ماستركارد: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محرّك رئيسي لعجلة نمو وازدهار قطاع السفر الفاخر

  • 2024-05-08
  • 08:18

ماستركارد: منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا محرّك رئيسي لعجلة نمو وازدهار قطاع السفر الفاخر

كشف تقرير حديث لشركة ماستركارد بعنوان "قطاع السفر الفاخر: لمحة عن أسواق الشرق الأوسط" أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي واحدة من المناطق الرئيسية التي تقود عجلة نمو وازدهار قطاع السفر الفاخر، إذ سجلت مستويات إنفاق كبيرة واهتماماً متزايداً بالرفاهية المستدامة والتجارب الثقافية الغنية.

ومن المتوقع أن يؤدي الطلب المتزايد على تجارب جديدة في أماكن غير مكتشفة، وعلى الرحلات القصيرة، والرحلات الترفيهية إلى تعزيز نمو سوق السفر الفاخر العالمي، وذلك بمعدل نمو سنوي مركب يصل إلى 7.9 في المئة ما بين العامين 2024 و2030 وفقاً لبحث صادر عن "غراند فيو". ويشكّل المسافرون من أصحاب الثروات العالية ما يقرب من 36 في المئة من إجمالي الإنفاق العالمي على السفر، في ظل التوقعات بظهور أوائل أصحاب الثروات التي تصل لتريليونات الدولارات في العالم، وذلك وفقاً لدراسة صادرة عن "جونز لانغ لاسال".

نائبة الرئيس التنفيذي لشؤون تطوير الأسواق لدى ماستركارد في شرق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا آمنة أجمل قالت إن "هذا التقرير صورة واضحة حول خيارات أصحاب الثروات في ما يتعلّق بالسفر. وأعتقد بأنه من الرائع أن نرى أن الاستدامة والتجارب الثقافية المفيدة هي من بين أبرز الأمور التي تثير اهتمامهم، إلى جانب أمور أخرى مثل السكن الفاخر، والتكنولوجيا المتقدمة ومزايا الولاء. ونحن مستمرون في عقد شراكات مثمرة مع أبرز الجهات في القطاع لطرح حلول مبتكرة تفتح الباب أمام عالم جديد من التجارب غير المسبوقة في قطاع السفر".

وبحسب دراسة شركة "يو غوف" YouGov فإن أكثر من ثلث (36 في المئة) المسافرين الباحثين عن الترف، يرغبون في التعرف على ثقافات جديدة. ويبدو أن "الرحالة الرقميين" يغيّرون معالم قطاع السفر، مع تزايد رحلات السفر للعمل والسياحة في وقت واحد. وبالمقارنة مع المتوسط العالمي، يتضاعف ميل المسافرين الأثرياء لأخذ إجازة بعد انتهاء رحلة العمل، وقد كشفت دراسة حديثة لبرنامج "ماريوت بونفوي" عن تزايد الإقبال على رحلات السفر الفردية، إذ أكد 70 في المئة من المشاركين في الدراسة من دولة الإمارات العربية المتحدة، و69 في المئة من المملكة العربية السعودية خوض تجربة السفر بمفردهم مؤخراً.

الاستدامة ومراعاة البيئة

يعطي المستهلكون الأثرياء أهمية كبيرة لأصالة تجارب السفر الفاخرة الصديقة للبيئة، بما يشمل التعامل مع علامات سفر تدعم المجتمعات المحلية. وعلى مستوى العالم، أقام واحد من كل 10 مستهلكين في سكن فاخر صديق للبيئة خلال السنوات الثلاث الماضية، بالمقارنة مع خمسة من كل 10 من الأثرياء بعمر يتراوح ما بين 18 و34 عاماً. ومن اللافت، وفقاً لشركة "يورومونيتور" أن نسبة لا بأس بها من عشاق الفخامة (38 في المئة) لديهم استعداد لدفع مبالغ أكثر، تصل إلى ما بين 30 و50 في المئة للحصول على مزايا مستدامة عند السفر، بما في ذلك الخدمات العالية الكفاءة في استهلاك الطاقة، حتى إن 25 في المئة منهم لديهم استعداد لدفع مبالغ إضافية للحصول على وسائل نقل أقل انبعاثات كربونية.

التجارب قبل الأمور المادية

ويشير تقرير شركة "يو غوف" إلى أن هذه الشريحة من المستهلكين تفضل التجارب على السلع المادية، إذ يعطي أكثر من نصف المسافرين الأثرياء الأولوية لتجارب السفر الهادفة على التسوق والهدايا التذكارية، بالمقارنة مع 43 في المئة من الإجمالي العالمي. ويشير نحو الربع إلى استعدادهم لدفع المزيد من الأموال لخوض تجارب في الوجهات البعيدة، ورحلات متخصصة تتيح لهم التعرف عن كثب على الثقافات المحلية والإقامة في منتجعات صديقة للبيئة.

التخصيص والخصوصية والرفاهية

يشكل الحصول على إقامة فاخرة رفيعة المستوى أولوية قصوى بالنسبة إلى المسافرين المُترفين كما يرغبون بالحصول على خدمات استثنائية وفاخرة مقابل أموالهم، وقد أشار 27 في المئة إلى استعدادهم لدفع المزيد للإقامة في فلل أو شاليهات في مواقع منعزلة وخاصة، و21 في المئة لا مانع لديهم من الإنفاق بسخاء على تجارب الإقامة الفاخرة في جزيرة خاصة، ويبدو أن المسافرين الأثرياء الأصغر سناً هم أكثر ميلاً للإنفاق أكثر على تجارب الطعام الفريدة والحاصلة على نجمة ميشلان.

برامج الولاء

يعتبر المسافرون من دول مجلس التعاون الخليجي من بين الأعلى إنفاقاً، وبحسب بيانات معهد ماستركارد للاقتصاد، فإن السياح الكويتيين، على سبيل المثال، ينفقون في المتوسط 3.390 دولارات لكل بطاقة عند زيارتهم لباريس، بمعدل أعلى بخمس مرات من السياح الأميركيين. ويميل الأثرياء لاستخدام برامج الولاء وبطاقات العضوية بشكل كبير، بنسبة 34 في المئة مقارنة بالمتوسط الإجمالي البالغ 24 في المئة. ومن بين أكثر المزايا استخداماً في برامج الولاء، هناك الجلوس في صالات المطارات الحصرية وأولوية تسجيل الوصول والصعود إلى الطائرة وذلك وفقاً لتقرير "يورومونيتور".

ومع تحوّل الثروات إلى الأجيال الشابة، يشكل جيل الألفية (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 44 عاماً) الآن أعلى نسبة من الباحثين عن الرفاهية، يليهم الجيل Z (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 إلى 29 عاماً). ومع ذلك، من المتوقع أن يقدم الجيل X (الذين تتراوح أعمارهم ما بين 43 و58 عاماً) المساهمة الأكبر في نمو قطاع السفر في دول مجلس التعاون الخليجي وفقاً لـ"سوق السفر العربي". وفي وقت لا تزال فيه مستويات السفر في غالبية دول العالم في مرحلة التعافي ما بعد الجائحة، فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الوحيدة التي سجلت نمواً في أعداد الوافدين للمطارات بنسبة 22 في المئة بالمقارنة مع العام 2019. وبحسب مقياس السياحة العالمي، فقد ساهمت وجهات مثل قطر (90 في المئة) والمملكة العربية السعودية (56 في المئة) بشكل كبير في دفع عجلة هذا النمو.