بعد "كورونا": الاستثمار في التأمين أولوية نحو ثلثي الصينيين

  • 2020-04-12
  • 11:41

بعد "كورونا": الاستثمار في التأمين أولوية نحو ثلثي الصينيين

  • برت دكاش

يبدو أن الصين في اتجاه والدول الأخرى في اتجاه آخر. ففيما تعوّل قطاعات إنتاجية عالمية كثيرة، ولاسيما الاستهلاكية والفاخرة منها على السوق الصينية التي بدأت تستعيد فيها الحياة طبيعتها للعبور إلى برّ الأمان وإلى نعيم أرباحها مجدّداً، يظهر أن الصينيين يتطلّعون إلى مجالات جديدة يستثمرون فيها أموالهم، أكثر من مجرد الإنفاق على شراء السلع الفاخرة التي مثلوا ثلث مستهلكيها في العالم العام 2018 وفق شركة Bain & Company.

اهتزاز الأمان الوظيفي

أحدث تحوّل فيروس كورونا إلى وباء اجتاح دول العالم أجمع، اهتزازاً في الاقتصاد العالمي وفي الأمان الوظيفي، إذ ألحق ضرراً كبيراً بصناعات كثيرة مخلّفاً وراءه الملايين من الناس من دون وظائف. ومن المتوقّع أن تترك التغيرات الحادة التي احدثها الوباء، أثراً طويلاً على الطريقة التي يخطط فيها الناس لتنظيم أمورهم المالية، وتظهر البيانات الأولية في الصين إشارات على ذلك، فوفق البيانات التي جمعها موقع LearnBonds لرصد البيانات المالية، فإن 75 في المئة من الشعب الصيني يخطّطون لزيادة مدخراتهم في المستقبل، وأكثر من نصف هؤلاء يخططون لتغيير محفظة استثماراتهم لتصبح أشدّ حذراً.

وكان الصينيون، حتى قبل ظهور فيروس كورونا، بدأوا يتجهون نحو الادخار العادي، وقال ثلث المستطلعين من قبل Fidelity International and Ant Fortune 2019 China Retirement إن توفير حياة مريحة لذويهم هو أحد الأسباب الرئيسية لادخار المال. بينما أراد 64 في المئة من المستطلعين تأمين تعليم جيد لأبنائهم، وتضمنت لائحة الأولويات المالية من الادخار، الاستثمار في مهنة والبدء بعمل خاص،  فيما ادخر أكثر من 45 في المئة من الصينيين لتقاعدهم الخاص.

التأمين والتقاعد

ومع ظهور الفيروس تغيّرت أفضليات الاستثمار بالنسبة إلى الشعب الصيني، إذ أظهرت بيانات موقع "ستاتيستا" والمراقب الاقتصادي أن نحو 43 في المئة من الصينيين زادوا استثماراتهم في منتجات مالية مختلفة بما في ذلك بوالص التأمين، وحسابات الادخار والتقاعد.

وفي حين استثمر نحو 40 في المئة من الصينيين في صناديق المصارف، ركز 30 في المئة على مدخراتهم المصرفية، و25 في المئة في الأسهم، و12 في المئة في السندات الحكومية و12 في المئة في الذهب ومواد ثمينة أخرى. وتشير البيانات كذلك إلى أن عدداً قليلاً من المستثمرين الصينيين أبدوا اهتماماً في توظيف أموالهم النقدية في عملة أجنبية وسوق العقار خلال الشهور الثلاثة الأخيرة.

إلى ذلك، كشفت بيانات موقع "ستاتيستا" أنه، وبالتزامن مع زيادة الصينيين مدخراتهم وتغيير محافظ استثماراتهم، فإن معظم الذين يدخرون منهم يخططون لشراء المزيد من بوالص التأمين بعد ظهور فيروس كورونا، حيث إن أكثر من 75 في المئة ممن استطلع رأيهم موقع "ستاتيستا" قالوا إن التأمين يتصدر أولوياتهم المالية في المستقبل.

وكان استطلاع "ستاتيستا" للعام 2019 حول صناعة التأمين في الصين أظهر أن 50 في المئة من الصينيين،  ممن اشتروا تأمين، حتى قبل ظهور الوباء، إنما اشتروا بوالص تؤمنهم ضد الكلفة الطبية العالية لعلاج أمراض مزمنة. وقرابة 42 في المئة منهم، طلب ادخار المزيد من المال في حساباته المصرفية بعد انتشار كورونا، بينما سيستثمر 32 في المئة منهم في منتجات مالية مصرفية. وتمثل صناديق البنوك وجهة اهتمام 25 في المئة من الصينيين في المستقبل، والاستثمار في الأسهم والذهب 14 في المئة منهم ومنتجات مالية رئيسية أخرى نسبة 14 في المئة أيضاً.