الهند.. المستقبل الواعد لقطاع الطاقة العالمي

  • 2020-06-02
  • 08:39

الهند.. المستقبل الواعد لقطاع الطاقة العالمي

  • حنين سلّوم

 تمثّل الهند 18 في المئة من سكّان العالم بينما تستهلك نحو 6 في المئة فقط من إجمالي استهلاك الطاقة الأولية في العالم، إذ يساوي نصيب الفرد من استهلاك الطاقة فيها 0.6 طن من النفط أي ثلث متوسط نصيب الفرد العالمي البالغ 1.8 طن من النفط، وبما أنّ استهلاك الطاقة يشكّل أحد أبرز دعائم التنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة، أضحى توفير الطاقة المستدامة إلى جميع المواطنين من أولويّات الحكومة الهنديّة التي وضعت خططاً لضمان تحقيق ذلك، فوفقاً للبرلمان، تحتاج الهند إلى مضاعفة استهلاك الطاقة للفرد أربع مرات لتلبية تطلعات مواطنيها المتزايدة، وبما أنّ الهند تستورد النفط بشكل أساسي من دول الشرق الأوسط، فإنّ تحقيق خططها يحمل فرصاً واعدةً لقطاع الطاقة ودول الشرق الأوسط معاً.

استهلاك الطاقة الأوليّة في الهند

 تعمل الحكومة الهنديّة منذ بداية القرن الواحد والعشرين على ضمان حصول المواطنين على متطلبات الحياة الأساسيّة ومنها الكهرباء، فقد حصل نحو 700 مليون شخص في الهند على الكهرباء بين عامي 2000 و2018 وهو ما يعكس عزم الهند على تنفيذ خطتها بفعاليّة، نتيجة ذلك، ارتفع استهلاك الطاقة الأساسيّة في الهند بنسبة 155 في المئة أي انها تضاعفت اكثر خلال هذه الفترة، وينصب الآن اهتمام الحكومة على الوصول إلى المناطق المعزولة ونحو التحول إلى استهلاك الطاقة المتجدّدة والمستدامة، وتوقّعت BP أن يتضاعف نصيب الهند من إجمالي الطلب العالمي على الطاقة الأولية إلى نحو 11 في المئة في حلول العام 2040 مدعوماً بالنمو السكاني والتنمية الاقتصادية.

 

وقد ارتفعت خلال هذه الفترة نسبة استهلاك الطاقة الأساسيّة في الهند من 3.4 في المئة من إجمالي الطاقة المستهلكة في العالم إلى 5.8 في المئة، كما سجّلت الهند العام 2018 ارتفاع استهلاك الطاقة الأقصى خلال العقد الماضي حيث ارتفع بنسبة 7.9 في المئة. 

 

 

على الرغم من سعي الهند التحول إلى الطاقة المتجدّدة، غير إنّ الفحم الحجري ما زال يشكّل مصدر الطاقة الأساسي بنسبة 56 في المئة مقارنة بالمعدّل العالمي البالغ 27 فقد استهلكت الهند 12 في المئة من إجمالي الفحم الحجري المستهلك العام 2018 وشكّلت 70 في المئة من إجمالي نمو استهلاكه، فهي المنتج الرابع للفحم الحجري في العالم.

في المقابل، نما استهلاك الطاقة المتجدّدة بنسبة 27 في المئة في الهند العام 2018 وهو النمو الأقصى في العقد الأخير، إذ حلّت الهند في المرتبة الرابعة كأكبر منتجي الطاقة المتجدّدة العام 2018 بعد الصين والولايات المتحدة وألمانيا.

 

الهند: سوق واعدة للنفط والشرق الأوسط

تشكّل الهند ثالث أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد كل من الصين والولايات المتّحدة وهي تستورد نحو 80 في المئة من استهلاكها، فقد استوردت العام 2018 نحو 228 مليون طن من النفط، إذ ارتفع النفط المستورد على أساس سنوي بنسبة 8 في المئة وقد شكّلت نحو 21 في المئة من نمو الطلب العالمي على النفط. تستورد الهند النفط بشكل أساسي من الشرق الأوسط، إذ استوردت 64 في المئة من هذه الدول وكانت العراق المصدر الأكبر مشكّلةً 21 في المئة وتلتها السعوديّة بنسبة 17 في المئة.

 

كذلك، تشكّل الهند سوقاً واعدة لقطاع الطاقة والشرق الأوسط معاً، فمن المتوقّع أن ينمو استهلاك النفط في البلاد بشكل أسرع من أي اقتصاد رئيسي آخر وفقاً لتقرير BP ما يعني أنّ الهند سوف تستورد كميّة أكبر من النفط من دول الشرق الأوسط في السنوات المقبلة خصوصاً بفضل العلاقات الوطيدة بين الهند ودول الشرق الأوسط التي تقدّم حسومات على سعر النفط لشركات التكرير الهنديّة وهو ما يصعّب المنافسة على دول أخرى مثل روسيا، المكسيك، والولايات المتّحدة.

وقال المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية فاتح بيرول إنّ الهند تعدّ محركاً رئيسياً لنمو الطلب على النفط لكنّه قد يتباطأ قليلاً تماشياً مع تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ووفقاً لوكالة الطاقة الدوليّة، من المتوقع أن يصل الطلب على النفط في الهند إلى 6 ملايين برميل يومياً في حلول العام 2024 بينما من المتوقع أن يرتفع إنتاجها المحلي بشكل هامشي فقط ما يجعلها أكثر اعتماداً على واردات النفط الخام وأكثر عرضة لتعطل الإمدادات في الشرق الأوسط.

من جهة أخرى، إنّ الهند رابع أكبر مكرّر للنفط في العالم وهي مصدّر للوقود المكرر مثل البنزين والديزل كما تعتزم رفع طاقتها التكريرية بنسبة 60 في المئة لتصل إلى نحو 8 ملايين برميل يومياً في حلول العام 2025 من نحو 5 ملايين برميل يومياً حالياً وهو ما يجعل قطاع التكرير في الهند سوقاً جاذبة للإستثمارات. في الواقع، إنّ ارتفاع الطلب على الوقود في الهند يحث شركات النفط العالمية الكبرى على الاستثمار في قطاعها النفطي.