"إنها الحياة... ولكن" عنوان يختصر عقوداً من العمل في الاستشارات التأمينية

  • 2021-07-12
  • 11:37

"إنها الحياة... ولكن" عنوان يختصر عقوداً من العمل في الاستشارات التأمينية

  • "أوّلاً- الاقتصاد والأعمال"

صدر أخيراً عن دار ريادة للنشر والتوزيع في المملكة العربية السعودية كتاب "إنها الحياة... ولكن" للاستشاري في التأمين على الحياة كمال خيرالله. 

يتحدث خيرالله في الكتاب عن تجربته في عمل التأمين على الحياة لعقود من الزمن، بأسلوب يجمع بين الحس الإنساني والجانب العملي، ليقدّم إلى العاملين في القطاع أو الراغبين بالانخراط فيه، كتاباً "إرشادياً" يعزّز تجربتهم وبلوغ النجاح في مجال يعتمد بشكل أساسي على التفاعل الإنساني والعلاقة الشخصية التي تتوطّد مع الأيام بين العميل ومستشاره التأميني.

يتألف كتاب "إنها الحياة... ولكن" من 206 صفحات من القطع الوسط موزعة على 20 فصلاً، بالإضافة إلى فصل خصصه الكاتب لشكر كل من ساهم في إبصار الكتاب النور.  

كل فصل من فصول الكتاب واقعة عاشها الكاتب خلال مسيرته العملية في نشاط التأمين على الحياة وحوّلها إلى عبرة تعلّم هو منها بداية، ويقدمها اليوم نصيحة مفيدة إلى المعنيين بهذا المجال، وحتى للزبائن المتردّدين في شراء برنامج تأمين على الحياة أو تقاعد.

ينطلق الكاتب في كتابه من إقراره بصعوبة العمل في مجال تأمين الحياة، معتبراً أن "عرض أي برنامج تأميني لشخص أو شركة للحصول في النهاية على دفعة أو قسط ، تضعهم في خانة الاستنفار والدفاع عن الذات، تلقائياً"، ليلفت الانتباه إلى دور المستشار بتذليل العقبات والحواجز.

ويشدّد المؤلف على أهمية تمتع المستشار في أي حقل كان سواء المالي أو الطبي وغيرهما بعض الصفات التي يجب أن يتمتع بها لصنع نجاحه. ومن أبرز هذه الصفات أن يكون مستمعاً جيداً، إذ من شأن ذلك أن يعزز الثقة بين المستشار والزبون والمثابرة، والشغف لتحقيق الأهداف المحددة والثقة بالنفس لأنها "تنعكس على الذي يتعامل معه" وتجعله "يرتاح إلي"، كما يقول خيرالله.  

في المقابل، وعلى الرغم من هذه النصائح التي كوّنها بفعل الخبرة، بحسب ما يقول، لا ينكر وقوعه بأخطاء كثيرة، لكنه تعلّم منها، ويعدّد أهمها في هذا الكتاب، واضعاً إياها بمتناول الراغبين بتفادي الوقوع بها، وهي: عدم وضع رزنامة عمل للسنة التالية والمماطلة أو تأجيل الاتصال بزبائن جدد أو زيارتهم، وإطالة فترات الإجازة وعدم حضور المؤتمرات بحجة معرفة كل شيء، علماً أن "البرامج تتطور لتواكب المستجدات وبالتالي التدريب لا ينتهي أبداً".

ويكشف خيرالله في كتابه الذي يمثل عصارة مسيرة مهنية طويلة، كيف بدأ متدرّباً وأصبح خبيراً في مجال عمله، وهو المسار الصحيح الذي عليه أن يسلكه من يريد أن يبرع في أي مهنة أو حقل.

ويعزّز المؤلف كتابه بوقائع صادفته خلال حياته اليومية ومسيرته المهنية وكيف تعلّم منها وعزّزت خبرته في مجال الاستشارات التأمينية. ولعل أبرز ما يرويه في هذا السياق، وفاة والده الذي لم يصغِ إلى رضا، المستشار التأميني ويشتري بوليصة تأمين على حياته لحماية عائلته في حال وافته المنية مقابل 20 ليرة في السنة تحصل عائلته بموجبها على 50 ألف ليرة في حال وفاته. وبعد فترة وجيزة توفى الوالد الشاب، ابن الثمانية والثلاثين عاماً إثر جلطة دماغية، مخلفاً وراءه أربعة أبناء، الكاتب أصغرهم سناً يبلغ من العمر خمسة أعوام آنذاك، بلا معيل، مما اضطر الأم إلى العمل بكد، ثم انضم إليها الأخ الأكبر لاحقاً.

ويعرض لمواقف وتجارب أخرى، لا يخلو بعضها من الطُرف، ليس فقط حول زبائن ترددوا أو كان من الصعب جداً إقناعهم، إنما أيضاً عن أشخاص أرادوا العمل في مجال الاستشارات التأمينية، بعضهم فشل بسبب عدم المثابرة أو إبلاء عملهم الاهتمام الكافي وبعضهم لكونهم لا يتمتعون بالصفات المناسبة لهذا المجال في الأساس.

"إنها الحياة... ولكن" تجربة شخصية يضعها المؤلف بمتناول الراغبين بتعميق خبرتهم العملانية فيي مجال الاستشارات التأمينية.