعها تملك لقاحات ضد الفيروس بلغت مراحل متقدمة.