بالعلا لـ "أوّلاً": التطوير العمراني المستدام يوفر 50 بالمئة من تكاليف الطاقة

  • 2020-01-24
  • 15:10

بالعلا لـ "أوّلاً": التطوير العمراني المستدام يوفر 50 بالمئة من تكاليف الطاقة

  • رانيا غانم

يؤكد مدير إدارة التطوير العمراني المستدام في "مصدر" عبد الله بالعلا أن التطوير العمراني المستدام يساهم في تحقيق وفر يتراوح بين 40 و50 بالمئة من تكاليف الطاقة.

"أولاً – الاقتصاد والأعمال" التقته على هامش القمة العالمية لطاقة المستقبل 2020، وكان معه هذا الحوار حول أهمية التطوير العمراني ومقومات مدينة مصدر كبيئة حاضنة للاستثمار.

ما أهمية التطوير العمراني المستدام ومميزاته؟

أثبتت التجارب أن التطوير العمراني المستدام يحمل جدوى اقتصادية تفوق الجدوى من العمران التقليدي. يراعى في العمران المستدام معايير عدة تبدأ باستخدام المواد والمعدات والمنتجات الصديقة للبيئة والمعاد تدويرها أحياناً، مروراً بتجهيز المباني بالطاقة المتجددة واعتماد الأساليب التي تساهم في ترشيد استهلاك الطاقة من المياه والكهرباء وغيرها. يدرس أيضاً في العمران المستدام مسارات الرياح والأماكن المشمسة بحيث يتم الإفادة منها لتوليد الطاقة في مواسم معينة. تتضمن أيضاً أنظمة متطورة لإدارة المباني بحيث تتوافر قاعدة لجمع البيانات وتحليلها والإفادة منها. البيانات هي الثروة المستقبلية الجديدة، وامتلاكها يدعم موقفنا ويجعلنا أكثر قوة.

كيف تطبق مدينة مصدر هذه المعايير؟

أثبتت مدينة مصدر بعد عشر سنوات على إطلاقها أنها تجربة ناجحة للعمران المستدام. وضعت مصدر معياراً لتصنيف المباني المشيدة في داخلها، بحيث يحصل المبنى على خمس لآلئ في حال كان مطابقاً لجميع المواصفات المطلوبة للعمران المستدام. التزمت مصدر بمعظم معايير الاستدامة بحيث أن تصنيف المباني لا يقل عن ثلاث لآلئ. وقد أثبتت مصدر أيضاً أن الاستدامة هو نمط حياة وأنه يحمل جدوى اقتصادية. 

ما هي المشاريع الناشطة حالياً في مصدر وما هي المشاريع المستقبلية المنتظرة؟

تبلغ المساحة الإجمالية لمدينة مصدر 6 كيلومترات مربعة، وهذه المساحة تمثل المرحلة الأولى من المشروع المخططة بالكامل والمعتمدة من قبل الهيئة التشريعية للتخطيط ودائرة البلديات والنقل. تتضمن هذه المرحلة مشاريع سكنية ومجال تجارية ومنشآت صناعية تحويلية نظيفة وفنادق وغيرها. سننتقل في المستقبل القريب إلى المرحلة الثانية من المشروع. لا تستثمر مصدر وحدها في المشروع بل تفتح المجال أمام مستثمرين محليين وأجانب لتطوير مباني ومشاريع لأنها تؤمن بالشراكة بين القطاعين العام والخاص. ويوجد حوالى 700 شركة تتنوع بين الكبيرة والصغيرة والمتوسطة والناشئة، ومن ضمنها شركات عالمية عملاقة مثل Siemens، وHoneyWell وSchneider Electric لديها استثمارات بمليارات الدولارات في مصدر. إن اختيار تلك الشركات يقدم الدليل على قدرة أبوظبي على إيجاد بيئة مؤاتية للاستثمار وجاذبة للشركات العملاقة. ونطمح أن نضاعف عدد الشركات الموجودة في مصدر في المستقبل. تنص العقود التي توقعها مصدر مع المستثمرين والمطورين أن تصمم وتبنى وفقاً لمعايير الاستدامة وأن تكون صديقة للبيئة.

هل من مسرعات وحاضنات داخل مصدر لتشجيع رواد الأعمال والشركات الناشئة؟

تتضمن مدينة مصدر 90 بالمئة من المقومات التي يحتاجها رواد الأعمال والشركات الناشئة والصغيرة. حرصنا على خلق البيئة الخصبة التي تستقطب المواهب من شتى المجالات. يوجد داخل المدينة المسرعة والحاضنة Catalyst ومسرعة تابعة لمستثمرين Krypto Labs اللتين تستقطبان رواد أعمال وشركات ناشئة من قطاعات مختلفة. يشكل اسم مصدر العالمي داعماً أساسياً للشركات التي تنشأ في المدينة يخولها الانطلاق إلى الأسواق العالمية بسهولة أكبر. إن شركة مصدر موجودة في أكثر من ثلاثين بلداً حول العالم من خلال مشاريع في الطاقة المتجددة والتطوير العمراني المستدام. تعتبر مصدر منطقة حرة وهذه دعامة أساسية للمستثمرين. تتوافر فيها أيضاً الكثير من شركات رأس المال الجريء التي تدعم وتمول الابتكار والأفكار الناجحة لرواد الأعمال. تتعاون مصدر أيضاً مع شركات كبيرة لحماية الملكية الفكرية ولإصدار براءات اختراع.

هل تكلفة التطوير العمراني المستدام أعلى من تكلفة التطوير العادي؟

صحيح أن كلفة بناء العمران المستدام أعلى بنسبة ضئيلة من العمران التقليدي، لكن هذه الكلفة تعوض في فترة قصيرة من التشغيل. يوفر التطوير العمراني المستدام بين 40 إلى 50 بالمئة شهرياً من أكلاف الطاقة. أجرت مصدر مقارنة مفصلة بين المباني المستدامة والمباني التقليدية متخذة المعايير ذاتها بالمساحة وعدد الوحدات والناس الذين يرتدونها والاستهلاك، وقارنت الفواتير الشهرية. بينت النتائج أن الأكلاف التشغيلية للمباني المستدامة أقل من المباني التقليدية. كان هذا يمثل تحدياً بالنسبة إلينا، لكننا تمكنا من إقناع شركائنا من جدوى هذه المباني الاقتصادية.

هل يزداد الوعي بأهمية الاستدامة؟

يزداد الوعي باطراد في الإمارات حول أهمية المباني المستدامة، ويتجه الكثير من المواطنين إلى اعتماد هذا المبدأ في اختيارهم لمنازلهم. يوجد أيضاً مشروع المدينة الذكية المستدامة في دبي. وقد ذهبت حكومة أبوظبي إلى أبعد من ذلك بحيث أدخلت مبدأ الاستدامة بالنظام التعليمي لتوعية الأطفال أكاديمياً حول أهمية هذا النمط من الحياة. ووجود شباب وشابات من الإمارات يعملون في الشركات الكبيرة داخل مصدر هو دليل على المواهب والكوادر المتوافرة. هذه البيئة تشجع أيضاً الشباب على إطلاق مشاريع مبتكرة مثل تطوير التطبيقات والصناعات التكنولوجية.