A. LANGE & SÖHNE: أداء جيد برغم الأزمة

  • 2020-08-02
  • 11:52

A. LANGE & SÖHNE: أداء جيد برغم الأزمة

  • برت دكاش

أكثر من عامل اجتمع ليمنح الحوار الخاص مع الرئيس التنفيذي لدار A. Lange & Söhne فيلهالم شميد نكهة خاصة، فإلى جانب كون الدار من علامات الساعات الراقية جداً القليلة غير السويسرية، فهي تمتاز بإنتاجها المحدود الموجّه إلى شريحة محدّدة من العملاء، وبتاريخها الملتصق بتاريخ موطنها، ألمانيا، فقد أعادت وحدة الألمانيتين مطلع تسعينات القرن الماضي، الحياة إلى الدار بإصرار ابن حفيد المؤسس فرديناند لانغي على إحياء المصنع الذي دُمر خلال الحرب العالمية الثانية إثر احتلال الاتحاد السوفياتي لمقاطعة دريسدن حيث يقع، يضاف إلى كل هذه العوامل، شغف شميد، القادم من عالم السيارات، بصناعة الساعات التي قال عنها في حديث سابق إلى "الاقتصاد والأعمال" إن "من يدخل هذه الصناعة يصعب عليه مغادرتها. فكيف بالحري إذا كانت متمثّلة بدار مثل دار A. Lange & Söhne؟".

 

شوق للقاء الناس

 

شغف شميد لم يخفّف من وهجه التباعد الاجتماعي، أو قيود السفر أو الوسائط الرقمية البديلة التي فرضتها تداعيات فيروس كورونا المستجد، غير إنه، لا يخفي حماسة واضحة في كونه ينتظر "انتهاء هذه المرحلة ليلتقي الناس من جديد، ويتشارك وقته معهم"، مبدياً شوقه إلى "لقاء محبي الساعات الرفيعة ومن يتحدث عنها".

ويتابع شميد مستشهداً بقول لـ تشارلز داروين "بأن البقاء هو لمن يتكيّف بشكل أسرع مع الواقع الجديد"، ليذكر بعض الخطوات التي اتخذتها الدار لتنظيم العمل داخل المصنع تبعاً للتوجيهات العامة لمحاربة فيروس كورونا ولاسيما "التباعد الاجتماعي، ومذكراً "بأن المصنع الجديد الذي افتُتح قبل أعوام قليلة مبني وفق أحدث شروط البناء المستدام، وهو مجهّز بأنظمة لتنقية الهواء من الجراثيم، مما يجعل بيئة عملنا داخل المصنع بيئة آمنة، كما إننا نعقد الآن اللقاءات مع الزبائن والإعلام عبر الفيديو"، واصفاً ذلك "بالتغيير الكبير الذي فرضه الوباء، ومجرد التفكير به لم يكن وارداً قبل شهور".

 

ساعة Saxonia Thin Starry Skies

 

إصدارات جديدة

 

صحيح أن "كوفيد-19 " فرض على الشركات والعلامات ظروف عمل جديدة، إلا أن "العلامة تحقق أداء جيداً"، يقول شميد. ويضيف: "استهللنا إصداراتنا للعام الجديد بطرح ساعتين بمناسبة Watches & Wonders Geneva بنسخته الرقمية في نيسان/ أبريل الماضي، هما Zeiterk Minute Repeater وOdysseus، أتبعناهما بإصدار من ثلاث نسخ من ساعة The Lange 1 Time zone"، كاشفاً لموقع أولاً- الاقتصاد والأعمال أن "في جعبة الدار مشاريع عديدة مقبلة"، ولعلّ باكورة ما قصده شميد بهذه المشاريع هو ساعة Saxonia Thin Starry Skies التي تقدمها الدار بمناسبة الحدث السنوي الفلكي بين شهري تموز/ يوليو الماضي وآب/ اغسطس الجاري والمتمثل بتساقط المذنبات والمتوقع أن يبلغ ذروته في 12 من الشهر الحالي من خلال تساقط 100 مذنب في الساعة".

 

"الأطفال الذين يحتلون المنزلة نفسها"

 

غالباً ما يرفض شميد الإجابة على سؤال "أي من الساعات الجديدة تفضل أكثر؟ مشبهاً الساعات "بالأطفال الذين يحتلون المنزلة نفسها لدى أهلهم"، ويتحدث عن كل واحدة منها بالشغف نفسه على الرغم من اختلاف خصائص وميزات كل واحدة منها. فساعة Zeitwerk Minute Repeater التي تقدمها الدار هذا العام بنسخة من الذهب الأبيض، قدمتها في المرة الأولى بالبلاتين، ويلفت شميد إلى "أننا لطالما رغبنا في تقديم هذه الساعة بالذهب الأبيض لكن التحدي الكبير أمامنا كان الحصول على نفس مستوى صوت رنين مكرر الدقيقة، إذ تختلف النغمة بين معدن وآخر على الرغم من كون الحركة المضمنة الساعة هي نفسها". ويتابع شارحاً: "في حين تتصف نغمة مكرر الدقيقة في نسخة البلاتين بالقوة والنقاء، تأتي في النسخة المصنوعة من الذهب الأبيض ناعمة ودافئة، وقد تجاوزنا تحدي الصوت بنجاح بفضل مهارة صانعي الساعات لدينا الذين نجحوا في توزيع المكونات الأساسية مثل الأجراس والمطرقة المسؤولة بشكل أساسي عن أداء وظيفة مكرر الدقيقة"، ويضيف قائلاً إن الساعة لاقت إقبالاً كثيفاً منذ طرحها، "وكنت أتمنى لو أنه باستطاعتنا إنتاج الساعة بالسرعة نفسها التي نبيعها فيها، لكن الإنتاج والجمع وكل عملية الإنتاج تأخذ وقتاً أطول بكثير من الوقت الذي نحتاجه لبيعها".

 

ساعة Zeitwerk Minute Repeater

 

المولود الجديد

 

ماذا عن ساعة Odysseus المولود الجديد في عائلة A. Lange & Söhne؟ وما الذي تضيفه هذه الساعة إلى إرث الدار؟ يرد شميد قائلاً: "Odysseus هي ساعة رياضية أنيقة مخصصة للوقت مع العائلة أو مع الأصدقاء على البحر أو خلال ممارسة هواية المشي في الطبيعة، ولكل ما لا نقوم به ونحن نرتدي ساعة كلاسيكية بسوار جلدية". ويضيف: "فكرة هذه الساعة، قديمة جداً من قدم المصنع، إذ عمل عليها غونتر بلوملاين قبل نحو 25 عاماً، لكن ما احتاج إلى كل هذا الوقت لتطويرها وطرحها في السوق، هو خلق "وجه" لهذه الساعة، تماماً مثل ساعتنا الأخرى؛ "وجه" يخولنا تطوير عائلة ساعات حوله، ويصبح بمثابة هوية لتلك الساعة، ومنذ أن فكرنا أخيراً في إطلاق Odysseus، إلى حين تصوّرها وتصميمها وفهم الجوانب كافة التي ستتمحور حولها التصاميم المستقبلية وتقديم شيء مختلف عما سبق وقدمناه أو عما هو متوفر في السوق، ويعكس هوية A. Lange & Söhne، كل هذه العملية احتاجت إلى خمسة أعوام وكانت تحدياً حقيقياً".

ورداً على سؤال حول ما إذا كانت الدار تعتزم تقديم Odysseus بحركات معقدة بعد طرحها للمرة الأولى بنسخة من الفولاذ، من ثم بالذهب الأبيض مع سوار جلدية أو من المطاط للمرة الأولى، اعتذر شميد عن عدم قدرته على "الكشف عما نحضره للمستقبل"، مكتفياً بالقول إن Odysseus ليست ساعة يتيمة، بل عائلة ساعات كاملة، تماماً مثل سائر مجموعاتنا".

 

 

ساعة Odysseus

 

طلب يتجاوز قدراتنا الإنتاجية

 

وفي ما يبدو شميد سعيداً بنسخة Odysseus المصنوعة من الذهب الأبيض مع سوار جلدية على معصمه، يذكر أن "الطلب على هذه الساعة يتجاوز قدرة الدار الإنتاجية بكثير، نظراً الى كونها تتضمن حركة خاصة مصنّعة في مشاغل الدار، ووفق معايير A. Lange & Söhne العالية"، ويبدي شميد أسفه "لعدم قدرتنا على إنتاج الكثير من الساعات لتلبية الطلب الكبير عليها، مما يجعل قائمة الانتظار تطول بالنسبة إلى الساعات الثلاث من Odysseus، النسخة الفولاذية، أو المصنوعة من الذهب الأبيض مع سوار مطاطية مدمجة أو جلدية مدمجة"، مؤكداً "القيام بكل ما باستطاعتنا لتلبية الطلب، ونطلب كذلك من الجميع أن يصبروا بخاصة في ظل الظروف الراهنة المعقدة التي ترافق أزمة كورونا".


الذهب الأصفر بإصدار محدود

 

بالنسبة إلى ساعة The Lange 1 Time zone، لعلّ ما يميّز المجموعة الجديدة المؤلفة من ثلاث نسخ، هي النسخة المصنوعة من الذهب الأصفر بكمية محدودة مكونة من 100 قطعة فقط، ويوضح شميد في هذا السياق قائلاً إن "الدار لطالما أنتجت ساعات من الذهب الأصفر، إنما لعدد محدود من الأسواق، وهذه المرة أنتجنا 100 قطعة لمن يريد ذلك، وقد لاقت الساعة ترحيباً واسعاً من قبل العملاء ومجتمع الساعات"، ويضيف: "كما وإننا نقدم هذه الساعة، للمرة الأولى، بالذهب الأبيض مع ميناء أسود، ما يمنحها مظهراً عصرياً ويعدّ الخيار البديل والأكثر جرأة من الذهب الزهري مع مينائه النموذجي التقليدي"، ويتابع: "ومن جهة الحركة، فهي جديدة بالكامل، من الألف إلى الياء، وليست مجرد إعادة توزيع لمؤشري الليل والنهار على الميناءين، ولقد ارتكزنا في ذلك على حركة ساعة Lange 1 القديمة، وهي الحركة الوحيدة التي طوّرتها الدار منذ نحو العشرين عاماً ولا نزال نستخدمها في مجموعاتنا".

 

ساعة Lange 1 Time Zone

 

هل يمكن اعتبار الابتكار في الحركات ميزة خاصة بـ A.Lange & Sohne؟ يجيب شميد: "لا يمكننا تصنيع حركة واحدة لجميع الساعات التي ننتجها، فهذه مقاربة غير ذكية من الناحيتين المالية والمادية. ونحن كدار، ننطلق من التصميم، ثم نبني له الحركة الخاصة به، مما جعل في جعبتنا عدداً كبيراً من الحركات مقارنة بلاعبين آخرين، حتى في قطاع صناعة الساعات الراقية جداً".

 

لجميع الأعمار والأسواق

 

ورداً على سؤال يستغرب شميد الفكرة السائدة عن كون ما تقدمه الدار من تصاميم لا تجذب قط فئة الشباب، ويقول: "من الناحية المادية، قد يكون الأمر كذلك، كون ساعاتنا باهظة جداً تحول دون قدرة عدد كبير من الشباب الذين يحبون ساعاتنا على اقتنائها، إنما من ناحية الشكل الخارجي للساعة، فسواء المظهر العصري لساعة Zeitwerk أم الكلاسيكي جداً لساعة 1815 UP/DOWN مثلاً، أم لناحية النوعية والحرفية التي تجسّدها ساعاتنا والتي صممت لتدوم إلى الأبد، إذ بالإمكان تصليحها متى تعطلت، كل هذه العوامل تجعل ساعاتنا جاذبة لجميع الفئات العمرية".

ويشدّد على أن A. Lange & Söhne تصنّع ساعات لعشاق الساعات الرفيعة، ولمن يقدّرون واقع أنها ساعات مصنوعة يدوياً، ومجمعة يدوياً وكذلك مصقولة ومزينة يدوياً، وذلك أينما وجدوا، سواء في الصين أو بيروت، أو نيويورك، أو سنغافورة، أو طوكيو أو ميونخ.

 

ما نقدمه هو فن وليس سلعة

 

ويختم شميد حديثه موضحاً أن "ما تقدمه صناعة الساعات هو فن أكثر من كونه سلعة، ومحبو الفن قد يحجمون بعض الشيء عن الشراء إلى حين مرور الأزمة الراهنة، إنما أنا على يقين أن الشهية لاقتناء أشياء كهذه لا تزول، ربما تحتاج وقتاً لتعود إلى مستوياتها القديمة، إلا أنني متأكد- مئة في المئة- من أنها ستعود إلى سابق عهدها".