خسارة التنوع البيولوجي تهدّد استدامة الغذاء

  • 2021-10-08
  • 10:03

خسارة التنوع البيولوجي تهدّد استدامة الغذاء

حذّر تقرير "ميزة التنوع البيولوجي- الازدهار مع الطبيعة: التنوع البيولوجي من أجل سبل عيش ونظم غذائية مستدامة" صدر أخيراً عن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للأمم المتحدة، من عدم قدرة أشد السكان ضعفاً في العالم من التكيّف مع تغيّر المناخ أو إنتاج الأغذية على نحو مستدام في حال استمرار فقدان التنوع البيولوجي. 

تناول التقرير بالتفصيل الدور الذي يؤديه صغار المزارعين الريفيين في حماية التنوع البيولوجي، مبيّناً المخاطر التي تواجه هؤلاء المزارعين الذين يشكّلون غالبية الفقراء والجياع في العالم عندما يتعرض التنوع البيولوجي للخطر.

ويُستمَد ما يقدر بنحو 80 في المئة من احتياجات فقراء العالم، بما في ذلك قدرتهم على الزراعة وكسب الدخل من موارد بيولوجية. ومع ذلك، فإن فقدان التنوع البيولوجي يرتفع حالياً، إذ يعتبر مليون نوع من الحيوانات والنباتات مهدداً بالانقراض، وأعلن العام الماضي وحده عن انقراض 31 نوعاً.

ونبّهت نائبة الرئيس المساعدة لدائرة الإستراتيجية وإدارة المعرفة في الصندوق جيوستنا بوري قائلة: "نحن عند منعطف حرج. إذا فقدنا التنوع البيولوجي، فسنفقد قدرتنا على الاستجابة للجوع وتغيّر المناخ، ونحن نعلم أن الزراعة الواسعة النطاق تهدد التنوع البيولوجي. ومن ناحية أخرى، يحمي صغار المزارعين مواردنا الطبيعية، وعندما تجري حماية التنوع البيولوجي، وتتمتع النظم الإيكولوجية بالصحة والتنوع، تزيد إنتاجية المزارعين وقدرتهم على الصمود في وجه تغيّر المناخ".

ويدعم التنوع البيولوجي إنتاج الأغذية من خلال تكوين التربة، وإنتاجية الأراضي، ومكافحة الآفات والأمراض، وتجديد المياه الجوفية وخدمات التلقيح. وتعتبر السمات البيولوجية مثل غابات المنغروف والشعاب المرجانية بمثابة حواجز تحدّ من مخاطر الكوارث الطبيعية، ويؤدي تحسين التنوع البيولوجي الزراعي في المزارع الصغيرة النطاق إلى تربة صحية ومنتجة تحتجز المزيد من الكربون، وتقدم مساهمة تراكمية مهمة في تخزين الكربون.

وأوضح التقرير الذي نُشر قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي (الدورة الخامسة عشرة لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ) الذي ينطلق في 11 تشرين الأول/ أكتوبر كيف تساهم الاستثمارات في التنوع البيولوجي في المساواة بين الجنسين، وتمكين النساء والشباب، والتغذية. وأظهر كيف يمكن للاستثمارات في حماية النظم الإيكولوجية وتعزيزها أن تزيد الفوائد لصالح صغار المزارعين والبيئة.

وعلى سبيل المثال، أدت استعادة الغابات المتدهورة في كينيا إلى تحسين جمع الأمطار، مما أدى إلى زيادة إمدادات المياه وجودتها، وتحسين إنتاجية المزارعين.

وفي بوركينا فاسو، أدت مجموعة من التقنيات الزراعية والإيكولوجية وزراعة الأشجار إلى تحسين الغلال والقدرة على الصمود في وجه تغيّر المناخ، وساهمت في تخزين ما يزيد على 1.7 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون.

وحذّرت بوري من أنه "إذا لم تأخذ الاستثمارات الإنمائية الطبيعة في الحسبان، فإن أموالنا ستضيع سدى".

وأعلن الصندوق الشهر الماضي، كجزء من زيادة استثماراته في التنوع البيولوجي، عن التزامه بتركيز 30 في المئة من تمويله المناخي لأغراض دعم الحلول القائمة على الطبيعة في الزراعة الريفية الصغيرة النطاق بحلول العام 2030، وتعزّز الحلول القائمة على الطبيعة حفظ وإدارة واستعادة النظم الإيكولوجية الطبيعية والتنوع البيولوجي بصورة استباقية للمساهمة في مواجهة تحديات تغيّر المناخ، والأمن الغذائي والمائي، وصحة الإنسان.