مهندس يقاضي "بوينغ": تجاهل مخاوف الجودة والسلامة في عمليات تصنيع طائرات "787"

  • 2024-04-10
  • 11:00

مهندس يقاضي "بوينغ": تجاهل مخاوف الجودة والسلامة في عمليات تصنيع طائرات "787"

قدّم المهندس في شركة "بوينغ" الأميركية سام سالهبور شكوى إلى إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية مدّعياً أن الشركة تجاهلت مخاوف الجودة والسلامة أثناء إنتاج طائراتها من طراز "787 دريملاينر".

ويحقق مسؤولو السلامة الفيدراليون في ادعاءات سالهبور التي يقول فيها إنه لاحظ في العام 2021 أن "بوينغ" تستخدم الاختصارات أثناء عملية تجميع طائرة "787" والتي وضعت ضغطاً مفرطاً على المفاصل المهمة وحطام الحفر بين المفاصل في أكثر من 1000 طائرة، إذ إن الأخطاء تقلل من عمر الطائرة وقد يكون من الصعب اكتشافها.

وقال محامو سالهبور إن موكلهم بصفته مهندس جودة مسؤولاً عن التحقيق في العيوب في عملية إنتاج شركة "بوينغ" وتحليلها وتطوير إجراءات لإصلاحها، مشيرين إلى أن لديه 4 عقود من الخبرة في هندسة الطيران.

وفي رسالة وجهها المحامون في كانون الثاني/يناير الماضي إلى إدارة الطيران الفيدرالية، ادعى سالهبور فيها أن شركة "بوينغ" عالجت في العام 2021، بشكل غير صحيح الفجوات الصغيرة حيث يتم تجميع الطائرة، وأن التقارير الداخلية للشركة تظهر أن الفجوات لم يتم إصلاحها على الإطلاق في بعض الأقسام، مشيراً إلى أن المشاكل قد تؤدي في النهاية إلى تحطم جسم الطائرة.

ولفت المحامون النظر إلى أن الشركة لم تثبت أن الطائرات ستصمد مع مرور الوقت على الرغم من الفجوات الكبيرة، مشيرين إلى أن سالهبور تم نقله قسراً من برنامج "787" إلى برنامج "777" بعد أن أثار مخاوفه، كاشفين عن تعرضه للتهديد بإنهاء خدمته بعد أن أبلغ المشرفين عليه عن مشكلات تتعلق بالطائرة "777".

وقال المحاميان ديبرا كاتز وليزا بانكس في بيان إن هذه المشاكل هي النتيجة المباشرة لقرار "بوينغ" في السنوات الأخيرة إعطاء الأولوية للأرباح على السلامة، ولهيئة تنظيمية في إدارة الطيران الفيدرالية التي أصبحت تحترم الصناعة أكثر من اللازم.

وأكد سالهبور في اتصال مع الصحافيين في أنه لا يفعل هذا لإفشال "بوينغ" بل لأنه يريد لها أن تنجح وأن يمنع وقوع حوادث.

 

"بوينغ" تنفي

 

وفي المقابل، أكدت "بوينغ" في بيان أن هذه المزاعم غير دقيقة، معبرة عن ثقتها من سلامة الطائرات التي تخضع لرقابة صارمة من إدارة الطيران الفيدرالية، ذاكرةً أن هذه القضايا قد أثيرت من قبل وتم التعامل معها بشكل مناسب.

وأضافت الشركة أن هذا التحليل أكد أن هذه المشكلات لا تمثل أي مخاوف تتعلق بالسلامة وأن الطائرة ستحافظ على عمر الخدمة على مدى عقود عدة، مؤكدةً مواصلة مراقبة هذه المشكلات بموجب البروتوكولات التنظيمية المعمول بها، داعيةً جميع الموظفين للتحدث عند بروز مشكلات.

وأشارت إلى إنه لا توجد مخاوف تتعلق بالسلامة لأي طائرات في الخدمة حالياً، وهي في صدد تحديد احتياجات الفحص والصيانة على المدى الطويل تحت إشراف إدارة الطيران الفيدرالية.

وذكرت أنها تحظر الانتقام وتشجع الموظفين على الإبلاغ عن قضايا الجودة والسلامة، مشيرةً إلى أنها استجابت لمخاوف الموظفين في العامين 2021 و2022 في شأن إنتاج "787" وأبطأت العمليات لضمان تصنيع الطائرات وفقاً للمواصفات، لافتة النظر إلى أن طائرة "787" يمكن أن تعمل بأمان لأكثر من 30 عاماً قبل أن تحتاج إلى المزيد من الصيانة بسبب عمرها.

 

إدارة الطيران الفدرالية

 

ورفضت إدارة الطيران الفيدرالية التعليق على الشكوى التي تلقتها في كانون الثاني/يناير الماضي حيث قال متحدث باسمها إن الإبلاغ الطوعي من دون خوف من الانتقام هو عنصر حاسم في سلامة الطيران، كاشفاً أن الإدارة تحقق بدقة في جميع التقارير.

وتأتي هذه المزاعم في الوقت الذي تواجه فيه "بوينغ" تدقيقاً أوسع نطاقاً في شأن مراقبة الجودة وعمليات التصنيع في أعقاب حادثة طائرة 737 ماكس 9 التابعة لشركة "ألاسكا إيرلاينز" الأميركية في كانون الثاني/يناير الماضي والتي تم تصنيعها في مصنع "بوينغ في رينتون بولاية واشنطن".

كما عانت الشركة لسنوات من جودة طائرة "787 دريملاينر" المصنوعة في ولاية كارولينا الجنوبية، والتي تحظى بشعبية كبيرة بين شركات الطيران وغالباً ما تستخدم في الرحلات الدولية الطويلة.

وتوقفت عمليات تسليم الطائرة إلى حد كبير لمدة عامين تقريباً بدءاً من العام 2020 وسط مشكلات إنتاجية وتنظيمية مختلفة، واستؤنفت عمليات التسليم في آب/أغسطس 2022 وتوقفت مرة أخرى في شباط/فبراير التالي لبضعة أسابيع بسبب مشكلات الوثائق التنظيمية.

تتميز طائرة "دريملاينر"، التي ظهرت لأول مرة في العام 2011، بإطار مركب من الكربون مما يقلل من تكاليف الوقود إلى حدّ كبير، ويجعلها أكثر اقتصادية، كما إن ما يميزها هو عملية الإنتاج التي قامت فيها "بوينغ" عبر نقل الكثير من العمل إلى شبكة عالمية من الموردين، مما جعلها أول طائرات الشركة التي يتم تصميمها من قبل شركات أخرى.