الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى بنك HSBC دينيش شارما: هدفنا مضاعفة أعمالنا خلال 5 سنوات
الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى بنك HSBC دينيش شارما: هدفنا مضاعفة أعمالنا خلال 5 سنوات
-
خاص - "أوّلاً-الاقتصاد والأعمال"
كيف ينظر بنك HSBC إلى سوق إدارة الثروات في المنطقة؟ وما هي الفرص التي يراها في هذه السوق؟ وما هي العوامل التي يعتبرها داعمة لنمو وتوسع الثروات في المنطقة؟ ولماذا يعتبر نفسه مهيأً للاستفادة من هذا النمو وزيادة حصته من السوق؟ هذا ما يحاول الإجابة عنه الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى البنك دينيش شارما، في الحوار التالي مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال":
لديكم خبرة طويلة في العمل المصرفي وفي مجال إدارة الثروات تحديداً. ولا شك أنكم تتعاملون مع التغييرات المتواصلة في قطاع إدارة الثروات مثل التحول الرقمي وظاهرة انتقال الثروات بين الأجيال والتغييرات في نماذج العمل، وكيف تتغير إدارة الثروات من وجهة نظركم في البنك؟
تمتد خبرتي العملية على مدى 29 عاماً أمضيت العامين والنصف الأخيرين منها في منصبي الوظيفي الحالي لدى بنك HSBC، وأقوم بتغطية قطاعي إدارة الثّروات والخدمات المصرفية الشخصية للبنك في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، كما أساعد في بعض الخدمات المصرفية الرقمية والتوزيع، واعمل في المنطقة منذ أكثر من 9 سنوات.
من وجهة نظري، تشهد سوق إدارة الثّروات في المنطقة تغيراً سريعاً مدفوعاً بأربعة عناصر أساسية وهي: أولاً، هناك تدفق كبير لأصحاب الثّروات إلى المنطقة وبخاصةً إلى دولة الإمارات العربية المتحدة. ففي العام الماضي وحده، استقطبت دولة الإمارات أكثر من 6700 مليونير، ويتوقع هذا العام أن تضيف دولة الإمارات أكثر من 8000 مليونير جديد. وهذا ما ساعد في تحقيق نمو بنسبة تزيد على 10 في المئة في حجم الأصول المالية الشخصية في المنطقة. ثانياً، نشهد نمواً سريعاً في عدد صناديق التحوط والشركات العائلية الّتي أسست تواجداً لها في المنطقة. وأعتقد أن هناك دوافع عدة وراء هذه الموجة، أهمها توافر الأمن والاستقرار وانخفاض الضرائب، والتوقيت المناسب (Time Zone) ودرجة الربط العالية (Connectivity) مع بقية أنحاء العالم. فتوقيت المنطقة يناسب العمل مع بقية مناطق العالم مما يجعل المنطقة نقطة مركزية للأعمال والاستثمار. ثالثاً، هناك دينامية جديدة في مجال إدارة الثّروات نتيجة للانتقال الحاصل في الثروات بين الأجيال، إذ تشير التوقعات الحالية إلى انتقال أكثر من واحد تريليون دولار أميركي من الثروات من جيل إلى آخر في المنطقة خلال السّنوات الخمس المقبلة. وما يزيد من أهمية هذا التحول والفرصة الّتي يوفرها هذا الانتقال لمدراء الثّروات هو أن 24 في المئة فقط من أصحاب الثروات في المنطقة لديهم خطط واضحة لعمليات الانتقال هذه (Estate Planning). ورابعاً، تشهد المنطقة بروز النساء كرائدات أعمال، وأصبحن يشكلن ثلث رواد الأعمال في المنطقة، كما إن الأصول المالية الّتي يملكنها نمت بنسبة 54 في المئة خلال العام الماضي وحده، كما إنهن يستثمرن في مختلف أنواع الأصول مثل الأسهم والسندات والعقارات، وأن الاستثمارات الّتي يقمن بها لا تختلف عن ما تقمن به النساء الأخريات في العالم. وكل هذه العوامل تساهم في نمو الثّروات في المنطقة بشكل ملحوظ. وبالإضافة الى الثروات التي تنتقل من جيل الى آخر، هناك ثروات جديدة تم صنعها من قبل رواد أعمال جدد من خلال مشاريع جديدة أو عبر تأسيس نشاطات جدية من خلال شركات قائمة.
بالإضافة إلى أصحاب الثّروات الكبيرة والفائقة الحجم (UHNWIs & HNWIs)، هناك رواد الأعمال الصّاعدين والرؤساء التنفيذيين الّذين يتقاضون رواتب عالية، كيف تتعاملون مع هذه الفئات في إدارة الثروات؟
بالنسبة إلى كبار التنفيذيين فإننا نتعامل معهم ضمن شريحة الأفراد من ذوي الإمكانات المالية العالية (Mass Affluent) الّتي تشهد أيضاً نمواً ملحوظاً مع الشرائح الرئيسية الأخرى. هناك زيادة في الثّروات والأصول المالية وبالتالي، هناك فرص أكبر للبنوك لخدمة هؤلاء العملاء وتوفير الحلول الملائمة لهم، كما إن هناك عاملاً مهماً وهو أن المقيمين الأجانب يمثلون نسبة مهمة من السكان ولاسيما في دولة الإمارات العربية المتحدة.
نمو أسرع للثروات في المنطقة
كيف يمكن مقارنة وتيرة نمو الثّروات في المنطقة مع بقية مناطق العالم مثل أميركا وأوروبا وآسيا؟
أعتقد أن نمو الثّروات في المنطقة هو من ضمن الأسرع في العالم. فلقد بلغت نسبة نمو الأصول المالية الشخصية في المنطقة أكثر من 10 في المئة خلال العام الماضي. ومن أحد الأسباب الرئيسية لذلك، هو انتقال عدد كبير من الأثرياء إلى المنطقة من أماكن أخرى من العالم، كما إن هناك هجرة للثروات إلى هذه المنطقة. ولهذا، فإن نسبة نمو الثّروات هنا هي أعلى بشكل كبير من غيرها في المناطق الرئيسية الأخرى.
هل يعتبر تدفق الثّروات من الخارج هو المسؤول الوحيد عن النمو المحقق؟ أليس هناك أيضاً نمو في الثّروات المحلية؟
بالطبع هناك أيضاً نمو في الثّروات المحلية الّتي استفادت من النمو الاقتصادي الّذي تشهده المنطقة. وكما ذكرت، يقوم أصحاب الثّروات بتوزيع أصولهم بين الداخل والخارج ويتعاملون مع مراكز عالمية عدة لاستثمار أصولهم.
24 في المئة من اصحاب الثروات في المنطقة لديهم خطط مسبقة للتوريث
لنتحدث عن ظاهرة انتقال الثّروات بين الأجيال، ما الذي يجري في هذا المجال على صعيد المنطقة؟ وماذا يعني هذا الانتقال بالنسبة لكم ولمزودي خدمة إدارة الثّروات بشكل عام؟
كما ذكرت سابقاً، هناك 24 في المئة فقط من أصحاب الثّروات في المنطقة لديهم تخطيط مسبق لعملية الانتقال، وهذا ما يعطي مزودي خدمة إدارة الثّروات فرصةً فريدةً من نوعها للعمل مع العملاء الّذين لم يخططوا لهذه العملية بعد ولتلبية حاجاتهم، خصوصاً وأن المتطلبات الاستثمارية للجيل الجديد تختلف بعض الشيء عن متطلبات الجيل الّذي سبقه. ونحن في البنك، نوفر للعملاء الفرصة للاستثمار في مجموعة متنوعة من الأصول المالية التي تلبي حاجاتهم ونظرتهم الى المخاطر، كما يمكننا أن نوفر حلولاً مصممة خصيصاً لكل عميل وفقاً لحاجاته وتطلعاته الاستثمارية. فمن جهتنا، تعطينا عملية الانتقال هذه فرصةً كبيرةً للاستمرار في خدمة عملائنا وتوفير الحلول الاستثمارية الّتي تتناسب مع حاجاتهم.
هل تلاحظون أي تغيير في مقاربة الجيل الجديد للاستثمار؟ هل هم منفتحون أكثر على الاستثمار في مجالات التكنولوجيا والاستدامة مثلاً؟ هل لديهم قدرة أكبر على تقبل المخاطر؟
نقوم بتقييم وضع كل عميل على حدة على أساس أهدافه الاستثمارية وتطلعاته ومستوى المخاطر الّتي يريد تقبلها في استثماراته. فحتى بين المستثمرين من الجيل الجديد، هناك تفاوت بين الأشخاص المحافظين وأولئك المستعدون لتحمل مخاطر أكبر في استثماراتهم. وعندما نقوم بخدمة عملائنا، فإننا لا ننطلق من أفكار مسبقة عن الاستثمارات الّتي تخدم أهداف وطبيعة كل عميل، بل إننا نركز على فهم حاجات العملاء ومستوى المخاطر الّتي يريدون قبولها في استثماراتهم، ومن ثم نقوم بتصميم الحلول الّتي تلبي حاجاتهم. وليس هناك عميل مثل الآخر: فكل عميل له خصوصيته وأهدافه وتوقعاته وطموحاته المختلفة.
اطلاق منصتنا العالمية للتداول في الامارات ولاحقاً في السعودية
كيف تؤثر التقنيات الحديثة مثل الذّكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية وتحليل البيانات على عملكم وقدراتكم، وما الذي يمكن أن تقدموه للعملاء؟ هل تستخدمون هذه التقنيات لتقديم حلول شخصية لكل عميل ولتعزيز قدرة مدراء العلاقات على خدمة عملائهم مثلاً؟
أعتقد أن هذه التقنيات ولا سيما الذّكاء الاصطناعي هي في عملية تطور مستمر. ونحن كباقي البنوك نعمل على تحديد أفضل طريقة للاستفادة من الذّكاء الاصطناعي بشكل بنّاء. فنحن نريد التأكد من أن يكون الذّكاء الاصطناعي مفيداً للعملاء.
في نهاية المطاف، أهم شيء في إدارة الثّروات والعمل المصرفي هو الثّقة الّتي يتم اكتسابها والمتأتية من جودة المشورة المقدمة إلى المستثمرين ومن كفاءة مدراء العلاقات مع العملاء. ويمكن هنا للذّكاء الاصطناعي أن يوفر الدّعم لهؤلاء المدراء عبر توفير المعلومات المطلوبة كافة لخدمة العملاء بأفضل طريقة. فالعديد من العملاء يريدون وسائل وأدوات تساعدهم على اتخاذ القرارات وتنفيذها. وفي هذا المجال، أطلقنا مؤخراً في سوق دولة الامارات منصتنا العالمية للتداول الّتي كانت أول سوق عالمية يبدأ العمل فيها عبر هذه المنصة والّتي تتيح للعملاء إمكانية التّداول في 77 سوقاً للأسهم في 25 بلداً حول العالم. وسنقوم بإضافة سوق السعودية وسوق دولة الإمارات المحليين إلى المنصة خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتتيح هذه المنصة للعملاء إمكانية فتح الحسابات الاستثمارية من خلال الأجهزة النقالة لتنفيذ عمليات التداول في الأسهم والسندات وغيرها من الأدوات المالية، كما تتيح لهم إمكانية فتح حسابات ادخار، كما يمكن للعملاء الحصول على المشورة من المستشارين الاستثماريين لاتخاذ قراراتهم.
الذكاء الاصطناعي لتسهيل خدمة العملاء وليس لتقديم المشورة حالياً
هل بدأ الذّكاء الاصطناعي يلعب دوراً محسوساً في توفير المشورة في العملية الاستثمارية؟
لسنا مستعدين في هذه المرحلة بعد إلى توفير المشورة إلى العملاء بالارتكاز على أنظمة الذّكاء الاصطناعي وحدها. فنحن بحاجة إلى المزيد من الفهم لطبيعة ونوعية مخرجات هذه الأنظمة في هذا المجال. ونعتمد حالياً على الذّكاء الاصطناعي لتوفير المعلومات لمدراء العلاقات لمساعدتهم على إجراء حوارات بناءة مع العملاء ومساعدتهم على اتخاذ القرارات المناسبة. ومازلنا نعتقد أن المشورة التي نقدمها للعملاء تأتي من قدرتنا على فهم حاجات كل عميل على حدة، ولا أعتقد أن الذّكاء الاصطناعي يمكنه حالياً أن يوفر المشورة الاستثمارية الشخصية المناسبة لكل عميل. وبالنسبة لنا، فإن الثّقة هي الأهم وتتأتى من جودة المشورة الّتي نقدمها للعملاء. وخلاصةً القول، هو أننا نستخدم الذّكاء الاصطناعي اليوم لتوفير المعلومات لمدراء العلاقات وتسهيل مهمتهم في الحوار مع العملاء وتقييم حاجاتهم أكثر من توفير الحلول الآلية لهم.
هل هناك ضغوطات على التكلفة وهوامش الربح في مجال إدارة الثروات؟ وما هي العناصر الّتي تؤثر على التكلفة والرّبحية؟
بالنسبة لهذا القطاع من الأعمال، أعتقد أن تكلفة توفير المشورة عالية الجودة للعملاء سوف ترتفع. وفي الوقت نفسه، أصبحت لدينا القدرة على توفير الحلول المؤتمتة الّتي تساعد العملاء على الوصول إلى الأسواق والأدوات الاستثمارية بمزيد من السهولة والسرعة. إذ يمكن للمزيد من العملاء اليوم فتح الحسابات، والحصول على الحلول الّتي يريدونها مباشرة عبر منصات الإنترنت. ومن هنا، لا نرى أي زيادةً تذكر في التكاليف، كما إن التكاليف أصبحت تتوزع على عدد أكبر من المنتجات الّتي يستخدمها العملاء.
اقبال عالمي من اصحاب الكفاءات في ادارة الثروات على المنطقة
ماذا عن كلفة الكفاءات البشرية ومدى توافرها في السوق؟
تكلفة توظيف أصحاب المهارات والكفاءات هي دائماً مرتفعة وعلى ازدياد. وهناك تحسن مستمر في نوعية الكفاءات المتوافرة في المنطقة خصوصاً وأن هناك إقبالاً عالمياً كبيراً من هؤلاء على المنطقة، كما إننا نتلقى طلبات توظيف في قطاع إدارة الثروات من كل أنحاء العالم. فالجميع يريدون الانتقال الى المنطقة لأنهم يرون أنها توفر فرصاً استثنائية. ولقد أصبح بإمكاننا الآن الاختيار من ضمن مجموعة أوسع من المرشحين، كما إن هناك عدداً أكبر من الأشخاص المستعدين للانتقال للعمل في المنطقة عما كان عليه الوضع حتى قبل 5 سنوات.
من خلال تفاعلكم مع العملاء، ما الذي يشغل بالهم أكثر من أي شيء آخر اليوم في ظل التقلبات التجارية والتوترات الجيوسياسية والتضخم ومعدلات الفائدة والأسواق المالية؟ هل تلمسون أي تغيير في نظرة المستثمرين الى الاستثمار والمخاطر؟
أنا لست خبيراً في الشؤون الجيوسياسية لأعطي وجهة نظر محددة في هذا المجال. ولكن ما يمكنني قوله هو أن كل مستثمر في العالم يحب السلام والاستقرار. في أي وقت يسود فيه الاستقرار في العالم يصبح المستثمرون أكثر تفاؤلاً. وبإمكان المستثمرين التعامل مع التقلبات وحالات عدم الاستقرار المعتادة في الأسواق المالية وباستطاعتهم تجاوزها خلال دورات الاستثمار التي عادةً ما تمتد إلى سنوات.
هل تلاحظون أي تحول في إقبال المستثمرين على أنواع معينة من الأصول أو أي إعادة تشكيل للمحافظ نتيجةً الظروف الحالية؟
اعتقد أن النظرة الاستثمارية البعيدة المدى لا تزال كما هي. فالكثير من المستثمرين في المنطقة لا يزالون يولون الأهمية والأولوية لجني المداخيل من استثماراتهم، ولهذا نجد تركيزاً كبيراً على الاستثمار في الصناديق والسندات ذات العائد الثابت.
فائدة كبيرة من التعامل مع الشركات العائلية
نرى المزيد من المستثمرين يؤسسون شركات عائلية (Family Offices) أحادية أو متعددة، هل يغير هذا التطور من ديناميكية العلاقة مع عملائكم؟
الشركات العائلية موجودة منذ زمن. وكما هو معروف تاريخياً، فإن معظم الأشخاص من أصحاب الثّروات الكبيرة يفضلون تأسيس شركات عائلية ليتمكنوا من العمل مع بنوك ومدراء ثروات متعددين وفقاً لما تقتضيه مصالحهم وظروفهم. وأعتقد أنه يتوجب على كل بنك أن يتعلم التعامل مع هذه الظاهرة. وهناك فائدة كبيرة من وجود شركات عائلية تتمتع بخبرات متطورة تمكننا من العمل معاً للتوصل إلى القرارات الاستثمارية الصحيحة، تسهل المهنية الّتي تتمتع بها الشركات العائلية علينا التّعامل معها.
كيف تتوقعون كبنك أن يتطور مجال إدارة الثروات على مدى السّنوات المقبلة؟
نحن في البنك، متفائلون بمستقبل وآفاق هذا القطاع في منطقة الشّرق الأوسط. وأعتقد أن لدينا مزايا فريدة للاستفادة من فرص النمو في هذا المجال. هناك نحو 60 في المئة من الثّروات في المنطقة يتم استثمارها عبر مراكز الخدمات المصرفية الخارجية مع الإشارة إلى وجود نسبة عالية من المستثمرين هم من المقيمين ولاسيما في دولة الإمارات. كما يشكل المستثمرون المحليون نسبةً عالية من أصحاب الثّروات. وإذا نظرت إلى بنك HSBC، فإننا نوفر لهؤلاء المستثمرين إمكانات مميزة لتنفيذ عملياتهم والحصول على الخدمات في أي مكان من العالم، كما نوفر لعملائنا إمكانية فتح الحسابات المصرفية في المنطقة أو في لندن أو سنغافورة مثلاً بكل سهولة وسلاسة ومن خلال مدير العلاقة المصرفية نفسه، كما يوجد لدينا مراكز لتسجيل الأصول في كل من جزر القنال، ولوكسمبورغ، وسويسرا في أوروبا وفي الهند، والصين، وهونغ كونغ وسنغافورة في آسيا.
ليس هناك بنك آخر في المنطقة يمكنه أن يوفر هذه المجموعة الواسعة من الخيارات للعملاء لتسجيل واستثمار أصولهم المالية. فنحن نعتبر من أكثر البنوك الدّولية انتشاراً في المنطقة. وإذا جمعنا كل هذه المزايا مع تاريخنا الطويل في المنطقة وثقة العملاء بالبنك وحاجاتهم الاستثمارية المحلية والعالمية، نجد أنفسنا في موقع فريد يتيح لنا ميزة الاستفادة من الفرص التي توفرها المنطقة. وكجزء من خطتنا لتعزيز النمو، نقوم بالاستثمار في ركائز متعددة. فإننا نستثمر في الموارد البشرية ومدراء العلاقات الذين نخطط لمضاعفة أعدادهم على مدى الأعوام الخمسة المقبلة. كما نستثمر في تعزيز قدراتنا على تقديم المزيد من المنتجات المتطورة لعملائنا سواءً كان ذلك في مجال صرف العملات أو الخيارات أو الاستثمارات البديلة. ونستثمر أيضاً في تطوير البنى التحتية مثل مراكز إدارة الثّروات والأقسام الدّولية لمساعدة عملائنا على اتخاذ القرارات المناسبة لإدارة ثرواتهم. كذلك نستثمر في تعزيز قدراتنا التّسويقية لضمان تعزيز قوة حضورنا في السوق وادراك العملاء لما نقدمه، كما إننا نعمل من خلال العديد من المراكز المالية المتاحة لدى HSBC مثل المركز المالي الذي يربط بين دولة الإمارات والصين، ومركز هونغ كونغ، ومركز سويسرا، ومركز لندن، لضمان قيامنا بتوفير إمكانية الوصول لعملائنا إلى هذه المراكز المالية العالمية بطريقة سلسلة ولاسيما في مجال إدارة الثّروات.
مضاعفة حجم الاصول تحت الادارة خلال 5 سنوات
ما هي توقعاتكم بالنسبة للنمو؟ وكيف تقيمون هذا النمو؟ أهو في حجم الأصول تحت الإدارة (AUMs) أم الإيرادات؟
نقيس النمو في مجالين هما حجم الأصول تحت المدارة وكذلك في الإيرادات. فإيراداتنا من الأصول الّتي نقوم بإدارتها آخذة بالنمو، كما إننا نقوم بزيادة إيراداتنا بمعدلات أعلى من السوق والمتوقع أن تستمر في النمو مستقبلاً. ومن أهدافنا للسنوات الخمس المقبلة مضاعفة حجم الأصول المدارة وكذلك حصتنا السّوقية من خلال الاستثمار في الكفاءات البشرية ومدراء العلاقات وطاقتنا على تطوير وتقديم المنتجات وعلى التسويق. إضافة إلى اعتماد الأصول المدارة كمقياس للنمو نستخدم مقياس حساب العلاقة الإجمالية (Total Relationship Balance) كمعيار قياسي إضافي، الذي يأخذ في الاعتبار ودائع العملاء واستثماراتهم لدينا.
تبدو متفائل جداً على آفاق المنطقة؟
نعم، لأن المعطيات الجوهرية تبدو جيدة. فنحن نتواجد في المنطقة منذ 1946 ولدينا نظرة طويلة الأمد. ونعتقد أن آفاق المنطقة قوية على المدى الطويل، كما إننا نستثمر لضمان بقائنا في موقع جيد للاستفادة من الفرص الّتي يوفرها السوق، ولتقديم خدمات ذات قيمة عالية لعملائنا وإتاحة الفرصة لهم لتنويع استثماراتهم عبر الأسواق ومراكز الأصول العالمية.
المنافسة امر جيد... والمصارف المحلية لديها نقاط قوتها
أصبحت المصارف المحلية في منطقة الخليج ناشطة في مجال إدارة الثروات أكثر من أي وقت مضى، فهل أصبحتم تواجهون منافسةً أشد من تلك البنوك؟
المنافسة أمر جيد، فهي تساعد الجميع على التّحسن، كما إن النمو الحاصل في السوق يعطي مساحة كافية للجميع للعمل. وهناك اختلاف في طبيعة العملاء من حيث الحاجات والأهداف والنظرة إلى المخاطر. فإذا كان العملاء يتطلعون للاستثمار في استثمارات متوافقة مع متطلبات الشّريعة فلربما سيفضلون التعامل مع بنوك محلية، أما إذا كان العملاء يتطلعون للاستثمار في الأصول التّقليدية أو في الخارج، فلربما أنهم سيفضلون التّعامل مع بنوك دولية مثل HSBC. ومن هنا أعتقد أنه لكل بنك مكانته ونقاط قوته في السوق. وتنبع قوتنا من قدرتنا على خدمة شرائح متعددة منها أصحاب الثّروات العالية والفائقة، والأشخاص من ذوي الإمكانات المالية المرتفعة وشريحة العملاء من أصحاب الثروات الجديدة، كما إننا نوفر منصات عالمية عبر 7 مراكز مصرفية خارجية تعطي العميل الخيار في تسجيل وحجز أصوله في المكان الّذي يفضله.
كذلك، فإن لدى البنوك المحلية نقاط قوتها، ولا أعتقد أننا نتقاطع كثيراً بسبب اختلاف حاجات عملائنا وقدراتنا. وفي العديد من الأحيان نتقاطع في خدمة بعض العملاء في الوقت نفسه.
معظم المستثمرين لا يتعاملون مع بنك واحد فقط، وإنما يقومون بتوزيع استثماراتهم على بنوك عدة. وليس هناك من بنك يتطلع للحصول على حصة كاملة من استثمارات العملاء الّذين عادةً ما يتطلعون إلى تنويع علاقاتهم مع البنوك.
هناك لاعبون جدد في مجال إدارة الثروات مثل شركات الملكيات الخاصة (Private Equity)، صناديق التحوط والأسواق الخاصة (Private Markets) وغيرها من الاستثمارات البديلة، كما شهدنا تغييرات مهمة مثل انهيار كريدي سويس واستحواذه من قبل UBS، فما الذي تعنيه هذه التّغيرات بالنسبة لسوق إدارة الثّروات في المنطقة؟
أعتقد أن كانت لهذه التّطورات بالإجمال انعكاسات إيجابية لأنها ركزت الأنظار على الاستقرار والثّقة بشكل أكثر من أي وقت مضى. ولقد كنا من المؤسسات المستفيدة من بعض هذه التّطورات. ونحن نوفر العديد من المنتجات مثل الأسواق الخاصة لعملائنا حينما يطلبونها، كما نوفر لهم حلولاً تشمل معظم المنتجات والمراكز المالية مقارنةً بالمؤسسات المتخصصة في أنواع محددة من الأصول (Boutiques).
ماذا عن علاقتكم باللاعبين الكبار في قطاع الاستثمارات البديلة؟
نعمل مع هذه الشركات العاملة في إدارة الأصول في الأدوات والصناديق الّتي تتناسب مع حاجات عملائنا بعد أن ندقق فيها قبل ضمها إلى منصتنا.
نمو ايرادات ادارة الثروات سيكون اسرع من القطاعات الاخرى
كيف تنمو إيراداتكم من إدارة الثّروات مقارنة مع النّشاطات الأخرى؟
نتوقع زيادة إيراداتنا من نشاط إدارة الثّروات بوتيرة أكثر سرعة من نموها في نشاطات البنك الأخرى. وتزداد مساهمة هذه الإيرادات في دخل البنك الإجمالي سنة بعد الأخرى، ونتوقع الاستمرار في هذا الاتجاه.
نشهد بروز دور المنطقة كمركز لحجز الأصول الاستثمارية ولاسيما من خلال مركز دبي المالي العالمي وسوق أبو ظبي العالمي، فهل تتوقعون أن تصبح هذه المراكز من ضمن المراكز الكبرى في العالم في هذا المجال؟
من الواضح أن حكومة دولة الإمارات تسعى لأن تصبح من أحد المراكز العالمية لحجز الأصول الاستثمارية على غرار هونغ كونغ وسنغافورة والمملكة المتحدة، وقد يستغرق هذا الأمر بعض الوقت. مثلاً استغرقت سنغافورة أكثر من 10 سنوات لتصل إلى ما هي عليه الآن.
باعتبارها كمراكز مالية، تقوم كل من سنغافورة وهونغ كونغ بتوفير خدماتها إلى السوق الصينية بشكل أساسي، في حين تقوم سويسرا ولوكسمبورغ بتوفير خدماتها في أوروبا، فما هي المناطق الّتي تخدمها دولة الإمارات كمركز صاعد لحجز الأصول؟
لا يزال المشهد قيد التشكيل. بالطبع ستقوم دولة الإمارات بتوفير خدماتها إلى المستثمرين المحليين والمستثمرين من دول مجلس التعاون الخليجي، كما إن المستثمرين القادمين من أفريقيا والهند وآسيا يبدون اهتماماً متزايداً في المنطقة، ايضاً هناك اهتمام متزايد في سوق العقارات في دولة الإمارات وإقبال كبير على الاستثمار من قبل المؤسسات والأفراد، ويتركز الاهتمام حالياً على القطاع العقاري الذي يمكن أن يمتد إلى الأصول المالية في السنوات المقبلة.
هل تقومون بتغطية السّوق السعودية من هنا. وكيف تعملون مع البنك السعودي الأول وشركتكم في السعودية؟
نحن نعمل بشكل وثيق مع البنك الأول في السعودية ونتعاون معه في تقديم الحلول لعملائنا ونقوم من خلاله بتوزيع بعض الصناديق الاستثمارية الّتي نقوم بإدارتها. ولقد قمنا في العام الماضي بإدارة صندوق مؤشر سوق هونغ كونغ في البورصة السعودية بالتعاون مع البنك الأول.
ما هي طموحاتكم بالنسبة للسنوات المقبلة في المنطقة؟
طموحناً هو ان نكون مديراً دولياً رائداً في مجال إدارة الثّروات في المنطقة خلال السنوات الخمس المقبلة. ونحن ملتزمون في الاستثمار طويلاً في المنطقة لتحقيق هذا الهدف ولخدمة مختلف الشرائح في سوق إدارة الثّروات.
الأكثر قراءة