كيف تسهم أجهزة التخلص من نفايات الطعام المنزلي في توليد الطاقة؟

  • 2023-08-24
  • 14:00

كيف تسهم أجهزة التخلص من نفايات الطعام المنزلي في توليد الطاقة؟

محمد كرم من "إنسيكراتور" يجيب في حوار مع "أولاً الاقتصاد والأعمال"

  • كريستي قهوجي

 

 

يواجه العالم تحديات مناخية كبيرة وخطيرة تؤثر بشكل أساسي على حياة الإنسان وتسهم بتلوث البيئة، وذلك بسبب ازدياد الانبعاثات الكربونية الخطيرة وعدم قدرة معظم الدول على معالجة نفاياتها بشكل فعّال. وتعمل الحكومات على مواجهة هذه التحديات عبر وضع خطط طموحة تسهم في تقليل البصمة الكربونية والوصول إلى الحياد المناخي خلال الأعوام المقبلة، وهي تستثمر وتموّل مشاريع مستدامة لهذا الهدف، ويلعب القطاع الخاص دوراً بارزاً في هذا المجال بحيث يسعى بشكل فردي أو بالتعاون مع الحكومات للمساهمة في تأمين حياة أفضل للمجتمعات.

 

إقرأ:

لماذا تأخير نشر ميزانية مصرف لبنان؟

    ومن هذا المنطلق، تعمل شركة "إنسيكراتور" التابعة لشركة "ويربول" العالمية منذ تأسيسها في العام 1938 في الولايات المتحدة ومن خلال مكتبها الإقليمي الذي افتتحته في دبي العام 2010 على مواجهة هذه التحديات عبر إنتاج أجهزة متخصصة للتخلص من نفايات الطعام المنزلي.

    وفي هذا السياق، يقول المدير العام الإقليمي لشركة "إنسيكراتور" محمد كرم إن تحديات التغير المناخي مشكلة قديمة وبدأ تأثيرها ينعكس على المجتمعات بشكل يومي، مشيراً إلى أن العديد من الشركات وبينها شركة "إنسيكراتور" كان لها باع طويل في اختراع وتصنيع وتصميم أجهزة للتخلص من نفايات الطعام والنفايات العضوية وهذا ما يتطلب توفير حلول وتكنولوجيات معينة تستطيع أن تلبّي احتياجات لاستخدامات صناعية او منزلية، لافتاً النظر إلى أن هذه الحلول تستطيع "إنسيكراتور" توفيرها من خلال الطاحنات وأجهزة التخلص من مخلفات الطعام.

     

    كيف نتصدى للتحديات المناخية؟

     

    ويضيف كرم في مقابلة مع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" أن التحديات المناخية التي تواجهها المجتمعات هي مسؤولية كل شخص، مشدداً على ضرورة أن تضع الحكومات استراتيجيات وأهداف بيئية ومستدامة وسن تشريعات وقوانين تساعد وتحفّز الأفراد والمؤسسات على تبني الحلول الصديقة للبيئة، مشيراً إلى أنه تم الحديث أخيراً عن تأسيس صندوق استثماري يستطيع تمويل الدول غير القادرة على مواجهة الأزمة المناخية بمفردها إما عن طريق الاستثمار المباشر وإما عن طريق توفير الحلول والخدمات، ويشدد على أن دور الدول والمؤسسات مهم جداً من خلال وضعها لخطط وأهداف لتنفيذ المبادرات والمشاريع المطلوبة لمواجهة هذه التحديات.

     

    تقنيات التخلص من النفايات

     

    وحول أبرز التقنيات المعتمدة للتخلص من النفايات والبنى التحتية الموضوعة لتوليد الطاقة من النفايات، يقول كرم إن أول طريقة معتمدة والتي تعتبر من أسوأ الطرق البيئية هي دفن النفايات عبر تجميعها في أكياس وطمرها في الأرض، مضيفاً أن الطريقة الثانية هي التسميد عبر تجميع نفايات الطعام وخلطها مع حلول من الأشجار والأعشاب وهي تحتاج إلى درجة حرارة معينة وإلى المياه وهي غير متوفرة في كل الدول، مشيراً إلى أن الطريقة الثالثة هي حرق النفايات وتوليد الطاقة منها، لافتاً النظر إلى أن الحل الرابع هو التخلص من النفايات عن طريق تركيب الأجهزة المخصصة لذلك سواء في المنازل أو في المؤسسات حيث تقوم هذه الأجهزة بطحن المخلفات إلى جزيئيات صغيرة وتصرفها عبر قنوات الصرف الصحي ليتم تحويلها إلى غاز طبيعي عبر مفاعل حراري في محطات الصرف الصحي، موضحاً أن هذه العملية لا تحتاج إلى أي أنابيب أو موصلات إضافية بل تستخدم البنية التحتية الموجودة.

     

    واقع سوق أجهزة التخلص من النفايات المنزلية في المنطقة

     

    وفي ما يتعلق بواقع سوق أجهزة التخلص من نفايات الطعام المنزلية في المنطقة، يقول كرم إنه منذ افتتاح المكتب الإقليمي لشركة "إنسيكراتور" في العام 2010 بدبي، شهدت المنطقة تغيرات كبيرة خصوصاً لناحية زيادة الاهتمام الحكومي بهذا المجال بحيث إن كل دولة بات لديها خطط استراتيجية للحياد الكربوني بالإضافة إلى الطفرة العقارية في الخليج ساهمت بالاهتمام أكثر بأعلى المعايير للبنية التحتية والبناء والحلول المستدامة والخضراء مثل أجهزة التخلص من النفايات، مضيفاً أن الشركة استطاعت خلال هذه الفترة التواجد في عدد كبير من المشاريع في الخليج وفي شمال إفريقيا.

     

    "إنسيكراتور"

     

    ويذكر كرم أن شركة "إنسيكراتور" هي أميركية بدأت أعمالها عبر فكرة للمهندس الأميركي جون هامرز في العام 1927، وذلك عندما وجد أن زوجته كانت تنقل النفايات المنزلية نحو المكبات التي تبعد نحو 3 كيلومترات عن منزله، مشيراً إلى أن هذا المهندس عمد إلى اختراع جهاز يستطيع أن يقلّل من حجم النفايات ويتخلص منها وينقلها إلى خارج المنزل بطريقة سليمة وآمنة، مضيفاً أن هامرز بدأ اختراع هذا الجهاز انطلاقاً من محرّك الغسالة في منزله وأنه وخلال 10 سنوات، استطاع أن يسجل براءة اختراع والشركة التي أسسها وأطلقها في العام 1938. ويذكر أن الشركة مرّت بمراحل عديدة وكانت متخصصة بتوفير حلول سواء للاستخدام المنزلي او التجاري والصناعي، بحيث إنها تمتلك اليوم منتجات تتراوح قدراتها التشغيلية من قوة نصف حصان إلى 10 أحصنة، مضيفاً أن الشركة استطاعت عبر الاستماع الى احتياجات المستهلكين والأسواق بأن تطور منتجاتها وتزودها بمميزات وتقنيات جديدة مثل تخفيض الصوت وتسريع حركة الطحن خصوصاً مع آخر منتج "Evolution Series" الذي يتميز بأنه يتضمن 3 مراحل للطحن، ويشير إلى أن شركة "إميرسون" قامت بشراء شركة "إنسيكراتور" في العام 1968 وبقيت تحت جناحها حتى العام 2022 حين قامت شركة "ويربول" العالمية بتملكها.

     

    دراسات حول توليد الطاقة من النفايات

     

    وحول أبرز الدراسات التي قامت بها الشركة لتوليد الطاقة من النفايات، يوضح كرم أن الشركة قامت بدراسة عبر أحد المعاهد المتخصصة على مجتمع مؤلف من 30 ألف شخص بدأوا يستخدمون حلول الشركة لمدة سنة حيث تم توفير طاقة لـ25 منزلاً وتخفيض الانبعاثات الكربونية لسيارة سارت نحو 4 ملايين ميل وبالإضافة إلى تخفيض البصمة الكربونية في هذا المجتمع وفي العالم.

    ويختم المدير العام الإقليمي لشركة "إنسيكراتور" محمد كرم بالقول إن الشركة لديها تطلعات كبيرة حول التصنيع وتقديم الحلول الجديدة، مشيراً إلى أن هناك خططاً طموحة للتعاون بين "إنسيكراتور" و"ويربول" في مجال تقديم حلول جديدة ومستدامة بالإضافة إلى محاولة تقديم منتج جديد.