"آيرينا": إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة يبلغ 3870 جيغاواط في 2023

  • 2024-03-28
  • 10:00

"آيرينا": إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة يبلغ 3870 جيغاواط في 2023

كشفت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" عن تحقيق مستوى قياسي جديد لتبني المصادر المتجددة في قطاع الطاقة، حيث وصل إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة في العام 2023 إلى 3870 جيغاواط على مستوى العالم لتشكل بذلك 86 في المئة من إجمالي القدرة الإنتاجية الجديدة.

وأضافت الوكالة في تقرير "إحصاءات القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة 2024" الصادر عنها أنه من أصل 473 جيغاواط حجم القدرة الإنتاجية العالمية الجديدة للطاقة المتجددة في العام 2023، استأثرت آسيا مجدداً بالحصة الأكبر من هذا التوسع بنسبة 69 في المئة (326 جيغاواط)، وجاء ذلك مدفوعاً بالصين التي زادت قدرتها الإنتاجية بنسبة 63 في المئة لتصل إلى 297.6 جيغاواط، مشيرةً إلى أن ذلك يعكس فجوةً كبيرة مع باقي المناطق الأخرى، حيث تخلفت غالبية البلدان النامية عن الركب على الرغم من احتياجاتها الاقتصادية والتنموية الهائلة، وشهدت أفريقيا بعض النمو، إلّا أن النمو كان متواضعاً بنسبة 4.6 في المئة لتصل قدرتها الإنتاجية الإجمالية إلى 62 جيغاواط.

ولفتت الوكالة النظر إلى أن القدرة التنافسية المتنامية للطاقة الشمسية وطاقة الرياح مقابل توليد الطاقة من الفحم والغاز أصبحت المحرك الرئيسي في الصين لنمو قدرات الطاقة المتجددة،  اما في الاتحاد الأوروبي، فيعود السبب وراء النمو السريع لهذه القدرات إلى تحسين السياسات ذات الصلة والمخاوف المتزايدة في شأن أمن الطاقة بغض النظر عن زيادة القدرة التنافسية من حيث التكلفة لمصادر الطاقة المتجددة مقابل الوقود الأحفوري.

وذكرت أن مناطق أخرى من العالم شهدت توسعاً كبيراً في قدرات توليد الطاقة المتجددة، حيث ازدادت في منطقة الشرق الأوسط بنسبة 16.6 في المئة، وفي أوقيانوسيا بنسبة 9.4 في المئة، فيما حققت مجموعة الدول الصناعية السبع معاً زيادة بنسبة 7.6 في المئة مضيفةً 69.4 جيغاواط العام الماضي.

وبيّنت أن دول مجموعة العشرين زادت قدرتها الإنتاجية من الطاقة المتجددة بنسبة 15 في المئة لتصل إلى 3084 جيغاواط بحلول العام 2023، مشددة على ضرورة أن يقوم أعضاء مجموعة العشرين بإنتاج 9.4 تيراواط بحلول العام 2030 لتحقيق هدف مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات.

ومع تصدر الطاقة الشمسية مشهد التوسع في قدرات توليد الطاقة المتجددة، أكدت الوكالة أن تفاوت النمو لم يقتصر على المناطق الجغرافية فحسب، بل التقنيات أيضاً، حيث استحوذت الطاقة الشمسية على 73 في المئة من نمو الطاقة المتجددة العام الماضي لتصل قدرتها الإنتاجية إلى 1419 جيغاواط، وحلت بعدها طاقة الرياح في المرتبة الثانية بنسبة 24 في المئة.

ولوقف ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية، أوصت "آيرينا" بضرورة تحقيق زيادة كبيرة في التمويل والتعاون الدولي لتسريع مسار تحول نظام الطاقة، مع التركيز بصورة رئيسية على دعم البلدان النامية؛ ويتطلب ذلك الاستثمار في شبكات الطاقة وتحسين مرونتها وزيادة قدرات توليدها وتخزينها.

ولفتت الوكالة الانتباه إلى أن قدرة إنتاج الطاقة الشمسية الكهروضوئية زادت بمقدار 345.5 جيغاواط العام الماضي، ووصلت القدرة الإنتاجية للطاقة الكهرومائية إلى 1270 جيغاواط، فيما حققت طاقة الرياح نمواً مطرداً بنسبة 13 في المئة لتحل في المرتبة الثانية بعد الطاقة الشمسية، وبحلول نهاية العام 2023، بلغ إجمالي القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح 1017 جيجاواط.

وأظهرت أن الصين والولايات المتحدة حلتا في صدارة هذا التوسع، واستمر توسع الطاقة الحيوية في التباطؤ مع تحقيق زيادة بنسبة 3 في المئة، وإضافة 4.4 جيغاواط مقارنةً بـ6.4 جيغاواط في العام 2022، كما شهدت القدرة الإنتاجية للطاقة الحرارية الأرضية نمواً متواضعاً للغاية بلغ 193 ميغاواط.

وختمت "آيرينا" بالإشارة إلى أن القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة غير المتصلة بالشبكة – خارج مناطق أوروبا وأميركا الشمالية وأوراسيا – شهدت زيادة بنسبة 4.6 في المئة لتصل إلى 12.7 جيغاواط فيما تهيمن عليها الطاقة الشمسية التي وصلت قدراتها الإنتاجية غير المتصلة بالشبكة إلى 5 جيغاواط بحلول العام 2023.

 

الوسيلة المثلى لتسريع مسار تحول نظام الطاقة

 

وفي هذا السياق، قال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة فرانشيسكو لا كاميرا إن هذه الزيادة الاستثنائية في القدرة الإنتاجية للطاقة المتجددة تظهر أنها تشكّل الوسيلة المثلى لتسريع مسار تحول نظام الطاقة تماشياً مع أهداف اتفاق باريس، وتشير هذه المعطيات في الوقت نفسه إلى أن التقدم لا يسير بالسرعة الكافية لإضافة الـ 7.2 تيراواط المطلوبة من الطاقة المتجددة خلال السنوات السبع المقبلة وفقاً لسيناريو وقف ارتفاع درجة الحرارة عند 1.5 درجة مئوية الذي يطرحه تقرير "نظرة مستقبلية لتحولات الطاقة حول العالم" من "آيرينا".

وأضاف لا كاميرا أن بات التدخل لإرساء السياسات المطلوبة وتصحيح المسار العالمي أمراً ملحاً لتخطي العقبات الهيكلية وخلق قيمة محلية في الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، والتي لا يزال الكثير منها متخلفاً عن ركب هذا التقدم، ويساهم تفاوت نمو قدرات الطاقة المتجددة على الصعيدين الجغرافي والتكنولوجي في تعميق فجوة إزالة الكربون، وتحول دون تحقيق هدف مضاعفة الطاقة المتجددة ثلاث مرات بحلول العام 2030.