بيروت: مركز رادا ومعتز الصواف لتعزيز فن الشرائط المصورة في العالم العربي

  • 2023-07-11
  • 13:00

بيروت: مركز رادا ومعتز الصواف لتعزيز فن الشرائط المصورة في العالم العربي

اطلاق الدورة الثامنة من جائزة الفنان محمود كحيل السنوية

افتُتح أخيراً "مركز رادا ومعتز الصواف لدراسات الشرائط المصورة العربية" في الجامعة الأميركية في بيروت، وهو عبارة عن هيئة أكاديمية للأبحاث النقدية المعنية بفن الشرائط والقصص المصورة في العالم العربي.

ويهدف هذا المركز إلى تعزيز الأبحاث في الفن المذكور وتدريسه، وإنتاجه، وأرشفته، وتنظيم المعارض وورش العمل، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية في هذا المجال، وتحقق ذلك من خلال هبة قدّمها عضو مجلس أمناء الجامعة الاميركية في بيروت معتز الصواف وزوجته رادا الصواف.

وتأتي هذه الخطوة انطلاقاً من حب وشغف معتز الصواف بالتصوير وفن الكاريكاتور، والذي وجد فيهما قوة تأثير تفوق التعبير الكتابي وأداة أبلغ للإبداع وثقافة النقد البنّاء مما جعله يوثّق قدارته التصويرية. وطوّر الصواف قدراته بعد أن انضم إلى أحد أهم المعاهد الفنية في بريطانيا، حيث تمكن من لغة الصورة والتعبير الكاريكاتوري واجتهد في تطوير أسلوب فريد به يطبع كل أعماله والمجموعات التي نشرها في ما بعد.

وبسبب ميله الشديد للكاريكاتور والتصوير الساخر للواقع، جمع الصواف أعمال فناني الكاريكاتور والرسم التعبيري وعمل على تصنيف روائعها ونشرها في مجلدات وقدمها في معارض راقية في أكثر من عاصمة عربية. ويعتبر الصوّاف أحد أبرز الناشطين في جمع الأعمال الفنية الرائدة في حقل الكاريكاتور والرسوم التعبيرية من العالم العربي ومن العالم حتى أمكن اعتباره بحق أكبر جامع لهذه الأعمال في العالم.

 

 

جائزة الفنان محمود كحيل للشرائط المصورة والكاريكاتور والرسوم التعبيرية

 

ولتكريم الفنانين المبدعين في مجال الكاريكاتور والتصوير، أطلق معتز ورادا الصواف في العام 2014 جائرة الفنان الراحل محمود كحيل للشرائط المصورة والكاريكاتور والرسوم التعبيرية، وذلك تخليداً لذكرى أحد أبرز فناني الكاريكاتور العرب. وتضم الجائزة مجموعة من الجوائز التي تبلغ قيمتها نحو 36 ألف دولار أميركي، وتغطي فروعاً عدة مثل الكاريكاتور السياسي والرواية المصورة والشرائط الكوميدية المصورة والرسوم التعبيرية ورسوم كتب الأطفال.

وأدخل إطلاق الجائزة عاملاً مهماً في تطوير فنون الرسم الكاريكاتوري والتعبيري في المنطقة وهو عامل التنافس على الإبداع بين الفنانين والفنانات كما وفّر منصة شاملة لإطلاق الفنانين والمبدعين الجدد أو المخضرمين والتعريف بهم وبالتالي تعزيز مكانتهم والفرص المتاحة لهم. واستكمل إطلاق الجائزة هيكلة هذا القطاع من النشاط الثقافي والإبداعي العربي عبر إدخال جملة من المعايير لتقييم الأعمال الفنية وتصنيفها وإخضاع الحكم فيها للجنة تضم مرجعيات مشهود بكفاءتها في حقول الفن التصويري والكاريكاتوري أو في الحقل الثقافي. وخلال فترة جائحة كورونا ومع كل ما رافقها من تقييد شديد لحركة الأشخاص والمناسبات الاجتماعية، تابع الصواف وزوجته تنظيم جائزة محمود كحيل السنوية عبر معرض افتراضي على شبكة الانترنت مع الإعلان عن أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز النقدية والتنويهات التكريمية.

 

 

الدورة الثامنة

 

وتمّ عقد حفل توزيع جوائز محمود كحيل السنوية بدورته الثامنة أخيراً في المكتبة الوطنية في بيروت بحضور وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال القاضي محمد وسام المرتضى ورئيس الجامعة الأميركية في بيروت البروفسور فضلو خوري وعدد من أصحاب المبادرة وحشد من الفعاليات الثقافية والفنية.

وفاز الفنان الأردني عمر عدنان العبداللات بالجائزة لفئة الكاريكاتور السياسي، وهو رسام كاريكاتور أردني بريطاني معروف دوليّاً ومدرِّب ومحاضِر متمرِّس في الإنتاج الإبداعي والتفاعلي عبر وسائل التواصل الإجتماعي.

وتولّت مديرة مركز الصواف  لدراسات الشرائط المصوّرة العربية لينا غيبة الإعلان عن أسماء الفائزين بالجائزة خلال الحفل، بحضور معتز الصواّف وأعضاء لجنة التحكيم.

كما فاز الرسام اللبناني جورج أبو مَهيا عن فئة الروايات التصويريّة، في حين حصلَ الفنان المصري "جنزير" المتخصص بالجداريات والتصميم الغرافيكي على جائزة الشرائط المصوّرة.

وذهبت جائزة الرسوم التصويرية والتعبيريّة للبنانية تريسي شهوان، في حين كانت جائزة رسوم كتب الأطفال من نصيب مصممة الغرافيكس الرسامة التصويرية اللبنانية حنان قاعي.

وكانت تَقَدمَ إلى مختلف فئات الجائزة مئات الاعمال الفنية لفنانين من معظم الدول العربية وتأهّل إلى المرحلة النهائية عن مختلف الفئات، من غير الفائزين بالجوائز الأولى كل من السوداني يوسف الأمين، التونسي سيف الدين ناشي، العراقي حسين عادل داود، السوريين ياسين الخليل، هيا حلاو، لينا نداف، والأردني عمر لافي والمصريَّين دينا محمد ومريم عمر والفلسطيني محمد قاسم واللبنانيين جوزف قاعي وتريسي شهوان التي تأهّلت عن الشرائط المصورة.

إلى ذلك، مُنِحَت جائزة "إنجازات العمر" الفخرية والتي تُمنَح لِمَن أمضى أكثَر من ربع قرن في خدمَة فنون الشرائِط المصورة، الرسوم ااتصويرية والكاريكاتور في المنطقة للفنّان الأردني المعروف بشخصيته الكاريكاتورية الساخرة "أبو مَحجوب".

أما جائزة  "راعي الشرائط المصورة" الفخرية، والتي تُمنح تقديراً للذين يدعمون الشرائط المصوّرة والرسوم الكاريكاتورية في العالم العربي على نطاق واسع ويساهمون بالتالي في التراث الثقافي للمنطقة، فذهبت إلى "فنزي"ن- مجلّة الفضاء الخارجي التي أسَّسَها مايك ديرديريان بالتعاون مع الفنان التشكيلي لطفي زايد وبيتر كوبر.

وضمّت لجنة التحكيم كلاًّ من الرسّام التصويري والمصمم الغرافيكي التونسي عثمان سلمي والناقد الفني والباحث اللبناني جورج خوري والباحثة في فن الشرائط المصورة والمُحاضِرَة الجامعيَّة ومنسّقة المعارض الفنية إستِر ساب والفنانة الإكوادوريَّة ورسّامة الكاريكاتور وخبيرة الفنون البصريَّة باورباولا إضافَةً إلى الأستاذ الجامِعَي والصّحَفي والرسام والمؤلف اللبناني رالف ضومِط.