دودين من Bitoasis: التداول بالعملات الرقمية توجه يترسخ بدعم حكومي

  • 2020-08-19
  • 13:29

دودين من Bitoasis: التداول بالعملات الرقمية توجه يترسخ بدعم حكومي

مقابلة حصرية مع المؤسس والرئيس التنفيذي في Bitoasis علا دودين

  • رانيا غانم

لم تكد الجهات المعنية في الإمارات تطلق ورشة عمل وتضع الأطر التنظيمية والقواعد والقوانين التي ترعى قطاع التداول بالعملات الرقمية، حتى سارعت شركة Bitoasis الناشئة للعمل في 2016 للحصول على التراخيص الأولية من سوق أبوظبي العالمي وإطلاق المنصة أمام المتداولين. وقد تمكنت الشركة في فترة وجيزة من التوسع إلى معظم بلدان الخليج وإدراج أكثر من 15 عملية رقمية على المنصة للتداول. وتتواصل الشركة مع منظمين آخرين في الإمارات مثل هيئة الأوراق المالية والسلع، وكذلك منظمين في البحرين والسعودية للحصول على المزيد من التراخيص بهدف دعم المنصة ومنحها المزيد من الثقة.

 

دعم حكومي غير مسبوق

 

وتؤكد المؤسس والرئيس التنفيذي في Bitoasis علا دودين أن الجهات التنظيمية في منطقة الخليج والشرق الأوسط يظهرون اهتماماً لافتاً للنظر بالأصول الرقمية والبلوك تشين، سواء من ناحية تكثيف جهودهم لوضع الأطر التنظيمية والتراخيص المطلوبة أو من ناحية دعم الشركات العاملة في هذا المجال. وتشير دودين إلى أن Bitoasis اختارت الحصول على رخصة من سوق أبوظبي المالي وليس مركز دبي المالي العالمي، لأنها أول منظم أطلق تراخيص في مجال منصات تداول الأصول الرقمية، وأول من أصدر إطار عمل وهيكلية كاملة للتداول تغطي المجالات كافة.

وتتوقع دودين أن تشهد الأشهر العشرة المقبلة إقبالاً على القطاع من قبل الشركات والمصارف، وأن تتعاون المصارف مع منصات التداول، وقد باتت المصارف الإماراتية تسمح للمتداولين باستخدام بطاقتهم المصرفية والائتمانية والعملة التقليدية الموجودة في محفظتهم للتداول على منصة العملات الرقمية، وتؤكد دودين أن الحكومات والمصارف المركزية ستتطلع بطريقة أكثر جدية إلى دعم العملات الرقمية والبلوك تشين، مشيرة إلى أن السعودية والإمارات أطلقت في العام الماضي مشروع "عابر" وهي مبادرة لخلق عملة رقمية مشتركة بين البلدين، وتضيف: "إن دعم المنظمين للقطاع سينعكس إقبالاً كثيفاً من قبل الشركات للاستثمار في القطاع".

 

إقرأ:

دور محوري لشركات التقنيات المالية الناشئة ما بعد كورونا

 

 

تراخيص هيئة الأوراق المالية... ضمانة

 

وعن مشروع القانون الذي تعدّه هيئة الأوراق المالية والسلع لتنظيم قطاع التداول بالعملات الرقمية والتراخيص الممنوحة، تشير دودين إلى أن توافر الرخص من أكثر من جهة تنظيمية يوسّع نطاق عمل الشركات ويعطي ثقة أكبر في القطاع ويشجّع الشركات والأفراد على تبنّي موضوع العملات الرقمية والتداول فيها. وتؤكد دودين أن توافر تراخيص من منظم كهيئة الأوراق المالية والسلع، يؤمن الضمانة للمتداولين ويمنع التلاعب بالأسعار، الأمر الذي يساهم في نهاية المطاف في جذب الشركات العائلية والمؤسسات الكبيرة وصناديق الاستثمار التي تتطلع إلى التداول في العملات الرقمية. وتضيف: "نرى أن منصات تداول عالمية تتطلع إلى السوق الإماراتية بطريقة جدية لأن الأطر التنظيمية والقانونية والتراخيص متوافرة".  

 

المنافسة صحية

 

خطت البحرين خطوات متقدمة في مجال تنظيم سوق التداول في العملات الرقمية وأصدرت قوانين مرنة وجاذبة للمستثمرين، وتشير دودين في هذا الإطار، إلى أن التراخيص والقوانين التي وضعت في البحرين متشابهة إلى حدّ كبير بالأسس التنظيمية التي وضعتها سوق أبوظبي العالمية، والتي تتشابه أيضاً مع الأسس التنظيمية في سنغافورة والولايات المتحدة والبلدان التي تملك مراكز مالية مهمة، وتؤكد أنه في السنوات الثلاث المقبلة ستتجه حكومات عربية كثيرة الى تبني نموذج العمل الذي اعتمدته سوق أبوظبي والبحرين وأن التراخيص ستكون أكثر تشابهاً مع الوقت ولاسيما حيث تصبح تلك الأسواق ناضجة.

وقد تقدمت في الفترة الأخيرة تسع شركات جديدة في الإمارات للحصول على تراخيص بالتداول في العملات الرقمية من سوق أبوظبي للأوراق المالية، وتشير دودين إلى أن هذا المشهد إيجابي جداً وممتع، وهو إشارة على نضوج السوق والتطور الحاصل في الخليج. وتلفت النظر إلى أن أمام تلك الشركات رحلة شاقة قبل أن تطلق خدماتها للعملاء، وتضيف: "نعلم كم هو صعب بناء منصة موثوقة من قبل الناس، ونجاحها متعلق بمعايير عدة أبرزها جودة الخدمة المقدمة والسيولة المتوافرة وقدرتها على التوسع في السوق، والتراخيص الحاصلة عليها".

 

إقرأ أيضاً:

من سيربح سباق العملات الرقميّة؟

 

الذهب الإلكتروني

 

تركت جائحة كورونا تداعيات إيجابية جداً على قطاع التداول في الأصول الرقمية على مستوى العالم وحسب، وتشير دودين إلى أن هذا التحسن يعود بجزء كبير منه إلى عدم الاستقرار الاقتصادي الذي شهده العالم من جراء الجائحة، والتقلب في الأسواق المالية وحالة عدم اليقين لدى المستثمر، مضيفة أن شريحة كبيرة من الأفراد باتت بعد الجائحة تتطلع إلى العملات الرقمية كأداة استثمار بديلة مثل الذهب والعقار، لذا رأينا إقبالاً كثيفاً عليها، وبات يقال عن العملات الرقمية الذهب الإلكتروني، وأدى هذا الواقع إلى تضاعف حجم التداول والإيرادات خلال فترة كورونا مقارنة بالربع الرابع من العام 2019، وارتفع التداول تحديداً من قبل عملاء جدد ومعظمهم من الأفراد وليس الشركات، لافتة النظر إلى أن نسبة تبني الشركات في الشرق الأوسط للعملات الرقمية لا تزال بعيدة عن نسبة الشركات العالمية التي تتبنى العملات الرقمية كأصول بديلة، لكن دودين، تأمل أن ترتفع نسبة الإقبال في المرحلة المقبلة من قبل الشركات لأن هذا هو التوجه العالمي.

 

إقرأ أيضاً:

العملات المركزيّة الرقمية إلى التداول ما بعد كورونا؟

 

البيتكوين في الطليعة

 

وعن أهم العملات الرقمية التي يتم التداول فيها على منصة Bitoasis، فتؤكد دودين أن الـ Bitcoin تأتي في طليعة العملات المتداولة كما هي الحال في منصات التداول العالمية تليها الـ ethereum ثم الـ ripple.  

وعن ارتفاع أسعار البيتكوين إلى 12 ألف دولار، فتقول دودين: "نحن نبني منصة ونؤمن بمستقبل التكنولوجيا، لذا لا يمكننا أن نعلق على ارتفاع أسعار المتداولين، ولاسيما أن السعر عامل مهم لكنه ممكن أن يشتت المتداولين"، وتضيف: "ثمة إقبال كثيف على التداول بالبيتكوين وجزء منه يعود إلى ارتفاع سعر الذهب فضلاً عن جائحة كورونا التي عزّزت من موقع العملات الرقمية، فضلاً عن الابتكار الجديد في عالم البلوك تشاين إيثيريوم أو ما يسمى بالأسواق المالية اللامركزية"، وتلفت إلى أن الإقبال الكثيف والتبني للعملات في وقت قصير يؤديان إلى ارتفاع في الأسعار، مشددة على أن الأصول الرقمية ابتكار تقني وجد ليبقى وحتماً هذا القطاع سينمو ويتطور.

 

السيولة مؤمنة

 

تحتاج منصات التداول الرقمية إلى السيولة لعملياتها التشغيلية، وقد واجهت منصات تداول كثيرة هذا التحدي، لكن دودين تؤكد أن السيولة متوافرة لدى Bitoasis، لافتة النظر إلى أنه في البداية كانت تعتمد على منصات عالمية لتأمين السيولة، لكن بعد أن حصلت على التراخيص بات الاعتماد أكثر على المتداولين أو صناديق الاستثمار الناشطة في مجال تأمين السيولة، وتضيف: "نسعى إلى هذا التحول تدريجياً، وهذا من شأنه أن يزيد من فعالية المنصة ويخفف من الرسوم على عملائنا"، مشددة على أن المنصة منفتحة دائماً على شراكات جديدة مجدية.

 

تنظيم القطاع العائق الأهم

 

 التحدي الأبرز الذي يواجه منصات التداول بالعملات الرقمية عموماً هو تبني التكنولوجيا من قبل الأفراد والشركات والتداول يومياً بها، لكن العائق الأبرز الذي واجه Bitoasis، وفق دودين هو الأطر التنظيمية للقطاع لأنه لا يزال حديث النشأة في المنطقة، وتتطلب الموضوع الكثير من المتابعة والملاحقة والتفاوض للحصول على الرخص، مؤكدة أن الإمارات أثبتت أنها نموذجاً مثالياً من ناحية الأطر التنظيمية والقوانين التي تسهل عمل الشركات الناشطة في هذا المجال، فضلاً عن القواعد التي تحمي المستهلك والامتثال، وتضيف أنه من خلال تجربتها في التعامل مع المنظمين تبين أن الدولة لديها النية لدعم القطاع، وتشير دودين إلى أن التحدي الثالث يتمثل في تبني المصارف والمؤسسات المالية للتقنية المالية، لكن هذا يعتمد على قابلية البنوك وقدرتها على تبني التكنولوجيا ومشاركة شركات التقنية المالية.

وتخلص دودين إلى القول إنها تتواصل مع المنظمين في السعودية والكويت والبحرين ومصر، وتتعين الوقت المناسب للحصول على التراخيص المطلوبة في تلك الأسواق، كما أبدت استعدادها لتقديم خبراتها ومعرفتها في هذا المجال لإطلاق عجلة العمل في تلك الأسواق، وتنهي قائلة: "إنها مسألة وقت ولا بدّ من الانتظار لكي تنضج السوق وتنمو".

 

إقرأ أيضاً:

مايكروسوفت تقتحم جسم الانسان لتوليد العملات الرقمية