Watches and Wonders Geneva يؤكّد أن المعارض التجارية لم تنتهِ صلاحيّتها بعد

  • 2023-04-07
  • 11:14

Watches and Wonders Geneva يؤكّد أن المعارض التجارية لم تنتهِ صلاحيّتها بعد

  • جنيف- برت دكاش

لم يكن مجتمع الساعات يحتاج إلى البيان الختامي لمعرض جنيف للساعات Watches and Wonders Geneva 2023 ليدرك النجاح الكبير الذي حقّقه المعرض على مختلف المستويات، والذي أثبت أن المعارض التجارية لم تنتهِ صلاحيتها بعد، كما أشيع قبل وباء كورونا، على أثر انسحاب دور كبيرة من هذه المعارض لاسيما معرض عالم بازل الذي أغلق أبوابه نهائياً. كما لم تقضِ الوسائط البديلة مثل البث المباشر أو بواسطة الفيديو واللواتي استحدثت واستخدمت خلال الجائحة، على الرغبة في التواصل الحضوري والتقاء مكونات الصناعة جميعاً في مكان واحد.

 

 

عودة الآسيويين أنعشت المعرض

 

على عكس النسخة الماضية، الأولى حضورياً بعد غياب عامين، الباهتة والتي خيّم عليها الوباء وسادتها أجواء الترقّب، "فاقت نتائج هذا العام جميع التوقعات وأفضل التكهّنات"، بحسب ما ورد في بيان المنظّمين النهائي. ويمكن الجزم، استناداً إلى آراء العارضين والمتخصّصين الذين استطلع موقع "أولا- الاقتصاد والأعمال" آراءهم، بأن عودة الآسيويين، لاسيما الصين لحضور المعرض بعد رفع قيود السفر التي دامت طويلاً في معظم بلدان آسيا المحيط الهادئ، كانت أحد أبرز عناصر نجاح الحدث. كما ارتفاع الطلب الخارجي لزيارة المعرض حضورياً على الرغم من توفّره رقمياً كذلك، أدّى إلى إشغال كامل لفنادق جنيف حيث سجّلت 35 ألف ليلة فندقية، "ممّا اضطُرّ المنظّمين إلى حجز غرف لشخصيات مرموقة في لوزان"، كما ذكر مصدر من المنطقة للموقع.  

 

يمكنك القراءة:

معرض "Watches and Wonders" يفتح أبوابه بزخم لعشاق الساعات والمختصين في قلب جنيف

    وعلى الرغم من التخوّف من تأثير للحرب في أوكرانيا على المعرض، بدا جلياً عدم التأثر. فعلى الرغم من إقفال دور الساعات متاجرها في روسيا، وتأثر الدول المحيطة بالحرب وتراجع مبيعاتها وفق الرئيس التنفيذي لدار Hublot ريكاردو غوادالوبي في حديث خاص إلى أولا- الاقتصاد والأعمال، إلا أن ذلك لم يحل دون حضور روسي في المعرض. علماً أن الكثير من المسؤولين في علامات ساعات كبرى، أبدى تفاؤلاً لناحية التوافد الكثيف للأثرياء الروس إلى دبي وظاهرة تملّكهم أو استئجارهم الشقق فيها، مما يمثّل فرصة أمام هذه العلامات لزيادة حجم مبيعاتها في المنطقة وتعويض الخسائر الناجمة عن توقف الأعمال في روسيا ودول الجوار.

    وعودة الإبداع بإطلالات شبابية

     

    النجاح التنظيمي، قابله نجاح أكثرية الدور في نيل تصاميمها إعجاب وكلاء التجزئة، وهواة الجمع والمتخصّصين. فالأصداء الإيجابية عن مستوى الابتكار العالي من الناحيتين التقنية والجمالية تردّدت في أرجاء المعرض كافة، والذي كبرت مساحته بعد توقف عالم بازل وانضمام عدد كبير من الدور إلى Watches and Wonders إلى جانب صانعين مستقلين، ليصل إجمالي عدد العارضين إلى 49 علامة.

     

    قد يهمك:

    Chopard تتألق بابتكارات استثنائية في معرض جنيف للساعات W&W 2023

      وإذا كانت Rolex أثارت جدلاً لدى البعض من خلال طرحها ساعتي New Oyster Perpetual وOyster Perpetual Day-Date 36، إلا أنه بدا واضحاً من تصميم الساعتين وسعرهما أن الدار تستقطب شريحة جديدة من العملاء الأصغر سناً، وهو اتّجاه أظهرته تصاميم العديد من دور الساعات، مثل Cartier التي طرحت ساعة Baignoire  بميناء بيضاوي الشكل وسوار نمط Bangle، وChopard مع ساعة Happy Sport ذات القطر الصغير والسوار المتوفر بلفتين وساعة Ladies' Calatrava من Patek Phillippe التي تألّقت باللون البنفسجي. كذلك أطلّت ساعة Ingenieur من IWC Schaffhausen على جمهور الساعات بمظهر عصري يحمل في تفاصيله رموز الساعة الأصلية !976 Gerald Genta Ingenieur.  

       

      اللافت للانتباه في المعرض أيضاً كانت الإصدارات المحدودة من حيث تنوع الموديلات. فباستثناء Cartier وإلى حدّ ما Van Cleef and Arpels، اقتصر جديد بعض الدور على طراز واحد مثل دار A. Lange & Söhne التي قدّمت نسخة جديدة من ساعتها الرياضية الأنيقة Odysseus هي ساعة ODYSSEUS Chrongraph المصنوعة من الفولاذ وبكمية محدودة مكونة من 100 قطعة فقط. علماً أن تعقيد الكرونوغراف شكّل إحدى الظواهر في نسخة هذا العام من المعرض.

      واكتفت دار Vacheron Constantin بتقديم نسخ جديدة ضمن مجموعاتها Traditionnelle، وPatrimony وOverseas تميّزت أثريتها بتعقيد التاريخ التراجعي. بينما ركّزت دار مثل Piaget على صورتها كصانع مجوهرات إلى كونها صانع ساعات، فاندرجت معظم تصاميمها ضمن فئة الساعات الجوهرة، من بينها ساعة Limelight Aura بإصدار واحد بسعر مليون يورو وPiaget Swinging Sautoir بسعر 200 ألف يورو.

       

       

       

      وتميّزت بعض الدور بما أسمته "علبة هواة الجمع"  Collectors’ Box، إذ قدّمت دار Parmigiani  ثلاث ساعات، واحدة منها مزوّدة بالتقويم الغريغوري، وواحدة بالتقويم الهجري وواحدة بالتقويم الصيني، والثلاث متوفرة بثلاث نسخ فقط.

      وقدّمت دار Chanel سبع ساعات بعلبة واحدة من ساعتها J12 بموانئ باللونين الأبيض والأسود تعكس تدرّج الضوء ضمن مجموعة Interstellar. وكذلك فعلت Montblanc بتقديمها 10 علب وما مجموعه 191 ساعة تضمّ ثلاث ساعات من مجموعة 1858 Iced Sea Automatic Date، اثنتان منها باللونين الأزرق والأخضر من مجموعة العام الماضي والثالثة باللون الرمادي الجليدي من إصدارات العام الحالي.

       

      وكما العام الماضي، أبهرت دار Van Cleef & Arpels زوّار المعرض بآلياتها المتحرّكة. ومن بين الآليات الثلاث الجديدة آلية Éveil du Cyclamen التي تجسّد تفتّح الطبيعة بأبهى حللها.

       

      الاستدامة

       

      شغلت الاستدامة حيّزاً مهمّا لدى بعض العلامات، سواء على مستوى المواد المستخدمة، أو المكونات، أو طرق التصنيع أو حماية البيئة. وبدا لافتاً حضور النجمة الأميركية جوليا روبرتس، سفيرة دار Chopard للاستدامة للمشاركة في مؤتمر صحفي خصصته الدار للحديث عن الاستدامة وبرنامجها في هذا السياق مع تركيز على مادة فولاذ لوسنت الخاصة بالدار، وهي مادة مركّبة من مواد مستدامة بنسبة كبيرة. كذلك خصّصت دار Hublot جلسة رئيسية حول برنامج دعمها لحيوان وحيد القرن المهدّد بالانقراض من خلال مشاركتها مع لاعب الكريكت السابق كيفن بيترسن ومنصّته SORAI. علماً ان الدار تخصّص إصداراً هو ساعة Big Bang Unico SORAI يعود جزء من إيراداته لدعم البرنامج.

       

      أرقام فاقت التوقّعات

       

       

      في جولة على الأرقام، أقفل المعرض أبوابه بأرقام "قياسية" إذ زاره 43000 زائر مقابل 22 ألفاً العام الماضي، على مدى الأسبوع، و5400 وكيل تجزئة وموزّع، و125 جنسية.

      ووصل عدد المشاركات على شبكات التواصل الاجتماعي كل التوقعات، مع 1.8 مليون منشور مستخدمة هاشتاغ المعرض والوصول إلى نحو 600 مليون حول العالم.

      وزاد عدد الصحافيين بنسبة الضعف حضورياً، أي ما مجموعه 1400 صحافي و13 ألف تسجلوا في جلسات استكشاف الإصدارات الجديدة الـ1800، بالإضافة إلى 2600 صحافي تمكنوا من متابعة البرنامج كاملاً عبر الإنترنت.

       

       

      كما عقد وكلاء التجزئة والموزّعون أكثر من 8000 آلاف موعد، مما يعكس جاذبية صناعة الساعات في جميع الأسواق، خصوصاً في أوروبا التي بلغت نسبة الزوّار القادمين منها 70 في المئة.

      وبيعت البطاقات الـ12 ألفاً المخصّصة للعموم خلال اليوم الأخيرين من المعرض بالكامل. وتبيّنت مدى جاذبية المعرض للأجيال الشابة، إذ إن 25 في المئة من البطاقة المباعة كانت لأشخاص دون سن الخامسة والعشرين، مع معدل وسطي لحاملي البطاقات 35 عاماً. مع الإشارة إلى اهتمام هؤلاء الزوّار بشكل خاص بتجربة الـLAB الذي قدّم لهم رؤية مستقبل صناعة الساعات.