هل تواجه طائرة بوينغ 777 مصير 737 ماكس؟

لم تكد شركة صناعة الطائرات الأميركية العملاقة بوينغ تتعافى من نكسة طائرة 737 ماكس، حتى وجدت نفسها تواجه مشكلة جديدة مع الحادث الذي تعرضت له طائرة بوينغ 777 التابعة لشركة يونايتد ايرلاينز، نتيجة الأضرار التي لحقت بشفرة مروحة المحرك الذي فشل في طائرة Boeing 777 البالغة من العمر 26 عاماً، ما أسفر عن سقوط أجزاء منه فوق إحدى ضواحي دنفر وهو من نوع PW4000 المستخدم في 128 طائرة ، أو أقل من 10  في المئة من الأسطول العالمي الذي يزيد على 1600 طائرة 777 العريضة البدن التي تم تسليمها. 

وقال رئيس محقق الحوادث الجوية الأميركية، إن الأضرار التي لحقت بشفرة مروحة بمحرك تعطل في رحلة لطائرة بوينغ 777 التابعة لشركة يونايتد إيرلاينز تتوافق مع "الإجهاد المعدني"، بناءً على تقييم أولي.

وقال رئيس المجلس الوطني لسلامة النقل، روبرت ل. سوموالت إن اثنتين من شفرات المروحة البالغ عددها 22 في محرك الطائرة المتحدة تم العثور عليها محطمة،  شفرة وجدت في جزء من المحرك ، بينما تم العثور على الأخرى في ملعب كرة قدم في برومفيلد، كولورادو. ويتوافق الضرر الذي تعرضت له إحدى الشفرات مع "الإجهاد المعدني" وتم نقله جواً إلى مختبرات برات آند ويتني للفحص، إلى جانب محققي المجلس الوطني لسلامة النقل. وتقوم الوكالة أيضاً بتقييم سجلات صيانة الطائرة والمعلومات من مسجل بيانات الرحلة ومسجل صوت قمرة القيادة، وأضاف سوموالت مهمتنا هي أن نفهم ليس فقط ما حدث، ولكن لماذا حدث حتى نتمكن من منع حدوثه مرة أخرى، لافتاً إلى أنه "من المهم أن نفهم حقاً الحقائق والظروف المحيطة بهذا الحدث بعينه قبل أن نتمكن من مقارنته بأي حادث آخر".

الحادثة نفسها حصلت في اليابان 

 بعد تعطل محرك رحلة يونايتد، أمرت هيئة الطيران في اليابان شركات الطيران هناك بالتوقف عن تحليق جميع طائرات 777 المجهزة بالمحرك نفسه. وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة الطيران الفيدرالية إنها ستطلب زيادة التفتيش على الطائرات بهذه المحركات. وفي الحادثة التي حصلت مع الخطوط الجوية اليابانية (JAL) 777 بمحرك PW4000 في كانون الاول/ديسمبر 2020، أفاد مجلس سلامة النقل الياباني أنه عثر على شفرتين تالفتين للمروحة، أحدهما به صدع ناتج عن الإجهاد المعدني والتحقيق جار.
وسيتم فحص شفرة مروحة محرك United بعد نقلها بالطائرة إلى مختبر Pratt حيث سيتم فحصها تحت إشراف محققي المجلس الوطني لسلامة الطيران.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية (FAA)، إنها قامت بالفعل بتقييم ما إذا كان ينبغي تعديل عمليات فحص شفرة المروحة في أعقاب حادثة ديسمبر في اليابان بعد مراجعة سجلات الصيانة وإجراء فحص معدني لجزء شفرة المروحة.

 تعليق استخدام الطائرات وزيادة التفتيش

وأوصت بوينغ بأن تعلق شركات الطيران استخدام الطائرات بينما حددت إدارة الطيران الفيدرالية بروتوكول تفتيش مناسباً، كما فرضت اليابان تعليقاً مؤقتاً على الرحلات الجوية. وقالت مصادر مطلعة إن شركة "برات آند ويتني"، المملوكة لشركة Raytheon Technologies Corp، أوصت شركات بعمليات تفتيش مكثفة لشفرات المروحة المعرضة للإجهاد.
وقال سوموالت: "قامت يونايتد إيرلاينز بإيقاف تشغيل جميع الطائرات المتضررة بهذه المحركات، وأنا أفهم أن إدارة الطيران الفيدرالية تعمل أيضاً بسرعة كبيرة ، كما إن شركة "برات آند ويتني" أعادت تأكيد ومراجعة نشرة الخدمة"، ويبدو أن هناك اجراء سيتم اتخاذه.

وأعلنت وزارة النقل في كوريا الجنوبية أنها طلبت من شركات الطيران التابعة لها فحص ريش المروحة كل ألف دورة بعد توجيهات برات بعد حادثة يونايتد.
وقال سوموالت إن حادثة يونايتد لا تعتبر عطلاً في المحرك بلا احتواء لأن حلقة الاحتواء احتوت على الأجزاء أثناء تطايرها. وأضاف سوموالت أن المجلس الوطني سيبحث في سبب انفصال غطاء المحرك عن الطائرة وأيضاً سبب اندلاع حريق على الرغم من وجود مؤشرات على إيقاف تشغيل الوقود في المحرك. وقالت مصادر الصناعة إنه على الرغم من أن المحرك من صنع شركة برات، فإن الغلاف من صنع شركة بوينغ. وتم بالفعل إيقاف ما يقارب من نصف الأسطول العالمي من طائرات بوينغ 777 المجهزة بـ PW4000 والتي تديرها شركات الطيران، United و JAL و ANA Holdings و Korean Air و Asiana Airlines وسط انخفاض في الطلب على السفر نتيجة تفشي جائحة كورونا.

هل سيكون التأثير محدوداً على بوينغ؟

وينصبّ التركيز بشكل أكبر على شركة pratt & whitney  لصناعة المحركات، في حين يتوقع المحللون تأثير مالي ضئيل على شركة Boeing ، لكن إصدارات PW4000 تمثل عبئاً جديداً لشركة صناعة الطائرات التي تتعافى من أزمة 737 MAX الأكثر خطورة، حيث تم ايقاف الطائرة لمدة عامين تقريباً بعد حادثين مميتين. ومما لا شك فيه أن اعلان بوينغ أنها أوصت خلال التحقيق تعليق استخدام طائرات 777 الـ69 التي هي في الخدمة و59 طائرة مجهزة بمحرك برات أند ويتني 4000-112"، سيترك أثراً سيئاً على الشركة وإن بقي محدوداً خصوصاً وأن الشركة تعتبر طائرة بوينغ 777 من الطائرات التي مكنتها من تسجيل نقاط لصالحها في المنافسة مع شركة صناعة الطائرات الأوروبية العملاقة إيرباص التي أعلنت التوقف عن انتاج الطائرة العملاقة A380 قبل أكثر من عام والتي كانت منافساً قوياً لطائرة بوينغ 777.