Van Cleef & Arpels: إبداع إلى أقصى حدود

  • 2023-07-25
  • 13:40

Van Cleef & Arpels: إبداع إلى أقصى حدود

  • جنيف- برت دكاش

قد تكون الدهشة ردة الفعل الأولى لدى زائر جناح دار Van Cleef & Arpels في معرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva 2023. ولعلّ أول سؤال يبادر إلى الأذهان لدى رؤية القطع الاستثنائية داخل الجناح الاستثنائي: ما هي الرسالة التي تريد الدار الراقية إيصالها من خلال المجموعة الجديدة والجناح حيث تتلألأ الأحجار الملوّنة المتدليّة من السقف العالي راسمة مشهداً طبيعياً يعكس الطبيعة التي شكّلت أحد مصادر إلهام تصاميم العلامة لهذا العام.

 

جود الطبيعة

 

 

الجواب يحمله مدير التواصل والتسويق العالمي في الدار جان بينيميه في حديث خاص إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، فيقول: "لست متأكّداً مما إذا كانت رسالة واحدة أو أكثر، إنما الفكرة من وراء المجموعة هي مواصلة تاريخ Van Cleef & Arpels، والحفاظ على عوالم إلهام الدار، إذ إن غالبية الابتكارات مستوحاة من جود الطبيعة والمتجسّد بالألوان المتعدّدة التي بدورها تعكس المهن الفنية والحرف التي نسخّرها في الابتكار"، ويضيف منطلقاً من "أكثر الابتكارات بساطة، أي ساعة Perelée ليقول "إنها بمثابة صدى مجموعة المجوهرات الراقية، وإنه لا تحمل في طيّاتها رسالة محدّدة سوى مواصلة الإمتاع من خلال هذه الابتكارات المستلهمة من الطبيعة والمجوهرات"، ويشدّد على تركيز الدار حالياً "على المجوهرات التي تخبر الوقت وتكريمها، وأعتقد أن ما يجمع بين كل ابتكاراتنا، إلى أي مجموعة انتمت، لا شك القصة التي نريد أن نرويها، إنما أيضاً المستوى الحرفي العالي، حتى لو كانت ساعة عادية، والذي يتجلّى في العناية اللازمة التي نوليها للتفاصيل والتي، بدورها، تقود عملية الابتكار".

 

قطع استثنيائية

 

لم تكن ساعات اليد أو قطع المجوهرات الراقية وحدها مصدر الدهشة في المعرض هذا العام، كما في العام الماضي. فقد قدّمت الدار آليتين متحرّكتين Automaton ضمن فئة القطع الاستثنائية. ويوضح بينيميه لافتاً الانتباه إلى أن هذه الآليات الفنية ليست أكثر من امتداد لتعقيد جميل قدّمته الدار في ساعة Le Pont des Amoureux، كما في ساعة Planétarium وغيرها من ساعات اليد المزوّدة بآليات فنية متحرّكة. لكننا الآن نقدّمها بحجم مختلف وفي آلية متحرّكة نجمع فيها جوهر العلامة وهو الإلهام، ففي الآلية الأولى الزهور وعناصر أخرى من الطبيعة، والثانية، الفلك في Planétarium والتي أدعوها شخصياً مصدراً من مصادر الإلهام العليا، لكنها جميعها تدور حول البراعة الحرفية لحرف مصدرها المجوهرات الراقية، بمعنى وجود الكثير من الأحجار الكريمة والترصيع والتي هي جميعها تقنيات ذات صلة بالمجوهرات إنما بحجم مختلف عن القلائد، كما أضفنا الطلاء، والعديد من التقنيات لمنح الحياة لهذه الآلية من خلال قصة معينة. أما الأسماء التي نعطيها لهذه الآليات، فهي بدورها عملية معقدة، إذ نحاول بواسطة الاسم وصف الحركة، علماً أن جميع الأسماء هي فرنسية مثلاً في آلية Floraison du Nénuphar، Nénuphar هو اسم زهرة زنبقة الماء الأبيض بالفرنسية، والثانية Eveil du Cyclamin، والتي أسميناها استناداً إلى اسم زهرة بخور مريم باللغة الفرنسية. أما الفراشات، فلم نشأ ذكر أسمائها لإضفاء عنصر المفاجأة".

 

قصة مثالية ومستوى حرفي رفيع

 

وعن الوقت المطلوب لإنجاز مثل هذه القطع المعقّدة، يقول بينيميه: "الأولى التي قدمناها العام الماضي، احتاجت إلى أكثر من سبعة أعوام من العمل، وقد تعاونا لإنجازها مع صانع الآليات Francois Juneaux لكونه خبيراً في مجال الآليات المتحركة، علماً أن كل آلية بمثابة تحدّ جديد له. وعندما يكون هناك تعقيد كبير في مجال المجوهرات الراقية، لا بدّ من إيلاء اهتمام بالغ للحرف اليديوية لإدماجها بالآلية، إذ على سبيل المثال جميع البتلات مطلية، وعندما تكون العناصر الواجب طلاؤها بهذا الحجم تكون هشة جداً، لذا علينا كذلك إيجاد طرق لتقوية هذه التقنيات لضمان ديمومتها، كما علينا أن نكون حذرين متى تعلّق الأمر بالحركة، للحؤول دون أن يخدش عنصر من عناصر الحركة عنصراً آخر. إذاً، المفروض أن نملك القصة المثالية مع مستوى حرفي رفيع، ويجب أن تتحرك الحركة بالطريقة الصحية، مثل الفراشة التي تفرد جناحيها في هذه الآلية، إذ إن تحقيق التوازن بين كل العناصر أمر في غاية الأهمية"، ويعقّب قائلاً: "الآليتان الأخيرتان هنا، أي Floraison du Nénuphar وEveil du Cyclamin، احتاجتا ما بين عامين وثلاثة أعوام لتبصرا النور، وهذا بفضل الخبرة التي اكتسبناها مما قدمناه في السابق".

 

 

وإلى أي مدى يمكنكم المضي قدماً مع Planétarium؟ يجيب بينيميه: "السماء لا حدود لها خصوصاً بالنسبة إلى Planétarium. فقد تكون هنالك أفكار أخرى في ما يخص قراءة الوقت؛ مثلاً هنالك ساعة Planétarium للسيدات وأخرى للرجال؛ في ساعة السيدات عدد الكواكب أقل مقارنة بساعة الرجال، إنما هنالك القمر الذي يدور حول الأرض، وبالتالي هو تعقيد مختلف. وإذا استمرينا بإنتاج إصدارات جديدة من هذه الساعة- ولم لا- ربما تتضمّن بعض العناصر الجديدة لابتكار شيء جديد، علماً أن آلية Planétarium الجديدة مختلفة عن سابقتها لناحية المواد، واختيار الكواكب والأحجار، حتى الموسيقى فيها مختلفة".

 

إعجاب ورغبة

 

ورداً على سؤال عن وجود سوق لمثل هذه الآليات المتحرّكة، يجيب بينيميه: "استناداً إلى تجربة العام الماضي مع آليات Fontaine aux Oiseaux، وRêveries de Berylline و Planétarium، أبدى كثيرون إعجاباً بالآلية التي طرحناها آنذاك، وبعضهم رغب باقتنائها، وهؤلاء من مختلف أنحاء العالم سواء من أميركا، أو آسيا أو الشرق الأوسط، مع العلم أننا بعنا منها في دول مختلفة في آسيا". ويكمل مزيداً: "عندما بدأنا مع Poetry Complication في العام 2005 تقريباً مع Quantième des Saisons، لم نكن نعلم في ذاك الوقت بوجود سوق لمثل تلك القطع، أما اليوم، فباستطاعتنا الجزم بوجود سوق كبيرة لها".

مع اهتمام دور مجوهرات عريقة راقية بطرح مجموعات من المجوهرات الخاصة بالرجال، يصبح بديهياً السؤال حول ما إذا كانت لدار Van Cleef & Arpels مشاريع في هذا المجال. ويقول بينيميه: "تسعدنا جداً رؤية قلائد Alhambra مرتداة من قبل رجال في مخلف القارات وحتى بعض أساور Perlée. ولا يأتي هذا في إطار إستراتيجية متبناة من قبل الدار، إنما نتيجة لتطور المجتمع في القارات كافة، والذي يُترجم اهتماماً من قبل الرجال بالمجوهرات. وكدار، لا توجد لدينا في الوقت الراهن أي خطة لطرح مجوهرات خاصة بالرجال، إنما نحاول تكييف المقاسات تبعاً للطلب لتناسب بعض الرجال الراغبين في ارتداء مجوهراتنا".

 

ساعات للجميع

 

أما في ما يخص الساعات الرجالية، يتابع بينيميه: "لدينا ساعة Pierre Arpels وهذه الساعة موجودة ضمن مجموعتنا ومتوفّرة في متاجرنا، ونحن سعداء جداً بأداء هذه الساعة، علماً أنه لا خطة لتطوير المزيد منها  في الوقت الحالي، إنما تطوير ساعات تناسب الجنسين على وجه التحديد. ليس هدفنا تقديم ساعات منسجمة مع اتجاه السوق حالياً أي تقديم منتجات محايدة جندرياً Genderless، لأن للابتكار معنى لدى Van Cleef & Arpels، وتطوير منتج ما هو بذاته مهمّة بالنسبة إلى العلامة، لذلك نطرحه. ولدينا ضمن مشاريعنا بعض القطع التي يمكن ارتداؤها من قبل النساء والرجال على حدّ سواء. ومجدّداً، ليس هذا هدفنا إنما اقتراح قطع مناسبة وتعكس تاريخ وهوية الدار، مع الإشارة إلى أن ساعة Le Pont des Amoureux على سبيل المثال مرتداة في آسيا من قبل رجال وليس فقط نساء، والأمر نفسه ينطبق على الأسواق، إذ لا نبتكر تصاميم خاصة لسوق محدّدة إنما نقدم ابتكارات تعكس تاريخ وهوية الدار".

 

 

تطور سريع في المنطقة

 

عن أداء العلامة في الشرق الأوسط، يفيد بينيميه إلى "أننا نحقق نمواً في الشرق الأوسط وهو نمو ثابت منذ أعوام، كما نلاحظ تطوراً سريعاً في المنطقة منذ دخولنا السوق قبل أقل من عشرين عاماً. ونواصل توسّعنا فيها إنما بتروٍّ وبشكل مدروس، ونحن سعداء جداً بوجود العلامة في المنطقة". ويضيف موضحاً: "استعدنا متجرنا في السعودية قبل ثلاثة أعوام ونديره الآن مباشرة. ومن ناحية الأعمال، فهي تسير بشكل جيد جداً. ومن ناحية صورة العلامة وكيف يُنظر إليها في المنطقة، نرى أنها تتعزّز أكثر فأكثر. لا يزال لدينا مجال للنمو، بشكل خاص في السعودية، إنما في أسواق أخرى أيضاً في الشرق الأوسط. لا نزال داراً يافعة بالنسبة إلى المنطقة إذ إن أول متجر افتتحناه هناك كان في العام 2005". ويشدّد بينيميه على عدم وجود خطط لافتتاح متاجر جديدة في الوقت الراهن، إنما جددنا أخيراً متجرنا في دبي مول ونجدّد متاجرنا الأخرى للتأكد من أنها مطابقة لمعايير الدار، وقد تكون هنالك مشاريع جديدة إنما لم يحن الوقت للكشف عنها بعد".

أما أكثر القطع أو المجموعات مبيعاً في الشرق الأوسط فيشير بينيميه إلى Alhambra، موضحاً أن ذلك "ليس فقط في الشرق الأوسط إنما على مستوى العالم، علماً أن المنطقة هي سوق مهمة جداً لمجموعة Perlée منذ طرحها، خاتماً بتجديد القول إن "الشرق الأوسط مهم جداً بالنسبة إلينا حيث نستثمر باستمرار هناك على مستويي الشبكة أي استثمارات ذات صلة مباشرة بالأعمال مثل المتاجر كما نستثمر في المجال الثقافي".