هل ينهي " كوفيد-19" صفقة استحواذ LVMH على TIFFANY & Co؟

  • 2020-06-08
  • 22:50

هل ينهي " كوفيد-19" صفقة استحواذ LVMH على TIFFANY & Co؟

  • برت دكاش

يبحث الرئيس التنفيذي لمجموعة الرفاهية الفرنسية Louis Vuitton Moet Hennessy’s (LVMH) برنارد أرنو جدياً الفرص المتاحة أمامه لإعادة تفاوضه مع صانع المجوهرات Tiffany & Co حول عملية استحواذ عملاق الرفاهية الشركة الأميركية، وذلك في ضوء تداعيات وباء كورونا وتأثيراته الاجتماعية على قطاع التجزئة المحلي والعالمي.

ويناقش أرنو حالياً مع مستشاريه القانونيين، وفق ما ذكرت رويترز، الطرق الممكنة للضغط على Tiffany لتخفيض السعر المتفق عليه للسهم الواحد وهو 135 دولاراً، وما إذا كان بمقدور الشركة الأميركية فض عهود التزاماتها الواردة في اتفاق الدمج الذي تجد Tiffany أنها متطابقة مع بنود اتفاق الدمج مع LVMH، كما يبدي تخوّفاً من أن يدفع ثمناً أعلى من القيمة الحقيقية لشراء Tiffany، على الرغم من إيمانه بأساس الصفقة وهو أن الصانع الأميركي الذي يستأثر بنسبة 1 في المئة من قطاع المجوهرات العالمي، سيمنحه حصة أكبر في السوق الأميركية المربحة، وكذلك في السوق الصينية حيث تزدهر أعمال Tiffany (طبعاً قبل كوفيد-19)، بالإضافة إلى تنويع مروحة ما تقدمه المجموعة من المجوهرات عبر الدور الراقية التابعة لها مثل Dior وBvlgari وChaumet وFred، وحيث يعدّ قطاع المجوهرات أحد القطاعات الأسرع نمواً في العالم.

تخوّف من الانتهاء في المحكمة

وتخوّف أرنو من دفع سعر باهظ لقاء إنجاز الصفقة قانونياً، يوازيه خوفه من رفض Tiffany طلب مجموعته إعادة فتح الصفقة، الأمر الذي يثير خلافاً بينهما وينتهي بهما في المحكمة، وبالتالي تكون نهاية الصفقة نهاية قاسية قد تحول دون إمكانية بحث LVMH في أي محاولة أخرى للإستحواذ على Tiffany مستقبلاً، أو تجعل محاولاتها جداً صعبة. وما يطرح السؤال حول ما إذا كانت نهاية الصفقة مع مجموعة LVMH ستكون كنهاية التحالف مع Swatch Group؟ فقبل ثمانية أعوام انتهى النزاع بين تحالف Tiffany & Co. وSwatch Group في المحكمة، وذلك على أثر إعلان أكبر مجموعة ساعات في العالم عدم وفاء Tiffany بالتزاماتها بموجب العقد بينهما، وكانت الشركة الأميركية تطمح من خلال تحالفهما إلى تطوير قطاع الساعات لديها، بينما كان عملاق الساعات السويسري يسعى إلى التوسع في قطاع المجوهرات، وانتهى النزاع بينهما بفض التحالف، قبل أن تستحوذ Swatch Group العام 2013 على "ملك الألماس" Harry Winston مقابل نحو مليار دولار، وتتمتع الأخيرة بحضور قوي في السوقين الأميركية واليابانية، ما سمح للمجموعة السويسرية بتوسيع انتشارها في هاتين السوقين وكذلك في صناعة المجوهرات الراقية. 

مصير عمليات الدمج والاستحواذ

إعادة بحث مجموعة LVMH بعملية استحواذ Tiffany & Co يطرح السؤال عن مصير الاستحواذات والاندماجات سواء المبتوت بها قبل أزمة "كوفيد-19" أم تلك التي قد تحصل في المستقبل. ووفق دراسة سابقة أعدّتها ماكينزي، فإن العقد الماضي شهد جنوحاً لدى تكتلات الرفاهية الأوروبية، وشركات الأسهم، وحديثاً، مجموعات الموضة الأميركية ومستثمرين شرق أوسطيين نحو شراء علامات تجارية راقية جاذبة. إنما، وكنتيجة للأزمة الراهنة، فإن بعض هذه الشركات وهؤلاء المستثمرين ولاسيما من يفتقر منهم إلى القدرات الأساسية وإلى الصبر لتغذية ما تتطلبه هذه العلامات لمواجهة الأزمة والتعافي، قد لا يستطيعون إعادة علاماتهم إلى السوق من جديد. وبحسب الدراسة، فإن الإستحواذات التي كانت في السابق مكلفة جداً، قد تصبح قابلة للتطبيق بشروط أسهل في مرحلة ما بعد الأزمة حيث إن تطورات كهذه قد تؤدي إلى المزيد من الاندماجات في الصناعة أو حتى تكوين تكتلات رفاهية جديدة، وهو ما توقعته بالفعل شركة الاستشارات لوكس كونسالت في قطاع الساعات، وكذلك عدد من رؤساء علامات الساعات الراقية، علماً أنه في الموازاة، تتراجع بعض الشركات عن عمليات استحواذ ودمج كانت قيد البحث والتفاوض منها على سبيل المثال تراجع شركة Sycamore Partners عن عقد استحواذ غالبية أسهم L Brand Inc’s Victoria’s Secret، وذلك بسبب وباء كورونا.

تراجع سوق الرفاهية

كل ما ذكر، يأتي في ضوء توقعات شركة الاستشارات Bain & Company بانخفاض مبيعات منتجات الرفاهية الشخصية التي تندرج ضمنها الملابس الفاخرة، والأكسسوارات والمجوهرات نتيجة الأزمة الصحية العالمية، وإغلاق العلامات الراقية مصانعها ومتاجرها حول العالم بالإضافة إلى توقف حركة السفر.

ويقول مؤسس ومدير عام شركة Singhi Advisors لاستشارات الاستثمار المصرفي العالمية أماهيش سينغهي لمجلة بزنس توداي إن المستثمرين أو الشارين سيظهرون حذراً ويقيمون الفرص على نطاق أشمل، إذ من الصعب تقدير مزايا غير مؤكدة من عمليات الدمج والاستحواذ طالما أن تأثير الفيروس لم يقيّم نهائياً بعد، كما قد يفضّل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة وتأخير اتخاذ القرار خالقين ضغوطاً على التسعير في المدى القريب، وقد يكون على المستثمرين انتظار إعادة ابتكار سياسات جديدة لنماذج الأعمال بمجرد احتواء الوباء والذي سيؤثر أيضاً على التسعير في المدى القصير، أما التأثير الطويل الأمد على التسعير ومزايا الاندماج فسيعتمد على التغييرات في بنية الأعمال القائمة في مرحلة ما بعد وباء "كوفيد-19".

 نظام عالمي جديد

في الموازاة، يضيف الاستشاري إلى أنه تعين على الشركات ذات البعد العالمي أن تفكّر على نطاق محلي والتكيف مع نظام عالمي جديد محوره السوق المحلية، وهو ما سبق وذكره رئيس مجموعة Kering فرنسوا- هنري بينو إذ قال إن "العلامات خسرت 50 في المئة من عملائها، وهم السياح، لذلك يجب أن تركّز على العملاء المحليين"، كما ويؤكده الرئيس التنفيذي لدار الساعات Hublot التابعة لمجموعة LVMH ريكاردو غوادالوبي لموقع أولاً- الاقتصاد والأعمال الذي يلفت إلى أنه على علامات الساعات أن تعيد النظر بإستراتيجيات البيع الخاصة بها لتجاوز هذه المرحلة حيث يمثّل التباعد الإجتماعي مشكلة حقيقية ويقيّد تحركات الناس، ولاسيما السفر، ويشدّد على أنه على الدور"أن تركّز اهتمامها على المستهلكين المحليين ومعاملتهم معاملة خاصة لأن العودة إلى الوضع الطبيعي كما قبل "كوفيد-19" ليست قريبة".