هل ربح اللابتوب المواجهة مع الهاتف الذكي؟

  • 2020-02-23
  • 07:35

هل ربح اللابتوب المواجهة مع الهاتف الذكي؟

الشركات تراهن على تطوير اللابتوب لمواجهة مزايا الهواتف الذكية

  • إياد ديراني

وقع الكومبيوتر المحمول أو اللابتوب خلال الفترة الماضية في مأزق وجودي نتيجة الانتشار الكبير للهواتف الذكية، خصوصا تلك التي تتمتع بـ "قدرات حوسبة" Computing power تفوق أحيانا قدرات اللابتوب. فقد منح الهاتف مستخدميه هامشا واسعا من الحرية أثناء التنقّل وباتت سهولة الحركة Mobility ووزنه الخفيف كما ميزة الاتصالات اللاسلكية تشكل "عقدة نقص" لدى صانعي اللابتوب.

لكن بحسب المدير الإقليمي لشركة HP فضل سعد، فإن هذه التحديات باتت أقل تأثيرا، خصوصا بعد أن دفعت الشركة إلى إعادة النظر بسلسلة منتجاتها لا المتعلقة باللابتوب وتزويده بقدرتي الاتصال بشبكات النقال و"شاشة اللمس" Touch Screen فحسب بل أيضا بالطابعات، وجعلتها تردّ على تهديد الهاتف الذكي بتقديم منتجات "الواقع الافتراضي" Virtual Reality التي شكلت "هجوما" مضادا على دور الهاتف الذكي نفسه. ويضيف أن التبدلات التي طرأت على حياة الناس وعلى الأعمال، وخصوصا الجانب المتعلق بالهاتف النقال انعكست على منتجات "اتش بي". اللابتوب مثلا بالنسبة للشركة لم يعد مجرد جهاز كومبيوتر مخصّص للاستخدام في المكتب أو المنزل، بل بات جهازا يرافق الانسان أينما ذهب.

مواكبة التغيير

ويضيف أنه تم إجراء تعديلات على مقاربة إنتاج هذا النوع من الأجهزة. إذ لم تعد الشركة تفرّق بين متطلبات قطاعي الشركات والأفراد في تصميمها لأجهزة اللابتوب. ففي السابق كانت الشركات تبحث عن أجهزة قوية تتمتع بعمر افتراضي طويل. أما المستخدمين الأفراد فكانوا يبحثون عن الشكل الجميل وجاذبية وحداثة المُنتج لأنهم كانوا يعتبرونه مُنتجا يدلّ عليهم وعلى شخصيتهم. ويضيف: "لكن مع التغيّرات التي أحدثها الهاتف النقال، خصوصا منحه المستخدم حرية العمل أثناء التنقل من خلال قدرات حوسبة وتخزين عالية، كان علينا أن نُنتج جهازا منافسا قادرا على تلبية احتياجات الشركات والأفراد على حد سواء. لهذا صنعنا أجهزة تتمتع بتصميم مميّز يتماشى و"الموضة"، ويمكن فصل شاشاتها عن لوحة المفاتيح لكي يتمكن المستخدم من التعامل مع جهازه وكأنه كومبيوتر لوحي أثناء التنقّل. كذلك زوّدنا أجهزتنا ببطاريات توفر الطاقة لساعات أطول".  

لكن كل هذا لم يكن كافيا، لأن التطورات تتلاحق في عالم الأجهزة الرقمية، لهذا يقول سعد أن "اتش بي" اندفعت لتقديم أجهزة لابتوب تتمتع بقدرات تنافسية بمواجهة الهاتف النقال، خصوصا من خلال الشاشات الكبيرة والحديثة التي توفر الراحة للمستخدم أثناء العمل. وتدريجيا، يقول سعد "اختفت الفوارق بين أجهزة اللابتوب الموجّهة للشركات أو تلك الموجّهة للأفراد، ودمجنا ميزة جاذبية المنتج مع استدامته". ويشرح قائلا: "خذ مثلا قابلية تحريك الشاشة دائريا وفصلها عن الجهاز، هذه ميزة قدمناها للمستخدم كي نمنحه المزيد من الحرية أثناء العمل وخلال الاجتماعات، وخصوصا خلال انتقاله من مكان إلى آخر. تخيّل كم تكون مريحة هذه الميزة عندما يود المستخدم مشاهد فيلم، ولا يريد أن يحمل اللابتوب كله للقيام بذلك. كل ما بات عليه هو فصل شاشة اللابتوب واستخدامها بسهولة وكأنه كومبيوتر لوحي. ولم تتوقف جهودنا عند "تحرير" شاشة اللابتوب، بل مضينا في تحرير المستخدم أيضا من كابل الشحن الكهربائي لأن أداء البطاريات بات مختلفا. هذه أيضا من الجوانب الأساسية التي أتاحت لنا المحافظة على ولاء مستخدمي أجهزتنا. كذلك عمدنا إلى تنفيذ سياسية مماثلة نسبيا في مجال الطابعات".  

الأجيال الجديدة

ويضيف سعد: "ثمة ظاهرة عند الأجيال الجديدة تتمثل في إزدياد تواصلهم في العالم الرقمي على حساب التواصل المباشر في الحياة الاجتماعية. وأنا أصفها عادة باختفاء الحدود بين العالمين المادي والرقمي عند الأجيال الجديدة. البعض يدعوها ثقافة التواصل عند الجيل الجديد، وآخرين يصفونها بالتحول الرقمي الاجتماعي. في "اتش بي" وصّفنا الوضع على أنه اندماج بين العالمين الواقعي والرقمي أو Blended Reality. عل كل، التوصيف غير مهم، المهم هو أن الواقع يتغيّر. واستنادا إلى هذه التغيرات، قمنا بإجراء أبحاث وإطلاق منتجات في عالم "الواقع الافتراضي" Virtual reality التي تتيح مزج الحياة الحقيقية بالحياة الرقمية. وهذا يواكب المتغيرات التي تحصل في كل أنحاء العالم. اليوم ثمة مؤسسات قادرة على الاستفادة وتوفير التكاليف من خلال الواقع الافتراضي، مثلا من خلال إجراء التدريب عن بُعد، كما بات القطاع الصحي يعتمد على هذه التقنية لتوفير التكاليف وتعزيز العناية الصحية خصوصا في المناطق النائية. وهذا ينطبق على عدد كبير من القطاعات كالبنوك والجامعات والمصانع وغيرها".