فاطمة المظلوم السويدي من "مصدر": نسعى لرفع سعة مشاريع الطاقة النظيفة الى 100 جيغاواط

  • 2023-01-30
  • 11:30

فاطمة المظلوم السويدي من "مصدر": نسعى لرفع سعة مشاريع الطاقة النظيفة الى 100 جيغاواط

  • أبوظبي - كريستي قهوجي

تشكل الاستدامة إحدى الركائز والأهداف الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة تحوّلها نحو الطاقة النظيفة والمتجددة وتخفيض الانبعاثات الكربونية، وفي إطار التحديات التي تواجه العالم نتيجة عوامل التغير المناخي وتأثيره السلبي على حياة الإنسان والمجتمع، بالإضافة إلى استعداد الدولة لاستضافة مؤتمر "COP28" في نهاية العام الحالي، وذلك عبر سلسلة من الخطط والسياسات الطموحة ومن أبرزها "استراتيجية الإمارات للحياد الكربوني 2050".

ومن هذا المنطلق، بدأت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" العمل في مجال الطاقة النظيفة منذ 15 سنة في وقت قلّ وجود الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص التي تؤمن بهذا التوجّه، ما أدّى بـ"مصدر" إلى تكثيف أعمالها وزيادة التوعية لإيصال هذه الفكرة إلى أكبر عدد من شرائح المجتمع الإماراتي. ومع دخولها اليوم في شراكة "مبادلة" و"طاقة" و"أدنوك"، تسعى "مصدر" إلى التوسع في أعمالها وزيادة سعة شبكاتها لتصل إلى 100 جيغاواط خلال العشر سنوات المقبلة.

وفي هذا السياق، أجرى موقع "أولاً – الاقتصاد والأعمال" مقابلة مع مديرة مكتب "مصدر" في إندونيسيا فاطمة المظلوم السويدي على هامش "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي استضافته "مصدر" وعقد في مركز أبوظبي الوطني للمعارض "أدنيك" في العاصمة الإماراتية أبوظبي من 14 إلى 19 كانون الثاني/يناير 2023.

- ما هي المشاريع التي تقوم بها "مصدر" في مجال الاستدامة؟

لدى شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر" العديد من المشاريع في أكثر من 40 دولة حول العالم وتصل سعة هذه المشاريع إلى 15 جيغاواط. وتمتد المشاريع من دولة الإمارات إلى أميركا وأوروبا وأفريقيا، وهذه المشاريع تغطي تقنيات مختلفة منها الطاقة الشمسية بكل أنواعها العائمة على سطح المياه وعلى اليابسة وطاقة الرياح ومنذ سنوات قليلة بدأنا بتقنية تحويل النفايات إلى طاقة وهذا الامر يدل على أن آفاق "مصدر" تمتد أكثر وأكثر حالياً مع الأخبار الجديدة حول دخول شركاء جدد معها وهم "طاقة" و"أدنوك" و"مبادلة"، ما يؤدي إلى وضع استراتيجية لإنتاج طاقة نظيفة تصل سعتها إلى 100 جيغاواط خلال 10 سنوات، أي تكبير السعة من 15 جيغاواط إلى 100 جيغاواط، وهذا الأمر يفتح آفاقاً أكبر للشركة سواءً في الإمارات وخارجها.

- هل لك أن تحدّثينا عن التحديات التي تواجه الشركة في هذا المجال؟

بدأت الشركة في مجال الطاقة النظيفة منذ أكثر من 15 سنة ولم يكن هناك الكثير من الجهات التي تؤمن في هذا الموضوع، وكان أول تحدي الإثبات للجميع أن الطاقة النظيفة هي المستقبل واستطعنا أن نثبت هذا الأمر بالفعل عبر تطبيق هذه المشاريع في نطاق واسع حيث وصلت سعة أكبر مشروع للطاقة الشمسية إلى 10 ميغاواط منذ 10 سنوات. وتعمل "مصدر" في الوقت الحالي على بناء وتطوير أكبر مشروع للطاقة الشمسية على اليابسة بسعة 2000 ميغاواط أي أنه خلال 12 سنة استطعنا أن نضاعف هذه السعة ونكسر الرقم القياسي العالمي في سعر الطاقة الكهربائية. والتحدي الثاني الذي واجهته الشركة يتمثل بكيفية الوصول إلى دول العالم التي تتبع استراتيجيات مختلفة وذلك من خلال بناء جسور ما بين الذي تريد "مصدر" أن تقوم به في الدول هذه وما تريد هذه الأخيرة تطبيقه وإنتاجه، ونعتبر هذا الأمر فرصة لإنشاء قيمة من هذه المشاريع.

- ما هي أهمية انعقاد "أسبوع أبوظبي للاستدامة" الذي تستضيفه "مصدر" في ظل استضافة دولة الإمارات لمؤتمر "COP28" في آخر السنة الحالية؟

مؤتمر الأطراف "COP28" فعالية مهمة جداً على مدى السنوات لأنها تسلط الضوء على التغير المناخي، وهو حدث مهم جداً على مستوى العالم ويضم أعضاء كثيرة منها الدول المطورة والدول النامية. إن أهمية انعقاد هذا المؤتمر في الإمارات يكمن أولاً بأن الدولة وفي آخر 10 سنوات، طورت استراتيجية دفاع تجاه التغيير والتنويع من مصادر الطاقة وهذا ما يعتبر توافقاً خصوصاً أن هناك جهات نظر متقاربة ما بين "COP28" والإمارات و"مصدر" لأن الأخيرة هي الراعي الرسمي لـ"أسبوع أبوظبي للاستدامة" والذي يعتبر مهماً في مجال تبادل الخبرات والأفكار وانعقاد مشاريع وشراكات ما بين الشركات المختلفة وبعض الجهات الحكومية المختلفة ما يعني أن هناك توافقاً ما بين توجهات "COP28" و"مصدر" ودولة الإمارات. ونتأمل أن يكون تركيزنا على الفعل من خلال "COP28" وعلى أن نكون متحدين كدول أعضاء باتجاه التغير المناخي.

- لدى "مصدر" خطط للمحافظة على التنمية المستدامة. ما هي؟

التنمية المستدامة تأتي في أكثر من شكل وأنا أتكلم عن تجربتي كمديرة للمشاريع في إندونيسيا ونحن نحافظ على تنمية الاستدامة بأشكال مختلفة منها تطبيقها في حياتنا اليومية في المشاريع التي نقوم بها وهذا ينطبق على بداية المشروع حتى انتهاء فترة العمليات فيه، وذلك عبر طريقة تطبيق المشروع نفسه والمحافظة على الشراكات خلال إنشاء المشروع وخلق وظائف اقتصادية وإشراك المجتمعات حول المشروع وتطوير وتعليم وتثقيف الناس في الدولة المستضيفة للمشروع.

- هل لنا أن نعرف عن مشاريع "مصدر" المستقبلية في مجال الاستدامة؟

مع شركائنا الجدد في "مصدر" نسعى إلى توسيع سعة المشاريع الطاقوية النظيفة إلى 100 جيغاواط خلال 10 سنوات، ونهدف من خلال ذلك إلى التوسع لدول جديدة والتركيز على العلاقات الحالية الموجودة وتكبيرها في إطار المشاريع وتوسيع مكاتبنا حيث نتواجد في إندونيسيا وأذربيجان وسنغافورة وفي المغرب ومصر وأميركا وكل ذلك جزء من التوسعة لمشاريع "مصدر" وكلها تصب في هدف تأمين سعة الـ100 جيغاواط خلال السنوات المقبلة. ونحن نعمل على الدخول في مجالات وتقنيات جديدة في الطاقة النظيفة ولم ندخل بعد في مجال الحرارة الأرضية (Geothermal) والطاقة الكهرمائية من خلال الاطلاع على التقنيات النظيفة الأخرى.