روسيا تخفّف الاعتماد على "الاتحاد الأوروبي"

  • 2019-12-03
  • 12:23

روسيا تخفّف الاعتماد على "الاتحاد الأوروبي"

يعتبر تدشين أول خط لنقل الغاز من الحقول الروسية في سيبيريا إلى شمال شرق الصين تطورا استراتيجيا كبيرا ستكون له نتائجه، ليس فقط على صعيد العلاقات الصينية الروسية، بل أيضا على صعيد أسواق الغاز والتجارة العالمية به.  

فروسيا تعدّ أكبر مصدر للغاز الطبيعي في العالم مع نحو 250 مليار متر مكعب من الغاز المسال في السنة، ونظراً لبعدها عن الموانئ والمياه الدافئة، فإن معظم الغاز الروسي ينقل عبر شبكات أنابيب، كما أن القسم الأكبر منه أو نحو 200 مليار متر مكعب سنويا يذهب إلى الأسواق الأوروبية. وبالمقارنة فإن خط أنابيب الشرق الذي يربط روسيا بالصين سيمكن روسيا من تصدير نحو 38 مليار مكعب عند اكتماله في العام 2022.

لكن الاعتماد الروسي شبه الكامل على صادرات الغاز إلى "الاتحاد الأوروبي" تحول في السنوات الأخيرة، ومع نشوء نزاعات روسية غربية حول ملفات عديدة الأمر الذي جعل موسكو تفكر بتوسيع أسواق صادرات الغاز إلى الصين والبلدان الآسيوية، كما أن روسيا تعد لمد خطين لأنابيب الغاز أولهما (نورد ستريم) يمر تحت بحر البلطيق باتجاه ألمانيا والآخر ويدعي ترك ستريم ويقطع تركيا باتجاه البحر المتوسط وجنوب أوروبا.

يبقى القول إن الصين تعتبر ثالث أكبر بلد مستهلك للغاز في العالم بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا (راجع الرسم البياني) ويقدر استهلاكها السنوي بنحو 275 مليار متر مكعب، ما يعني أن خط غاز الشرق الصيني الروسي سيزوّد الصين (مع الأخذ في الاعتبار التزايد المتوقع في استهلاكها) بأقل من 9 في المئة من حاجاتها في العام 2023.

يذكر أن الصين تحتل الموقع السادس في العالم بين أكبر الدول المنتجة للغاز الطبيعي مع إنتاج بلغ نحو 161 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في العام 2018 وهو ما يمثل نموا بنسبة 51 في المئة خلال السنوات الخمس الأخيرة. وتتوقع الصين أن يرتفع إنتاجها من الغاز إلى 242 مليار متر مكعب في العام 2024. علماً أن الصين كانت قد فتحت الباب في حزيران/يونيو الماضي أمام الشركات الأجنبية لعمليات استكشاف وتطوير الغاز ورفعت عدداً من القيود التي كانت تحد منه.