"نحن أول شركة عربية في منطقة الشرق الأوسط نجحت بتطوير حلول ومنتجات خاصة بالامن السيبراني على أيد وبكفاءات عربية"، يقول الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في الشركة طارق فضل وفا، مختصراً بذلك الخلاصة التي تخرج منها بعد متابعة قصة تأسيس وانطلاقة شركة "هاك تراك" (HakTrak) في مملكة البحرين.
في العام 2018، التقت رؤية طارق وفا القادم من قطاعات عدة كالاتصالات والخدمات الدفاعية والأمنية وغيرها، مع الخطة التي كان بدأها المؤسس والشريك التقني في الشركة حازم موسى، بالتأسيس لكيان متخصص في تطوير وتسويق حلول خاصة بالأمن السيبراني. وهكذا، بدأت فصول قصة نجاح عربية في مجال الامن السيبراني كسرت قاعدة الاحتكار الأجنبي لهذا القطاع، والاهم أن رؤية وفا وموسى المشتركة، كما يقولان في حديثهما إلى "أولاً-الاقتصاد والأعمال" تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك، وهما يتطلعان لفتح المجال أمام الكفاءات العربية للمساهمة في تطوير منتجات وخدمات الشركة، وتقديم نموذج يشجع الشباب العربي على تأسيس شركات خاصة به عوضاً عن ما يجري استقطابه من قبل شركات أجنبية. فما هي قصة "هاك تراك"؟
طارق وفا: "هاك تراك" أول شركة طورت منتجات أمن سيبراني بكفاءات عربية خالصة
حلول سيبرانية بجهود عربية
يقول الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في الشركة طارق فضل وفا إن جهود التأسيس الأولى لشركة "هاك تراك" (HakTrak) بدأت قبل سنوات من قبل الشريك والمؤسس التقني حازم موسى، حيث تركزت جهوده على مدى 6 أعوام على الأبحاث والتطوير والخدمات الاستشارية في مجال الامن السيبراني على مراحل عدة.
ومن هذه الفكرة، ينطلق المؤسس والشريك التقني حازم موسى ليوضح أن الهدف الأساسي كان يتمثل في تأسيس شركة متخصصة في مجال تطوير وتسويق حلول الأمن السيبراني، وجاء ذلك مستنداً إلى افتقار الأسواق العربية، بصفة عامة، إلى حلول من هذا النوع يجري تطويرها على أيدي كفاءات عربية، مشيراً إلى أنه من المعلوم أن مثل هذه الصناعة تسيطر عليها بنسبة كبيرة شركات أجنبية، وتعمل دول المنطقة على سدّ احتياجاتها من خلال الاستعانة بأنظمة مستوردة.
حازم موسى: نقدم حلولاً بمزايا غير مسبوقة عالمياً
Armor أول المنتجات
يوضح حازم موسى أن خبرات ونتائج مرحلة الأبحاث والتطوير على مدى السنوات الست، وما قدمته الشركة في مرحلة لاحقة من خدمات استشارية للعملاء، قادت إلى تصميم وتطوير وإنتاج أول منتج في الأمن السيبراني جرى تطويره من قبل الشركة تحت اسم "هاك تراك أرمور" (HakTrak Armor)، مشيراً إلى أن هذه الحلول موجهة للشركات ذات الحجم المتوسط وما دون، وهو يوفر حلول الجيل الجديد من جدار الحماية (NG Firewall) والحماية من عمليات الاحتيال والقرصنة الالكترونية.
ويضيف موسى أن هذا الجهاز يستخدم ويعتمد أحدث التقنيات كما هي الحال مع الذكاء الاصطناعي والتعليم الآلي وأتمتة عمليات الأمن السيبراني، مشيراً إلى أن الجهاز خضع لتجارب مكثفة ومعمقة لمدة طويلة أثبتت فعاليته في مواجهة حالات اختراق الأنظمة أو عمليات القرصنة والاحتيال.
شركات في المنطقة تستعين بأنظمة أجنبية
لا توفر لها حلولاً شاملة من الهجمات الالكترونية
حلول وفق متطلبات العميل
من جهة أخرى، يلفت حازم موسى النظر إلى أن الفترة التي ركزت فيها الشركة على تقديم الاستشارات، شكلت حافزاً إضافياً لدى المؤسسين لطرق باب تصميم وتطوير الحلول الخاصة بالشركة، وذلك لأسباب عدة من بينها: أن هناك شريحة واسعة من الشركات في المنطقة تستعين بأنظمة في مجال الامن السيبراني لا توفر لها الحماية الكاملة أو أن الأنظمة التي جرى الاستعانة بها لا تتطابق مع احتياجاتها وطبيعة نشاطاتها، كما إن الخدمات الاستشارية المقدمة من قبل الشركة، مكنت من استكشاف نقاط الضعف في الأنظمة القائمة لدى هذه الشركات، هذا بالإضافة إلى أنه وحتى سنوات قليلة كان هناك خلط بين الدور التقنيين المشرفين على الجانب التكنولوجي وأولئك المتخصصين في الامن السيبراني.
ويخلص حازم موسى إلى القول إن هذه المعطيات قادت جميعها فريق عمل "هاك تراك" لتصميم حلول وفق متطلبات العميل واحتياجاته، وكذلك بما يتناسب مع طبيعة نشاط الشركات من العملاء، وبالتالي ملء الفراغ العربي الهائل في هذا المجال، بما ساهم في تكريس وتوطين أول حلول عربية في مجال الأمن السيبراني على أيدي كفاءات عربية.
"هاك تراك لاب" (HakTrak Lab) حيث يجري تطوير حلول الأمن السيبراني على يد كفاءات عربية معظمهم من البحرينيين
حلول تمكّن المؤسسات المالية هي الأولى من نوعها
تعتمد الذكاء الاصطناعي وتستشعر الهجمات مسبقاً
حلول غير مسبوقة للمؤسسات المالية والمصرفية
مع الخبرة التي اكتسبتها "هاك تراك" والنتائج الإيجابية المحققة مع حلول "هاك تراك أرمور"، ونظراً إلى ما تزخر به البحرين من مؤسسات مالية ومصرفية، انتقلت الشركة للعمل على ضرورة تصميم حلول جديدة تناسب هذه المؤسسات. ويقول حازم موسى إنه جرى خلال فترة قصيرة تطوير حلول (Hybrid Cyber Security Solution) وقد تضمنت مزايا غير مسبوقة عالمياً، مشيراً إلى ان هذه الحلول مخصصة لمواجهة عمليات الاحتيال والقرصنة الالكترونية، وهي تمكن الشركات المالية من متابعة حساباتها في خطوة غير معتمدة مسبوقة حصلت من خلالها "هاك تراك" على براءة اختراع خاصة بها.
ويضيف أن من مزايا هذه الحلول أيضاً أنها تستشعر مسبقاً أي عمليات احتيال استناداً إلى تقنية الذكاء الاصطناعي وترسل بلاغاً فيها إلى الشركة المعنية وتحول دون حصولها، كما إنها تستشعر أي محاولات لقرصنة الحسابات سواء تمّ ذلك من خلال جهات خارجية أو داخلية متواطئة مع أخرى من الخارج، في وقت أن الحلول القائمة في السوق تبلغ عن حالات الاحتيال بعد وقوعها.
فوزنا بعقد مع إحدى الجهات الحكومة في البحرين منحنا ثقة للتوسع في الحلول والخدمات
توسيع قاعدة العملاء
استناداً إلى عملها في مجال الأبحاث والتطوير ومن ثم الاستشارات المقدمة للعملاء والتي عمل خلالها فريق "هاك تراك" على الدخول في مرحلة تجربة الحلول المقدمة في مجال الامن السيبراني، استطاعت "هاك تراك" أن تحقق هدفين: الأول، بناء جسور ثقة مع العملاء، والثاني، الانتقال إلى مرحلة الإنتاج.
وهنا يضيف حازم موسى أن "هاك تراك" انتقلت خلال هذه المرحلة من تزويد الشركات المتوسطة الحجم لتزويد الشركات الكبيرة، كما إنها نجحت في العام 2018 بالفوز بعقد مع إحدى الجهات الحكومية المهمة، ويتابع أن أحد عناصر هذه القيمة المضافة، تتمثل في أن الشركة توفر إلى جانب الحلول، خدمات المتابعة والتحديث المستمرين، إلى جانب تدريب المعنيين المشرفين على أنظمة الامن السيراني، وهي عناصر عادة لا توفرها الشركات الأجنبية.
من جهته، يلفت طارق وفا النظر إلى أنه ليس من السهل أمام أي جهة حكومية أن تتخلى عن الإستمرار مع مزود حلول أجنبي فقط بشكل حصري لصالح شركة "هاك تراك" لو لم تجد فيها القيمة المضافة وحلول مفصلة ومخصصة لها، معتبراً أن هذه الخطوة "حققت دفعة مهمة لأعمالنا وعكست حجم الثقة بحلولنا". ويضيف وفا أن من بين المؤشرات التي تعكس نجاح الشركة يتمثل في تنوع محفظة عملائها التي باتت تضم جهات صحية حكومية وخصوصاً في البحرين، إلى جانب شركات تعمل في مجال الهندسة الميكانيكية والتدريب وصولاً إلى الشركات العائلية.
توجه لتأسيس شركة تابعة في مصر في العام المقبل
وخطوة توسعية خليجياً في العام التالي
توسع بمضامين مختلفة
في ظل التطورات والإنجازات المهمة المحققة خلال فترة قصيرة من مسيرتها، تتطلع "هاك تراك" إلى اعتماد خطة طموحة للتوسع ولكن بمضامين مختلفة. وفي هذا السياق، يقول حازم موسى: "بعد أن نجحنا في تقديم انفسنا كشركة عربية متخصصة في حلول الأمن السيبراني، نتطلع لأن نكون نموذجاً يمهد الطريق أمام شركات جديدة تؤسس من قبل كوادر عربية وتمهد لولادة تنافس حقيقي على مستوى الخدمات"، مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن "هاك تراك" فتحت المجال للتعاون مع كوادر عربية للتطوير والارتقاء بمنتجات وخدمات الشركة في مرحلة أولى من مختلف الدول، كما إنها تلعب دوراً على حث الشركات المتخصصة في مجال البرمجيات لتحويل نشاطها نحو حلول الامن السيبراني.
من جهته، يفصل طارق وفا خطة التوسع ويميز بين عنصرين: الأول، المبيعات وهو الذي سيتم في الخليج. الثاني، جغرافي يخدم النشاط التشغيلي للشركة وهو ما سيتم خلال العام المقبل من خلال تأسيس شركة تابعة في مصر، بهدف توفير الخدمات لأسواق منطقة شمال أفريقيا، على أن يليه في العام 2022 توسع نحو دولة خليجية جديدة.