حذارِ من المجرمين الالكترونيين في مواسم الأعياد

  • 2019-11-27
  • 15:50

حذارِ من المجرمين الالكترونيين في مواسم الأعياد

  • كيمبرلي غودي

تزداد مع اقتراب موسم الأعياد في كل عام، مخاطر التهديدات الالكترونية، وذلك بسبب إنفاق المستهلكين لآلاف الدولارات عبر الانترنت والناتج عن استخدام منصات التجارة الالكترونية التي تقدم الكثير من العروض في هذه الفترة من كل سنة. وعليه فإنه ستكون هناك فرصة أكثر من أي وقت مضى لتزايد الهجمات الالكترونية وعمليات الاحتيال.

إن هذه المخاطر تؤثر على الشركات والأفراد، ذلك أن ارتفاع حجم معاملات الدفع المتزايدة لهؤلاء، سواء عبر الانترنت أو في مجال التجزئة يؤدي إلى تزايد النشاط السيبراني بسبب التخلي عن الأنظمة المرتبطة والتي يمكن أن تكون أكثر ربحية مما كانت عليه في أوقات أخرى من السنة.

خلال ممارسة عملياتهم الاحتيالية قد يعتقد المجرمون الالكترونيون بأن بعض الشركات والمؤسسات يمكن أن تستسلم لطلبات الابتزاز أو الفدية من أجل تقليل تأثير الهجمات التخريبية، ومن المحتمل أن هذا الاعتقاد ناتج عن حقيقة أن تكلفة تعطّل أعمال هذه المؤسسات خلال موسم الأعياد قد يكون له أهمية كبيرة بالنسبة إليهم لما ينتج عنه من خسائر مادية مهمة خصوصاً قطاعي التجزئة والضيافة.

بالإضافة إلى ما تقدّم، هناك الكثير من الموظفين الذين يقضون إجازاتهم خلال موسم الأعياد مقارنة بأوقات أخرى من العام. ويزيد هذا الأمر من قيام المهاجمين بانتحال شخصيتهم، وأثناء هذه الفترة يمكن لعدد محدود من أفراد الأمن السيبراني أن يعيق قدرة الكيانات، وعليه الاستجابة السريعة للتهديدات وتخفيف حدتها.

ويجدر القول إنه خلال هذه الفترة من السنة، يمكن للأشخاص توقّع هجمات تعتمد على استخدام البريد الالكتروني كطعم مثل تحيات الأعياد والعروض الترويجية لمناسبات التسوق الكبرى مثل الجمعة السوداء. ويبرز دور الفيروس Emotem  (برنامج ضار بالخدمات المصرفية) في هذه الفترة من السنة، كأثر الروبوتات إنتاجية في العام 2019. وفي هذا السياق فقد أرسلت الروبوتات المشار إليها في موسم الأعياد من العام الماضي رسائل بريد إلكترونية ضارة باستخدام مواضيع تشمل عيد الشكر والجمعة البيضاء والاثنين السيبراني (اثنين التسوق الالكتروني) وطعم عيد الميلاد، وهو نهج نتوقع استمراره خلال فترة الأعياد في العام الحالي. ونشير هنا إلى أن استخدام البريد الالكتروني كطعم تحت عنوان "العطلة" يعد استراتيجية شائعة وفعّالة للغاية للهندسة المجتمعية التي تستخدمها جهات تهديد مؤثرة لتحسين فعالية حملاتها وهجماتها.

وإلى جانب استخدام طعم "العطلات" فمن المحتمل أن يحاول المجرمون الالكترونيون استغلال رغبة الأفراد في البحث عن مبيعات وكوبونات خلال موسم التسوق في العطلات وذلك من خلال صياغة طعم الإعلانات عبر البريد الالكتروني أو التظاهر بأنه يتم إرسال تلك الإعلانات بواسطة علامات تجارية مشهورة. ومن المرجح ايضاً أن تنجح المزيد من عمليات الإغراء الشائعة الأخرى والتي تستخدمها أدوات البريد الالكتروني الضارة على مدار العام، مثل إشعارات التسليم التي تحظى بفرص عالية للنجاح نظراً إلى ازدياد حجم التسوق عبر "الانترنت".

وبناء على كل هذه المعطيات المتوافرة فإن الواجب يقتضي تحذير المستهلكين ولفت انتباههم إلى هذه القضية التي تعدّ واحدة من أكبر وأسوأ المشكلات التي تواجه أولئك الذين ينشطون في التسوق عبر الانترنت خصوصاً في مواسم الأعياد، ولعلّ أهم ما يمكن للمتسوقين الالكترونيين القيام به هو عدم التعامل مع رسائل البريد الالكتروني المجهولة المصدر، التي قد تصل إليهم وعدم القيام بفتح أي روابط يكون الهدف منها نقل فيروسات إلى كومبيوتراتهم الشخصية أو هواتفهم المحمولة، لأن مثل تلك الأمور قد تؤدي إلى كشف معلوماتهم الشخصية والتي قد يستخدمها المجرمون الالكترونيون إما لابتزاز أصحاب تلك الحسابات أو لاستخدام تلك البيانات لممارسة الخداع وعمليات الاحتيال المالية.

*مديرة تحليل الجرائم الإلكترونية لدى شركة "فاير آي"