لبنانيون يسابقون كورونا لابتكار أجهزة تنفس محلية الصنع

  • 2020-03-20
  • 13:21

لبنانيون يسابقون كورونا لابتكار أجهزة تنفس محلية الصنع

هل تنجح المبادرات الخاصة حيث فشلت الدولة؟

  • رانيا غانم

في الوقت الذي تجهد فيه المستشفيات اللبنانية والهيئات الصحية والجهات المعنية من أجل تأمين الأرضية المناسبة وأجهزة التنفس المطلوبة لمواجهة المعركة ضد الفيروس التاجي، تخطط مجموعة من رجال الأعمال والصناعيين كل على حدة لابتكار أجهزة تنفس محلية طبية تعوض النقص الحاصل من هذه المعدات المستوردة وتؤمن حاجة السوق المحلية في حال تنامت وتيرة تفشي فيروس كورونا المستجد.

وفيما اقترب عدد المصابين في لبنان من 163 حالة، برزت الحاجة إلى أجهزة التنفس، التي يبلغ عددها المتاح لمرضى كورونا 200 جهاز فقط من أصل 850 جهازاً متوافرة بالمجمل، بحسب نقابة المستشفيات الخاصة. وقد باتت الحاجة ملحة للبحث عن حلول لمواجهة الأزمة، الأمر الذي دفع أشخاص وشركات عدة للعمل على تطوير أجهزة التنفس أبرزها شركة Phoenix Machinery التابعة لشركة Indevco، وشركة Technica المزودة لحلول مبتكرة للأتمتة، وفريق عمل بقيادة المهندس حسين الحاج حسن يضم عدداً من خريجي الجامعات، وفريق يقوده الصناعي بول أبي نصر مع مجموعة من الصناعيين والاختصاصين، وفريق آخر يشمل الصناعي محمد ترحيني وآخرين. تتعاون كل مجموعة مع أطباء وجامعات ومهندسين وتقنيين بهدف ابتكار، تصميم، وإعداد النماذج الأولية وتجميع أجهزة التنفس العادية التي يمكن أن تخدم مرضى الفيروس التاجي.

النموذج الأولي يجهز

بحسب بول أبي نصر الذي يقود مع مجموعة من رجال الأعمال فريق عمل لابتكار جهاز تنفسي، فإن الأخير قد لا يكون متقدمًا وينفذ بالإمكانيات المتوافرة محلياً، موضحاً أن "ما يتم العمل عليه حالياً هو تطوير جهاز مبدئي بالإمكانيات المتوافرة محلياً بهدف مواجهة أزمة كورونا، على أن يكون جاهزاً في غضون شهر كحد أقصى". 

ويشير أبي نصر، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي لشركة Polytextile المصنعة للعلامة التجارية ماريفرانس، إلى أنهم يتعاونون مع مهندسين وأطباء من الجامعة الأميركية في بيروت لتطوير الأجهزة والتأكد من استيفاء معايير الجودة، وسيتم فحص الجهاز في مختبرات الجامعة والتأكد من نجاحها قبل فحصها سريرياً.

أنجزت مجموعة أبي نصر أعمال التصميم وتعمل حالياً على تطوير النموذج الأولي على أن ينتهي في غضون أسبوع. كذلك شركة فينيكس تعمل على النموذج الأولي، ويقول المدير العام للشركة ربيع أسطا: "أعربت مصانع أخرى عن استعدادها لدعم هذا المشروع، عبر توفير الموارد البشرية للمساعدة في تجميع جهاز التنفس الصناعي". يعمل فريق الحاج حسن أيضًا على النموذج الأولي، وقد اتصل بالفريق عدد كبير من الأشخاص الذين أظهروا استعدادهم للمساعدة".

وتعمل شركة Technica مع طبيب الطوارئ المتخصص في الشركة على تطوير جهاز تنفس أيضاً، ويقول طوني حداد، مؤسس الشركة والمدير العام: "من يظن أنه يمكننا أن نصنع جهاز تنفس محلي متطور للكورونا على غرار الأجهزة العالمية، فهو حالم، جلَّ ما يمكن فعله محلياً هو تجميع الجهاز وتحضير الشق التقني والكهربائي وبرمجته". 

التحدي إنجازه في شهر 

في مقابل بارقة الأمل هذه، ثمة تحديات عدة تلوح في الأفق أمام المصنعين تتمثل في تأمين المواد والمعدات المطلوبة للأجهزة، لا سيما في ظل صعوبة استيرادها من الخارج وفقدانها أحياناً مع ارتفاع الطلب عليها عالمياً. لكن أبي نصر يؤكد أن التركيز في التصاميم كان على استخدام معدات يمكن تصنيع بدائل عنها محلياً أو الوصول إليها بسهولة بحيث تكون متوافرة لدى شركائهم التجاريين مثل شركات تركية أو أميركية لا تزال تصنع وتورد من هذه المعدات ويمكن استيرادها في أقرب وقت ممكن، "لأن التحدي هو في إنجاز هذه الأجهزة خلال شهر كحد أقصى وإلا لن يكون لها جدوى". في المقابل، يؤكد حداد قدرتهم على تأمين المواد المطلوبة للأجهزة.

جهاز بـ 3 آلاف دولار

يشير أبي نصر إلى أن الأجهزة التي ستصنع محلياً لن تتجاوز كلفتها ثلاثة آلاف دولار، لأنها تتضمن الحد الأدنى من التقنيات المتطورة، ويقول: "إنها مصنعة لتفي فقط بالغرض المطلوب ولا تتضمن أي تقنيات رقمية حديثة على غرار الأجهزة المستوردة". في حين أن متوسط ​​تكلفة جهاز التنفس الاصطناعي المستورد يبلغ 30 ألف دولار.  لكن تجمع الفرق العاملة على أجهزة التنفس أن الغاية من هذه العملية تأمين حاجة المستشفيات، وليس الربح، إذ سيعمد بعضها إلى تقديمها إلى المستشفيات من دون أي مقابل. ويشير أبي نصر إلى أنهم يتطلعون إلى إنشاء 500 جهاز في حال نجحت التجارب، أما حداد فيشير إلى القدرة على تصنيع ما بين 30 و50 جهازاً.