كيف تُسهم الأحداث الرياضية بانتعاش قطاع الضيافة في الشرق الأوسط؟

  • 2023-01-02
  • 12:30

كيف تُسهم الأحداث الرياضية بانتعاش قطاع الضيافة في الشرق الأوسط؟

  • ميشيل أوجييه

المدير الإقليمي لفنادق ومنتجعات "ويندام" في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا

منذ مطلع القرن، تشهد الأجندات الرياضية في منطقة الشرق الأوسط تسارعاً كبيراً - ولا يبدو أنها في طريقها للتراجع، حيث حصدت أبوظبي على سبيل المثال جائزة "الوجهة السياحية الرياضية الرائدة في العالم" في حفل توزيع جوائز السفر العالمية لمدة تسع سنوات متتالية منذ العام 2013، بينما ذهبت الكأس في العام 2012، لدبي، ونظراً إلى الاستثمار المستمر في قطاع الرياضة والترفيه، فإن سلسلة الانتصارات التي حققتها الإمارات العربية المتحدة على مدى عقد من الزمان ليست من قبيل الصدفة، وهي مؤشر على اتجاه أوسع نطاقاً بدأ يتجسد في منطقة الخليج وما حولها.

وفي حين استمرت مناطق أخرى في جني ثمار تراثها الرياضي الطويل والباهر، عملت منطقة الشرق الأوسط بجد لإنشاء تراثها الرياضي الخاص، من خلال دعوة مجموعة من أصحاب الامتيازات البارزين والنجوم العالميين للتنافس بين حواضرها الصحراوية المتلألئة. وقد وفر ذلك فرصة ذهبية لعلامات الضيافة التجارية العاملة في المنطقة، لأنه أينما تسافر هذه الأسماء الرياضية الشهيرة، فمن المؤكد أن الملايين من المشجعين سيتبعونها.

في الوقت الحاضر، يتألف خط تطوير شركتنا من 27 فندقاً قيد التطوير، والتي ستضيف ما يقارب الـ4200 غرفة جديدة إلى محفظتنا الحالية، وسيساعد هذا على تلبية الطلب المتزايد بين الضيوف الذين يتطلعون إلى حضور هذه الأحداث الرياضية والاستمتاع بها.

لكن، هل السياحة المرتبطة بالرياضة تكتسي فعلاً هذا القدر من الأهمية والقيمة لتبرير مثل هذا الاستثمار؟ حسناً، إذا ما نظرنا إلى ما تشير إليه الأنشطة الحديثة وتوقعات السوق الطويلة الأجل، يبدو الأمر كذلك بالفعل. ففي العام 2021، ساهمت البطولات والمسابقات الرياضية بما يقدر بنحو 2.45 مليار دولار في اقتصاد دبي وحده. ولا تقتصر المكافآت المحتملة التي يقدمها هذا القطاع على دولة الإمارات وحدها، فحسب تقديرات منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، فإن قيمة سوق السياحة الرياضية في الشرق الأوسط تبلغ نحو 600 مليار دولار في الوقت الحالي، ويتوقع محللون من موقع مسافر الذي مقره الإمارات العربية المتحدة أن هذا القطاع سيعزز اقتصاد الضيافة في المنطقة بما يصل إلى 30 في المئة في الربع الرابع من هذا العام.

وبطبيعة الحال، فإن أحد أكثر الأحداث الرياضية الإقليمية التي نالت صدى كبير، هي بالطبع، كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث استقبلت قطر أكثر من مليون و400 ألف زائر من أنحاء العالم الذي بدأ في 20 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وانتهى الأحد، فيما تابع 3.4 ملايين مشجع المباريات في الملاعب.

بهذا، ولتلبية هذه المستويات غير المسبوقة من الطلب، عززت فنادق ومنتجعات "ويندام" وجودها في قطر بإضافة فندق رابع، وهو فندق "ويندام جراند الدوحة ويست باي بيتش" الذي تم افتتاحه مؤخراً والمكون من 278 غرفة، وبالإضافة إلى الضيوف حاملي التذاكر، استقبل فندقنا المنتخبين الوطنيين التونسي والمغربي خلال البطولة.

ومع أن كأس العالم FIFA القادمة هي بالتأكيد بطاقة جذب رائعة لممثلي الضيافة في الشرق الأوسط، غير إنها ليست الوحيدة، فسباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 في أبو ظبي يعدّ مثالاً بارزاً على مدى فائدة الأحداث الرياضية الكبرى لمشغلي الضيافة والاقتصاد ككل، حيث تم بناء نظام بيئي كامل للسياحة والترفيه حول هذا الحدث السنوي. دعونا نتأمل هذه الحقيقة: في العام 2008، قبل التلويح بالعلم ذي المربعات في السباق الافتتاحي حول حلبة مرسى ياس، كانت أبوظبي موطناً لـ 65 فندقاً، وفي غضون 10 سنوات فقط، تضاعف هذا الرقم تقريباً.

فلنفكر الآن في المزايا المماثلة التي تقدمها الأحداث الرياضية النخبوية الأخرى التي لا تعدّ ولا تحصى التي تقام في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بطولة سوق دبي الحرة للتنس، بطولة جولة موانئ دبي العالمية للجولف، بطولة الدوري الإماراتي للكريكت T20، بطولة قطر المفتوحة للتنس، بطولة قطر ماسترز للجولف، سباق فورمولا إي الدرعية، رالي داكار السعودية، سباق جائزة السعودية الكبرى للفورمولا 1، جائزة البحرين الكبرى للفورمولا 1... والقائمة تطول وتطول. من السهل أن نرى أن قرار الشرق الأوسط باحتضان رياضات النخبة قد آتى ثماره بالفعل. ويبدو أن الآفاق المستقبلية واعدة أكثر، بالنظر إلى أن المنطقة لا تزال في المراحل الأولى من رحلتها الرياضية مقارنة بالعديد من نظيراتها الدولية.

ختاماً، يبدو من الصعب التنبؤ بمدى ضخامة السياحة المرتبطة بالرياضة في الشرق الأوسط؛ الوقت وحده كفيل بإخبارنا بذلك، لكن المستقبل يبدو مشرقاً بالنسبة الى المنطقة.