انتعاش الطلب على النقل الجوي وارتفاع حركة السفر في 2023

  • 2024-02-04
  • 12:44

انتعاش الطلب على النقل الجوي وارتفاع حركة السفر في 2023

  • بيروت – "أوّلاً- الاقتصاد والاعمال"

انتعش الطلب على الشحن الجوي في العام 2023 مع أداء قوي بشكل خاص في الربع الرابع على الرغم من عدم اليقين الاقتصادي، ووصل الطلب على مدار العام بأكمله إلى مستوى أقل بقليل من العامين 2022 و 2019. كذلك استمر انتعاش السفر الجوي في كانون الأول/ديسمبر 2023 واقتربت حركة السفر الجوي للعام 2023 أكثر من مستويات ما قبل الجائحة.

جاء ذلك في تقريرين للاتحاد الدولي للنقل الجوي (أياتا) أصدرهما حول النقل الجوي وحركة السفر للعام 2023.

وأشار (اياتا) إلى أن الطلب العالمي على الشحن الجوي انخفض للعام بأكمله في 2023، والذي يُقاس بطن الشحن لكل كيلومتر، بنسبة 1.9 في المئة مقارنة بالعام 2022 (-2.2 في المئة للعمليات الدولية). ومقارنة بالعام 2019 انخفض بنسبة 3.6 في المئة (-3.8 للعمليات الدولية). وارتفعت السعة في العام 2023، مقاسة بطن الشحن المتاح لكل كيلومتر، بنسبة 11.3 في المئة مقارنة بعام 2022 (+9.6 في المئة للعمليات الدولية). وبالمقارنة بمستويات العام 2019 (ما قبل الجائحة العالمية)، ارتفعت السعة بنسبة 2.5 في المئة (0.0 في المئة للعمليات الدولية).

وشهد شهر كانون الأول/ديسمبر 2023 أداءً قوياً بشكل استثنائي، حيث تجاوز الطلب العالمي مستويات 2022 بنسبة 10.8 في المئة (+11.5 في المئة للعمليات الدولية). وكان هذا أقوى أداء نمو سنوي خلال العامين الماضيين، وكانت السعة العالمية أعلى بنسبة 13.6 في المئة من مستويات 2022 (+14.1 في المئة للعمليات الدولية).

ولفت الاتحاد الدولي للنقل الجوي الانتباه إلى مجموعة من المؤشرات أبرزها، أن التجارة العالمية عبر الحدود سجلت نمواً للشهر الثالث على التوالي في تشرين الأول/أكتوبر، فيما بقي التضخم في كانون الأول/ديسمبر في كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، مقاساً بمؤشرات أسعار المستهلك المقابلة، أقل من 3.5 في المئة على أساس سنوي، فيما أشار مؤشر أسعار المستهلكين الصيني إلى الانكماش للشهر الثالث على التوالي، مما أثار المخاوف من التباطؤ الاقتصادي. كذلك استمر مؤشرا مديري المشتريات لإنتاج الصناعات التحويلية وطلبات التصدير الجديدة، وهما مؤشران رئيسيان للطلب العالمي على الشحن الجوي في التحليق دون مستوى 50 في كانون الأول/ديسمبر، وهي المؤشرات المعتادة للانكماش.

وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): "شهد العام 2023 استعادة أسواق الشحن الجوي لما فقدته في العام 2022 بعد الذروة غير العادية التي شهدها العالم في الجائحة العام 2021. وعلى الرغم من أن الطلب على مدار العام بأكمله كان أقل من مستويات ما قبل الجائحة بنسبة 3.6 في المئة، إلا أن النمو الكبير في الربع الأخير يعدّ علامة أن الأسواق تستقر نحو أنماط الطلب الطبيعية، وهذا يضع الصناعة على أرض صلبة لتحقيق النجاح في العام 2024، ولكن مع استمرار عدم الاستقرار، بل وتفاقمه في بعض التحديات الجيوسياسية، والقوى الاقتصادية، لا ينبغي اعتبار هذا أمراً مؤكداً في الأشهر المقبلة".

من جهة أخرى، ذكر أياتا أن إجمالي حركة السفر الجوي ارتفع في العام 2023 (المقاسة بإيرادات الركاب لكل كيلومتر) بنسبة 36.9 في المئة مقارنة بالعام 2022. وبلغت حركة المسافرين على الصعيد العالمي لعام 2023 بأكمله 94.1 في المئة من مستويات ما قبل الجائحة (2019). وارتفع إجمالي حركة المسافرين لشهر كانون الأول/ديسمبر 2023 بنسبة 25.3 في المئة مقارنة بشهر كانون الأول/ديسمبر 2022، ووصل إلى 97.5 في المئة عن مستوى كانون الأول/ديسمبر 2019. وبلغت حركة السفر الجوي في الربع الرابع 98.2 في المئة من العام 2019، مما يعكس الانتعاش القوي في نهاية العام.

الى ذلك، ارتفعت حركة السفر الدولية في العام 2023 بنسبة 41.6 في المئة مقارنة بالعام 2022 ووصلت إلى 88.6 في المئة عن مستويات العام 2019، وارتفعت حركة السفر الدولية في كانون الأول/ديسمبر 2023 بنسبة 24.2 في المئة مقارنة بشهر كانون الأول/ديسمبر 2022، لتصل إلى 94.7 في المئة من مستواها في كانون الأول/ديسمبر 2019، وبلغت في الربع الرابع 94.5 في المئة من العام 2019.

كما شهدت حركة السفر المحلي ارتفاعاً للعام 2023 بنسبة 30.4 في المئة مقارنة بالعام السابق. وكانت حركة السفر المحلية في العام 2023 أعلى بنسبة 3.9 في المئة من مستوى العام 2019 بأكمله. ارتفعت حركة المرور المحلية في كانون الأول/ديسمبر 2023 بنسبة 27.0 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق وكانت 2.3 في المئة أعلى من حركة المرور في كانون الأول/ديسمبر 2019. وكانت في الربع الرابع أعلى بنسبة 4.4 في المئة مقارنة بالربع نفسه من العام 2019.

وقال ويلي والش، المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا): "استمر الانتعاش القوي في العام 2023، وبلغت حركة المرور في شهر ديسمبر أقل بنسبة 2.5 في المئة فقط من مستويات العام 2019، مع أداء قوي في الربع الرابع، مما شجع شركات الطيران على العودة إلى أنماط النمو الطبيعية في العام 2024. ويعدّ انتعاش السفر خبراً جيداً، من أجل تعزيز الاقتصاد العالمي حيث يسافر الناس للقيام بالأعمال التجارية، ومواصلة تعليمهم، والسفر في إجازات، وغير ذلك الكثير. ولكن للحفاظ على فوائد السفر الجوي في عالم ما بعد الجائحة، فإن على الحكومات اتباع نهج استراتيجي، وهذا يعني توفير بنية تحتية فعالة من حيث الكلفة لتلبية الطلب، وتحفيز إنتاج وقود الطيران المستدام لتحقيق هدفنا المتمثل في انبعاثات كربونية صفرية بحلول العام 2050، وتبني القواعد التنظيمية التي تحقق فائدة واضحة من حيث التكلفة. إن استكمال التعافي يجب ألا يكون ذريعة للحكومات لنسيان الدور الحاسم للطيران في زيادة ازدهار ورفاهية الأفراد والشركات في أنحاء العالم".