"سبينيس": مستمرون بفضل ثقة المستهلك ولا بدّ من تطوير الصناعة اللبنانية

  • 2021-01-16
  • 14:00

"سبينيس": مستمرون بفضل ثقة المستهلك ولا بدّ من تطوير الصناعة اللبنانية

  • زينة أبو زكي

شهد قطاع البيع بالتجزئة وتحديداً السوبرماركت شأنه شأن القطاعات الاقتصادية الأخرى عاماً صعباً بسبب تداعيات تفشي فيروس كورونا. في لبنان كان الوضع أسوأ نظراً الى المشاكل الاقتصادية التي يعاني منها البلد نتيجة تدهور قيمة العملة الوطنية وتأثير ذلك على القدرة الشرائية للمواطن اللبناني.

متاجر "سبينيس" كانت إحدى الشركات التي واجهت تحديات جمة خلال هذا العام، وفي حوار مع "أولاً- الاقتصاد والأعمال"، يعرض رئيس مجلس إدارة سلسلة متاجر "سبينيس" في لبنان حسان عزّ الدين لتجربة "سبينيس" في لبنان وقدرتها على الصمود والاستمرار في ظل الأوضاع الراهنة.

 

شكل العام 2020 منعطفاً خطيراً على العالم، كيف تمكّنت "سبينيس" من مواجهة التحديات مع انتشار جائحة كورونا وتداعياتها على القطاعات الاقتصادية كافة؟

 

كان العام 2020 صعباً على لبنان والعالم، بسبب إنتشار فيروس كورونا  بتداعياته الكارثية على الإقتصاد، ولكن وضع لبنان كان مختلفاً بسبب المشاكل الأخرى التي يعاني منها ولاسيما الإقتصادية التي تفاقمت مع الارتفاع المتواصل لسعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية وغياب الحلول العملية لكبح هذا التصاعد الدائم إضافة إلى تراجع القدرة الشرائية للمواطن اللبناني والإرتفاع اليومي للأسعار.
وعلى غرار المتاجر الأخرى وقطاع السوبرماركت ككل، واجهت "سبينيس" كل هذه التحديات إضافة إلى التحدي الأبرز المتمثل بتأمين السيولة لشراء السّلع من الأسواق والدّفع للتجار والتعاميم الصادرة ذات الصلة، لكننا استطعنا الصّمود والإستمرار وما زلنا بفضل ثقةِ المستهلكين اللبنانيين بالدّرجة الأولى وعزمنا على تأمين إحتياجاتهم كافة بالدرجة الثانية لنتخطى معاً هذه المرحلة الصعبة بأقل ضرر ممكن.
  

 تعتبر السوق اللبنانية من الأسواق الصعبة والشديدة المنافسة نسبياً، وذلك نظراً الى صغرها ومصاعبها الاقتصادية، ما المعايير التي اعتمدتها "سبينيس" للتواجد والمحافظة على بقائها في السوق ولاسيما خلال تحديات الأشهر الاثني عشر الأخيرة؟ 

 

من أجل ضمان استمراريتنا والحفاظ على تواجدنا في السوق اللبنانية في ظل الأزمات، كان لا بدّ من اتباع استراتيجيات بديلة للتكيّف مع الوضع الراهن والحفاظ على الأمن الغذائي اللبناني، وبهدف تقليص الأسعار وتلبية احتياجات المستهلك اللبناني، توجّهنا نحو أسواق جديدة مثل أوروبا الشرقية مع حرصنا على الحفاظ على الجودة لتتطابق مع السلع المستوردة من الأسواق الفرنسية والأميركية وغيرها التي اعتاد عليها المستهلك اللبناني.

ونعتمد اليوم على سير واتجاه المبيعات لدينا، إذا قلّت الرغبة تجاه منتج ما، نعمل على إيجاد بديل له بسعر أقل مع ضمان الجودة ونتابع مدى تكيّف الزبون معه. ولكن لا بدّ من اتباع استراتيجية طويلة الأمد، تتمثل بتطوير الصناعة الوطنية التي يمكن أن تكون البديل عن بعض الفئات فيتحول الإقتصاد من ريعي إلى إنتاجي. ستمكّن تلك الأخيرة لبنان من الإستفادة من الإستهلاك الذاتي وتأمين الأمن الغذائي المحلي للإنتقال بعدها إلى مرحلة التصدير ودعم الإقتصاد الوطني.

 

 بين الفرص والتحديات، ما الأسباب التي أدت إلى التوسع السريع في السوق اللبنانية؟ وكيف تصفون المستهلك اللبناني؟

 

لطالما آمنا وما زلنا، بدور لبنان الفاعل وقدرته على استقطاب الاستثمارات والنهوض سريعاً من أزمته الإقتصادية الحالية، ما يمنحنا قناعة وعزم على مواجهة هذه التحديات ووضع خطط استراتيجية للتوسع في المستقبل لتطال خدماتنا المناطق اللبنانية كافة. نحن نعتمد بشكل أساسي على ثقة المستهلك اللبناني الذي تأثّر بشكل مباشر بالأزمات هذه السنة فتراجعت قدرته الشرائيّة، وتوجّه إلى التّخزين تحسّباً للارتفاع اليومي للأسعار، وهنا لا بدّ من التنويه بالمرونة الكبيرة التي يتمتع بها المستهلك اللبناني ليصمد أمام التحديات، ويتكيّف معها ويحوّلها في كثير من الأحيان إلى فرص.

 

شكّلت "سبينيس" منذ نشأتها في لبنان، تجربة تسويقية مميزة، ما هي برأيكم نقاط القوة التي تميزكم؟

 

النقطة الأساسية التي نستند اليها ونستمد القوة منها هي ثقة المستهلك اللبناني بالدرجة الأولى وحرصنا الدائم على توفير احتياجاته كافة مهما كانت الظروف والعوائق. نبحث دائماً عن رضا هذا الأخير، ونحرص أن يشعر بالاطمئنان على صعيد الأمن الغذائي وتوفر جميع احتياجاته على الرفوف من دون أدنى نقص.

أما النقطة الثانية فتتمثل بفريق العمل المتفاني في الخدمة الذي يعمل جاهداً لتأمين هذه الاحتياجات وضمان توفرها بشكل مستمر، ومدّ المستهلك اللبناني بتجربة تسوق فريدة من نوعها.

 

 كيف تصفون الموارد البشرية اللبنانية، وكيف تعمل "سبينيس" على تطوير قدرات مواردها البشرية؟

 

 

يتمتع الشعب اللبناني بقدرات وطاقات فكرية هائلة ولاسيما الفئة الشابة منهم، ونسعى قدر المستطاع لتوفير فرص عمل لهؤلاء في جميع فروعنا خصوصاً في هذه الفترة الاقتصادية الصعبة التي تمرّ بها البلاد، ولا نوفر فرصة لفتح باب التوظيف لينضم أفراد جدد إلى عائلتنا فيساهموا بالتالي في استمراريتها. وفي إطار دعمها للإنتاج الوطني والأفكار الجديدة المبتكرة بهدف دعم الصناعات المحلية وتشجيع الشباب والشابات على البقاء في لبنان من خلال تطوير مشاريعهم وتوسيعها محلياً وعالمياً، أطلقت "سبينيس" أخيراً مبادرة "سوق البيت" وهي سوق أسبوعية استضافت عشرات المبدعين اللبنانين ليقوموا بعرض أعمالهم اليدوية والحرفية.

 

ما أبرز مشاريع المسؤولية الإجتماعية التي قامت بها "سبينيس" أخيراً؟

 

 

 تدخل المسؤولية الإجتماعية في صلب أولويات "سبينيس" ولقد أطلقنا العديد من المبادرات أبرزها مؤخراً حملة "تيرجع بيت العمر" لدعم المناطق المتضررة بعد الإنفجار الذي هزّ العاصمة بيروت، كما شاركنا في إضاءة شجرة الميلاد في Beirut City of life وإطلاق مصابيح مضيئة إحياءً لذكرى شهداء 4 آب/أغسطس.