لماذا هوت أسعار عقود النفط الأميركي؟

  • 2020-04-21
  • 12:34

لماذا هوت أسعار عقود النفط الأميركي؟

  • دائرة الأبحاث

لم يتمكن اتفاق حجم الإنتاج الذي توصلت إليه أخيراً الدول المنتجة للنفط من تحقيق التوازن المطلوب في الأسعار، إذ هوت أسعار النفط بشكل لافت للانتباه لتتدنى أسعار العقود الآجلة  Oil Futures إلى النطاق السالب للمرة الأولى في تاريخها. ويمكن ردّ هذا الهبوط غير المسبوق إلى تراجع الطلب إلى مستويات قياسية بما يفوق التوقعات والذي تزامن مع اقتراب مخازن النفط من الامتلاء وهذا بدوره ولّد مشكلة تخزين مع ما يترافق من ارتفاع كلفتها.

غير أنه وبالإضافة إلى ما سبق، فإن السبب الأهم لهذه التراجعات هو تقني بالدرجة الأولى ويرتبط بمضاربة المتداولين مع انتهاء تداول عقود تسليم الشهر المقبل مايو/أيار اليوم الثلاثاء، ذلك أن عدداً كبيراً من المستثمرين يحملون عقود نفط آجلة بهدف استثماري محض، ولكنهم في الوقت نفسه لا يريدون استلامه، مثل الصناديق الاستثمارية المالية التي تشتري وتبيع العقود الآجلة بهدف الربح. وبالتالي، في حال الاحتفاظ بهذه العقود وعدم بيعها سيكونون مجبورين على استلام النفط وهو ما يدفعهم إلى بيعها وشراء عقود آجلة لأشهر أخرى.

وقد ترافقت عمليات البيع مع رغبة بعض المستثمرين لجني الأرباح من ذلك من خلال القيام بعمليات البيع على المكشوف (Short Selling) ) ما يعني أنهم قاموا ببيع ما لا يملكون (استئجار العقود الآجلة من أشخاص يملكونها ثم بيعها) وهو ما ضغط بشكل إضافي على أسعار العقود الآجلة. ثم بعد ذلك يعمدون إلى شرائها بسعر أرخص من الذي باعوها عليه (وإعادتها إلى الأشخاص الذين استأجروها منهم) ما يسمح لهم بتحقيق أرباح استثمارية سريعة.

وما يعزز هذا السبب ارتفاع التباين بين أسعار عقود النفط الأميركية (WTI) خام برنت المستعمل في عدد كبير من البلدان الأخرى. فصباح اليوم الثلاثاء، يتداول خام برنت عند 25.6 دولار للبرميل في (التسليم الحالي وليس الآجل) بينما يتداول خام (WTI) عند 1.4 دولار للبرميل، ما يعني أن نسبة التفاوت بين الخامين وصلت إلى 1800 في المئة بينما تاريخياً كانت نسب التفاوت تقارب 10 في المئة فقط. وهذا التفاوت لا يمكن رده إلى تغير أساسيات سوق النفط بل إلى عمليات مضاربة على الخام الأميركي.