كورونا يفرض قواعده الخاصة على الفنادق العالمية

  • 2020-05-28
  • 16:01

كورونا يفرض قواعده الخاصة على الفنادق العالمية

رؤساء مجموعات سياحية يعبرون عن تفاؤلهم بالتعافي بعد "كوفيد-19

  • زينة أبو زكي

أخضع كورونا كل القطاعات الاقتصادية الحيوية إلى قواعده الخاصة، ولم يبق أي جانب من جوانب الحياة التي يعيشها البشر إلا وأجرى عليها تعديلاته. ومع عودة انفتاح العالم المتأنية على النشاطات الاقتصادية والاجتماعية، بات من الضروري تطبيق بروتوكولات خاصة تعيد الطمأنينة المفقودة لدى المستهلكين.

قطاع الفنادق هو أحد القطاعات التي لطالما كانت معايير النظافة لديه معياراً أساسياً يتطلع إليه النزلاء، ومع كورونا بات تطبيق بروتوكولات النظافة والتعقيم من الأساسيات. هذا فضلاً عن تغيير عادات أخرى لها علاقة بالطعام والشراب والنشاطات والمساحات المشتركة. ومع بدء فنادق المنطقة نشاطها الجزئي، ماذا قال رؤوساء السلاسل الفندقية إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" عن فنادق المنطقة في ظل وما بعد فيروس كورونا؟

النويس: بروتوكولات صارمة لضمان السلامة

يعتبر رئيس مجلس إدارة فنادق روتانا ناصر النويس في حديث إلى "أولاً- الاقتصاد والأعمال"  أن انتشار وباء كورونا المستجد (COVID-19) في مختلف دول العالم كان له تأثيرات ضخمة على مختلف القطاعات المحورية ومنها قطاع الضيافة والفنادق الذي كان الأكثر تضرراً بالإضافة الى قطاع الطيران، السفر والسياحة، إذ تطلب الأمر بذل الكثير من الجهود واتخاذ إجراءات استباقية لاحتواء الفيروس والحد من تفاقم تداعياته على قطاع الضيافة. ومنذ بداية الأزمة، وفي ضوء التزامنا المستمر في تطبيق سياسات الصحة والسلامة وفقاً لأعلى المعايير الدولية في جميع فنادقنا حول العالم، اتخذنا إجراءات وقائية صارمة ونواصل تنفيذها، فضلاً عن متابعة الوضع الراهن عن كثب لحماية ضيوفنا وموظفينا وشركائنا. وعلى الرغم من تفاقم الأزمة وتأثيرها بشكل مباشر على قطاعي السياحة والفنادق، فإننا نحرص على ضمان استمرارية عملياتنا التشغيلية دون انقطاع إذ نتبع في فنادق مجموعة "روتانا" سياسة مرنة مع العملاء وقد أثبت القطاع الفندقي بدولة الإمارات مرونته في التعاون مع العملاء والحفاظ على ولائهم. ونحن على ثقة بأن القطاع الفندقي سيتعافى بشكلٍ تدريجي.

وعن الإجراءات التي اتخذتها المجموعة للمحافظة على نشاطها التشغيلي يقول النويس: اتخذنا بعض الخطوات لتوفير صحة وسلامة ضيوفنا خلال بقائهم في فنادقنا شملت الإعفاء من رسوم إلغاء الحجوزات، حيث يمكن لجميع ضيوفنا الآن إلغاء حجوزاتهم دون تكبد أي رسوم. وقمنا بتدريب كوادرنا حول كيفية تطبيق البروتوكولات المرتبطة بفيروس كورونا، وهم مؤهلون وجاهزون للتعامل بكفاءة مع المستجدات الراهنة تماشياً مع إرشادات منظمة الصحة العالمية. ويمكن لجميع ضيوفنا التواصل مع فرق عملنا على مدار الساعة خلال تواجدهم في الفندق.

أما بالنسبة إلى أعمال التعقيم والتطهير، نتبنى تدابير تنظيف صارمة، إذ نواصل تكثيف إجراءات التنظيف ونعمل بشكل دوري على تعقيم الأسطح بمواد مخصصة للقضاء على الفيروس بكفاءة. ويتم تنفيذ هذه التدابير لحماية صحتكم وسلامتكم وضمان شعوركم بالراحة والأمان خلال زيارة فنادقنا. ويلفت النويس النظر إلى أهمية الدور الذي لعبته دولة الإمارات في كيفية التعامل مع الأزمة وأصبحت مثالاً يُحتذى به على مستوى العالم من حيث الإجراءات الوقائية وطرق المعالجة المتبعة لجميع المرضى والمتضررين. أما بالنسبة إلى قطاع الضيافة والفنادق، لقد ساهمت الاستجابة السريعة لحكومة الدولة إلى تخفيف الأثر على مختلف القطاعات.

وعن رؤيته للقطاع السياحي والفندقي ما بعد كورونا يقول النويس: "شهد القطاع الفندقي على مدى السنوات الماضية وقبل أزمة انتشار فيروس كورونا نمواً بارزاً في منطقة الشرق الأوسط والمرتبط بشكل مباشر بازدهار القطاع السياحي في ظل الاقتصادات المتنامية والبنية التحتية المحسنة واهتمام الحكومات بالقطاع باعتباره عامل محفّز للتنمية. أمّا بالنسبة إلى الوضع الراهن وتأثير الجائحة على قطاع الفنادق، نحن في مجموعة روتانا ندرك تماماً أن المرحلة المقبلة ستشهد الكثير من التغيرات على الأصعدة والمستويات كافة، ولكننا متفائلون بأن القطاع الفندقي متجه نحو التعافي والانتعاش كما فعل من قبل مع الأزمات السابقة.

واستعداداً للفترة المستقبلية ومرحلة ما بعد فيروس كورونا، نحن نقوم حالياً بإعداد خطط استراتيجية استباقية ستتسم بالمرونة والجهوزية والقدرة على التأقلم مع التغيير ومن شأنها أن تساعدنا في اتخاذ القرارات بطريقة سريعة لضمان سلامة ضيوفنا ومستقبل أداء فنادقنا. كما نؤكّد التزامنا بتكثيف جهودنا ورفع جاهزيتنا وتحسين نماذج أعمالنا لمواكبة أولويات القطاع الجديدة وخدمة ضيوفنا وتقديم الأفضل لهم في المرحلة القادمة. وعن العمل في الفنادق أكد النويس "نعمل في مجموعة روتانا منذ بداية الأزمة دون انقطاع في جميع فنادقنا في المنطقة، ونسعى إلى ضمان استمرارية عملياتنا مع الالتزام التام بالتدابير الاحترازية التي تصدرها السلطات المختصة والمنظمات والهيئات الدولية المعنية بالصحة. ونضع على رأس أولوياتنا حماية صحة وسلامة ضيوفنا وموظفينا وشركائنا. ونعمل في روتانا وفقاً لأعلى المعايير الدولية ونحرص على التعاون مع كافة الجهات المحلية. كما ونستمر في استقبال ضيوفنا الأوفياء وتزويدهم بآخر المستجدات والتطورات المرتبطة بعملياتنا وأنشطتنا المستقبلية تماشياً مع التوجيهات والتدابير السائدة.

 

مكرزل: الفنادق، وكل بحسب وضعها، ستعاود العمل بعد إعادة ترتيبها وتجهيزها

 

على الفنادق أن تواكب الاحتياجات الجديدة

من جهته، يقول رئيس مجموعة فنادق لوفر وغولدن توليب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أمين مكرزل  إن فنادق مجموعة لوفر المتواجدة في جميع الدول العربية وشمال أفريقيا وجورجيا تواكب الأزمة الناتجة عن جائحة كورونا غير المسبوقة، وهي موزعة حسب التصنيف التالي:

فنادق أغلقت أبوابها إلى أجل غير مسمى، فنادق اعتمدت لإيواء نزلاء الحجر الصحي بحسب ما تفيدنا وزارة الصحة في البلد المعني، فنادق تم تقديمها إلى وزارة الصحة في البلد لإيواء الطاقم الطبي من ممرضين وممرضات وأطباء وموظفي المستشفيات والقطاع الصحي، فنادق تستخدم من قبل الشركات لإيواء موظفيها فترة أسبوعين كفترة انتقالية من وإلى العمل، وفنادق تعمل بصورة طبيعية. ويضيف: في خضم ذلك قمنا بوضع سياسات واستراتجيات جديدة للعمل حسب معايير الوقاية التي نفرضها كشركة على الفنادق ونقوم بالالتزام الكلي بما تفرضه منظمة الصحة العالمية (UNWHO) وخصوصاً الدوائر الحكومية المحلية في كل مدينة ودولة.  وقد قمنا بوضع إجراءت معينة لمواكبة الأزمة المالية بإعطاء فرص مدفوعة للموظفين و بدفع راتب نصف شهر لكل موظف رافضين تسريح أي موظف، إلا موظفي الفنادق التي أقفلت تماماً. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن حكومات بعض الدول شاركت بتحمل بعض الرواتب للموظفين المواطنين مثل مملكة البحرين على سبيل المثال وغيرها.

وعن مباشرة العمل في الفنادق يقول مكرزل إن الفنادق، وكل بحسب وضعها، ستعاود العمل بعد إعادة ترتيبها وتجهيزها، فالفنادق المعتمدة للحجر الصحي مثلاً ستكون بحاجة إلى إعادة تعقيم شاملة، مضيفاً: نأمل تدريجياً بإعادة افتتاح الفنادق وفقاً لتعافي الوضع الأقتصادي لجلب المسافرين من سياحة ورجال أعمال، ونأمل أن يبدأ ذلك في شهر تموز/يوليو. أما الفنادق الجديدة التي كان متوقعاً افتتاحها فقد تأجلت تلقائياً إلى أجل غير مسمى. ويعتبر مكرزل أن تعافي السفر ربما يأخذ وقتاً أكثر حتى معرفة ظروف وشروط السفر لشركات الطيران و لفتح المطارات، متوقعاً تحسّن الوضع تدريجياً إبتداء من شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل. ويستطرد: أما حديث الساعة فهو أن السياحة الداخلية ستكون هي الحيز تتبعها السياحة البينية ثم السياحة العالمية. وهناك فرص الآن لخلق عروض خاصة في السياحة المحلية (National Leisure Tourism)  للعائلات خلال فترة الأعياد والمناسبات.

وإذ يأمل مكرزل أن تبدأ ملامح التعافي بالظهور عندما تعلن منظمة الصحة العالمية عن انحسار الفيروس والسيطرة عليه يؤكد أن الأفراد سيستمرون في اتخاذ الاجراءت والحذر من السفر حتى إيجاد اللقاح والدواء، قائلاً: "لا نتوقع أن يبدأ التعافي قبل الخريف والشتاء المقبلين، على أن يستغرق التعافي الكلي عاماً كاملاً". ويضيف: مما لا شك فيه أن صناعة السياحة والسفر تتأثر بعوامل التباعد الأجتماعي، وعلى الفنادق أن تواكب الاحتياجات الجديدة التي برزت خلال أزمة فيروس كورونا وتتأقلم معها وتؤمنها مثل توفير الكمامات والقفازات وأجهزة قياس الحرارة وتعقيم الغرف ووضع غرف التعقيم على مداخل الفنادق ووضع شروط معينة للمطاعم والمؤتمرات والاجتماعات، وذلك كله للحفاظ على سلامة الضيوف والموظفين. وهنا لا بد من الإشارة إلى أن تقارير المجلس العالمي للسفر والسياحة تفيد أن انتشار فيروس كورونا  هو أسوأ ما اختبرناه من الأزمات العالمية والمتضرر الأول والأكثر هو قطاع السياحة والسفر . فقد اطاحت هذه الجائحة بحوالي 320 مليون وظيفة أي حوالي عشرة بالمئة من مجمل الوظائف العالمية.

إذاً عودة الفنادق إلى العمل ستحكمها برتوكولات كورونا وستتطلب واقعاً جديداً تختفي معه عادات ونشاطات كانت تشكل حوافز أساسية للنزلاء للتجربة الفندفية برمتها، فلا شك أن الفنادق خسرت وستخسر الكثير مع ما فرضته كورونا فهل سيتكيف النزلاء أم سيعزفون عن النزول في الفنادق إلا عند الضرورة؟