زيداني من ميتسوبيشي باور: إنتاج الطاقة من الهيدروجين سيساعد الدول على خفض انبعاثاتها الكربونية

  • 2021-07-12
  • 10:10

زيداني من ميتسوبيشي باور: إنتاج الطاقة من الهيدروجين سيساعد الدول على خفض انبعاثاتها الكربونية

التوازن في استخدام الموارد الطبيعية سيسمح للدول بلوغ أهدافها

  • رانيا غانم

جهود حثيثة تبذلها البلدان العربية وتحديداً الخليج للالتزام بأجندة التغير المناخي العالمي والتحول نحو استخدام الطاقة النظيفة للحفاظ على استدامة البيئة وخفض انبعاثات الكربون، وتسعى تلك البلدان جاهدة لتنشيط الاستثمار في اقتصادات الطاقة المتجددة والتركيز على مجالات مثل الهيدروجين ومشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وطاقة المياه والغاز، ولا تزال الفرص الماثلة كبيرة أمام شركات تكنولوجيا حول الطاقة المتواجدة في تلك الأسواق لتحقيق نمو غير مسبوق وتوسيع نطاق خدماتها.

في هذا الإطار، يشير مدير المشروعات وتطوير الأعمال في السعودية ومصر في شركة ميتسوبيشي باور الشرق الأوسط وشمال أفريقيا طارق زيداني في حوار إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" إلى أن الخطط الطموحة لخفض الانبعاثات الكربونية في المنطقة تحتاج إلى ركائز متعددة، تبدأ بتطوير المحطات القديمة باستمرار وإدخال أحدث التقنيات إليها بهدف خفض مستوى الانبعاثات. أما الركيزة الثانية فتتمثل في وضع شروط وضوابط على المشاريع التي تستخدم النفط الأحفوري لتتطابق مواصفاتها مع تطلعات الدولة والاتفاقات العالمية التي وقّعتها مثل اتفاقية باريس أخيراً، والركيزة الثالثة تتمثل في إطلاق مشاريع جديدة للطاقة المتجددة والنظيفة لإنتاج الطاقة من الموارد الطبيعية. ويضيف: "هذه الركائز مجتمعة توصّف مستقبل الطاقة وتخول البلاد بلوغ أهدافها الرامية إلى صفر انبعاثات كربونية".

حلول تواكب التطلعات العالمية

يؤكد زيداني، في هذا السياق أن شركة ميتسوبيشي باور تسعى باستمرار للتجاوب مع التطلعات العالمية بالنسبة الى انبعاثات الكربون، سواء عبر تطوير تقنيات معينة تنتج الطاقة بانبعاثات أقل، أو عبر استحداث أنظمة جديدة قليلة الانبعاثات، ويشير إلى أن الشركة معنية بتطوير وتحديث المشاريع القديمة لجعلها مطابقة للمواصفات، وباستحداث مشاريع جديدة تقدم حلولاً مبتكرة لإنتاج الطاقة النظيفة.   

وقد أطلقت ميتسوبيشي باور في نيسان/ أبريل الماضي، وحدة أعمال جديدة يتركز نطاق عملها على بيع أحدث توربينات توليد الطاقة الكهربائية من سلسلة "J" العاملة بالغاز والمبردة بالهواء والتي تتميز بموثوقيتها العالمية التي تصل نسبتها إلى 99,6 في المئة وبكفاءة تفوق نسبتها 64 في المئة. وتتسم هذه التوربينات بقدرتها على العمل بمزيج يصل إلى 30 في المئة من الهيدروجين و70 في المئة من الغاز الطبيعي، فضلاً عن جاهزيتها للتشغيل الكامل بالهيدروجين بنسبة مئة في المئة في المستقبل. ويقول زيداني: "إن تلك التقنية فائقة الكفاءة لتوليد الطاقة وقادرة على لعب دور حيوي لمساعدة الدول على تحقيق أهدافها الطموحة بإزالة الكربون نهائياً من قطاع توليد الطاقة الكهربائية".

 إقرأ: 
ماذا عن تفاصيل الاستراتيجية السعودية لمواجهة التغير المناخي؟

مستقبل الطاقة النظيفة مزيج من الموارد الطبيعية

وفي ما يتعلق بالمنافسة التي تشهدها الشركات التي تقدم حلولاً لإنتاج الطاقة من الغاز والهيدروجين من قبل الشركات التي تقدم حلول الطاقة الشمسية والرياح، فيؤكد زيداني أن هذه القطاعات تكمل بعضها ولا تنافس بعضها. ويضيف: "مستقبل الطاقة النظيفة سيكون مزيجاً وخليطاً من الموارد الطبيعية الصديقة للبيئة أي الرياح والشمس والمياه والغاز والهيدروجين، لافتاً النظر إلى أن الهيدروجين صفر انبعاثات، أما الغاز ومع الحلول التقنية الموجودة يصبح مطابقاً للمواصفات العالمية وللمستوى المسموح به من الانبعاثات. ويضيف زيداني أن شركة ميتسوبيشي باور تحرص على أن تكون جزءاً من الخريطة، لذا ركزت على تقنية توربينات الغاز لتساعد المحطات الموجودة على تقليل مستوى الانبعاثات. وعن توجهات الطلب في المستقبل القريب، فيشير زيداني إلى أنه نظراً الى توافر محطات إنتاج الطاقة من الغاز لدى الدول العربية، سيتجه النمو نحو الطاقة الشمسية والرياح، لكنه سيصل إلى مرحلة يتوازن فيها الطلب بين الغاز والهيدروجين وبين الشمس والرياح.

 

مشاريع كثيرة مرتقبة

يؤكد زيداني أن الأسواق العربية بمعظمها واعدة نظراً الى الاستثمارات الضخمة التي ترصدها الدول لمشاريع الطاقة النظيفة. وقد أنجزت ميتسوبيشي باور مشروعاً في الشارقة بقدرة 1 جيغاواط للطاقة المركبة، وتعمل الشركة حالياً، على إعداد محطة توليد كهرباء الفجيرة F3 في إمارة الفجيرة في الإمارات وتزويدها بتوربينات الدورة المركبة من فئة JAC العاملة بالغاز بقدرة 2,4 جيجاواط، وستكون أكبر محطة تعمل بالغاز لتوليد الطاقة الكهربائية في الإمارات، وستلعب دوراً بارزاً في قطاع توليد الطاقة على مستوى شبكة الكهرباء في دول مجلس التعاون الخليجي. وثمة مفاوضات لتوقيع مشاريع جديدة في البحرين والسعودية. يضيف زيداني: "هذه المشاريع خير دليل على أن النمو المستقبلي سيكون خليطاً بين ما هو موجود وبين محطات جديدة ذات كفاءة عالية تتطابق مع تصورات وتطلعات الدولة والمستهلك.

 إقرأ أيضاً: 
فرومنت من فيوليا: فرص الاستثمار في مشاريع معالجة المياه في المنطقة هائلة

منتجات مختبرة وموثقة

وعن ميزة الشركة التفاضلية، فيؤكد زيداني أن ميتسوبيشي باور هي جزء من شركة ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وبالتالي ثمة تعاون وثيق ومتواصل معها لإيجاد حلول في مجال النفط وإنتاج الطاقة، لافتاً النظر إلى أن الأخيرة تمكنت من خدمة سوق اليابان، علماً أنها من الدول التي لا تملك موارد طبيعية وبالتالي كفاءة الطاقة فيها ينبغي أن تكون مرتفعة. ويشير زيداني إلى أن حلول الطاقة النظيفة موجودة لدى الشركة ويمكن تطبيقها في المنطقة العربية التي تتطلع أيضاً إلى كفاءة الطاقة وخفض الانبعاثات. والميزة الثانية وفق زيداني، هي أن الشركة الأم تعمل دائماً على اختبار وتجربة المنتج قبل إصداره في السوق، وهذا يخول الشركة التأكد من التقنية ومن كفاءتها قبل طرحها في السوق، وهذه ميزة غير متوافرة لدى شركات أخرى، ويضيف: "الحاجة لكفاءة الطاقة وتحديد الانبعاثات وعدم انقطاع الطاقة، دفعت الشركة لتطوير أفضل الأنظمة والتقنيات المختبرة والموثوقة".

 

الهيدروجين يتصدر قائمة موارد الطاقة النظيفة

وعما إذا كانت مشاريع الغاز والهيدروجين تحتاج إلى استثمارات أكبر من تلك المطلوبة للطاقة والرياح، فيشير زيداني إلى أنه قد يكون هناك منافسة في الأسعار لكن تتضح الأمور أكثر حين التكلم عن كفاءة الخدمة، ويشرح أن إنتاج الطاقة قد ينخفض في حال غابت الشمس او توقفت الرياح، في وقت يمكن ضمان استمرارية العمل بالغاز والهيدروجين، وقد تمت ترجمة ذلك في مشروع في الولايات المتحدة، حيث تمكنت الشركة من تخزين نحو 150 جيغاواط ساعة من الهيدروجين في أنابيب موجودة، لذا الجواب اليوم أن الأفضل هو الهيدروجين.

 قد يهمك: 
دبي تفتتح مشروع "الهيدروجين الأخضر": نقلة نوعية في مجال الطاقة المتجددة

خفض الانبعاثات هدف ليس بعيد المنال

ويخلص زيداني إلى القول بأن الأعوام المقبلة ستكون واعدة حتماً، وثمة الكثير من المشاريع المرتقبة من الأطلسي إلى الخليج، لافتاً النظر إلى أن تداعيات كورونا أخرت بعض المشاريع، لكن ميتسوبيشي باور تجاوزت جميع هذه العقبات، وتتوقع أن يكون لديها الكثير من مشاريع الطاقة التي تعمل عليها في العامين المقبلين. ويختم بالقول: "ثمة خطط طموحة لدى بلدان الخليج لخفض انبعاثات الكربون، لذا نتوقع أن يكون ثمة تركيز على إنتاج الطاقة من الهيدروجين، وفي حال حصل هذا التوازن بين طاقة الرياح والشمس والهيدروجين ستتمكن تلك البلدان من بلوغ أهدافها".