مؤتمر "هواوي كونكت": بلدان المنطقة تمضي في رحلة التحوّل الرقمي

  • 2022-11-03
  • 07:15

مؤتمر "هواوي كونكت": بلدان المنطقة تمضي في رحلة التحوّل الرقمي

تواصل بلدان المنطقة تنفيذ خطط التحوّل الرقمي، خصوصاً في بلدان الخليج، في محاولة للإستفادة من الأدوات والحلول التي تتيحها التكنولوجيا سواء على مستوى الحكومة الإلكترونية ومؤسسات الدولة أو على مستوى القطاع الخاص الذي بادر مُبكراً إلى تبنّي رحلة التحوّل الرقمي. "أولاً – الاقتصاد والأعمال" شاركت في طاولة مستديرة نظّمتها حول هذه القضية على هامش أعمال مؤتمر "هواوي كونكت" العالمي الذي عُقد في دبي. وشارك في هذه الجلسة كل من كبير العلماء في وحدة المرافق العامة التابعة لشركة هواوي كوه هونغ اينغ والمدير التنفيذي والنائب الأول لرئيس مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات في منطقة الشرق الأوسط علاء الشيمي ومدير قطاع الحكومة الرقمية في هواوي شيلدون وانغ. 

وحول العوامل الأكثر أهمية بالنسبة الى التحوّل الرقمي في بلدان المنطقة التي تخوض ظروفاً ومراحل تنمية رقمية مختلفة، قال كوه هونغ اينغ: "يحتاج التحول الرقمي لبلد ما إلى التعامل مع أربعة مستويات، يمكن اختصارها بالتالي: الدولة، المدينة، الصناعات والشركات". ومن خلال هذه المقاربة، يضيف اينغ: "تقرر الدول استراتيجيات ومبادرات وخطط التحول الرقمي، وهكذا تتبنى المدن استراتيجيات وطنية، ويتم تنفيذ حوكمة فعالة موجهة نحو الناس، لضمان نوعية حياتهم. أما من حيث التوجّهات الوطنية في هذا المجال، فتُدير الدول دفة الرحلة الرقمية، وخصوصاً التكامل العميق بين المعرفة والتقنيات الرقمية في مختلف الصناعات، لا بل تمضي الدول من خلال هذه السياسات نحو تحسين هياكلها الصناعية وضبط إيقاع التحوّل الرقمي وتطويره"، ويضيف اينغ قائلاً:" إن هذه السياسات تساعد مجتمع الأعمال الذي يُصبح في وضع يتيح له ترقية منتجاته وخدماته، وتخفيض تكاليفه ورفع فعالية نشاطاته، والنتيجة هي تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع القدرات التنافسية". 

ويتابع اينغ: "يمرّ التحوّل الرقمي الوطني في أربع مراحل: التحوّل المعلوماتي الأساسي، التطبيقات الرقمية، بناء نظام متكامل وصولاً إلى المرحلة الرابعة وهي بيئة عمل ذكية متكاملة أو النظام البيئي الذكي"، ويؤكد أن المرحلة الأولى تتضمّن الاستثمار في بناء شبكات الاتصالات والأنظمة المعلوماتية الرئيسية، وتتميّز هذه المرحلة بالخصائص التالية: إنشاء الشبكة الثابتة والنقالة، تغطية الشبكة لأكثر من 95 في المئة من السكان، وتحويل المعلومات المادية إلى معلومات رقمية، أما في المرحلة الثانية أي تقديم التطبيقات الرقمية، فيأخذ التحول الحكومي زمام المبادرة لدمج عملية التحول ضمن الشؤون والنشاطات الحكومية".

ويكمل: "في المرحلة الثالثة أي بناء النظام المتكامل، رأينا كيف أطلقت العديد من الدول، مثل سنغافورة وألمانيا والإمارات العربية المتحدة، مبادرات ذات صلة. سنغافورة أطلقت مفهوم الوطن الرقمي المخصص للحكومة الرقمية بالإضافة إلى الشمول الرقمي وتحقيق التحوّل على مستوى الصناعات. أما دولة الإمارات فأطلقت سلسلة مبادرات من بينها مئوية الإمارات 2071 والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي 2031. في هذه المرحلة، تقوم الدولة بتوجيه الصناعات المختلفة لتشكيل اتجاه تنموي ذكي ومنظّم، قائم على المنصات. أما في المرحلة الرابعة وهي مرحلة النظام البيئي الذكي، فيتم التخطيط للاستراتيجيات الوطنية على أساس المفهوم الرقمي ويتم النظر في التنمية الشاملة والمتوازنة. بالإضافة إلى ذلك، يركز المفهوم الرقمي على التنمية الشاملة والمتوازنة لتعزيز التنمية المتناسقة والمتوازنة للاقتصاد ونوعية حياة الناس".

ويختم اينغ: "باختصار، تعتقد هواوي أن أهم شيء بالنسبة لأي بلد لتحقيق التحول الرقمي هو بناء قدرات منهجية، بما في ذلك العناصر الخمسة الداعمة، وهي: التنظيم، التمويل، المواهب، الإشراف والنظام البيئي". 

"هواوي كونكت" 

الجدير بالذكر أن "مؤتمر هواوي كونكت" العالمي الذي يحط رحاله لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وينعقد في دبي بالتزامن مع أسبوع جيتكس غلوبال، استضاف مسؤولين تقنيين من أكثر من 3000 شركة من المنطقة والعالم لمناقشة دور البنية التحتية المبتكرة المدعومة بالتقنيات الحديثة في إطلاق القدرات الرقمية والارتقاء بأعمال وخدمات مختلف القطاعات من خلال تحقيق التكاملية بين التقنيات الحديثة. ويسلط المؤتمر الضوء على أحدث الممارسات الرقمية وسبل دفع عجلة تحقيق التحول الرقمي في دول المنطقة. وتمّ الإعلان خلاله عن إطلاق مجموعة جديدة من الحلول والمنتجات المخصصة للأعمال ضمن قطاعات محددة، وكذلك الإعلان عن شراكات ومشاريع جديدة في المنطقة.  

وألقى الرئيس الدوري لمجلس إدارة هواوي كين هو كلمة افتتاح المؤتمر وحدد فيها ثلاث طرق لتعزيز دور النظام الإيكولوجي التقني في دفع عجلة التحول الرقمي تبدأ بتعزيز البنية التحتية الرقمية بما فيها الاتصال وموارد الحوسبة المتنوعة، مروراً بمساعدة المؤسسات على تعزيز الاعتماد على الحوسبة السحابية واغتنام الفرص التي توفرها مع التركيز على الخدمات التي توفرها التقنيات الحديثة والتي تسهم في تحقيق التطور التقني، وانتهاء بتعزيز الأنظمة الإيكولوجية الرقمية المحلية بما في ذلك تحسين قدرات الشركات وتنمية المواهب الرقمية ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة.

كما توجّه رئيس هواوي في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا ستيفن يي، في كلمته بالشكر لعملاء وشركاء الشركة في المنطقة على ثقتهم المتواصلة، وأكد التزام الشركة بتوفير المزيد من الابتكارات ودعم مسارات التنمية التقنية والبشرية لبلدان المنطقة، وأعلن عن إطلاق ثلاث مبادرات رئيسية بالتعاون بين هواوي وعملائها وشركائها لتعزيز الإنتاجية الرقمية وتوفير الأسس الرقمية المتينة وتنمية الأنظمة الإيكولوجية المحلية من أجل تحقيق التحول الرقمي.

كما تحدث نائب رئيس مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات بوب تشين، عن دور التكامل بين التقنيات الحديثة في تنمية الأعمال وتحديد التكنولوجيات الملائمة، وأشار في كلمته التي ألقاها بعنوان "دور البنية التحتية المبتكرة في دفع عجلة التحول الرقمي" إلى أن جمع البيانات ونقلها وتخزينها وتحليلها باتت من المقومات الأساسية لتحقيق التحول الرقمي، ومن هذا المنطلق، توفر هواوي المنتجات المتكاملة اللازمة لتمكين معالجة البيانات الشاملة ومساعدة العملاء على تحقيق التحول الرقمي.

أنظمة جديدة 

وتعاون في الأمن الرقمي

كذلك، أطلقت هواوي في مجال اتصال البيانات، نظام "نت انجن آر 5710" وهو منظومة تخزين فائق الدقة مخصص للشركات الصغيرة، ونظام "نت انجن 8000 اف 8" وهو جهاز توجيه مدمج وشامل لتجميع الخدمات. وتركز هواوي حالياً على استخدام الشبكات الثابتة من الجيل الخامس في أعمال مختلف القطاعات وتعزيز إنتاجيتها الرقمية، حيث أطلقت بالتعاون مع أحد عملائها خلال المؤتمر حلاً مشتركاً للتحقق من ممر خط الأنابيب بالاعتماد على تقنية الاستشعار بالألياف البصرية، مما يتيح فحص ممر خط الأنابيب تلقائياً.

أما في مجال تخزين البيانات، فأطلقت هواوي بالتعاون مع شركة Commvault المتخصصة في برمجيات إدارة البيانات حلاً يضمن حماية البيانات بكفاءة لعملاء المؤسسات، مما يسهم في تعزيز كفاءة التخزين وبالتالي يمكن للمؤسسات تحقيق قيمة أكبر للبيانات.

وأوضح رئيس استراتيجية هواوي كلاود جوي هوانغ، خلال عرضه في أول ايام المؤتمر نهج هواوي لتحقيق التحول الرقمي الذي يعتمد على ثلاث ركائز هي البنية التحتية النظيفة والابتكار المتواصل والخبرة المشتركة. وتستهدف منصة هواوي كلاود أن تصبح الشريك المفضل لمختلف العملاء خلال رحلتهم نحو التحول الرقمي، ودعمهم لإطلاق القدرات الرقمية لاعمالهم من خلال نهج "كل شيء كخدمة" وشبكة الشركاء المتخصصين.

وناقش المشاركون في المؤتمر وهم من مختلف القطاعات في الشرق الأوسط وأفريقيا، أفضل ممارسات التحول الرقمي وسبل رفع سوية التعاون المشترك، حيث أطلقت هواوي برنامج Huawei Empower الذي يهدف إلى تنمية نظام إيكولوجي رقمي مزدهر للشركاء العالميين. وستتعاون الشركة من خلال البرنامج مع شركائها على تعزيز الابتكار التقني بالاعتماد على المختبرات المفتوحة من أجل وضع خطة عمل مبتكرة وتوفير منصة متكاملة للشركاء وتنمية المواهب من خلال أكاديمية هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات وبرامج شريك هواوي المعتمد للتعلّم (HALP)، كما أعلنت هواوي عن استثمار 300 مليون دولار في البرنامج على مدار الأعوام الثلاثة المقبلة من أجل دعم شركائها على المستوى العالمي.