رئيس تصنيف المؤسسات المالية في S&P: دول المنطقة تستعيد الانتعاش والقروض المتعثرة إلى ارتفاع

  • 2021-06-08
  • 13:42

رئيس تصنيف المؤسسات المالية في S&P: دول المنطقة تستعيد الانتعاش والقروض المتعثرة إلى ارتفاع

محمد دمق إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" نتوقع ارتفاع حجم إصدارات الصكوك إلى نحو 155 مليار دولار

  • عاصم البعيني

توقّع محلل الائتمان الأول ورئيس تصنيف المؤسسات المالية في منطقة الشرق الاوسط لدى وكالة ستاندرد آند بورز للتصنيفات الائتمانية محمد دمق في حوار مع "أولاً-الاقتصاد والأعمال" أن تحقق دول الخليج والدول العربية المصنّفة نمواً بنحو 2.4 في المئة، مشيراً إلى أن هذا النمو يبقى دون مستويات السابقة. ولكنه لفت النظر في الوقت نفسه إلى وجود توقعات بارتفاع نسبة القروض المتعثرة إلى نحو 6.7 في المئة، بما يعكس استمرار تداعيات الجائحة.  

من جهة أخرى، أشار دمق إلى أنه من المتوقع أن يرتفع إجمالي حجم إصدارات الصكوك في العام 2021 ليصل إلى ما بين 140-155 مليار دولار، مشيراً في الوقت نفسه إلى أن إصدار الأدوات الخضراء لا يترافق مع توفير البيئة المناسبة لمثل تلك الإصدارات. ونوه دمق إلى أهمية الجهود المبذولة في كل من السعودية والإمارات في مجال خفض انبعاثات الكربون.

 
 

ما هي توقعاتكم للنمو الاقتصادي في الدول الخليجية والمنطقة العربية للفترة المتبقية من العام 2021 وبداية العام 2022 في ظل انحسار جائحة "كوفيد-19"؟

نتوقع تعافياً اقتصادياً للدول الخليجية والدول العربية الأخرى المصنّفة (المغرب وتونس ومصر والأردن) حيث من المقدر أن يصل نمو الناتج المحلي الإجمالي إلى نحو 2.4 في المئة خلال العام الحالي مقارنة بانكماش بنحو 4 في المئة في العام 2020. ولكن هذا الانتعاش يظل دون المستويات في السنوات السابقة ومبني على فرضية أن الوباء قد تمت السيطرة عليه مع عدم حدوث موجات جديدة من العدوى وعمليات إغلاق لاحقة. نلاحظ أن بعض هذه البلدان متأخرة عن الاقتصادات الأكثر تقدماً من حيث نسبة تطعيم بين السكان.

بالنظر إلى التوجه لإعادة فتح الاقتصادات، ما هي توقعاتكم لأداء القطاع المصرفي في الدول الخليجية والمنطقة ككل، وما هي توقعاتكم لمؤشرات القروض المعدومة؟

نتوقع استمرار تراجع مؤشرات جودة الأصول وبأن تظل تكلفة المخاطر مرتفعة في منطقة الخليج والدول العربية المصنّفة. ونعتقد أن متوسط نسبة القروض المتعثرة سيصل على الأرجح إلى نحو 6.7 في المئة، وبأن تستمر تكلفة المخاطر في الارتفاع لتصل إلى نحو 170 نقطة أساس خلال العام الحالي مقارنة بنحو 5.5 في المئة و150 نقطة أساس خلال العام الماضي، وتأتي هذه التوقعات مدعومة بالرفع المتوقع للتسهيلات التنظيمية والآثار السلبية للجائحة وتداعياتها على القطاعات الاقتصادية المهمة كالعقارات والسياحة وغيرها، مع الإشارة إلى أن مؤشرات جودة الأصول لبنوك شمال أفريقيا والأردن أضعف من الدول الخليجية.

أي اندماجات جديدة محكومة بدوافع اقتصادية وليس بتوجهات المساهمين


موجة ثانية من الاندماجات ولكن

ماذا عن توقعاتكم لعمليات الاندماج والاستحواذ بين البنوك الخليجية بعد الزيادة في عدد العمليات قبل انتشار الجائحة؟

سيعتمد الاندماج إلى حد كبير على نتائج الظروف الحالية. بشكل عام، تشجع البيئة الصعبة على الاندماج. ونعتقد أن البيئة الحالية يمكن، بمجرد أن نشهد مؤشرات على التعافي، أن تؤدي إلى موجة ثانية من عمليات الاندماج بين البنوك، والتي ستكون بالمقام الأول ناتجة عن دوافع اقتصادية (وليس بسبب تنظيم المساهمين لأصولهم كما حدث في الموجة الأولى). يبقى أن نرى ماذا سيحدث، ولكن هناك بعض الأسواق التي يكون فيها الاندماج منطقياً مثل دولة الإمارات العربية المتحدة أو عُمان، على سبيل المثال.

ما هي توقعاتكم لقطاع التأمين بالنظر إلى تداعيات الجائحة وأثر ذلك على أنشطة الشركات في الدول الخليجية؟

استفادت شركات التأمين في المنطقة من عدم الانكشاف على المطالبات المتعلقة بجائحة كوفيد-19 أو الانكشاف المتواضع عليها، حيث تغطي معظم الحكومات الخليجية المطالبات الطبية المتعلقة بالجائحة. وسجلت شركات التأمين في المنطقة نتائج اكتتاب قوية في العام 2020، بسبب تراجع عدد المطالبات الطبية خلال ذلك العام، نتيجةً لتقييد الحركة وعدم تغطية معظم وثائق التأمين للمطالبات المتعلقة بالجائحة. ومع ذلك، أدى استئناف العلاجات الطبية غير الملحة إلى ارتفاع المطالبات إلى مستويات طبيعية أكثر. شهدنا توجهات لدى بعض أصحاب العمل لاختيار تغطيات أساسية وأرخص لموظفين لديهم بهدف التوفير في التكاليف. وسيؤدي هذا، إلى جانب زيادة المطالبات، إلى نتائج اكتتاب أضعف خلال العام الحالي مقارنة بالعام 2020.

وبالنظر إلى المستقبل، نعتقد أنه لا تزال هناك فرص نمو قوية لشركات التأمين، حيث تواصل الحكومات الخصخصة وتوسيع التغطيات الطبية الإلزامية لتشمل شريحة أوسع من السكان في الدول الخليجية، كما إن زيادة الوعي بمنتجات التأمين والحاجة إلى الحماية بين السكان يمكن أن تؤديا إلى زيادة أخرى في الطلب على التأمين الطبي على المدى المتوسط. 

 

نتوقع ارتفاع إصدارات الصكوك إلى 155 مليار دولار في 2021


إصدارات الأدوات المالية

ما هي توقعاتكم لخطط وأدوات التمويل للسندات السيادية والصكوك في الدول الخليجية والقطاع الخاص، وقيمتها المحتملة مقارنة بالسنوات السابقة؟

نتوقع أن يزداد حجم إصدارات الصكوك في العام 2021 ليصل إلى ما بين 140-155 مليار دولار مقارنة بــ 139.8 مليار دولار في العام الماضي. وقد انخفض إجمالي حجم الإصدارات في العام 2020 في دول الخليج إلى نحو 57.7 مليار دولار مقارنة بنحو 59.7 مليار دولار في العام 2019 بسبب تراجع حجم الإصدارات في قطر والمملكة العربية السعودية. 

وعلى الرغم من الانخفاض الحاد في أسعار النفط والزيادة الكبيرة في الاحتياجات التمويلية، سارعت الحكومات الخليجية إلى أسواق السندات التقليدية بدلاً من سوق الصكوك. كان من الممكن أن يكون أداء العام 2020 أسوأ، لكن الإصدارات من المؤسسات المالية على شكل أدوات إضافية من الشريحة الأولى والشريحة الثانية ساهمت في الحفاظ على الأداء. أما بالنسبة الى العام الحالي، نتوقع زيادة في حجم الإصدارات بفعل العودة السيادية إلى سوق الصكوك وإصدار الشركات لتمويل جزء من النفقات الرأسمالية المؤجلة في العام 2020. ويفترض هذا أيضاً أن التحديات التي أثارها اعتماد المعيار 59 لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية (أيوفي) قد تم حلها وأن الحجم الإجمالي للإصدار لم يتأثر. 

 

هناك بطء في تنفيذ الخطط الخاصة بالتمويل الأخضر


واقع التمويل الأخضر

ما هي توقعاتكم للطلب على أدوات التمويل الخضراء، وما هي الفوائد والسمات الرئيسية لهذا التمويل؟

تشير التقارير إلى أن الفرص المتعلقة بالتمويل الأخضر كبيرة في المنطقة بالنظر إلى خطط الدول لتحول الطاقة والتحول الاقتصادي، ولكن هناك بطء في تنفيذ هذه الخطط وتعقيدات في إجراءات إصدار الأدوات الخضراء (مثل الصكوك الخضراء)، وبالتالي لا نرى مساهمة كبيرة لهذه الأدوات في خطط التمويل للمُصْدرين في المنطقة. يسمح التمويل الأخضر للمُصْدر من هذه المنطقة جذب المستثمرين المهتمين بالأهداف البيئية والاجتماعية والحوكمة. ووفقاً لبعض مُصدري الأدوات الخضراء، لم يستفد التسعير من التحول الأخضر.   
 

لدى السعودية والإمارات أهداف مهمة في مجال إدارة وخفض انبعاثات الكربون 

 

وماذا عن توقعاتكم بشأن جاهزية المنطقة والشركات لتطبيق معايير خفض انبعاثات الكربون، وماذا عن تأثير ذلك على أداء هذه الشركات؟

لدى البلدان الرئيسية في المنطقة كدولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية أهداف مهمة لإدارة وتقليل انبعاثات الكربون والاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة، ولاسيما في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وهي جزء مهم من الجهود في هذا المجال، ونتوقع بأن تتسارع وتيرة هذه الاستثمارات بشكل أكبر.  تشهد المنطقة تزايداً في عدد الشركات التي تتبنى أهداف استدامة محددة مثل تقليل مستويات الانبعاثات في مصانعها الإنتاجية، أو زيادة مستويات كفاءة الطاقة، أو تقليل كمية النفايات.